المقاومة تفرض شروطها وإسرائيل المنهكة تستعد لإنهاء العدوان.. تعرف على مداولات الأيام الأخيرة
صفقة الهدنة تقترب من الحسم
المقاومة تفرض شروطها وإسرائيل المنهكة تستعد لإنهاء العدوان.. تعرف على مداولات الأيام الأخيرة
انفوبلس/..
يستعد الكيان الإسرائيلي المُنهك إلى إعلان موافقته على رد المقاومة الإسلامية الفلسطينية بشأن مقترح الهدنة، والذي تضمن تعديلات وشروط فرضتها المقاومة للموافقة على المضي به، وبعد وصول الرد رسميا الى تل أبيب فإن الصفقة تقترب من الحسم ووقف العدوان بشروط المقاومة.
*استلام الرد
يوم أمس الأربعاء، أفاد جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" في بيان، أن إسرائيل تدرس رد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" على اقتراح يتضمن اتفاقًا على إطلاق سراح المحتجزين، ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وبوساطة قطر ومصر، والولايات المتحدة، تجري الفصائل الفلسطينية في غزة وإسرائيل منذ أشهر، مفاوضات غير مباشرة متعثرة، للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف الحرب على غزة.
وجاء في بيان أصدره مكتب رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو نيابة عن الموساد: "الوسطاء في اتفاق الرهائن قدموا لفريق التفاوض رد حماس على الخطوط العريضة لصفقة الرهائن. إسرائيل تدرس الرد وسترد على الوسطاء".
*اجتماع اليوم
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصادر، أن نتنياهو يعقد اجتماعًا اليوم الخميس لبحث رد حماس على مقترح صفقة التبادل.
وبحسب ما نقلت صحيفة "معاريف" العبرية عن مسؤول أمني وصفته بـ"الكبير"، قوله: إنّ حركة حماس مُصرّة على البند الذي يمنع إسرائيل من العودة إلى القتال بعد المرحلة الأولى من المقترح، وهو أمر غير مقبول لإسرائيل، بالإضافة إلى أمور أخرى".
وأفاد هذا المسؤول بأنّ "إسرائيل ستواصل المفاوضات مع مواصلة الضغط العسكري والسياسي من أجل إطلاق سراح الرهائن البالغ عددهم 120 شخصًا، الأحياء منهم والأموات"، بحسب "معاريف".
من جانبه، صرّح مصدر مسؤول في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مساء الأربعاء، أنّ الحركة "تبادلت بعض الأفكار" مع الوسطاء بهدف وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقال المصدر في بيان مقتضب عبر قناة "تلغرام": "تبادلنا بعض الأفكار مع الإخوة الوسطاء بهدف وقف العدوان على شعبنا الفلسطيني".
وأواخر الشهر الماضي، اقترحت الولايات المتحدة صياغة جديدة على أجزاء من الاتفاق المقترح لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، في مسعى لإبرام الاتفاق، حسبما ذكر موقع "أكسيوس" الأميركي نقلًا عن ثلاثة مصادر مطلعة.
وأوضحت المصادر حينها، أن الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة بالتعاون مع الوسطاء القطريين والمصريين تركز على المادة الـ8 في الاقتراح.
فيما قال القيادي في الحركة أسامة حمدان: "نؤكد مجددًا أننا في حركة حماس جاهزون للتعامل بإيجابية مع أي صيغة تضمن بشكل أساسي ومباشر وقفًا دائمًا لإطلاق النار".
وكانت القناة 12 الإسرائيلية، كشفت في وقت سابق أن الولايات المتحدة تُصر على تغيير كلمة واحدة في الاقتراح الإسرائيلي المقدم إلى حركة حماس من أجل إبرام صفقة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
وقالت القناة الإسرائيلية: "تحاول الولايات المتحدة الضغط على حماس للتوصل إلى اتفاق حتى قبل انتهاء القتال المحتدم في قطاع غزة".
وفي 23 يونيو/ حزيران الماضي، قال نتنياهو، للقناة "14" الخاصة المقربة منه، بأنه "مستعد لصفقة جزئية" يستعيد بها بعض الأسرى المحتجزين في غزة، مؤكدًا "ضرورة استئناف الحرب بعد الهدنة لاستكمال أهدافها".
