"الانزعاج" الكويتي يُفشل اجتماعاً تاريخياً بين العراق وإيران ودول مجلس التعاون الخليجي برئاسة أمين عام الأمم المتحدة
انفوبلس..
في خضم الصراع العراقي الكويتي المتصاعد بشأن قضية ترسيم الحدود وأزمة خور عبدالله، ومع اجتماع قادة الدول ووزرائها في نيويورك، أفشلت الكويت اجتماعاً تاريخيا كان سيجمع كُلَّاً من العراق وإيران ودول مجلس التعاون الخليجي برئاسة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
مصدر دبلوماسي ذكر، أن "بعض الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي تعرب عن شكوكها حول الغرض من الجلسة وتوقيتها".
وبحسب المصدر، "كان من المقرر أن يرأس الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أمس السبت، الاجتماع، لكن النزاع المتصاعد بين العراق والكويت أوقف هذه المساعي"، مشيرا أنه "يجري الإعداد لأسوأ السيناريوهات".
وتصاعدت التوترات بين الكويت والعراق، بعد أن قضت المحكمة الاتحادية العليا العراقية بعدم دستورية تصديق البرلمان العراقي على اتفاقية تنظيم الملاحة في ممر "خور عبد الله" المائي بين الدولتين.
وتقول المحكمة العراقية، في حيثيات حكمها، إن "المصادقة على المعاهدات والاتفاقيات الدولية ينبغي أن تكون بقانون يُسَن بأغلبية ثلثي أعضاء مجلس النواب".
وأعلنت الكويت، في وقت سابق، اعتراضها على القرار الصادر عن المحكمة الاتحادية العراقية بعدم دستورية قانون تصديق اتفاقية "تنظيم الملاحة في خور عبد الله."
جاء ذلك في مذكرة احتجاج سلّمها مساعد وزير الخارجية لشؤون الوطن العربي في الكويت، السفير أحمد عبد الرحمن البكر، لسفير العراق لدى الكويت، المنهل الصافي، في ديوان عام وزارة الخارجية الكويتية، وفقا لبيان رسمي.
واستنكر وزير الخارجية الكويتي، الشيخ سالم عبد الله الجابر الصباح، في وقت سابق، "بأشد العبارات، حكم المحكمة الاتحادية العليا في العراق، بشأن اتفاقية بين البلدين تتعلق بالملاحة البحرية في خور عبد الله".
وأشار إلى أنه "قدَّم إحاطة، خلال اجتماعه مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، حول حيثيات الحكم، وصدر عن اجتماعهم بيان واضح ومؤيد للجانب الكويتي"، مؤكدًا أن هذا الحكم يحاول إسقاط التصديق عن الاتفاقية المبرمة بين البلدين عام 2012، والتي تم الاتفاق عليها وصُدِّقت من قبل السلطات التشريعية في الكويت والعراق.
فيما جدد رئيس الحكومة العراقية، محمد شياع السوداني، التزام العراق بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بين العراق والكويت، ومبادئ القانون الدولي والتفاهمات المشتركة وحسن الجوار، وسيادة أراضي دولة الكويت وسلامتها.
من جهته، أكد رئيس مجلس القضاء الأعلى في العراق، فائق زيدان، على "احترام العراق لدولة الكويت تاريخًا وحاضرًا ومستقبلًا، واستقلاليتها عبر المراحل التاريخية المختلفة".
وأعلن مجلس القضاء الأعلى في العراق، في بيان، أن "رئيس مجلس القضاء الأعلى، فائق زيدان، استقبل سفير دولة الكويت في العراق، طارق الفرج، لبحث التعاون بين البلدين الشقيقين في المجال القضائي".
وخور عبد الله هي المنطقة الواقعة في أقصى شمال الخليج بين الكويت والعراق، ووقّع البلدان، في عام 2013، اتفاقا لتنظيم الملاحة البحرية في الخور.
يُشار إلى أن خور عبد الله يقع ما بين جزيرتي بوبيان ووربة الكويتيتين، وشبه جزيرة الفاو العراقية، ويمتد إلى داخل الأراضي العراقية، مشكلاً خور الزبير، الذي يقع فيه ميناء أم قصر العراقي.