الأردن تشارك في العدوان على العراق.. نفط بسعر مخفّض وأكبر مستورد للبضائع الأردنية وتعاون اقتصادي كبير.. هل ستبقى مصالح عمّان مستمرة في بغداد؟
انفوبلس/..
تواصل سفارة واشنطن وقواعدها العسكرية في العراق، العمل على إدامة المخططات العدوانية تجاه العراق والمنطقة، ومنها استهداف قواتنا الأمنية بشكل مستمر بعمليات عسكرية جوية تنفذها القوات الأمريكية بشكل مستمر.
وشن طيران العدوان الأمريكي، سلسلة من الضربات على مواقع تابعة للقوات الأمنية والحشد الشعبي في الأنبار، فيما أكد الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء يحيى رسول، صباح اليوم، أن هذه الضربات تُعد خرقاً للسيادة العراقية وتقويضاً لجهود الحكومة العراقية وتهديداً يجرُّ العراق والمنطقة إلى ما لا يُحمد عقباه.
الأردن تشارك الاحتلال بالقصف
وتواصل أميركا وحلفاؤها مسلسل استهداف المواقع العسكرية العراقية التابعة للقوات الأمنية بضمنها معسكرات ومقرات الحشد الشعبي، بنفس الطريقة العدوانية التي دأبت عليها في كل مرة، لكن الجديد فيما حدث يوم أمس، هو أن هذه الطلعات العسكرية، شاركتها طائرات حربية أردنية، لتساعد الاحتلال في سلسلة الاستهداف، لتظهر فيها المملكة الأردنية التضامن مع أميركا في أعقاب غارة الطائرات بدون طيار على البرج 22 داخل الاراضي الأردنية، والتي قُتل وأُصيب على إثرها عشرات الجنود الأمريكيين.
صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، كشفت اليوم السبت، عن مشاركة الطائرات الحربية الاردنية في العدوان الذي شنته الولايات المتحدة الأمريكية على العراق وسوريا الليلة الماضية.
وذكرت الصحيفة في تقرير، أن "طائرات F-16 التابعة لسلاح الجو الملكي الأردني شاركت في العدوان الأمريكي الجوي على العراق وسوريا".
ونقلت الصحيفة، عن مسؤول أمريكي قوله، إن “الطائرات الأردنية انضمت إلى العدوان بعدما تم تحديد أهداف لها"، لافتاً إلى أن "دور الأردن جاء ليظهر التضامن مع الولايات المتحدة في أعقاب غارة الطائرات بدون طيار على البرج 22 داخل الاراضي الأردنية".
وتعرّض الشريط الحدودي بين العراق وسوريا الى قصف عنيف سقط على إثره العديد من المدنيين والعسكريين بين شهيد وجريح.
العراق أكبر مستورد للبضائع الأردنية
ولم تضع الحكومة الأردنية في حساباتها، أن العراق شكّل خلال العام الماضي، أول وأكبر مستورد للبضائع التجارية الأردنية.
وجاء العراق أولاً وأكبر مستورد للبضائع التجارية الأردنية خلال العام 2023 بحسب ما أعلنته غرفة التجارة الأردنية، حيث ذكرت أن العراق جاء أولاً كأكبر مستورد للبضائع التجارية خلال 10 أشهر من العام 2023.
وقالت الغرفة في بيان، إنه "تم تصدير بضائع وسلع إلى بلدان عربية وأجنبية، خلال 10 أشهر من العام 2023، بنحو 1142 مليون دينار أردني مقابل 741 مليون دينار أردني للفترة نفسها من العام 2022".
وبينت، إن "العراق جاء أولاً كأكثر الدول العربية استيرادا من الأردن من حيث قيمة السلع المستوردة خلال 10 أشهر من عام 2023 حيث بلغت 482 مليون دينار أردني، تليه الإمارات 161 مليون دينار أردني، ثم السعودية بـ 90 مليون دينار، والسعودية بـ 72 مليون دينار، ومصر خامسا بـ 80 مليون دينار، ثم سويسرا 73 مليون دينار".
