المقاومة توحّد جبهاتها.. التحام مقاومة العراق واليمن بوجه العدو يخلق مساراً جديداً للمعركة
انفوبلس..
أصداء كبيرة على مستوى العالم، وصدمة في الغرب، بعد التحام العراق واليمن في جبهة واحدة لمواجهة الكيان الإسرائيلي ونصرة غزة، وتنفيذ المقاومة الإسلامية في البلدين عملية مشتركة استهدفت ميناء حيفا المحتل والذي جاء بالتزامن مع إعلان المقاومة اليمنية عن صاروخ باليستي جديد أسمته "فلسطين"، وذلك بتطور مهم ولافت على صعيد جبهات الإسناد.
جبهة مشتركة
الخميس الماضي، أعلن المتحدّث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، في بيانٍ، تنفيذ عمليتين عسكريتين مشتركتين مع المقاومة الإسلامية العراقية، مضيفاً أنّه تمّ تنفيذ العمليتين عبر استخدام عددٍ من المُسيّرات، ومؤكّداً دقّة إصابة الأهداف.
وقال سريع، إنّ القوات المسلحة، بالاشتراك مع المقاومة الإسلامية العراقية، استهدفتا في العملية الأولى سفينتين كانتا تحملان معدات عسكرية في ميناء حيفا في فلسطين المحتلة.
وأضاف سريع، إنّ العملية الثانية استهدفت سفينة انتهكت قرار حظر الدخول لميناء حيفا في فلسطين المحتلة.
وأكّد المتحدّث، باسم القوات المسلحة اليمنية، أنّ عملية ميناء حيفا المشتركة تأتي رداً على مجازر العدو الإسرائيلي في منطقة رفح.
وفي الوقت ذاته، شدّد سريع على أنّ على العدو الإسرائيلي توقّع مزيد من العمليات النوعية المشتركة خلال الفترة المقبلة، مؤكّداً استمرار العمليات حتى يتوقف عدوان الاحتلال الإجرامي الوحشي، ويتم رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وأمس الجمعة، أكد قائد حركة أنصار الله اليمنية، الموقف المبدئي لليمن في نصرة غزة وشدّد على أن مسار العمليات المشتركة مع المقاومة الإسلامية في العراق سيكون مهماً واستراتيجياً وتصاعدياً.
وأكّد السيد عبد الملك الحوثي، أنّه مهما كانت مؤامرات الأعداء فإنّ اليمن سيتصدى لها، مشدّداً على أنّ لدى اليمن "كثيراً من الخيارات ويمتلك أوراقاً ضاغطة على الأعداء".
وأشار السيد الحوثي، في كلمةٍ، إلى أنّ العالم يُشاهد مستوى الهزة الكبيرة والهزيمة الفعلية للعدو، والفشل الذي يعترف به قادته وإعلامه.
وأضاف أنّ "الهزيمة خلال النكسة كان لها أثرها السلبي في ترسيخ الشعور بالهزيمة الذي لم يكسره إلا المقاومة"، مضيفاً أنّه "إذا قارنا ما حدث في النكسة وما جرى على مدى 8 أشهر في قطاع غزّة، فسنرى أن العدو لم يستطع تحقيق أيّ انتصار فعلي في غزة".
وقال السيد الحوثي، إنّ كيان الاحتلال يستمر في عدوان الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة لليوم الـ244، ويواصل استهداف القدس عبر الاستيطان.
وأشار إلى أنّ المجاهدين في محاور القتال في غزة مستمرون في صمودهم وتصديهم للعدو بثبات، وأنّ عمليات المقاومة في غزّة مستمرة ونوعية وناجحة، وتكبد العدو الإسرائيلي خسائر في كل المستويات.
ميناء حيفا وذكرى النكبة
وميناء حيفا هو أحد أكبر ثلاثة موانئ في الكيان الصهوني على شواطئ فلسطين المحتلة، إلى جانب "إيلات"، و"أشدود"، "إيلات" الذي بات مغلقًا، ولا تعيش فيه إلا الغربان والقطط، بفضل الحظر اليمني على وصول السفن إليه من البحر الأحمر، و"أشدود" الذي بات محطة شبه يومية وعلى الأقل أسبوعية للطيران المسيّر العراقي.
