نُذر الحرب الكبرى تطبق على المشهد.. العدوان الاسرائيلي على قنصلية طهران في دمشق لن يمر بسهولة.. إيران سترد والعالم يترقب ما سيحدث
انفوبلس..
"نتنياهو فقد عقله"، بهذه الجملة رد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان على استهداف القنصلية الايرانية بالعاصمة السورية دمشق بغارة إسرائيلية أدت إلى تدمير البناية واستشهاد مَن فيها في تجاوز صهيوني لجميع الحدود والأعراف الدبلوماسية، واستهتار من شأنه أي يعجّل بنهاية حقبة نتنياهو المليئة بالجرائم والإخفاقات على جميع المستويات، وينذر في الوقت ذاته بحرب كبرى في المنطقة ستكون "إسرائيل" المتضرر الأكبر منها لا محالة.
وكشف التلفزيون السوري الرسمي، أمس الإثنين، أن ضربات إسرائيلية استهدفت مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، مما خلف استشهاد وإصابة عدة أشخاص.
ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء عن مصدر عسكري قوله: "حوالي الساعة 17.00 مساء الإثنين شن العدو الإسرائيلي عدوانا جويا من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفا مبنى القنصلية الإيرانية بدمشق".
وتابع: "وقد تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت بعضها.. وأدى العدوان إلى تدمير البناء بكامله ومقتل وإصابة كل من بداخله ويجري العمل على انتشال جثامين القتلى وإسعاف الجرحى وإزالة الأنقاض".
من جهته، أفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن بوقوع "هجوم إسرائيلي" استهدف مبنى ملحقاً بالسفارة الإيرانية في دمشق.
العلاقات العامة في حرس الثورة الاسلامية الإيرانية، ذكرت في بيان لها: أنه في أعقاب الهزائم الفادحة التي مُني بها الكيان الصهيوني أمام المقاومة الفلسطينية ومقاومة أهل غزة والإرادة الفولاذية لمقاتلي جبهة المقاومة الإسلامية في المنطقة، مساء اليوم، استهدفت طائرات هذا الكيان المزيف في جريمة جديدة مبنى قنصلية الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دمشق بهجوم صاروخي، وعلى إثر هذه الجريمة استُشهد العميد محمد رضا زاهدي والعميد محمد هادي حاجي رحيمي والشهيد حسن امان اللهي والشهيد السيد مهدي جلالتي و الشهيد محسن صداقت والشهيد علي أقا بابائي والشهيد السيد علي صالحي روزبهاني.
إلى ذلك، قال مجلس الأمن القومي الإيراني (أعلى هيئة أمنية في البلاد)، اليوم الثلاثاء، أن عقاب إسرائيل بعد جريمة استهداف القنصلية الإيرانية في العاصمة دمشق "أمر جاهز".
ونشرت وكالة أنباء "نور نيوز" التابعة لمجلس الأمن القومي الإيراني تغريدة قالت فيها: "لقد قام النظام الصهيوني بمقامرة خطيرة بمهاجمة القنصلية الإيرانية في دمشق واستشهاد المستشارين العسكريين لبلادنا".
وتحدثت الوكالة الأمنية عن "وجود دافع كبير للانتقام في إيران وموجة الإدانة لهذا العمل من قبل مختلف الدول يدل على أن كل شيء للعقاب القاسي من الحكام الأشرار، وإسرائيل جاهز".
"نتنياهو فقط توازنه العقلي"
وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، قال إن بلاده تحتفظ بحق الرد على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق.
وقال عبداللهيان بحسب بيان للخارجية الإيرانية، إن "رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو فقد توازنه العقلي تماماً بسبب الإخفاقات المتتالية للكيان الإسرائيلي في غزة وعدم تحقيق الأهداف الطموحة للصهاينة".
وأضاف، ان "الهجوم على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق انتهاكا لكافة الالتزامات والمواثيق الدولية، حيث يتحمل الكيان الصهيوني تبعات هذا العمل".
وشدد وزير الخارجية الإيراني على "ضرورة القيام برد فعل جدي من قبل المجتمع الدولي على مثل هذه الأعمال الإجرامية".
"الجريمة لن تمر دون رد"
الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي قال، اليوم الثلاثاء، تعقيباً على استهداف ضربة إسرائيلية قنصلية بلاده في دمشق، إنّ "جريمة الكيان الصهيوني لن تبقى من دون رد"، مضيفاً أن "على الصهاينة أن يدركوا أنهم لن ينالوا أهدافهم المشؤومة بهذه التصرفات اللاإنسانية".
وأضاف الرئيس الإيراني، أن الاحتلال "سيشهد في كل يوم تعاظم جبهة المقاومة وازدياد كراهية الشعوب الحرة تجاه طبيعته غير المشروعة".
وصباح اليوم الثلاثاء، أعلن مجلس الأمن القومي الإيراني أنه عقد، الليلة الماضية، اجتماعاً لبحث "جريمة حرب" ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بقصف مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق ومقتل العميد محمد رضا زاهدي.
