21 عاما على استشهاد راشيل كوري ..أميركية داعمة لفلسطين تصدت لجرافات الاحتلال فسُحقت تحتها.. ماذا جاء برسالتها الأخيرة؟ وكيف صمتت واشنطن عن الجريمة المروعة؟
انفوبلس/ تقارير
تمرُّ اليوم الذكرى الحادية والعشرون لاستشهاد المواطنة الأمريكية الداعمة للقضية الفلسطينية راشيل كوري في 16 مارس من عام 2003 على يد قوات الاحتلال الصهيوني بعد أن وقفت ببسالة أمام إحدى الجرافات الصهيونية في رفح لمنعها من هدم أحد المنازل، قبل أن يُقدِم سائق الجرافة على سحقها والسير فوق جسدها مرتين لتتحول راشيل بذلك إلى أيقونة عالمية لدرجة استمدت منها الكتب والروايات بعض أحداثها ومن ذلك رواية لـ هارون هاشم. فما تفاصيل الحادثة؟ وكيف صمتت واشنطن عن الجريمة المروعة وأُبيحت للكيان بعدها ارتكاب المزيد من الجرائم؟ وما الرسالة الأخيرة التي كانت لراشيل؟
*مَن هي؟
راشيل كوري ( Rachel Corrie) فتاة أمريكية من مواليد 10 أبريل 1979، استُشهدت بتاريخ 16 مارس 2003 سحقا تحت جنازير جرافة ضخمة لقوات الاحتلال الصهيوني.
وكانت راشيل كوري عضوا في حركة التضامن العالمية (ISM) وسافرت لقطاع غزة بفلسطين المحتلة أثناء انتفاضة 2000 حيث قُتلت بطريقة وحشية من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي عند محاولتها إيقاف جرافة عسكرية تابعة لقوات الاحتلال كانت تقوم بهدم منازل لفلسطينيين في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
*وقوفها أمام الجرافة الصهيونية
في يوم 16 مارس قبيل الغروب بمخيم رفح للاجئين توجه بلدوزر إسرائيلي إلى أحد المنازل لهدمه فتوجهت راشيل مع أصدقائها في محاولة لمنع الهدم وقد نجحت فعلا في تعطيل الهدم لمدة ساعتين.
كانت راشيل تقف أما البلدوزر وهي تمسك مكبّر صوت تهتف فيه متوقعةً أن السائق سوف يقف لكنه لم يفعل فتسلقت الجرافة، لكن السائق حملها بالجرافة الممتلئة بالتراب وقلبها على الأرض ثم تقدم إلى الأمام ليمشي على جسدها مرتين، بعد ذلك حملها أصدقاؤها إلى المستشفى لكنها ماتت.
*دروع بشرية
كانت كوري من بين 8 نشطاء آخرين من حركة التضامن الدولية والذين جعلوا من أنفسهم دروعا بشرية لحماية مخيم رفح للاجئين.
وزعمت السطات الإسرائيلية في ذلك الوقت أن عمليات الهدم ضرورية لأن المسلحين الفلسطينيين استخدموا تلك المباني كساتر لإطلاق النار على الدوريات الإسرائيلية في المنطقة، أو لحفر أنفاق لتهريب السلاح عبر حدود غزة مع مصر.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أغلق ملف التحقيق الذي أجراه بمقتل الناشطة الأمريكية في عام 2003، قائلا: "إن مقتل راشيل كان حادثا عرضيا، ولن يُحاسب الجنود الإسرائيليون على حادث لا يتحملون مسؤوليته."
لكن الجيش قال، إن الشرطة العسكرية التي كانت تحقق في الحادث وجدت أن راشيل قُتلت نتيجة انهيار بناء عليها عندما كانت تحاول تسلق تلة من الأنقاض كانت الجرافة تقوم بتسويتها في مخيم رفح للاجئين.
