انفوبلس تستعرض الأدوار الخفية في ليلة ردع الصهاينة.. الأردن نفذت بنود اتفاقية غير معلنة مع إسرائيل وهجمات سيبرانية عبثت برادارات العدو
انفوبلس/ تقرير
عاش الكيان الصهيوني ليلة السبت الأحد 13/14 نيسان 2024، أوقاتاً "عصيبة" بعد هجوم إيراني ضخم هو الأول من نوعه الذي تنفذه طهران من أراضيها، انتقاماً من تعرّض القسم القنصلي في السفارة الإيرانية بدمشق، لهجوم صاروخي إسرائيلي، أسفر عن استشهاد 7 من الحرس الثوري الإيراني، بينهم الجنرال البارز محمد رضا زاهدي، لكن هناك أدوارا خفية نفذتها عدة أطراف سنتطرق لها في هذا التقرير.
ويسلط تقرير شبكة "انفوبلس"، الضوء على الأدوار الخفية التي نفذتها عدة أطراف دولية أثناء الهجوم الإيراني
*بداية الهجوم
أطلقت إيران، مساء أمس السبت، أكثر من 300 مسيرة وصاروخ باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، في أول هجوم مباشر من هذا النوع تشنُّه طهران ضد "تل أبيب"، بعد حوالي أسبوعين على قصف إسرائيلي للقنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق أسفر عن استشهاد عدد من قيادات الحرس الثوري الإيراني.
سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الضوء على تفاصيل الهجوم الإيراني على الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث ذكرت أن إيران أطلقت 330 مسيرة وصاروخا على "إسرائيل".
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين قولهم، إن إيران أطلقت 185 طائرة دون طيار "مسيرة"، و36 صاروخ كروز و110 صواريخ أرض أرض، خلال الهجوم الذي استمر 5 ساعات.
في السياق ذاته، نقلت "نيويورك تايمز" عن تقارير صادرة عن "المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية" وخبراء أسلحة، قولهم إن إيران انصرفت بجزء كبير من اهتمامها في العقود الماضية، إلى حيازة قدرات الردع والصواريخ البعيدة المدى، والطائرات المسيَّرة، والدفاعات الجوية، ما جعلها تمتلك إحدى أكبر ترسانات الصواريخ الباليستية والطائرات المسيَّرة في الشرق الأوسط، وقد أصبحت من أبرز الدول المصدرة للأسلحة في العالم.
الأدوار الخفية:
*التعاون التاريخي بين الأردن و"إسرائيل"
ذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" أن الهجوم الإيراني "كشف طابع التعاون الوثيق الذي يربط "إسرائيل" والأردن، مشيرةً إلى أن طائرات سلاح الجو الأردني أسهمت في إسقاط المسيرات الإيرانية التي كانت في طريقها إلى "إسرائيل".
وفي تحليل أعدَّته معلقتها للشؤون العربية سمدار بيري، أضافت الصحيفة، أن "الأردن سمح أيضاً لطائرات سلاح الجو الإسرائيلي بالتحليق في أجوائه ومنحها هامش حرية مطلقة بهدف مهاجمة المسيّرات الإيرانية". وأردفت: "أمس وبشكل واضح، كُشف عن التعاون الوثيق بين الأجهزة الأمنية الأردنية ونظيراتها في إسرائيل".
وزعمت الصحيفة، أن الدور الأردني في التصدي للهجوم الإيراني ضد إسرائيل كان تحت إشراف الملك عبد الله الثاني، "الذي عمل من وراء الكواليس بوصفه القائد الأعلى للأجهزة الأمنية والاستخبارية الأردنية"، على حد تعبير الصحيفة الإسرائيلية. وأبرزت، أن التنسيق الأردني الإسرائيلي المشترك في التصدي للهجوم الإيراني وصل إلى حد اتفاق عمّان وتل أبيب على إغلاق المجالَين الجويَّين لهما وتعطيل العمل في مطارَي بن غوريون وعمّان في نفس الوقت.
"بالأمس، فجأة، تم الكشف عن سر التعاون الوثيق بين قوات الأمن الأردنية ونظيرتها الإسرائيلية، وسمحت المملكة للطائرات الإسرائيلية بحرية العمل الكاملة في سماء الأردن، فهاجمت الطائرات الإيرانية بدون طيار، وبدا للحظة أن التعاون العلني والسري في عهد إسحاق رابين والملك حسين يعود إلى عهد عبد الله وبنيامين نتنياهو"، وفق الصحيفة.