لم يعد الحديث عن القدرات العسكرية لاستهداف حيفا أو "إيلات" أو "أشدود"، محلًّا للبحث والأخذ والرد، لكن الجديد، هو معرفة القوات المسلحة اليمنية والمقاومة العراقية، بوجود سفينتين تحملان عتادًا حربيًّا، وهو تطوّر مهم، يعكس دقة في المعلومات عن القطع الحربية في الزمان والمكان، والحصول على المعلومة الدقيقة في العلم العسكري، يمثل نسبة عالية من شروط نجاح العملية العسكرية.
العملية المشتركة حملت الكثير من الدلالات، لا سيما أنها تأتي في أيام الذكرى السنوية للنكبة، وانهزام ثلاثة جيوش عربية كانت تنسق في مواجهة العدوان "الإسرائيلي"، ومعها ستة جيوش أخرى، لكنّها منيت بهزيمة كبيرة بسيطرة العدوّ "الإسرائيلي" على نطاق واسع يتجاوز 70 كم مربعًا.
تطور في مسار التصعيد
وشدّد قائد أنصار الله على أنّ الموقف بشأن نصرة غزة مبدئي، وأنّ العمليات لها أثرها الاقتصادي الواضح في العدو الإسرائيلي، كما في أميركا وبريطانيا.
وأعلن السيد الحوثي أنّ القوات المسلحة اليمنية دشّنت، فجر الخميس، العمليات المشتركة مع المقاومة الإسلامية في العراق، عبر تنفيذ عملية مهمة في اتجاه ميناء حيفا، موجهاً التحية إلى المقاومة العراقية.
وفي السياق نفسه، أكّد أنّ مسار العمليات المشتركة مع المقاومة الإسلامية في العراق سيكون مهماً واستراتيجياً وتصاعدياً.
وشدّد السيد الحوثي على أنّ ما سيترتب عن العمليات المشتركة مع المقاومة الإسلامية في العراق هو مسار تطور، وسنقابل التصعيد بالتصعيد، بكل ثقة وثبات، وأنّه سيكون للعمليات المشتركة تأثيرها الكبير في الأعداء في إطار المرحلة الرابعة من التصعيد.
وتطرق إلى العمليات التي ينفذها حزب الله في الجبهة الشمالية مع فلسطين المحتلة، قائلاً إنّ نحو 50 موقعاً اشتعلت في فلسطين المحتلة، ومشيراً إلى ما قاله زعيم المعارضة في "إسرائيل"، يائير لابيد، ومفاده أنّ الشمال يشتعل ويحترق معه الردع، مؤكّداً أنّ هذا اعتراف بفعالية عمليات حزب الله.
وأعلن قائد أنصار الله، في كلمته، حصيلة العمليات التي نفّذتها القوات المسلحة اليمنية خلال هذا الأسبوع، وبلغ عددها 11، في البحر الأحمر وبحر العرب، وصولاً إلى المحيط الهندي، وفي اتجاه أم الرشراش، جنوبي فلسطين المحتلة.
وبشأن تفاصيل هذه العمليات، أوضح السيد الحوثي أنّها نُفِّذت عبر 36 صاروخاً بالستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، لافتاً إلى أنّ من التطورات المهمة تدشين منظومة صواريخ اسمها "فلسطين".
وأشار إلى أنّ صاروخ "فلسطين" تمت صناعته بمراعاة متطلبات المرحلة الرابعة على المستوى التقني ومستوى المدى، وأنّه سيكون له تأثيره الكبير في الأعداء، لافتاً إلى أنّ الصاروخ مميز على المستوى التقني، وخصوصاً بشأن الإفلات من محاولات اعتراضه، التي تتعاون فيها عدة دول.
أمّا الاعتداءات الأميركية – البريطانية على اليمن فبلغت 487، بين غارة جوية وقصف بحري، وأسفرت عن ارتقاء 55 شهيداً وجرح 78 شخصاً، في "معركة الفتح الموعود والجهاد المقدّس".
وشدّد على أنّ العدوان الأميركي - البريطاني "لن يؤثر أبداً في موقفنا المبدئي"، وأنّ اليمن لن يتراجع عن موقفه المساند لغزة، مهما كان حجم التصعيد الأميركي – البريطاني.
وحذّر السيد الحوثي من يحاول الأميركي تجنيدهم، ونصحهم بألا يتورطوا في ذلك، مؤكّداً أنّ من الخسارة لأيّ جهة أن تورط نفسها في مشكلة خدمةً للعدو.
وفي هذا السياق، أكّد أنّ "أي خطوات ضد شعبنا سنَعُدّها عدواناً من أجل خدمة العدو الإسرائيلي، وسيقابلها رد فعل من جانبنا"، مضيفاً أنّ الخاسر هو من يخسر في خدمة العدو الإسرائيلي، مؤكداً أنّ اليمن لن يكون مكتوف اليدين ولا مكبلاً أمام استهداف الشعب اليمني.
