هل ينفجر الوضع أكثر؟ ارتفاع حصيلة ضحايا الانفلات الأمني بمقتل 3 قضاة علويين بريف حماة السورية
انفوبلس..
أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بمقتل ثلاثة قضاة من الطائفة العلوية بنيران مسلحين مجهولين، عند مفرق الربيعة في ريف حماة الغربي.
وذكر المرصد على موقعه، إن القوى الأمنية دفعت بدوريات إلى المنطقة لكشف ملابسات الجريمة.
وتشهد المناطق السورية حالة من الفوضى والانفلات الأمني، والأعمال الانتقامية في ظل الفراغ الأمني.
واليوم، شهدت أحياء دمشق، منها جرمانا، كشكول، الكباس، الدويلعة، الطبالة، باب شرقي، باب توما، والقصاع، تظاهرات شعبية حملت رسائل الوحدة الوطنية بين جميع مكونات الشعب السوري.
المحتجون رفعوا شعارات مطالبين بإطفاء فتيل النعرات الطائفية التي تحاول زعزعة الاستقرار المجتمعي، كما دعوا القيادة العسكرية للتنسيق الفوري مع لجان الأحياء وتقديم الدعم اللازم لمواجهة أي تصرفات من شأنها تأجيج الفتن.
وبلغ عدد الجرائم منذ سقوط نظام الأسد في محافظات سورية متفرقة 66 جريمة راح ضحيتها 106 أشخاص هم: 101 رجل، وأربع سيدات، وطفلان.
وتصاعدت الحوادث الأمنية بشكل ملحوظ، بعد سقوط بشار الأسد، متراوحة بين عمليات تصفية لعناصر النظام السابق وجرائم سرقة واقتحامات مسلحة، أدت إلى تفاقم حالة الفوضى وعدم الاستقرار في سوريا الجديدة.
وفي الوقت الذي تحمل فيه بعض هذه الحوادث طابعاً طائفياً، يُلقي هذا التصعيد بظلاله على حياة السكان اليومية ويعزز المخاوف من انزلاق الوضع الأمني نحو مزيد من التدهور.
ومن أبرز الحوادث الأخيرة، مقتل ضابطين أثناء محاولتهما تسوية أوضاعهما، حيث عُثر عليهما مقتولين بعد رميهما في الطريق.
وفي حادثة أخرى، عند إعلان الأكراد انسحابهم من دير الزور، أُبقى على جنود ومسؤولي حامية مطار دير الزور العسكري، وبعد يوم واحد من انسحاب قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، قامت الأخيرة بسحب أسلحة الجنود وطالبتهم بالمغادرة.
وبعد ذلك اضطر الجنود إلى سلوك طريق السخنة بين حمص ودير الزور، وأثناء توجههم، اعترضتهم فصائل المعارضة المسلحة بالقرب من تلك المنطقة، وتم اقتيادهم إلى سجن في حماة، حيث انقطعت الأخبار عنهم تماماً.
وجدير بالذكر أن هؤلاء الجنود ينتمون إلى عدد من المحافظات السورية، ويُعتقد أن أعدادهم كبيرة.
وشهدت محافظات عدة، وعلى رأسها اللاذقية وحمص، تصاعداً في حالات اقتحام المنازل بقصد السرقة.
وغالباً ما تُصنف هذه الحوادث على أنها فردية، وخلال الأيام الأخيرة، وقعت عدة اقتحامات في حي مشروع الثورة ومشروع الزين بمدينة اللاذقية، تحت تهديد السلاح.
كما تم إطلاق النار على أحد المواطنين في حي الدعتور، هذه الحوادث أثارت مخاوف كبيرة بين السكان، حيث باتوا يشعرون بأنهم جميعاً معرضون لخطر مماثل.
وفي ظل تصاعد هذه الحوادث، تغيّر سلوك المواطنين بشكل ملحوظ، كانت المحالّ التجارية تُفتح حتى الساعة التاسعة مساءً، لكنها الآن تغلق أبوابها مبكراً بحلول الساعة السادسة، في دلالة واضحة على تراجع الشعور بالأمان.
كما أصبحت حوادث القتل تحمل غالباً صبغة طائفية، مما دفع العديد من المواطنين إلى تقديم طلبات لجوء إلى الخارج خوفاً من مستقبل مظلم ينتظرهم في البلاد، وهذه الحوادث تؤدي إلى زيادة الانقسامات المجتمعية وتفكيك النسيج الاجتماعي.
ويستغل أفراد مجهولون وخلايا مسلحة هذا الفراغ الأمني لتنفيذ جرائم وعمليات انتقامية تهدف إلى إشعال الفتنة الطائفية وإثارة الفوضى.
كما تعمل هذه الجهات على زعزعة الاستقرار والسلم الأهلي في البلاد.
في المقابل، أعلنت إدارة العمليات العسكرية في سوريا تلقيها مئات البلاغات عن حالات خطف وسرقة وقتل بمختلف المحافظات.
وأكدت الإدارة بدء تحقيقاتها في تلك الحوادث، معتبرةً أنها تصرفات فردية لا تعكس الواقع العام في البلاد، مضيفة أنها تبذل جهوداً لضبط الأوضاع الأمنية والتعامل مع هذه التجاوزات بحزم.
ووسط هذا المشهد المعقد، يبقى الوضع الأمني في سوريا مفتوحاً على مزيد من التدهور، مع غياب حلول جذرية تُعيد الثقة للسكان وتضع حداً لحالة الفوضى التي تعمّ مدنًا كثيرة.