مقتل زوجة أحد أمراء داعش في صراع داخلي على النفوذ بمخيم الهول وسط تدهور الأوضاع الأمنية في المخيم

اقطاب داخلية وصراع نفوذ
انفوبلس/..
في الآونة الأخيرة، شهد مخيم الهول في شمال شرق سوريا تصاعدًا مقلقًا في حالات العثور على جثث مقتولين داخل المخيم، مما يثير تساؤلات جدية حول الوضع الأمني هناك، في المخيم الذي يُعتبر محطة دائمة لعشرات الآلاف من النازحين وعائلات عناصر عصابات داعش الإرهابية، منذ انهيار تلك العصابات وهزيمتها.
ووفقًا لتقارير متعددة، ارتفع عدد القتلى داخل المخيم بشكل ملحوظ، حيث تم تسجيل أكثر من 70 حالة قتل منذ بداية العام، نُسبت معظمها إلى نساء متشددات يسعين لفرض أيديولوجية "داعش" على سكان المخيم.
وتتراوح أساليب القتل بين إطلاق النار، الطعن، وحتى قطع الرؤوس، مما يعكس تدهورًا خطيرًا في الوضع الأمني.
بالإضافة إلى ذلك، يُعزى هذا العنف المتزايد إلى محاولات لفرض قواعد العصابات الإرهابية داخل المخيم، حيث تُقام "محاكم" لمعاقبة النساء اللواتي يخلعن غطاء الوجه أو يخالفن تعاليم "داعش".
جثث جديدة وصراع أقطاب
الساعات الـ 48 الماضية شهدت العثور على أربع جثث، إحداها تعود إلى زوجة أحد أمراء داعش الذين كانوا ينشطون على الحدود بين العراق وسوريا بعد عام 2014
وأكدت مصادر مطلعة، اليوم الثلاثاء، أن ظاهرة العثور على الجثث المجهولة عادت مجدداً إلى مخيم الهول السوري، وسط تصاعد عمليات القتل والتهريب داخله.
وأبلغت المصادر، أن "الساعات الـ 48 الماضية شهدت العثور على أربع جثث، إحداها تعود إلى زوجة أحد أمراء داعش الذين كانوا ينشطون على الحدود بين العراق وسوريا بعد عام 2014".
وأضافت، أن "عمليات القتل غالبًا ما تُنفذ باستخدام الأسلحة البيضاء أو عبر الخطف ثم التعذيب قبل التخلص من الضحية".
وأشارت المصادر إلى أن "هذه الجرائم ناتجة عن صراع داخلي بين عدة أقطاب تسعى لفرض سيطرتها على المخيم، الذي يضم حاليًا ما بين 27 إلى 29 ألف شخص، أغلبهم من قيادات وعناصر داعش وعائلاتهم، ويمثلون أكثر من 40 جنسية، بينها عربية مثل العراق وسوريا وليبيا وتونس، إضافة إلى جنسيات من دول الاتحاد السوفيتي السابق مثل الأوزبك والشيشان وغيرهم".
وتابعت، أن "عمليات القتل تتسم بدموية متزايدة، تزامنًا مع تصاعد وتيرة تهريب عوائل داعش، خاصة حاملة الجنسيات الأجنبية إلى مناطق انتشار التنظيم في بادية حمص ودير الزور".
إشكاليات أمنية كبيرة
وأوضحت المصادر، أن "هذه التحركات ستخلق إشكاليات أمنية كبيرة خلال الفترة المقبلة، مع تنامي قدرات عصابات داعش ومحاولته استعادة السيطرة على مناطق جديدة".
ويشهد مخيم الهول في الحسكة السورية تصاعدا كبيرا في عمليات القتل منذ مطلع العام الحالي.
واتهم المصدر، عصابات داعش بالوقوف وراء هذه الجرائم وقال إنه "يرتكبها بطرق مختلفة أبرزها إطلاق الرصاص واستخدام أدوات حادة".