وأكد المجلس أنه "تم اتخاذ قرارات مناسبة" في الاجتماع الذي حضره الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بصفته رئيساً للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني.
وأعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان أن وزارته استدعت، فجر اليوم الثلاثاء، القائم بأعمال السفارة السويسرية في طهران باعتبارها راعية للمصالح الأميركية في إيران، في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق.
وأضاف أمير عبد اللهيان أنه "تم إرسال رسالة مهمة إلى الإدارة الأميركية بصفتها حامية للكيان الصهيوني"، مشدداً على أنه ينبغي على واشنطن "تحمل المسؤولية"، وفق ما أوردت وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية.
ولم يكشف أمير عبد اللهيان عن فحوى الرسالة، لكنه قال إنه خلال جلسة استدعاء الدبلوماسي السويسري "تم شرح أبعاد الهجوم الإرهابي وجريمة الكيان الإسرائيلي، وتم التأكيد على مسؤولية الإدارة الأميركية".
وكشف موضع "أكسيوس" الأميركي، اليوم الثلاثاء، أن الولايات المتحدة أبلغت إيران بعدم ضلوعها في الضربة الإسرائيلية التي استهدفت محيط القنصلية الإيرانية في دمشق، بعد ساعات من توجيه طهران رسالة إلى واشنطن مفادها أنه ينبغي على أميركا "تحمل المسؤولية". ونقل الموقع عن عن مسؤول أميركي قوله إنّ واشنطن أبلغت طهران بعدم ضلوعها في الضربة الإسرائيلية على سوريا، وبأنه لم يكن لديها معلومات متقدمة عنها.
مقاومة العراق تدخل على الخط
المقاومة الإسلامية كتائب حزب الله، أصدرت بيانا بعد العدوان الصهيوني، جاء فيه: في اليوم الحادي والعشرين من شهر رمضان المبارك، يوم شهادة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، يوم عطاء الدم الزاكي والطاهر دفاعًا عن الحق والمظلومين والقيم الإلهية السامية، في هذا اليوم، التحق بركب الشهداء العظام القادة الأعزاء في الحرس الثوري الإسلامي في إيران القائد الجنرال محمد رضا زاهدي والقائد العميد محمد هادي حاجي رحيمي والإخوة الأعزاء حسين أمان اللهي ومهدي جلالتي ومحسن صداقت وعلي آقا بابايي وعلي صالحي روزبهاني، وذلك جراء جريمة ارتكبها العدو الإسرائيلي باستهدافه واغتياله للقائد زاهدي وإخوانه في مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق.
إنّ القائد الكبير الشهيد الغالي محمد رضا زاهدي كان من الداعمين الأوائل والمضحين والمثابرين لسنوات طويلة من أجل تطوير وتقدّم عمل المقاومة في لبنان، وقد شاركنا مدّة كبيرة الهموم والمسؤوليات، وكان بحق الأخ والمجاهد والصديق الوفي والمضحي النموذجي في عشقه للمقاومة في لبنان والمنطقة، وهو الذي ارتضى واختار مع عائلته الشريفة أن يبقى بعيدًا عن وطنه الذي قدّم فيه تضحيات جسيمة وجراحات ملأت جسده الشريف، وكل ذلك لأنّه كان عاشقًا للمقاومة وللدفاع عن المظلومين في منطقتنا وبالأخص في فلسطين.
إنّنا إذ ننعى هذا الشهيد العزيز مع إخوانه الشهداء الأعزاء نعتقد تمامًا أنّ دماءه الزاكية ستثمر المزيد من الإصرار على المقاومة ومواجهة هذا العدو المتغطرس المتعطش للدماء، والذي لم يرتوِ من دماء عشرات الآلاف من دماء الأطفال والنساء في غزة.
إنّ هذه الجريمة تدل على أنّ العدو الإسرائيلي ما زال على حماقته حين يعتقد أنّ تصفية القادة يمكن أن يوقف المدّ الهادر لمقاومة الشعوب، وبكل تأكيد فإنّ هذه الجريمة لن تمر دون أن ينال العدو العقاب والانتقام.
كما قال المسؤول الأمني للمقاومة الإسلامية كتائب حزب الله ابو علي العسكري، في بيان: نُعزي السيد القائد الخامنئي (دام ظله) والمراجع العظام والإخوة في الحرس الثوري، باستشهاد الأخ القائد الكبير محمد رضا زاهدي، إثر الاعتداء الصهيو-أمريكي الإجرامي على قنصلية الجمهورية الإسلامية في دمشق.
وفي مفاجأة مدوّية، أضاف العسكري، إن المقاومة الإسلامية في العراق أعدَّت عُدتها لتجهيز الأشقاء من مجاهدي المقاومة الإسلامية في الأردن بما يسد حاجة 12,000 مقاتل من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقاذفات ضد الدروع والصواريخ التكتيكية و ملايين الذخائر واطنان من المتفجرات.