زعم الجيش الإسرائيلي قال أيضا، إن سائق الجرافة لم يدرك أن كوري كانت أمامه، وأنه ما كان يتعين على الناشطين أصلا أن يتواجدوا في مثل تلك المنطقة العسكرية المغلقة.
*دعاوى قضائية دون استجابة
رفعت عائلة الشهيدة راشيل كوري دعوى قضائية ضد جيش الاحتلال إلا أن محكمة الاحتلال المركزية في مدينة حيفا ردت يوم الثلاثاء 28/8/2012 الدعوة لتُبرِّئ بذلك الجيش الإسرائيلي من مسؤولية قتل راشيل.
وبررت المحكمة المركزية في حيفا قرارها برد الدعوى المقدمة من عائلة راشيل كوري بالزعم ان راشيل هي التي "ورطّت نفسها في الحادث".
وقال القاضي، إن راشيل كوري فتاة يهودية قدمت من الولايات المتحدة للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وقد أدخلت نفسها في "حالة خطيرة" يوم حاولت الدفاع عن بيت في رفح تقرر هدمه، ووقفت في وجه جرافة الاحتلال.
*صمت واشنطن عن الجريمة المروعة
وعن تواصل عائلة راشيل مع البيت الأبيض، قالت سيندي إنها لم تتواصل مع إدارة جو بايدن بشأن قضية راشيل، ولفتت إلى تاريخ طويل من المناقشات والاجتماعات مع مسؤولين حكوميين خلال الإدارات السابقة -مثل وزير الخارجية أنتوني بلينكن، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية وليام بيرنز- وغيرهم ممن خدموا في طاقم الرئيس بايدن عندما كان سيناتوراً في مجلس الشيوخ وعندما شغل منصب نائب الرئيس لمدة 8 سنوات.
وأوضحت والدة راشيل في حديثها، أن "هؤلاء المسؤولين اهتموا وساعدوا في كثير من الأحيان، ولكن في ما يتعلق بمسؤولية إسرائيل عن عملية القتل تهرب هؤلاء وفشلت الحكومة الأميركية في اتخاذ المزيد من الخطوات لمعالجة قتل راشيل الوحشي ومتابعة الأسئلة التي طرحوها على نظرائهم الإسرائيليين".
وأكدت، أن دعم واشنطن غير المحدود لإسرائيل يبعث رسالة "إلى الجنود والحكومة الإسرائيلية بأنهم سيكونون محميين، ويمكنهم العمل مع الإفلات من العقاب ضد الفلسطينيين وغيرهم دون عواقب وخيمة، معربة عن اعتقادها بأن هذه الرسالة هي التي ساهمت في مقتل مواطنين أميركيين بعد كل هذه السنوات كما في حالة الصحفية شيرين أبو عاقلة والمسن الأميركي من أصل فلسطيني عمر أسد، وفي مقتل المئات وحتى الآلاف من المدنيين الفلسطينيين".
*رسالة راشيل الأخيرة
مما جاء في رسالتها الأخيرة التي أرسلتها لأهلها في الولايات المتحدة قبل استشهادها: "أعتقد أن أي عمل أكاديمي أو أي قراءة أو أي مشاركة في مؤتمرات أو مشاهدة أفلام وثائقية أو سماع قصص وروايات لم تكن لتسمح لي بإدراك الواقع هنا، ولا يمكن تخيل ذلك إذا لم تشاهده بنفسك، وحتى بعد ذلك تفكر طوال الوقت بما إذا كانت تجربتك تعبر عن واقع حقيقي".
*"اسمي راشيل كوري"
يُشار إلى أن كتابات راشيل، التي نشرت بعد مقتلها، غدت رمزا للحملة الدولية التي تخوض غمارها أطراف عدة باسم الفلسطينيين.
وقد تم تحويل تلك الكتابات إلى مسرحية حملت عنوان "اسمي راشيل كوري"، ودارت فصولها عن حياتها، وجابت المسرحية مناطق مختلفة من العالم، بما في ذلك الضفة الغربية وقطاع غزة.