آيزنهاور تبتعد
وأكّد قائد أنصار الله، السيد عبد الملك الحوثي، أنّ من أهم العمليات استهداف حاملة الطائرات الأميركية، "آيزنهاور"، شمالي البحر الأحمر، بـ7 صواريخ مجنحة و4 مسيّرات، خلال 24 ساعة، لافتاً إلى أنّ الأميركي حاول أن ينكر هذا الاستهداف والتقليل من أهميته، وهذا يعود إلى شعوره بالهزيمة وبكسر هيبته.
وأشار السيد الحوثي إلى أنّ عملية استهداف "آيزنهاور" كانت ناجحة، وكان لها أثر مهم في هروبها وتغيير مسارها، وأن حركة الطيران فيها توقفت لمدة يومين.
ولفت إلى أنّ "آزنهاور" كانت على بعد 400 كلم عن حدود الساحل اليمني في أثناء الاستهداف، وابتعدت إلى نحو 880 كلم، شمالي غربي مدينة جدة السعودية.
وفي هذا السياق، شدّد السيد الحوثي على أنّ "حاملة الطائرات الأميركية ستبقى هدفاً من أهداف قواتنا المسلحة"، وأنّ الضربات المقبلة ستكون أكثر تأثيراً.
وأضاف أنّ السفن الحربية الأميركية تهرب وتغيّر مسارها عندما تكون عملية الاستهداف ناجحة، ويتجلى ذلك على مستوى الرصد عبر التقنيات المتوافرة.
صاروخ فلسطين
وفي الخامس من الشهر الجاري، كشفت جماعة أنصار الله عن صاروخ بعيد المدى يعمل بالوقود الصلب أطلقت عليه اسم
صاروخ فلسطين
وقد صرح السيد عبد الملك الحوثي، الخميس، بأن هذا الصاروخ يمثل نقلة نوعية في ترسانة الجماعة من الأسلحة، مشيراً إلى أنه "تمت صناعته بمراعاة متطلبات المرحلة الرابعة على المستوى التقني وعلى مستوى المدى".
وأكد أن صاروخ فلسطين "سيكون له تأثير كبير على الأعداء"، مشيراً إلى أنه "يتميز بتقنية عالية، خاصة في مواجهة محاولات الاعتراض التي تتعاون فيها عدة دول".
وقالت مصادر يمنية إن صاروخ فلسطين يحمل رأساً مطلياً على شكل الكوفية الفلسطينية، مؤكدين أنه محلي الصنع.
ويشبه صاروخ فلسطين في بعض جوانبه صاروخاً عرضته إيران في وقت سابق ووصفته بأنه يحلق بسرعة تفوق سرعة الصوت. وكشفت إيران عن صاروخ "فاتح" العام الماضي، وقالت إنه يمكن أن تصل سرعته إلى 15 ماخ، أو 15 ضعف سرعة الصوت. كما وصفت مدى الصاروخ بأنه يصل إلى 1400 كيلومتر (870 ميلاً).
ورداً على سؤال بشأن التشابه بين صاروخ فلسطين وصواريخها، قالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة لوكالة "أسوشييتد برس" إن طهران "لم تنخرط في أي أنشطة مخالفة" لقرارات الأمم المتحدة. وأضافت أن "القوة العسكرية في اليمن تنامت منذ بدء الحرب. وهي حقيقة متجذرة في القدرة الداخلية لجماعة أنصار الله وبسالتها".
ويمكن للأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، والتي تطير بسرعات أعلى من 5 ماخ، أن تشكل تحديات حاسمة لأنظمة الدفاع الصاروخي بسبب سرعتها وقدرتها على المناورة.
وتطير الصواريخ الباليستية على مسار يمكن من خلاله للأنظمة المضادة للصواريخ مثل باتريوت الأميركية الصنع توقع مسارها واعتراضها. وكلما كان مسار طيران الصاروخ غير منتظم، مثل الصاروخ الذي تفوق سرعته سرعة الصوت مع القدرة على تغيير الاتجاهات، كلما أصبح اعتراضه أكثر صعوبة. ويعتقد أن الصين تسعى للحصول على هذا النوع من الأسلحة، وكذلك الولايات المتحدة الأميركية. بينما تؤكد روسيا أنها استخدمتها بالفعل.