من هو "أبو أسامة المهاجر" الذي تدّعي واشنطن قتله في سوريا؟ وهل يحمل الجنسية العراقية؟
انفوبلس/ تقرير
ادعت القيادة المركزية الأمريكية، أنها نفذت ضربة جوية في سوريا، الجمعة 7 يوليو/تموز 2023، أسفرت عن مقتل أحد قادة تنظيم "داعش" الارهابي في شرق سوريا، يدعى أبو أسامة المهاجر، في وقت شكك خبراء دوليون، بصحة هذا الادعاء وقالوا انه تم اعتقاله عام 2019 في اليمن.
إذ زعم الجنرال مايكل كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية، في بيان، الأحد 9 يوليو/تموز 2023، إن الولايات المتحدة أوضحت "أنها تظل ملتزمة بهزيمة تنظيم "داعش" في المنطقة… التنظيم يظل يشكل تهديداً ليس في المنطقة فحسب وإنما يتخطاها".
البيان أضاف: "لا توجد مؤشرات على مقتل أي مدني في هذه الضربة، ويقوم التحالف بتقييم التقارير عن إصابة مدنيين".
كما أوضح أن "الضربة نفذتها يوم الجمعة الطائرات المسيرة ذاتها (إم.كيو-9) التي تعرضت في وقت سابق من اليوم ذاته، لمضايقات من مقاتلات روسية في مواجهة استمرت ساعتين تقريباً".
ويشار إلى أن تقريراً للأمم المتحدة ذكر أن التهديد الذي يشكله تنظيم "داعش" والمنتسبون إليه للسلام والأمن في العالم، كان مرتفعاً في النصف الثاني من عام 2022، وأنه تزايد في مناطق الصراع التي يحظى التنظيم بوجود فيها وما حولها.
وفي أواخر العام الماضي، أعلن تنظيم "داعش" اختيار أبي الحسين الحسيني القرشي زعيماً له بعد مقتل قائده السابق في جنوب سوريا.
وسيطر "داعش" على مساحات شاسعة من العراق وسوريا في أوج قوته عام 2014، قبل إجباره على التراجع في الدولتين، وأشار تقرير صادر عن الأمم المتحدة في فبراير/شباط، إلى أن هناك ما يتراوح بين خمسة وسبعة آلاف عضو ومناصر للتنظيم في سوريا والعراق
وتنشر الولايات المتحدة قوات في سوريا منذ نحو ثماني سنوات، بزعم محاربة تنظيم "داعش"، فيما يقيم المئات من أعضاء التنظيم المسلح في معسكرات تقع بمناطق قاحلة لا تخضع لسيطرة كاملة من ما يسمى بالتحالف الدولي ولا من الجيش السوري.
خبير دولي: اختيار أمريكا الوقت وإعلان مقتل أشخاص في التنظيم يثير اللغط
الى ذلك، علق ماهر فرغلي، الخبير الامني المصري، على ادعاء الولايات المتحدة الأمريكية بمقتل زعيم تنظيم داعش في سوريا (أبوأسامة المهاجر)، قائلًا إنها لم تعلن اسمه، لكنها أعلنت مقتل ولي سوريا، وهو "أبو أسامة المهاجر".
وأوضح، أن كلمة مهاجر تعني أنه من خارج سوريا والعراق، لأن كلمة المهاجر تطلق على القادم من خارج سوريا والعراق.
وذكر إن أسامة أبوالمهاجر هو ولي سوريا في تنظيم داعش، وهو الرجل الثاني في التنظيم"، لافتًا إلى أن اختيار أمريكا الوقت وإعلان مقتل أشخاص في التنظيم يثير اللغط، حيث أعلن عام 2019 القبض عليه في اليمن واليوم يعلن عن مقتله في سوريا، فهل هو نفس الشخص؟
وأشار إلى أن تنظيم "داعش" منهار في مركزه في سوريا والعراق، لكنه يتوسع في إفريقيا، لما تملكه من ثروات كبيرة والسيطرة على الموانئ والمناجم، وتنافسها اليوم قوات فاجنر، وهو ما يعطي مساحة كبيرة لتوسع وتمدد الإرهاب ، لافتا إلى أن "الدول الإفريقية استعانت بقوات فاجنر لتحل محل فرنسا في مكافحة الإرهاب في دول الساحل والصحراء، بعد سيطرة التنظيمات الإرهابية عليها".
من هو أسامة المهاجر؟
الباحث في شؤون الجماعات الارهابية، أحمد سلطان، قال إن أسامة المهاجر المعروف أيضا بـ"أنس الشامي"، و"همام الشامي" هو من الكوادر الأمنية البارزة في تنظيم داعش ويحمل الجنسية اليمنية.
وشغل مناصب عديدة ومهمة في التنظيم من بينها "والي ولاية الخير"، وهي منطقة دير الزور وكان من المكلفين بإعادة بناء شبكات داعش، وفقا للخبير.
كما أقام "المهاجر" في إدلب لفترة تقترب من العامين، وانتقل بعد ذلك إلى منطقة "بزاعة" قرب منطقة الباب السورية.
ويعتبر أحد الشخصيات الخطيرة على مستوى العالم، والذي ترأس تنظيم "داعش" الإرهابي بعد مقتل مؤسس التنظيم ابو بكر البغدادي.
القتيل كان "والياً" في ما يُسمى "ولاية الخير"، وهو الاسم الذي أطلقه التنظيم على محافظة دير الزور.
كما انه يحمل الجنسية اليمنية، وسبقت له المشاركة في القتال مع تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا، وأنه يحمل كنى مختلفة اخرى: "أبو مصعب"، و"أبو سليمان العدني"، و"نشوان العدني"؛ إضافة إلى "أبو أسامة المهاجر"، حيث كُلف من التنظيم المتطرف الارهابي بقيادة عملياته باليمن.
وأبو أسامة، من مواليد عام 1988 ولم يكمل تعليمه في الهندسة الميكانيكية، وله سجل إرهابي؛ حيث كان من 2010 حتى 2015 أحد قياديي "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب"، وفي 2015 ترك التنظيم والتحق بتنظيم "داعش" حيث شارك في القتال ضمن أفراد "داعش سوريا"، وفي عام 2017 تمت توليته إمارة "داعش" في اليمن؛ وأدرجته وزارة الخزانة الأميركية في قائمة العقوبات.
و "المهاجر" كان يعمل مدرباً لما تسمى معسكرات "أشبال الخلافة" في تنظيم "داعش" الارهابي، إبان سيطرة التنظيم على مساحات جغرافية واسعة في سوريا، مشيرة إلى أنه يعد من القيادات البارزة في التنظيم، وقدم إلى منطقة الباب بريف حلب، بعد هزيمة التنظيم في شرق سوريا.