كمائن ناجحة للمقاومة توقع عدد قتلى غير مسبوق من جنود الاحتلال في غزة.. ضربة مزدوجة قد تسرع من انهيار حكومة نتنياهو
الداخل الإسرائيلي يعيش في صدمة
كمائن ناجحة للمقاومة توقع عدد قتلى غير مسبوق من جنود الاحتلال في غزة.. ضربة مزدوجة قد تسرع من انهيار حكومة نتنياهو
انفوبلس/..
صدمة يعيشها الكيان الصهيوني بعدما تكبّد أكبر خسائر بشرية في الحرب الدائرة بقطاع غزة مع المقاومة الفلسطينية، إثر كمائن محكمة نفذته الأخيرة وأسفرت عن مقتل جنود وضباط من جيش الاحتلال، وفجّرت غضباً في الداخل الصهيوني.
*الحكاية
قُتل 21 ضابطاً وجندياً من الجيش الإسرائيلي أمس الاثنين، في هجوم شنّه مقاومو كتائب القسام على مجموعة من قوات الاحتلال كانت تحاول تفجير عدد من المباني في جنوب قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هغاري صباح اليوم الثلاثاء، إن "21 جنديا من قوات الاحتياط قُتلوا في حادث خطير للغاية وقع الاثنين". وأضاف، إنه "حتى الآن، تم السماح بنشر أسماء 10 قتلى من الجنود، وفي الساعات القادمة سيتم نشر المزيد. وما زلنا نحقق في سبب الانفجار الذي وقع في المبنى".
*معارك قاسية
وأقرّ المتحدث باسم الجيش الصهيوني أن المعارك التي تخوضها القوات الإسرائيلية في خانيونس جنوبي قطاع غزة قاسية جداً.
وهذه أعلى حصيلة من القتلى في 24 ساعة، يعلن عنها جيش الاحتلال منذ بدء الاجتياح البري لقطاع غزة.
وحول تفاصيل الحدث الذي أدى إلى مقتل 21 عسكرياً، أفاد الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" بأن مجموعة من جنود الاحتياط من اللواء 261 الذين يقومون بالمهام الأمنية في منطقة السياج جنوب قطاع غزة، توجهوا الاثنين، في مهمة لتفجير المباني في المنطقة العازلة بالقرب من السياج.
*مقبرة الاحتلال.. مخيم المغازي
وحسب المعلومات التي سُمِح بنشرها، دخل الجنود مسافة نحو 600 متر من السياج في منطقة مخيم المغازي، وطُلِب منهم تدمير 10 مبان متعددة الطوابق باستخدام الألغام برفقة الفرق الهندسية.
بدأت القوات بمحاصرة المباني تمهيداً لتدميرها. لكن مسلحاً يبدو أنه خرج من أحد الأنفاق ولم يتم التعرف عليه، أطلق صاروخاً مضاداً للدبابات على الدبابة التي أمّنت العملية. بعدها أطلق مقاومون صاروخين من نوع "آر بي جي"، الأول أُطلق على دبابة مما أدى إلى مقتل جنديين، ثم تم إطلاق قذيفة "آر بي جي" ثانية على إحدى المباني التي كانت تحتوي بالفعل على مواد متفجرة جاهزة للتفجير.
وبحسب التقديرات، فإن انفجار الصاروخ في هيكل المبنى فجر العديد من الألغام، وتسبب في انهيار المجمع المكون من بنايتين بشكل كامل، نتيجة الانفجار الهائل الذي أحدثه.
وأضاف الموقع، أن كِلا المبنيين انهارا وتحول المكان إلى دمار كامل، وبدأت عمليات الإنقاذ، وتم إرسال العديد من القوات إلى مكان الحادث لإنقاذ القتلى من تحت الأنقاض.
في الساعات الأولى كانت هناك أيضاً مجموعة من الجنود المفقودين، ولم يتم العثور عليهم بين الأنقاض، واستمرت عمليات الإنقاذ لساعات طويلة جداً حتى الليل، وخلال الساعات القليلة الماضية تم الانتهاء من عملية إنقاذ القتلى، ولم يعد هناك أي مفقودين، بحسب ما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن المتحدث العسكري.
*خان يونس
من جهتها، أفادت قناة العربية نقلا عن مصادرها بمقتل 22 جنديا إسرائيليا بانفجار مبنيين واستهداف دبابة وتفجير نفق بخان يونس.
وأكدت المصادر للقناة فقدان 6 جنود إسرائيليين في خانيونس جنوب قطاع غزة.
وفي السياق، أعلنت كتائب القسام أنها استهدفت دبابة صهيونية من نوع "ميركافه" بقذيفة "الياسين 105" غرب مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.
وأضافت: "بعد استهداف الدبابة وتدميرها حاولت قوة إنقاذ صهيونية سحب الدبابة من مكان الاستهداف فتصدى لهم مجاهدونا ومنعوهم من التقدم صوب الآلية فقام الطيران الحربي باستهداف الدبابة بعدة صواريخ وسحقها بشكل كامل بمن فيها.
وتداولت مصادر عبرية عن حدث كبير في غزة ونتائجه صعبة والرقابة تُشدِّد على عدم النشر، مشيرة إلى أن أكثر من 13 مروحية من وحدة الإنقاذ 669 تشارك بعمليات الإخلاء في خانيونس.
