اشتباكات سد تشرين تفجر مخاوف عراقية.. هل يؤثر انهيار السد على العراق؟
استهدافات متوالية بالطائرات والصواريخ
اشتباكات سد تشرين تفجر مخاوف عراقية.. هل يؤثر انهيار السد على العراق؟
انفوبلس/..
بالتزامن مع استمرار عمليات القصف المكثف والاشتباكات المسلحة في محيط سد تشرين السوري، تبرز مخاوف حتمية في العراق، من احتمالية انهياره ما أثار مخاوف جمّة من التأثيرات المحتملة على الأراضي العراقية.
وتصاعدت الاشتباكات المسلحة في محيط سد تشرين خلال الساعات الماضية، حيث شهدت المنطقة معارك عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية وجماعاتالمعارضة المسلحة.
وتزامن القصف الجوي والمدفعي المكثف مع محاولات تقدم على الأرض، مما أثار القلق بشأن سلامة السد واحتمالية تعرضه لأضرار قد تؤدي إلى تداعيات خطيرة على المناطق المحيطة، بما في ذلك الأراضي العراقية.
وسد تشرين، الذي يُعد من أبرز السدود في سوريا، يقع جنوب مدينة منبج حيث تدور معارك عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية وفصائل المعارضة المسلحة.
وقد تعرضت المنطقة المحيطة بالسد لقصف بالأسلحة الثقيلة، بحسب وسائل إعلام محلية، مما يعزز القلق من وقوع انهيار يؤدي إلى تداعيات واسعة النطاق.
وبالرغم من هذه المخاوف، يرى مختصون أن تأثير انهيار السد على العراق قد يكون محدودًا، نظرًا لوجود سدود وأودية طبيعية قادرة على استيعاب كميات كبيرة من المياه.
*لا مخاطر
كما يشير الخبراء إلى أن بحيرة الأسد، الواقعة خلف السد، تلعب دورًا رئيسيًا في تقليل المخاطر من خلال تخزين كميات كبيرة من المياه وتوزيعها تدريجيًا.
في الوقت نفسه، شدد خبراء عراقيون على أهمية تعزيز الجاهزية لمواجهة أي سيناريو طارئ، مشيرين إلى أن المناطق الزراعية والبنى التحتية القريبة من نهر الفرات تحتاج إلى تدابير وقائية لضمان سلامتها في حالة حدوث فيضانات مفاجئة.
بدوره، أوضح الخبير في مجال المياه أحمد صالح، أن “انهيار سد تشرين لا يشكل تهديدًا على العراق، بل قد يحمل بعض الآثار الإيجابية، لكن التهويل بشأن هذه القضية مبالغ فيه، خاصة وأن السد يقع خلف سد الطبقة الذي يُعد سدًا كبيرًا جدًا وقادرًا على استيعاب كميات كبيرة من المياه، حيث يبلغ طوله 4500 متر وارتفاعه حوالي 60 مترًا”.
وأشار صالح، إلى أن “وجود بحيرة الأسد الكبيرة التي تمتد لثمانية كيلومترات توفر مساحات فيضية طبيعية تستوعب كميات كبيرة من المياه، مما يقلل من مخاطر الفيضان، كما أن المناطق الواقعة بين سد تشرين وهذه المساحات تُعد أودية طبيعية لامتصاص المياه، وعند وصول المياه إلى العراق، تمر بمناطق مهيأة للفيضانات وأودية كبيرة قادرة على استيعاب المياه دون أي مشاكل تُذكر”.
وأكد صالح، أن “جريان المياه عبر الأنهار في العراق يظل تحت السيطرة، ولا توجد مخاوف حقيقية من انهيار سد تشرين وتأثيره على الأراضي العراقية”.
*رأي مغاير
ويبلغ طول السد 900 متر، وارتفاعه 40 متراً، وعرضه عند القاعدة 90 متراً، وعند القمة 21.5 متراً على منسوب 329 متراً، ويُستخدم لتوليد الطاقة الكهربائية بقدرة إجمالية تصل إلى 630 ميغاواط.
من جانبه، يرى الخبير المائي ميثم محمد، أن التفاؤل لا يعكس حجم التهديد الفعلي، مشيرًا إلى أن انهيار سد تشرين قد يؤدي إلى ثلاث موجات مائية متتالية تختلف في قوتها وتأثيرها.
ويرى محمد، أن “الموجة الأولى ستكون الأعنف، حيث يصل ارتفاعها إلى 7 أمتار، مدمرةً المناطق الواقعة ضمن نطاق 150 كيلومترًا من السد، فيما ستصل الموجة الثانية بارتفاع 5 أمتار، لتؤثر على مناطق تمتد حتى 400 كيلومتر. أما الموجة الثالثة، التي ستصل إلى العراق، فسيكون ارتفاعها 3 أمتار، ما سيؤدي إلى زيادة كبيرة في منسوب نهر الفرات”.
وأشار في تصريحات صحفية إلى أن “المدن العراقية الواقعة على نهر الفرات في محافظة الأنبار ستتعرض لتأثيرات مباشرة في حال وقوع كارثة انهيار السد”، داعيًا إلى “تدخل دولي عاجل لإبعاد العمليات العسكرية عن محيط السد حفاظًا على سلامة السكان والبنى التحتية”.
*تصاعد للاشتباكات
ومنذ فجر الجمعة الماضية، شهدت مناطق عدة في شمال سوريا تصعيدا في الاشتباكات، خاصة في محيط سد تشرين وجسر قرقوزاق.
ووفقًا لـ"سكاي نيوز عربية"، فقد "شهد محيط سد تشرين وجسر قرى قرقوزاقاشتباكات عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية والجماعات الإرهابية الموالية لتركيا، وخاصة بعد دخول المئات من تنظيم حراس الدين الذين يأخذون جنسيات غير سوريّة مثل الأوزبكي والشيشاني".
المعركة تركزت في عدة محاور، حيث أكدت قوات سوريا الديمقراطية تصديها للهجمات في محور قرية علوش وتل عريش، موضحةً أنها دمرت العديد من الآليات العسكرية وقتلت اثنين من الفصائل الموالية لتركيا، فيما فرَّ الآخرون.
كما استهدفت الطائرات التركية المسيّرة مواقع تابعة لقوات سوريا الديمقراطية في مناطق مثل سد تشرين وكوباني، مما أسفر عن مقتل بعض أفراد القوات الكردية وتدمير العديد من العربات المدرعة.
وفي هذا السياق، أشارت "سكاي نيوز" إلى أنه "خلال 24 ساعة استهدفت المسيّرات التابعة لقوات سوريا الديمقراطية 27 نقطة وعربة، وتم تدمير نحو 10 عربات مصفحة، بالإضافة إلى عربات دوشكا تابعة للجماعات الموالية لتركيا".إضافة إلى ذلك، استهدفت القوات التركية مناطق أخرى في شمال سوريا مثل مدينة منبج وبلدة الجرمية عبر الطائرات المسيّرة.