الغرب “المنافق” يتذكر: قصف المستشفيات أمر سيء عندما لا تكون إسرائيل هي الفاعل

انفوبلس/..
أثار الهجوم الإيراني الأخير على منشأة عسكرية إسرائيلية، وما تبعه من أضرار جانبية طالت مستشفى قريبًا، موجة من التنديد الواسع في وسائل الإعلام الغربية، التي سارعت إلى تحميل طهران المسؤولية، وعنونت تقاريرها بوضوح غير معتاد.
لكن هذه الصحوة الأخلاقية المؤقتة، كما ترى الكاتبة والمحللة السياسية الأسترالية كايتلين جونستون، تكشف عن نفاق إعلامي وسياسي مزمن في الغرب.
وتوضح جونستون أن الصاروخ الإيراني لم يسفر عن أي قتلى، وأن الأضرار التي لحقت بالمستشفى كانت نتيجة موجة صدمة لضربة استهدفت قاعدة عسكرية مجاورة. وتشير إلى أن الجيش الإسرائيلي كان يستخدم المستشفى كغطاء، في مشهد يعيد إنتاج اتهامات إسرائيلية متكررة لفصائل المقاومة الفلسطينية باستخدام “دروع بشرية”.
وتلفت الكاتبة إلى التناقض الواضح، فبينما غطت وسائل الإعلام الغربية الحدث بإدانة صريحة، فإنها تجاهلت أكثر من 700 هجوم إسرائيلي موثق على منشآت طبية وأطقم إسعاف في قطاع غزة، بحسب منظمة الصحة العالمية، منها اقتحامات مباشرة وتدمير متعمّد لمعدات طبية داخل المستشفيات.
والأكثر إثارة للقلق، بحسب جونستون، هو تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بأن المرشد الإيراني علي خامنئي “لم يعد له حق في الوجود”، بسبب الأضرار التي لحقت بالمستشفى. وتعقّب الكاتبة ساخرة: إذا كانت معايير إسرائيل تنطبق على الجميع، فإن سجلّها في قصف المستشفيات يجعل مثل هذا التصريح بمثابة “اتهام ذاتي”.
على الجانب الأمريكي، تحذّر جونستون من تقارير تتحدث عن نقاشات داخل إدارة الرئيس دونالد ترامب بشأن استخدام سلاح نووي تكتيكي ضد إيران. وتشير إلى أن هذا الخطاب يعيد إلى الأذهان تبريرات غزو العراق، حيث رُفعت شعارات “تحرير الشعوب” لتبرير تدخلات كارثية.
وترى الكاتبة أن “الحروب تُبنى على الأكاذيب”، وأن النخب السياسية والإعلامية لا تهتم بمصير الشعوب قدر اهتمامها بالهيمنة والنفوذ. وتختم بسؤال ساخر: هل يُعتبر كره إسرائيل تهمة، أم ردّ فعل طبيعي تجاه من “يقصف الأطفال، ويجوّع المدنيين، ويقمع الصحافيين؟”.