ليلة صعبة على إسرائيل والمفاوضين بعد إخلال تل أبيب بشروط الهدنة.. غزة أجبرتهم على تنفيذ المتفق عليه
انفوبلس/..
كعادته، لم يلتزم الكيان الصهيوني باتفاق الهدنة مع فصائل المقاومة في غزة، وأخلَّ بشروط الاتفاق، جُرأة المقاومة وشجاعتها أجبرت الاحتلال على الخضوع مجدداً والقبول بالشروط الغزّاوية لسريان الهدنة.
*القسام تضغط
وأعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مساء أمس السبت، تأخير إطلاق سراح الدفعة الثانية من الرهائن حتى تلتزم إسرائيل بالسماح لشاحنات المساعدات بدخول شمال قطاع غزة.
ونقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين، أن تأخر إطلاق سراح الدفعة الثانية من الرهائن يرجع جزئياً لخلاف بسبب حجم المساعدات الواصلة إلى غزة.
وأضافت نقلا عن المصادر نفسها، أن حماس قالت إنها ستنتظر دخول المزيد من الشاحنات قبل بدء نقل المحتجزين.
*تهديد لم ينفع
وهدد جيش الاحتلال باستئناف القصف على غزة إذا لم يتم إطلاق سراح الدفعة الثانية من الرهائن حتى منتصف الليل. في حين أشارت المصادر إلى أن مصر وقطر تعملان على حل "الأزمة".
وقال القيادي في حماس أسامة حمدان خلال مؤتمر صحفي: نؤكد التزامنا باتفاق الهدنة الإنسانية طالما التزمت إسرائيل بتنفيذه.
وتابع: إسرائيل لم تلتزم بتنفيذ كامل بنود اتفاق الهدنة سواء على صعيد الخروقات الأمنية أو عدد شاحنات الإغاثة المفترض وصولها لشمال القطاع أو التلاعب بمعايير الإفراج عن الأسرى.
وأضاف، إن "التجاوزات الإسرائيلية بحق اتفاق الهدنة الإنسانية وتعرضنا للخطر وقد أبلغنا الوسطاء بذلك كي يتحملوا مسؤولياتهم"، مشيرا إلى أن مجموع ما وصل القطاع من شاحنات إغاثة ومساعدات الجمعة والسبت 340 شاحنة، وصل إلى الشمال منها 65 وهو أقل من نصف ما كان متفق عليه.
*نفي إسرائيلي
عقب ذلك، زعم المتحدث باسم وزارة خارجية الكيان الإسرائيلي، ليؤور بن دور، أن تل أبيب لم تنتهك بنود اتفاق التهدئة مع حماس في قطاع غزة.
واشترطت حماس في ذلك أن تقوم إسرائيل بتنفيذ شروط اتفاق وقف إطلاق النار، بما في ذلك تلك المتعلقة بدخول الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية إلى الجزء الشمالي من قطاع غزة، فضلا عن عدم التزام تل أبيب بمعايير إطلاق سراح الأسرى المتفق عليها، بحسب الحركة الفلسطينية.
وقال المتحدث الإسرائيلي لقناة "سكاي نيوز عربية"، إن تل أبيب لم تنتهك أياً من بنود اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
*خضوع الاحتلال
حِكمةُ التصرّف من المقاومة الفلسطينية، أجبرت الكيان الصهيوني على إعادة الالتزام بمسار الهدنة.
وجرى ليل السبت-الأحد إطلاق سراح 39 فلسطينيا، وفق ما أعلنت مصلحة السجون التابعة للكيان الصهيوني إثر إفراج حركة حماس عن دفعة ثانية من الرهائن الذين تحتجزهم في غزة.
وأظهرت لقطات تلفزيونية استقبال عدد من المفرج عنهم في منازلهم بالقدس الشرقية.
وفي القدس الشرقية المحتلة يتم الاحتفاء سرّاً بالأسرى المفرج عنهم، وجميعهم من النساء والشباب تحت سن 19 عاما، وسط انتشار لشرطة الاحتلال.
وأبرز المفرج عنهم هي إسراء جعابيص (38 عاما) التي أُدينت بتفجير أسطوانة غاز في سيارتها على حاجز عام 2015، ما أدى إلى إصابة شرطي، وحُكم عليها بالسجن 11 عاما. وشوهد عدد كبير من أفراد الأمن الإسرائيليين في منزل جعابيص يضعون خوذاً ويحملون أسلحة.
وجعابيص التي أُصيبت بحروق في وجهها وفقدت عدداً من أصابعها، غالبا ما يتم التلويح بصورتها في التظاهرات أو من أجل التعبير عن معاناة السجناء الفلسطينيين.
وقالت جعابيص لصحافيين في منزل العائلة بحي جبل المكبر وإلى جانبها ابنها معتصم (13 عاما) "نخجل أن نفرح وفلسطين كلها جريحة"، مضيفة "يجب الإفراج عن الجميع".
وأفادت منظمة الضمير غير الحكومية التي وفرت لها محاميا، بأنها أُصيبت بحروق تغطي 50 بالمئة من جسدها. وهي تحتاج ست عمليات جراحية، وفق السلطات الفلسطينية.
وكانت إسرائيل قد أفرجت، أول أمس الجمعة، عن الدفعة الأولى من الأسرى الفلسطينيين، والتي ضمت 39 أسيرة وأسيراً (24 سيدة و15 طفلاً)، حيث تم إخراجهم من سجن عوفر الإسرائيلي غربي مدينة رام الله بالضفة الغربية، ونقلهم في حافلتَين ومركبات تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر، وسط تجمّع مئات من الفلسطينيين وأهالي الأسرى والأسيرات أمام مدخل السجن حاملين الأعلام الفلسطينية.
وبالمقابل، أفرجت فصائل المقاومة الفلسطينية عن 13 أسيراً إسرائيلياً من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى 10 تايلانديين وفلبيني واحد كانوا من بين المحتجزين لدى "حماس".
ويتضمن اتفاق الهدنة الإنسانية المؤقتة إطلاق 50 أسيراً إسرائيلياً من غزة مقابل الإفراج عن 150 فلسطينياً من السجون الإسرائيلية، وإدخال مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود إلى كل مناطق القطاع.
*وصول شاحنات إغاثية
ليس ذلك فحسب، بل أعلنت الأمم المتحدة، اليوم الأحد، أن 61 شاحنة تحمل إمدادات طبية وغذاء وماء أفرغت حمولتها في شمال غزة من أصل 248 شاحنة مساعدات إنسانية وصلت إلى القطاع المحاصر منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في بيان، إنه تم تسليم 11 سيارة إسعاف وثلاث حافلات وسرير طبي مسطح لمستشفى الشفاء الذي حاصرته قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدار عدة أيام.
وأضافت أوتشا، إنه "كلما طال أمد الهدنة، تمكنت وكالات الإغاثة الإنسانية من إرسال مزيد من المساعدات إلى غزة".