مع اقتراب ذكرى استشهادهما الرابعة.. تعرّف على أبرز محاولات اغتيال الشهيدين أبو مهدي المهندس وقاسم سليماني
انفوبلس..
عقود من الجهاد والعمل المستمر لخدمة الأمة الإسلامية وتعظيم دور المقاومة في العراق وإيران والشرق الأوسط تكلّلت بنيلِهما الشهادة مثلما كانا يبتغيان، القائدان اللذان تراهما واشنطن الخطر الأول على وجودها ونفوذها في المنطقة، عملا وجاهدا لأكثر من 40 عاماً حتى صارا قادة المقاومة بهوية إسلامية شيعية عابرة للحدود ومتجاوزة المنافع الشخصية والفئوية، فكانت الجبهة واحدة والعدو مشتركا.
خلال فترة نشاطهما تعرض الشهيد أبو مهدي المهندس والشهيد قاسم سليماني لعشرات عمليات الاغتيال، بعضها واضحة وتم الكشف عنها إعلامياً، وبعضها الآخر بقيت طي الكتمان.
محاولات اغتيال الشهيد المهندس
في عام 2016 وأثناء المعارك ضد عصابات داعش الإرهابية، كشف ضابط كبير مشارك في عمليات تحرير الموصل عن فشل محاولة أمريكية لاغتيال نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس وقائد منظمة بدر هادي العامري في ضربة صاروخية وجهتها طائرة مسيرة الى مقر عمليات غربي الموصل في مطار تلعفر.
الضابط قال: "أولاً، نحمد الله على سلامة قادة كبار من الحشد الشعبي من هذا الهجوم الذي تم بصاروخ ليزري موجه، وكان بينهم الحاج أبو مهدي المهندس وهادي العامري، وثانياً فإن سيناريو ادعاء داعش بتبني الهجوم الصاروخي، الذي استهدف مقر قيادة الحشد الشعبي في مطار تلعفر كان واهياً وضعيفاً إلى حد السذاجة، لأن نوع الصاروخ الذي أطلقته الطائرة المسيرة من النوع الليزري المتطور ولا يمتلك داعش مثل هذا النوع من الصواريخ التي تمتلكها دول متقدمة".
وأضاف، إن "دولة صديقة تراقب منطقة عمليات الموصل بالأقمار الاصطناعية أبلغت الحشد الشعبي بعد 12 ساعة من الهجوم، بأن الطائرة المسيرة هي التي أطلقت الصاروخ باتجاه مقر عمليات مطار تلعفر كانت تابعة للولايات المتحدة وأُطلقت الطائرة من قاعدة سرّية للقوات الأمريكية في إقليم كردستان".
يذكر أن المتحدث الرسمي باسم الحشد الشعبي، أعلن في حينها أن "خيمة قيادة عمليات الحشد الشعبي في مطار تلعفر تعرضت في الساعة الرابعة والنصف مساء الى ضربة صاروخية تسببت بإصابة عدد من المجاهدين بجروح وذلك بعد انتهاء اجتماع العبادي مع قادة الحشد الشعبي ومغادرته خيمة الاجتماعات".
وذكر بيان للحشد الشعبي، أنه "إثر ذلك تم تشكيل لجنة تحقيقية بالاعتداء وقد تبيّن من مخلفات الصاروخ، أنه لم يُطلَق من قبل جماعات داعش الإرهابية وأنه ليزري موجَّه تم إطلاقه بواسطة طائرة وسقط على مسافة متر ونصف المتر من خيمة الاجتماع، حيث كانت طائرات قوات التحالف المسيرة متواجدة في الأجواء أثناء الاعتداء".
وأضاف البيان: "ومن هنا يطالب الحشد الشعبي قوات التحالف بتفسير ما حدث لأن الأجواء العراقية في الجهة الغربية من الموصل مسيطر عليها من قبلهم وهم منذ انطلاق العمليات يراقبون تحركات قوات الحشد والقوات الأمنية بصورة مفصلة، كما يؤكد أنه سيكون له موقف واضح بعد إكمال التحقيق".
