العدو يؤكد اغتيال مروان عيسى في غزة.. ولا تعليق لـ"حركة حماس" حول رجل الظل وحلقة الوصل بين القيادة العسكرية والسياسية
انفوبلس/..
أكدت هيئة البث "الإسرائيلية" استشهاد الرجل الثاني في الجناح العسكري لحماس، مروان عيسى، في قصف إسرائيلي سابق بمخيم النصيرات في قطاع غزة.
وقالت الهيئة، إن "عملية اغتيال مروان عيسى تمت بنجاح" على حد تعبيرها. في المقابل، لم تعلق حركة المقاومة الإسلامية في فلسطين "حماس" حتى الآن على هذه التصريحات.
ومروان عيسى، أهم الشخصيات التي تم استهدافها منذ بداية الحرب على غزة، ويُعدّ الرجل رقم 3 على قائمة المطلوبين "الإسرائيلية" في حماس، بعد (محمد الضيف) قائد كتائب القسام، و(يحيى السنوار) قائد حماس في غزة.
ونشر جيش الكيان الإسرائيلي، مقطع فيديو لغارة جوية، يذكر أنها ليست مؤكدة إن كانت ناجحة في عملية الاغتيال، التي استهدفت القيادي في حركة "حماس" مروان عيسى.
وأوضح جيش الكيان، أن "الغارة الجوية وعملية الاغتيال التي استهدفت مروان عيسى ليست مؤكدة إن كانت قد نجحت"، موضحا أنه "من بين المستهدفين أيضا القيادي غازي أبو طماعة".
وذكرت تقارير صحفية إسرائيلية، أن "الجيش الإسرائيلي يتحقق مما إذا كان مروان عيسى القيادي في حركة حماس قد قُتل في غارة جوية على غزة هذا الأسبوع"، بينما رسميا، فالصمت هو السائد.
من هو مروان عيسى؟
رجل الظل واليد اليمنى لمحمد الضيف، ونائب القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام وعضو المكتب السياسي والعسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وُلد عام 1965، وشكّلت جهوده في تطوير الكتائب تهديدا حقيقيا لإسرائيل، التي وضعته على قائمة أبرز المطلوبين لديها.
اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الانتفاضة الأولى مدة 5 أعوام (1987-1993)، بسبب نشاطه التنظيمي في صفوف حماس التي التحق بها في سن مبكرة.
وتقول إسرائيل إنه طالما ظل على قيد الحياة فإن ما تصفه بـ"حرب الأدمغة" بينها وبين حماس ستبقى متواصلة. وتصفه بأنه رجل "أفعال لا أقوال"، وتقول إنه ذكي جدا لدرجة "يمكنه تحويل البلاستيك إلى معدن".
وُلد مروان عبد الكريم عيسى - أبو البراء- في مخيم "البريج" للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة، فنشأ حاملا على عاتقه حلم العودة إلى القرية التي هُجّر منها أهله في "بيت طيما" بمدينة المجدل إبّان النكبة عام 1948.
تميّز بين أقرانه ببنيته القوية، وبرز لاعبا مميزا في كرة السلة، وكان يلقب بـ"كوماندوز فلسطين"، وكانت له صولات وجولات في الملاعب ضمن فريق "نادي خدمات البريج".
مع ذلك لم تكتب له مسيرة رياضية النجاح، إذ اعتقله الاحتلال عام 1987 بتهمة الانضمام لحركة "حماس"، واعتقلته بعدها السلطة الفلسطينية عام 1997، ولم يخرج إلا بعد اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000.
ولما أُفرج عنه ترك الرياضة وشقَّ طريقا مالت إليها نفسه تلبيةً لواجب الدفاع عن الأرض، فالتحق بكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وكان حينها في الـ19 من عمره.
وكان دخوله للحركة على يد إبراهيم المقادمة، الذي كان أبو البراء يتدارس عنده أسبوعيا في المسجد الكبير داخل المخيم، فلمح فيه فراسة ونباهة تميز بهما عن أقرانه.
كان أبو البراء في الدفعة التي شاركت بسلسلة العمليات الاستشهادية عام 1996 انتقاما لاغتيال المهندس يحيى عياش، إلى جانب عدد من البارزين في الحركة أمثال الضيف وحسن سلامة وغيرهم، فاعتُقل على إثرها 4 سنوات، قبل أن يُفرج عنه بعد انتفاضة الأقصى عام 2000.
بقي مجهولا حتى أُعلن عنه رسميا ضمن "أسماء قادة الصف الأول من كتائب القسام" في البيان الذي نشرته في أيلول 2005 قبل 10 أيام من الانسحاب الإسرائيلي من غزة.
خلال الحصار على قطاع غزة عام 2009 عانى ابنه براء ذو الـ9 سنوات حينها من فشل كلوي، ورغم ذلك مُنع من السفر للعلاج خارج غزة، وتوفي على إثرها وأصبح الشهيد رقم 359 جراء الحصار المفروض على القطاع منذ 2007.
لم يكن وجهه معروفا قبل عام 2011، حيث ظهر في صورة جماعية التُقطت خلال استقبال الأسرى المفرج عنهم في صفقة "وفاء الأحرار" مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وكان فيها خالد مشعل وصالح العاروري وأحمد الجعبري، وزعمت إسرائيل أن الشخص الموجود إلى جانبهم في منتصف الصورة هو مروان عيسى.
وفي معركة "طوفان الأقصى" ظهرت استراتيجياته ومنهجيته في توجيه القوات الخاصة و"الكوماندوز" برا وبحرا، حيث اخترقت السياج الحدودي مع غزة واقتحمت المستوطنات في الغلاف بعمق وصل 40 كيلومترا.
وأسهم بتطوير أسلحة الحركة ووجه الجهود فيها حتى تطورت تطورا هائلا، فزاد مدى وصول الصواريخ وقدرتها التدميرية، ونقل الكتائب في مناسبات كثيرة من وضع الدفاع إلى وضع الهجوم.
وعلّق على قرار محكمة مصرية بتصنيف حماس "تنظيما إرهابيا" قائلا، إن "كل المحاولات الإقليمية والدولية لحصار حماس وذراعها العسكري ستفشل" وبالفعل تراجعت المحكمة وألغت قرارها بعد 3 أشهر من هذا التصريح.
وفي عام 2017 وصل أبو البراء إلى مصر ضمن وفد عسكري سياسي لخوض مفاوضات حول تبادل الأسرى، وتكررت زياراته في الأعوام اللاحقة لبحث ملفات ذات علاقة بالأسرى والتهدئة والمعابر.
وفي العام نفسه انتُخب عضوا للمكتب السياسي ممثلا عن الجناح العسكري للحركة، وأُدرج عام 2019 على لوائح الإرهاب الأميركية. ثم أُعيد انتخابه في المنصب نفسسه عام 2021 وظهر في الصورة الجماعية لأعضاء المكتب مرتديا كمامة.
المناصب والمسؤوليات
عضو المكتب السياسي لحركة حماس عام 2017، ثم أُعيد انتخابه عام 2021.
من مهندسي صفقة "وفاء الأحرار" عام 2011.
من مسؤولي تطوير القدرات العسكرية للقسام.
شارك في إعادة بناء كتائب القسام مع صلاح شحادة عام 2000.
الرجل الثاني في الكتائب (نائب القائد العام محمد الضيف) خلفاً لأحمد الجعبري عام 2012.
يُعد حلقة الوصل بين القيادة العسكرية والقيادة السياسية.
من القيادات المسؤولة عن أي صفقة تبادل أسرى مع الاحتلال.
مسؤول عمليات المستوطنات في كتائب القسام.