بطارية سام 5 السورية أسقطت إف 16 إسرائيلية.. معجزة عسكرية شكّلت صدمة للوعي الإسرائيلي ورسالة قوية من سوريا وحلفائها
انفوبلس/..
في العاشر من شباط 2018، أسقطت قوات الدفاع الجوي السوري، طائرةً "إسرائيلية" من طراز إف-16، وبعد ساعتين من إسقاط الطائرة، بدأت إسرائيل بمهاجمة أهداف إضافية داخل سوريا، بما في ذلك مواقع الدفاع الجوي، وأهداف زعمت أنها إيرانية بالقرب من دمشق.
وتزعم إسرائيل أنها دمرت غرفة القيادة والتحكم الرئيسية للجيش السوري، بحسب رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وهذه هي أول خسارة لطائرة تابعة للقوات الجوية الإسرائيلية لنيران العدو في 36 عاما.
وزعمت إسرائيل أنه «أكبر وأهم هجوم تشنه القوات الجوية ضد الدفاعات الجوية السورية منذ حرب لبنان عام 1982، فيما قال حزب الله إن "إسقاط طائرة إف-16 هو بداية مرحلة استراتيجية جديدة، حيث إنها المرة الأولى التي فقدت فيها إسرائيل طائرة مقاتلة أمام العدو منذ 36 عاما".
صدمة للوعي الإسرائيلي
إسقاط الطائرة الحربية التابعة للكيان الإسرائيلي، لم يأتِ في سياق الرد الروتيني من قبل الدفاعات السورية على الطائرات المغيرة، فكثافة التصدّي السوري ونوعيته، يعكس وجود قرار سياسي لوضع حد للعدوانية الإسرائيلية، وما كانت حملة القصف الإسرائيلية التي سبقت إسقاط الطائرة، سوى أنها سياق محاولة رفض تغيير المعادلة، عبر القول إن "إسرائيل" لا تزال قادرة على رسم قواعد الاشتباك.
ما جرى في 10 شباط 2018 (إسقاط الطائرة) كان رسالة قوية من سوريا وحلفائها، ودخل ضمن معادلات الردع التي تلتها، وعنصراً مهماً من محددات السياسات الإسرائيلية في سوريا، وإسقاط طائرة الـ إف 16 ينضوي على تطوّر يتجاوز الدلالات المادية من حيث الأهمية، ويتمثل فيما شكله من صدمة للوعي الإسرائيلي، القائم على فكرة التفوّق الجوي غير القابل للمس.
وأثار إسقاط طائرة حربية إسرائيلية من قبل الدفاعات الجوية السورية، مخاوف من احتمال تدهور الموقف باتجاه إشعال فتيل حرب شاملة، لكن محللين استراتيجيين يعتقدون أن ما جرى يأتي في سياق عملية ترسيم جديدة لقواعد الاشتباك وقدرة الردع.
يقول خبراء في الشؤون الاستراتيجية، إن "ما يجري انعكاس لمسار بدأ خلال الأسابيع الأخيرة للعملية، حيث برزت عملية إعادة ترسيم خطوط الردع من قبل "إسرائيل" والولايات المتحدة، في ظل المتغيرات في الميدان السوري، لجهة قرب انتهاء الحرب الأهلية، واستعادة الدولة السورية قدراتها".
ويشير المراقبون، إلى أن "هذه المتغيرات، التي منحت سوريا وحلفاءها، هامشاً أكبر من الحركة، على المستوى الاستراتيجي، كانت بالنسبة إلى إسرائيل والولايات المتحدة تحوّلاً كبيراً، لابد من أن يقترن برسم جديد لخطوط الاشتباك وقواعد الردع. وفي مقابل ذلك، فإنّ المحور المقابل رأى أن إسرائيل تمادت في تحركاتها، وبالتالي كان لابد من عمل ما لكبح عدوانيّتها".
تفاصيل الطائرة الإسرائيلية
وكشفت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية، تفاصيل كاملة عن الطائرة الحربية الإسرائيلية التي أسقطتها الدفاعات الجوية السورية في أجواء شمال إسرائيل.
وقالت الصحيفة عبر موقعها الإلكتروني، إنّ الدفاعات الجوية السورية أسقطت طائرة حربية إسرائيلية من طراز F16، وذلك بصواريخ من نوع سام خمسة.
الصواريخ السورية القديمة نسبياً قياساً بمنظومات الدفاع الجوي المتطورة، استطاعت تدمير طائرة تعتبر درّة التاج في سلاح الجو الإسرائيلي. وهنا نستعرض لكم معلومات مهمة عن هذه الطائرة:
الطائرة هي من طراز F16 معدلة ومعروفة باسم "سوفا (العاصفة)"، وهي من سلسلةF16 وتملك إسرائيل قرابة 300 مقاتلة منها، وهي تتميز بقدرات إلكترونية عالية.