هذا وقد أُصيب ثلاثة قادة من الحشد الشعبي ومعهم عدد من عناصر الحشد بهذا القصف الذي استهدف مكان تجمعهم بمطار تلعفر غرب مدينة الموصل.
مصادر مطلعة كشفت لـ"انفوبلس" أن تلك المحاولة لم تكن الأولى ولا الأخيرة، حيث سبقتها وتبعتها العديد من المحاولات لكن الشهيد المهندس لم يكن من الأشخاص الذين يفضلون الحديث عن تفاصيل تخص ما يتعرضون له، فضلا عن ضعف الإعلام الاستقصائي في العراق وضعف المصادر الصحفية الأمر الذي جعل عشرات محاولات اغتيال الشهيد أبو مهدي المهندس طي الكتمان.
محاولات اغتيال الجنرال
مطلع عام 2018 نشرت العشرات من وسائل الإعلام العربية والعالمية إن وكالات الاستخبارات الأمريكية أعطت الكيان الإسرائيلي الضوء الأخضر لاغتيال الجنرال قاسم سليماني، لتنسيقه النشاط العسكري نيابةً عن الجمهورية الإسلامية في لبنان وسوريا والعراق.
وكتبت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" العبرية، في تقرير نشرته في ذلك العام، إن سليماني يعتبر شخصية رئيسية في الجهود الرامية إلى دعم الرئيس السوري بشار الأسد وتمكينه من استعادة المدن والبلدات من الجماعات المتمردة خلال الحرب الأهلية المستمرة في بلاده. كما أنه مسؤول عن تقديم مساعدات عسكرية الى حزب الله اللبناني وحركة حماس في غزة، والشيعة والجماعات الكردية في العراق.
ونقلت عن مصدر لم يكشف عنه، قوله إنه قبل ثلاث سنوات (أي عام 2015) اقتربت "إسرائيل" من اغتيال سليماني بالقرب من دمشق، لكن الأمريكيين حذّروا الإيرانيين على خلفية الخلاف الشديد بين واشنطن و"إسرائيل".
كان ذلك خلال إدارة أوباما التي وفقا للتقارير في ذلك الوقت كانت تركز على تأمين الاتفاق النووي الإيراني عام 2015، حيث اختارت أن تتجاهل وحتى تعيق الجهود الرامية إلى كبح جماح المنظمات المدعومة من إيران والمتحالفة معها.
ونقلت الصحيفة عن المصدر قوله، إن اغتيال سليماني سيخدم مصالح البلدين، وأن السلطات الأمريكية أعطت "إسرائيل" إمكانية تنفيذ الاغتيال.
وفي السابع من شباط في العام ذاته، تداولت وسائل إعلام نبأ احتمالية اغتيال قائد فيلق القدس، وذلك بسبب عدم ظهوره لعدة أسابيع ميدانياً أو إعلامياً، ونشرت وكالات إخبارية إنه بناءً على معلومات عراقية فإن اللواء قاسم سليماني قد يكون تعرض لمحاولة اغتيال لكنه نجا منها كما أن المعلومات تقول إن هنالك مخطط لدى القوى التكفيرية بفصائلها كافة بوضع أقصى طاقة لاغتيال اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، إنما تشرح المعلومات العراقية أنه ما زال يتابع الوضع في العراق وسوريا.
أما في التاسع والعشرين من شهر أيلول عام 2018، تحدثت صحيفة الديار اللبنانية في تقرير لها عن تعرض قائد فيلق القدس الإيراني لمحاولة اغتيال داخل العراق بعد التهديدات الأمريكية بقتله. وأشارت الديار الى أن قاسم سليماني قائد الحرس الثوري الإيراني نجا من محاولة اغتيال في محافظة صلاح الدين، في حدود المحافظة بواسطة سيارة مليئة بالمتفجرات كان من المقرر ان يمر بها موكبه، إلا أنه نجا من الحادث بدون إصابات.