وتابع: جاهزون للشروع في التجهيز ويكفي في ذلك التزكية من مجاهدي حركة حماس أو الجهاد الإسلامي، لنبدأ أولا بقطع الطريق البري الذي يصل إلى الكيان الصهيوني.
العالم يدين العدوان
وأدانت العديد من الدول العدوان الإسرائيلي الذي استهدف مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، مؤكدة أن استهدف المقار الدبلوماسية خرق فاضح للقوانين الدولية ولاتفاقيات فيينا المتعلقة بالعلاقات الدبلوماسية.
الخارجية العراقية أدانت، أمس الاثنين، استهداف البعثة الدبلوماسية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق.
وذكرت وزارة الخارجية في بيان، أن "هذا الهجوم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي يُمثل انتهاكاً واضحاً وصارخاً للقانون الدولي وللسيادة السورية وتُحذر من خطورة المساس بأمن البعثات الدبلوماسية التي لها حصانة دبلوماسية بموجب القوانين الدولية".
كما حذرت من أن توسع دائرة العنف في المنطقة سيؤدي لمزيد من الفوضى وعدم الاستقرار.
ودعت الخارجية، المجتمع الدولي إلى "التحرك العاجل لوقف عمليات القتل والتدمير في قطاع غزة والاستهداف المستمر للأراضي السورية".
الخارجية الروسية من جانبها أدانت الهجوم مؤكدة في بيان أن "الأعمال العدوانية الإسرائيلية غير مقبولة ويجب أن تتوقف"، حسبما نقلت وكالة "سبوتنيك".
وأضاف البيان: "نلفت الانتباه بشكل خاص إلى حقيقة أن الهجوم تم تنفيذه في منطقة حضرية مكتظة بالسكان، ما أدى إلى ارتفاع خطر وقوع إصابات جماعية بين السكان المدنيين".
كما أدانت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية هذا العدوان في بيان، وقالت: “إن استهداف المقار والبعثات الدبلوماسية يشكل خرقاً موصوفاً للقانون الدولي، وانتهاكاً خطيراً لاتفاقيتي فيينا للعلاقات الدبلوماسية والقنصلية، اللتين تضمنان حصانة وحرمة المقرات الدبلوماسية”، وشددت على أن هذا التصعيد الخطير في خرق القوانين والأعراف الدولية، يهدّد بشكل حتمي السلم والأمن الإقليميين والدوليين.
بدورها أعربت الكويت عن إدانتها واستنكارها الشديدين للعدوان، وقالت في بيان نقلته وكالة كونا : “إن هذا القصف يعتبر اعتداء سافراً على سيادة الأراضي السورية وانتهاكاً صارخاً لكل القوانين والأعراف الدولية، ولا سيما تلك التي تمنح الحماية للبعثات الدبلوماسية والسلامة لمنتسبيها”.
وجددت وزارة الخارجية الكويتية الدعوة للمجتمع الدولي ولمجلس الأمن للاضطلاع بمسؤولياتهم في اتخاذ الإجراءات وبذل المساعي اللازمة، بما يحفظ سلامة واستقرار دول المنطقة ويحد من التوتر والتصعيد.
كما أدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية العدوان الإسرائيلي، وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة سفيان القضاة: “إن استهداف القنصلية الإيرانية بدمشق يمثل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي، واعتداء على حرمة المقار الدبلوماسية المحمية بموجب اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية”.
من جانبها قالت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان: “تدين باكستان بشدة الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق”، مشددة على أن هذا الهجوم يشكل انتهاكاً غير مقبول للسيادة السورية ويقوض استقرارها وأمنها.
وأضاف البيان: “إن هذا الهجوم هو انتهاك للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، كما أن الهجمات على الدبلوماسيين أو الأهداف الدبلوماسية أمر غير قانوني بموجب اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961″، داعية مجلس الأمن الدولي إلى منع الكيان الإسرائيلي من السلوك المغامر في المنطقة وأعماله غير القانونية الموجهة ضد جيرانه واستهداف".
وقالت الإمارات في بيان صادر وزارة الخارجية، إنها "تدين استهداف البعثة الدبلوماسية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق".
وأعربت الخارجية السعودية في بيان عن "إدانة المملكة العربية السعودية لاستهدف مبنى القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق"، معبرة عن "رفض المملكة القاطع استهداف المنشآت الدبلوماسية لأي مبرر كان، وتحت أي ذريعة، والذي يعد انتهاكا للقوانين الدبلوماسية الدولية وقواعد الحصانة الدبلوماسية".
قطر كذلك أدانت الهجوم واعتبرته الخارجية في بيان "انتهاكا سافرا للاتفاقيات والمواثيق الدولية والأعراف الدبلوماسية التي تجرم الاعتداء على مقار البعثات الدبلوماسية".
وشددت الخارجية القطرية في بيانها على رفض الدوحة "استهداف البعثات الدبلوماسية والقنصلية وضرورة توفير الحماية لمنسوبيها بموجب قواعد القانون الدولي".