وتعتمد القوات الجوية "الإسرائيلية" بشكل كبير على هذه الطائرة، حيث قامت بتأسيس مصانع إنتاج هياكلها والإلكترونيات والزعانف البطنية، الدفات، المثبتات الأفقية وأبواب الوصول للمحرك في اسرائيل، وكان تجميع الطائرة يتم في منشأة لوكهيد مارتن للملاحة الجوية في فورت وورث، تكساس.
تم تجهيز طائرة "سوفا" بخزاني وقود قابلة للإزالة (فك وتركيب) على القسم العلوي من جسم الطائرة وتحمل 450 غالون من الوقود الإضافي، على جانبي جسمها العلوي. هذا النوع من خزانات الوقود له تأثير ضئيل جداً على خفة حركة الطائرات، واستخدام خزانات مماثلة يزيد من نطاق مهمة الطائرة.
تركيب خزانات الوقود يسمح باستخدام أجنحة الطائرة كمستوعبات لحمل الأسلحة، ومضاعفة قدرة مناورة وتصويب الطائرات من الجو إلى الأرض.
تم تجهيز هذه الطائرة بحجرة أنظمة إلكترونيات تمتد من الجزء الخلفي من قمرة القيادة إلى الزعنفة، وتضم أنظمة الطيران، وموزعات مضخات الوقود، وأوعية للتزود بالوقود على متن الطائرة.
تتألف قمرة القيادة ذات المقعدين من قسمين أمامي للطيار وخلفي لمشغل أنظمة الأسلحة ويمكن بمفتاح تبديل واحد تحويلها إلى موجه للطيار.
مواصفات منظومة سام 5
وبعد الكشف عن أن الصاروخ الذي أطلقته الدفاعات الجوية السورية، في 10 شباط 2018، لإسقاط طائرة أف 16 الإسرائيلية، هو صاروخ سام-5/S-200 المضاد للطائرات، لنتعرف فما هو الصاروخ سام-5.
الصاروخ "سام-5 / S-200 " هو منظومة دفاع جوية روسية بعيدة المدى، تستخدم للتصدي للأهداف المتوسطة إلى عالية الارتفاع، ولقد صُممت هذه المنظومة أساساً للدفاع عن مساحات واسعة من الأرض ضد المقاتلات المهاجمة والطائرات الاستراتيجية.
وتتألف كل بطارية سام-5 من 6 قواذف صواريخ ورادار تحكم بالنيران يمكن أن توصل بمحطة للرادارات بعيدة المدى.
المواصفات الفنية للصاروخ أن طوله يبلغ 10 أمتار وقطره 100سم مع معززات الدفع التي بدونها يكون قطره بدونها 80سم، وأقصى عـرض لفتحة الجنيحات بالذيل: 165سم.
وزن الصاروخ عند الإطلاق 10000كلغ تقريباُ، يحمل رأسا حربيا شديد الانفجار، وطريقة التوجيه لاسلكي في المرحلة الأولى، ثم توجيه راداري إيجابي.
وسيلة الدفع تتألف من محرك ذو ثلاث مراحل دفع.، السرعة القصوى 3.5ماك، والمدى الأقصى 300كلم، والمدى الأدنى 80كلم، والارتفاع الأقصى 29 كلم.
أفضل أنظمة الدفاع الجوي بالعالم
اعتمد الاتحاد السوفيتي قبل 54 عاما أحد أفضل أنظمة الدفاع الجوي في العالم، التي كان لها أثر كبير في تغيير تكتيكات الطيران والسلاح الجوي وغيرت موازين القوى، حتى أُطلق عليه في وقتها "سيد السماء".
أطلق الاتحاد السوفيتي حينها نظام الصواريخ المضاد للطائرات "2K12 Kub" أو "سام" الذي اشتهر خلال الحرب العربية - الإسرائيلية عام 1973، وأصبح أحد أشهر أنظمة القتال السوفيتية في العالم ولعب دورا مهما في عدد من النزاعات المسلحة، أجبرت الفعالية القتالية العالية والدقة غير المسبوقة لنظام الدفاع الجوي في وقتها، الطيران على تغيير التكتيكات المتبعة في الحروب.
وخلال الحرب التي خاضتها سوريا ومصر في مواجهة إسرائيل والتي تُعرف بحرب (أكتوبر – تشرين) عام 1973، استطاع سلاح الجو السوري إسقاط 50 مقاتلة إسرائيلية خلال 3 أيام فقط، ما أدخل قادة إسرائيل في أجواء من الصدمة.