ولفتت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن انفجار شاحنة المتفجرات هو حدث بسيط مقارنة بحدث خانيونس الأخير.
يذكر أنه في يناير الماضي أعلنت وسائل إعلام عبرية عن مقتل 6 جنود دفعة واحدة، في كمين نفذته فصائل المقاومة في غزة.
وذكرت وسائل إعلام عبرية، أن "شاحنة تحوي مواد متفجرة تابعة للجيش الإسرائيلي تعرضت للاستهداف في مخيم البريج وسط قطاع غزة، ليتم الإعلان فيما بعد عن مقتل 6 جنود إسرائيليين في المكان.
*حصيداً خامدين
ونشرت كتائب القسام صورة، أَلْمَحَت فيها إلى مسؤوليتها عن الهجوم الذي تسبب في أكبر حصيلة قتلى للاحتلال، منذ بدء العدوان البري على قطاع غزة.
وتضمن إعلان القسام، صورة رقم 20+ محطماً، في إشارة إلى تفجير المباني بقوات الاحتلال، وحصد عدد كبير من الضباط والجنود.
وأرفقت آية "جعلناهم حصيدا خامدين"، مع التصميم، للتأكيد على العدد الكبير، من القتلى، والذي شكل صدمة لمجتمع الاحتلال، الذي يعاني من مصاعب عملياتية في غزة، جراء المقاومة الضارية التي تواجهه في مناطقها كافة.
*أحداث صعبة
من جهته نشر سكرتير حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تغريدة جاء فيها، أن الحرب تتضمن أحداثًا صعبة وأفضل الأبناء يموتون فيها، لكنه حذف التغريدة بعد فترة قصيرة.
ودعا الناطق باسم جيش الاحتلال، الصحفيين، إلى الامتناع عن نشر أي إعلانات عن أحداث غزة لحين وصول الإعلانات الرسمية بعد إبلاغ العائلات.
وقال مراسل القناة 14 الإسرائيلية: "أحد أصعب الأيام التي عاشها مقاتلونا منذ بداية الحرب في قطاع غزة، إن لم يكن الأصعب - حدثان صعبان للغاية، طالما أن النشر ممنوع، فبالطبع لن أنشر".
*صدمة
وأظهرت تصريحات مسؤولي الاحتلال، حالة صدمة كبيرة مما جرى، بعد ليلة خرجت فيها العديد من التسريبات بشأن ما وصفوه بـ"الحدث الصعب"، قبل أن يعترف الناطق باسم جيش الاحتلال بسقوط 21 قتيلا.
وقال رئيس الاحتلال، يتسحاق هرتسوغ، في وصفه لما جرى: "صباح صعب لا يُطاق، تدور المعارك العنيفة في منطقة صعبة للغاية".
وعلّق وزير الحرب يوآف غالانت في تصريح مقتضب على الإعلان عن القتلى بالقول: "هذا الصباح صعب ومؤلم".
من جانبه قال رئيس الأركان السابق، والوزير في مجلس الحرب، بيني غانتس: "هذا صباح صعب على كل شعب إسرائيل، ونتذكر الثمن الباهظ الذي اضطررنا إلى دفعه مقابل هذه الحرب".
وعلق رئيس المعارضة يائير لابيد: "هذا صباح صعب ولا يُطاق مع الأخبار المريرة عن سقوط 21 جنديا من جنودنا".
من جهته، وصف الوزير المتطرف ايتمار بن غفير ما جرى، تعقيبا على إعلان مقتل 21 ضابطا وجنديا بغزة بالقول: إنه "صباح صعب ومؤلم، القلب منكسر ومحطم".
بدوره علق وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش، على ما جرى بالقول: "القلب في هذا الصباح منكسر ومحطم".
أما وزير التعليم الإسرائيلي، فوصف ما جرى بالقول: "من الصعب إيجاد الكلمات لوصف الحزن الكبير الذي أشعر به مع نشر خبر الكارثة الرهيبة التي حدثت أمس".
*حكومة الحرب على وشك الانهيار
ونقلت صحيفة التايمز البريطانية عن مسؤول أمني إسرائيلي قوله، إن حكومة الحرب الإسرائيلية توشك أن تنهار، وأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو متردد ويضيع الوقت.
وأشارت الصحيفة إلى أن حكومة الحرب، التي تشكلت على نحو سريع بسبب الحرب على قطاع غزة، تواجه أسئلة عديدة بشأن الاستمرار في الحرب على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة -على حد قولها- أو الموافقة على وقف لإطلاق النار يسمح بإطلاق سراح 136 محتجزا إسرائيليا ما زالوا في القطاع.
وقالت الصحيفة، إن الخلافات بشأن هذه القضايا، إضافة إلى تحديات أخرى تتعلق بمن سيحكم غزة بعد نهاية الحرب، باتت تمزق حكومة الحرب الإسرائيلية.
كما أشارت إلى أن بعض التصريحات تكشف التوتر الذي يعصف بقيادة الحرب الإسرائيلية، إذ اتهم غادي آيزنكوت، القائد السابق للجيش الإسرائيلي وعضو مجلس الوزراء الحربي، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بحجب الحقيقة بشأن الأهداف العسكرية في غزة.
وفي السياق نفسه، كشف موقع "واللا" الإسرائيلي السبت الماضي، عن أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت حاول اقتحام مكتب نتنياهو، وكادت الأوضاع تتدهور نحو شجار بالأيدي.