وبعدها تراجع نتنياهو عن تصريحاته، قال أمام الهيئة العامة للكنيست (البرلمان) "لن ننهي الحرب حتى نعيد جميع المختطفين الأحياء والأموات، ونحن ملتزمون بالمقترح الإسرائيلي الذي رحب به (الرئيس الأميركي جو) بايدن"، وفق ادعائه.
وسبق أن وافقت الفصائل الفلسطينية في 6 مايو/ أيار الماضي على مقترح اتفاق لوقف الحرب وتبادل الأسرى طرحته مصر وقطر، لكن إسرائيل رفضته بزعم أنه "لا يُلبّي شروطها".
قبل أن يتحدث الرئيس الأميركي جو بايدن، في 31 مايو، عن تقديم إسرائيل مقترحًا جديدًا لاتفاق من 3 مراحل يشمل "تبادلًا للأسرى" بأول مرحلتين، و"إدامة وقف إطلاق النار" بالمرحلة الثانية، و"إعادة إعمار غزة" بالمرحلة الثالثة.
وعلى عكس ما جاء في خطاب بايدن، قال رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو: "لم أوافق على إنهاء الحرب في المرحلة الثانية من المقترح"، وإنما فقط "مناقشة" تلك الخطوة وفق شروط تل أبيب، مؤكدًا أنه "يُصر على عدم إنهاء الحرب على غزة إلا بعد تحقيق جميع أهدافها".
فيما قالت حماس إن المقترح ليس "جديدًا" كما روّج بايدن، وإنما "اعتراضًا" إسرائيليًا على مقترح الوسيطين المصري والقطري.
ومع ذلك أكدت الحركة الفلسطينية أنها "منفتحة على التعاطي بإيجابية" مع أي مبادرة تلبّي مطالب المقاومة، بما يشمل وقفًا دائمًا للحرب على غزة، وانسحابا كاملا للجيش الإسرائيلي، وتوفير الإغاثة لأهالي القطاع، وإعمار القطاع بعد انتهاء الحرب، وتبادل الأسرى.
*ضمانات مكتوبة
وفي منتصف حزيران الماضي، أكد مصدران أمنيان مصريان أن حركة "حماس" تريد ضمانات مكتوبة من الولايات المتحدة لوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة لتوقيع اقتراح هدنة.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدرين مصريين ومصدر ثالث مطلع على المحادثات قولهم، إن "حماس" لديها مخاوف من أن المقترح الحالي لا يقدم ضمانات صريحة بشأن الانتقال من المرحلة الأولى من الخطة، التي تشمل هدنة لستة أسابيع وإطلاق سراح بعض الأسرى، للمرحلة الثانية التي تتضمن وقفا دائما لإطلاق النار وانسحاب إسرائيل.
وقال المصدران المصريان: "حماس ستقبل بالخطة إذا حصلت على ضمانات وإن مصر على تواصل مع الولايات المتحدة بشأن ذلك المطلب".
وذكر المصدر الثالث، أن "حماس تريد تطمينات بشأن الانتقال التلقائي من المرحلة الأولى لما بعدها وفقا للاتفاق الذي أعلنه الرئيس بايدن"، ولم ترد "حماس" ولم تعلق السلطات المصرية أو حركة "حماس" على هذه التصريحات.
*موقف المقاومة الفلسطينية
وأعلن مسؤولون في حركة "حماس"، خلال حزيران الماضي، أن الحركة ردت رسمياً على المقترح الأمريكي بشأن اتفاق الهدنة في غزة.
وقال عضو المكتب السياسي لـ"حماس" عزت الرشق في بيان، إن رد الحركة والفصائل الفلسطينية على المقترح الأميركي للهدنة في غزة يتسم "بالمسؤولية والجدية والإيجابية".
وأضاف عبر حسابه على تليغرام، أن رد حماس "يفتح الطريق واسعاً للتوصل لاتفاق"، مشيراً إلى أن ما وصفه بتحريض الإعلام الإسرائيلي على رد الحركة، مؤشر على "محاولات التهرب من استحقاقات الاتفاق".
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر مطّلع أن رد حماس على مقترح الهدنة يتضمن تعديلات.
وقال المصدر: "تضمن الرد تعديلات على المقترح الإسرائيلي يشمل الجدول الزمني لوقف إطلاق نار دائم والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة"، مضيفا أن المحادثات ستتواصل عبر الوسطاء القطريين والمصريين بتنسيق امريكي.