واحتفت صحف إسرائيلية؛ بالدور الأردني في صد جزء من الهجوم الإيراني على "إسرائيل" الأحد، وعدّوا ذلك تعبيرا عن التعاون الوثيق بين الجانبين.
وأفاد مصدر في القوات المسلحة الايرانية، اليوم الأحد، بأن طهران تراقب عن كثب تحركات الأردن، وأنه إذا تعاون (الأردن) مع إسرائيل، فسيكون هدف إيران القادم.
أقرَّت 4 دول على الأقل، إلى جانب الكيان الصهيوني، بأنها ساهمت في صد هجوم إيران على الأراضي الفلسطينية المحتلة من خلال إسقاط الصواريخ والمسيرات الإيرانية ليلة السبت/الأحد، وهي كل من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وبريطانيا، والأردن، الذي مرت عشرات الطائرات المسيرة عبر مجاله الجوي.
* "فاطميون" يستهدف أنظمة إنذار هواتف الإسرائيليين
أعلن فريق إلكتروني عراقي يُسمى "فاطميون"، اختراقه أنظمة الإنذار على هواتف مستوطنين في إسرائيل، وتعطيل منظومات الإنذار لديهم، بالتزامن مع بدء الهجوم الإيراني بواسطة الطائرات المسيرة، على الأراضي الإسرائيلية.
وقال الفريق الإلكتروني، في بيان مقتضب على قناته الخاصة على تلغرام تابعته شبكة "انفوبلس": "تمكنا من اختراق ومهاجمة منظومة الإنذار على هواتف المستوطنين الإسرائيليين بهدف تعطيلها".
هذا ولم يعلن الفريق عن عدد الهواتف التي تمكن من اختراقها، وتفاصيل الهجمات الإلكترونية، والطرق التي استخدمها في تلك الهجمات.
دائماً ما يعلن فريق "فاطميون"، عن تنفيذه عمليات سيبرانية تستهدف إسرائيل، أو الولايات المتحدة الأمريكية، حيث ظهر الفريق للمرة الأولى عام 2020، وأعلن حينها أن الهدف من تأسيس الفريق هو "شنّ هجمات على حسابات مواقع معينة على وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بأعداء المقاومة".
*قراصنة إيرانيون يخترقون رادارات إسرائيلية
اخترقت مجموعة قرصنة إيرانية رادارات في إسرائيل، ووجهت مئات الآلاف من رسائل التهديد إلى الإسرائيليين، دعتهم فيها لمعارضة حكومة بنيامين نتنياهو، وفق ما كشفته صحيفة "Jerusalem Post" الإسرائيلية، الأحد 14 أبريل/نيسان 2024.
الصحيفة الإسرائيلية أوضحت في تقريرها أن مجموعة قرصنة إيرانية تطلق على نفسها اسم "حنظلة"، نجحت في اختراق أنظمة الرادار الإسرائيلية، ودعت الإسرائيليين إلى معارضة حكومتهم وتأييد إيران.
أضافت الصحيفة، أن هذه المجموعة خاطبت الإسرائيليين بقولها، في أكثر من 500 ألف رسالة بعثت بها إليهم، إنهم سيدفعون ثمن جرائم قادتهم، وأكدت لهم أن أولئك القادة سوف يندمون على "مغامراتهم الحمقاء"، ودعتهم لإخلاء المدن حتى لا يتضرروا.
كما خاطبت رسالة مجموعة "حنظلة" المواطن الإسرائيلي بقولها "لا تتردد، لا تنَم، ففرصة الهروب أقل من عشر ثوان، وربما نختار مدينتك".
فيما قالت "جيروزاليم بوست"، إنه رغم عدم التحقق من هذه التهديدات، فإن خبراء الأمن السيبراني بإسرائيل يعربون عن قلقهم المتزايد بشأن احتمال شن هجمات إلكترونية إيرانية تستهدف البنية التحتية الحيوية.
ويأتي هذا التصعيد وسط استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة حيث يشن الكيان منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول حربا مدمرة على القطاع خلفت أكثر من 100 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنّين.
كما يواصل الكيان الغاصب الحرب وارتكاب المجازر في غزة رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار، ورغم مثوله للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية.