رجوم تدك مواقع الاحتلال في "كرم أبو سالم".. حماس تذكّر إسرائيل بيوم 7 اكتوبر
تزامناً مع الاستعداد لاقتحام رفح
رجوم تدك مواقع الاحتلال في "كرم أبو سالم".. حماس تذكّر إسرائيل بيوم 7 اكتوبر
انفوبلس/..
لم تمضِ سوى ساعات قليلة على زيارة وزير الحرب يوآف غالانت، حتى دكّت صواريخ المقاومة الإسلامية في فلسطين موقع كرم أبو سالم ومحيطه في غلاف غزة الجنوبي، في عملية استثنائية وصفها العدو بأنها "خطيرة" وأوقعت عدداً من القتلى والجرحى من جيش الاحتلال الصهيوني.
*تفاصيل العملية
تكبّد جيش الاحتلال خسائر في هجوم وصفته وسائل الإعلام الإسرائيلية بالخطير، بعد ظهر أمس الأحد، حيث قصفت المقاومة الفلسطينية حشودا لقواته في موقع كرم أبو سالم ومحيطه.
وقال الجيش الإسرائيلي، إن رشقة صاروخية أُطلقت في وقت سابق من الأحد من قطاع غزة باتجاه كرم أبو سالم أسفرت عن مقتل ثلاثة جنود، كما أُصيب 12 جنديًا، بجروح ثلاثة منها خطيرة. قبل أن يعود اليوم الاثنين، ويعلن مقتل جندياً رابعاً في ذات الهجوم.
وذكرت صحيفة هآرتس نقلاً عن مصادر في مستشفيات النظام الصهيوني، "لا يزال أربعة من جرحى الهجوم الصاروخي على مكان التجمع العسكري في كرم أبو سالم في حالة خطرة".
وفي هذا الصدد، كتبت الصحيفة: كان حوالي الساعة الواحدة بعد ظهر يوم الأحد عندما سقط عدد كبير من قذائف الهاون معبر كرم أبو سالم، ووقع هذا الهجوم في المناطق القريبة من جنوب قطاع غزة، وأُصيب خلاله أكثر من عشرة أشخاص، ثلاثة منهم على الأقل بجراح خطيرة للغاية، وهي العملية التي أعلنت حركة حماس مسؤوليتها عنها.
ووقع هذا الهجوم بعد ساعات من زيارة وزير الحرب يوآف غالانت إلى منطقة المعبر المركزي بين ضفتي قطاع غزة خلال هذه الزيارة والتقى غالانت عدداً من القوات الأمنية وأبلغهم أنه من المحتمل أن يكون هناك هجوم على رفح قريباً، وبهذا يكون لدينا على الأرجح انفتاح في قضية المختطفين في أقصر وقت ممكن.
*إغلاق المعبر
وعقب ذلك، أعلن جيش الاحتلال مباشرة إغلاق معبر كرم أبو سالم ومنع دخول شاحنات المساعدات إلى غزة، رغم أن موقع الاستهداف يبعد نحو كيلومترين عن المعبر، بحسب تقارير صحفية.
بالتوازي مع ذلك، شنّت إسرائيل غارات على مدينة رفح ردًا على الهجوم.
وقد تردّدت أصداء الهجوم في تل أبيب، خاصة وأن عمليات المقاومة ضد وجود الاحتلال في محور نتساريم وسط القطاع لم تتوقف.
واستغل وزراء اليمين المتطرف في حكومة الاحتلال، وعلى رأسهم إيتمار بن غفير، التطورات الميدانية، وطالبوا نتنياهو بالبدء فورًا بدخول رفح واجتياحها عسكريًا ردًا على العملية.
في المقابل، طالبت أصوات من خارج الحكومة، وفي مقدمتها عضو الكنيست أفيغدور ليبيرمان، بإغلاق كل المعابر ومنع إدخال المساعدات.
وجاء استهداف منطقة كرم أبو سالم، في وقت يتحضر فيه الاحتلال لاجتياح رفح، بينما لا تزال مفاوضات التهدئة في القاهرة تراوح مكانها، بعدما رفض نتنياهو مطالب حركة حماس الأساسية لإنهاء الحرب مقابل صفقة التبادل، ووصف الاستجابة لمطالبها بـ"الهزيمة وسيسمح ببقائها في السلطة بالقطاع".
أما الحركة فقد أكدت انتهاء جولة القاهرة وأن وفدها سيعود إلى الدوحة للتشاور مع القيادة، بينما قالت مصادر مصرية إن وفد حماس سيعود للقاهرة الثلاثاء المقبل لاستكمال المفاوضات.
*رسالة
يرى الكاتب والباحث أمجد جبريل، إن "المقاومة الفلسطينية تريد توجيه رسالة مفادها أنها لا تزال قادرة على إطلاق الصواريخ والضغط عبر الورقة العسكرية، بالإضافة إلى ورقة الأسرى التي تملكها".
وذكر جبريل، بأن المقاومة لا تزال تملك أوراقًا مهمة وتحاول تفعيلها ربما لفرض أجواء ما قبل عملية رفح، وأن تأثر على القرار الإسرائيلي وأن توصل رسالة بأنها مستعدة لعملية الاجتياح.
ولفت إلى أن عملية خطف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في العام 2006 تمت عبر عملية في كرم أبو سالم، ما يعني أن المقاومة لديها إلى حد كبير جهوزية في أن تنفذ عمليات في أماكن كثيرة من قطاع غزة، بالإضافة إلى الاستنزاف التام للاحتلال في محور نتساريم الذي يتعرض لقصف مستمر.
وأردف: "المقاومة تريد القول إنها مستعدة إذا حدث اجتياح رفح، وأنها معنية بالاستمرار بالمفاوضات بشرط أن تحقق ما تريده المقاومة".
"ثلاث رسائل"
من جانبه، قال أنطوان شلحت، الخبير بالشأن الإسرائيلي: "بحسب ما نُشر في وسائل الإعلام الإسرائيلية عن هذه العملية، هناك عدد من الرسائل التي رغبت المقاومة بتوجيهها، وأعتقد أنه جرى استيعابها في إسرائيل".
وأضاف شلحت، إن "الرسالة الأولى هي أن المقاومة تمتلك أوراقًا قوية من أجل الضغط حتى في ما يتعلق بالمفاوضات السياسية التي تجري".
والرسالة الثانية أن "المقاومة تملك معلومات استخباراتية، فهناك من يقول إن مثل هذه المعلومات وصلت عن طريق ربما طرف ثانٍ في المنطقة الشمالية بشأن التحشيد العسكري في منطقة كرم أبو سالم"، وفق شلحت.
أما النقطة الثالثة برأيه "فهي مرتبطة بعملية رفح، حيث مفاد الرسالة أن المقاومة جاهزة للعملية الإسرائيلية".