ومنذ بداية العام الحالي أحصى المرصد 20 جريمة قتل في المخيم، إحصائية تُعد دليلا على التصاعد الكبير في عمليات القتل قياسا بالفترة السابقة.
ويسعى العراق إلى تفكيك مخيم "الهول" في سوريا وإنهاء ملفه في أسرع وقت، لأسباب يعزوها مسؤولوه إلى أن المخيم يمثل بؤرة خطيرة للتشدد، في ظل احتضانه لآلاف العراقيين الإرهابيين.
المخيم تحت سيطرة التنظيم
وثق المرصد السوري 122 جريمة قتل بشكل متعمد ضمن مناطق نفوذ “الإدارة الذاتية” منذ مطلع العام 2024 حتى نهايته
وأكدت المصادر، أن "مخيم الهول السوري والذي يضم آلافاً من عوائل داعش الارهابي من أكثر من 50 جنسية يخضع لسيطرة قيادات في التنظيم وبشكل معلن وهو يمارس سطوته على الجميع دون استثناء تحت حراسة حلفاء واشنطن في إشارة الى قسد وغيرها". وأشارت الى أن "المخيم تحول الى بيئة تُصدّر الافكار المتطرفة وهي الأخطر الآن في منطقة الشرق الاوسط وبرعاية أمريكية مباشرة".
لم تقتصر طريقة الجرائم على "النحر" فقط، إذ وقبل يومين قُتل طفل وأُصيب شقيقه بجروح بليغة أدت لتشوه جسده بعد تعرضهما للضرب المبرح بواسطة عصا على يد والدهما داخل مخيم الهول.
ووفقاً للمعلومات، فإن العائلة تنحدر من بلدة الباغوز بريف دير الزور الشرقي ويعيش الطفلان اللذان يعانيان من أمراض مزمنة بعد وفاة والدتهما مع والدهما في المخيم منذ عدة سنوات.
ووثق المرصد السوري 122 جريمة قتل بشكل متعمد ضمن مناطق نفوذ “الإدارة الذاتية” منذ مطلع العام 2024 حتى نهايته، بعضها ناجم عن عنف أسري أو بدوافع السرقة وأخرى لا تزال أسبابها ودوافعها مجهولة، راح ضحية تلك الجرائم 134 شخص هم: 100 رجل، و 15 طفلا و 19 سيدة توزعوا على النحو التالي:
36 بينهم 6 أطفال و7 سيدات في الحسكة
48 بينهم 3 أطفال و5 سيدات في دير الزور
73 بينهم 5 أطفال و5 سيدات في الرقة
12 بينهم سيدتان وطفل في منبج
رجل في عين العرب (كوباني)
مخيم الهول يقع في محافظة الحسكة، شمال سوريا، ويعرف بأنه أحد أكبر المخيمات، إذ يحتضن حوالي 48 ألف نازح من 42 جنسية مختلفة، من بينهم أفراد عائلات مسلّحي تنظيم “داعش” الإرهابي العراقيين والسوريين والأجانب.
وكان الآلاف من عناصر داعش نُقلوا إلى مخيم الهول، بعد أن هُزم في سوريا في آذار مارس 2019، وإنهاء سيطرته على مساحات كبيرة من الأراضي العراقية والسورية.
ويعود تاريخ إنشاء مخيم الهول، إلى تسعينيات القرن الماضي، حيث أُسس من قبل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، على مشارف بلدة الهول بالتنسيق مع الحكومة السورية، ونزح إليه ما يزيد عن 15 ألف لاجئ عراقي وفلسطيني، هاجر الكثيرون منهم إلى مختلف أرجاء العالم بمساعدة الأمم المتحدة، خاصة بعد أحداث عام 1991 عندما استباح الطاغية صدام الكويت، وقادت ضده الولايات المتحدة حرباً عبر تحالف دولي.