ولفتت الصحيفة، أنه "بعد محاولة اغتيال قاسم سليماني، اعتُقل عدد من الأشخاص في محيط منطقة الحادث، لكن لم يتم العثور بين المعتقلين على الشخص الذي يقف وراء العملية".
وأضافت الصحيفة اللبنانية: "أن هنالك ضباط مخابرات إسرائيليين من أصل أوكراني يرتدون لباس الجيش الأميركي ويعملون في المحافظات السُنية، ولهم علاقة بمحاولة الاغتيال. وقالت إنهم وزملاءهم من المخابرات الأميركية والسعودية سينالون ردا مزلزلا ومدمرا".
وفي الثالث من تشرين الأول عام 2019، أعلن مسؤول في قوات الحرس الثوري الإيراني عن إحباط محاولة لاغتيال الجنرال قاسم سليماني، والقبض على أفراد المجموعة المنفذة.
وقال قائد جهاز استخبارات الحرس الثوري، حسين طائب، إن تلك المحاولة "نتاج تنسيق بين أجهزة عربية وإسرائيلية"، وكان هدفها تفجير نفق تحت الحسينية، التي يملكها والد سليماني في مدينة كرمان وسط إيران.
وأفاد تقرير لوكالة تسنيم الإيرانية للأنباء، أن ثلاثة أفراد اعتُقلوا على خلفية تلك المحاولة، خلال التاسع والعاشر من شهر محرم الحرام، التي جرت في التاسع والعاشر من سبتمبر/ أيلول الماضي، لكن دون تحديد التاريخ على وجه الدقة.
ونقلت الوكالة عن طائب قوله: "وفقا للمخطط، وصل فريق إرهابي تابع وموظف (من قبل أجهزة أجنبية) إلى البلاد واشترى مكانا بالقرب من الحسينية المسماة باسم والد القائد سليماني".
وأضاف: "لقد أعدوا ما بين 350 إلى 500 كيلوغرام من المواد المتفجرة، وحاولوا حفر أنفاق تحت الحسينية لتفجيرها، خلال زيارة القائد سليماني في احتفالات تاسوعاء وعاشوراء".
النائب العام في محافظة كرمان دادخدا سالاري كشف تفاصيل محاولة اغتيال قائد قوة القدس في حرس الثورة اللواء قاسم سليماني، وقال إن جميع المعدات العسكرية لتنفيذ مخطط الاغتيال نُقلت عبر إحدى الحدود وكانت جاهزة للاستخدام.
وأشار الى أن الاستخبارات في حرس الثورة رصدت نشاطات عناصر الخلية الإرهابية داخل وخارج إيران على مدار الساعة، وتمت ملاحقة عناصر المخطط الإرهابي قانونياً بتهمة التورط في العمل ضد أمن البلاد داخلياً وخارجياً.
واعتبر أن خطة اغتيال اللواء سليماني مثال واضح على أجندة استخبارات قوى الاستكبار المشتركة، ولفت إلى أن الحاقدين أرادوا إثارة حرب داخلية وضرب وحدة الشيعة والسنة وإشعال الحرب بين العرب وغير العرب، مؤكداً أن من أهداف محاولة الاغتيال إضعاف جبهة المقاومة وإلحاق الهزيمة بها.
وعن أولى محاولات الاغتيال التي تعرض لها الشهيد سليماني، كشفت وسائل إعلام إيرانية أن الجنرال سليماني أُصيب في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1982، في عملية (طريق القدس) خلال الحرب العراقية الإيرانية بقيادة النظام البعثي البائد.
وبحسب ما ذكرته وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء، إرنا، فإن قاسم سليماني تعرض لمحاولة اغتيال من طرف الطبيب المعالج له بعد إصابته. ولم تكشف الوكالة الرسمية عن اسم الطبيب، إلا أنها اكتفت بالقول إن قاسم سليماني تعرض لمحاولة اغتيال عن طريق الطبيب المعالج له، إلا أنه سرعان ما كشف أمره وتمكن من النجاة.