وأشارت الى، أن "غرفة تجارة عمان تقوم بإصدار شهادات المنشأ للمنتجات الزراعية والحيوانية والثروات الطبيعية الأردنية الخام، وللبضائع الأجنبية التي يجري إعادة تصديرها"، مشيرة إلى أن "شهادات المنشأ التي ذهبت للعراق بلغت 1375 شهادة".
وأوضحت التجارة الاردنية أن "قيمة صادرات المنتجات الأجنبية (إعادة تصدير) بلغت 487 مليون دينار أردني ثم الصناعية بقيمة 153 مليون دينار، والزراعية 148 مليون دينار والمنتجات العربية نحو 135 مليون دينار، والباقي للعديد من المنتجات الأخرى المختلفة".
يذكر أن العراق يستورد معظم السلع والبضائع من دول الجوار وخاصة تركيا وإيران بعد أن كانت الأردن سوقاً كبيراً للعراق في تسعينيات القرن الماضي خلال فترة الحصار الاقتصادي.
النفط العراقي الى الأردن
وسجّلت صادرات النفط العراقي إلى الأردن في تشرين الأول المنصرم، نحو 464 ألفًا و728 برميلًا، مقارنة بالكميات المصدرة خلال شهر أيلول السابق له، والبالغة نحو 449 ألفًا و423 برميلًا، وذلك وفق البيانات التي نشرتها شركة تسويق النفط "سومو".
وبحسب إحصائيات حديثة لشركة تسويق النفط "سومو"، فإن معدل الصادرات اليومي للنفط العراقي المتجهة إلى الأردن قد بلغ 15 ألف برميل يوميًا.
شهدت واردات الأردن من النفط العراقي زيادة بنسبة 50%، إذ ارتفع حجم الكميات الواردة من بغداد إلى عمّان من 10 آلاف إلى 15 ألف برميل يوميًا، وذلك بدايةً من مطلع شهر آب 2023.
وأعلنت وزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية، آب 2023، أن كميات النفط الخام العراقي الواردة إلى الأردن ارتفعت إلى 15 ألف برميل يوميًا، وذلك بعد موافقة بغداد على الزيادة، وفق بيان حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه.
450 ألف برميل شهرياً
أوضحت المسؤولة في وزارة الطاقة الأردنية أن بلادها اتخذت جميع الترتيبات الفنية واللوجستية اللازمة لنقل هذه الكميات من موقع تحميل النفط في العراق، من مستودع كركوك الحديث إلى مصفاة البترول الأردنية في الزرقاء.
ولفتت المهندسة إيمان عواد إلى أن هذه الترتيبات تكفل وصول الكميات الشهرية من واردات الأردن من النفط العراقي الخام إلى 450 ألف برميل شهريًا، بدلًا من 300 ألف برميل شهريًا، التي كانت الأردن تحصل عليها في السابق، وفق الأرقام التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وأقرَّ مجلس الوزراء العراقي خلال اجتماعه في 28 آذار 2023، توصية المجلس الوزاري للطاقة، بشأن الموافقة على توقيع مذكرة تفاهم جديدة لتجهيز النفط الخام بين وزارة النفط، ووزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية، مبينا أن التمديد سيكون لسنة واحدة، بدءًا من تاريخ دخولها حيز التنفيذ.
وكان الأردن قد تلقى في أيلول 2021 شحنات من النفط بموجب اتفاق لشراء 10 آلاف برميل يوميا من النفط الخام من حقول كركوك لتلبية جزء من الطلب المحلي قبل أن يوقفها في شهر شباط 2022 نتيجة انتهاء العقد لتتم المباشرة مرة أخرى في نيسان، ليتم إيقافها في شهر آب لتعاود من جديد في شهر أيلول 2022.
واتفق الأردن مع العراق على زيادة وارداته النفطية الى 450 ألف برميل شهريا بدلاً من 300 ألف برميل وابتداءً من شهر آب الماضي، يذكر أن العراق يصدر النفط الخام بأسعار تفضيلية الى الاردن عبر الشاحنات الحوضيات وبمعدل 15 آلاف برميل يوميا تقريبا.
أقل من 15 دولارا عن السعر الرسمي
أعلنت شركة تسويق النفط العراقية "سومو" أن معدل سعر بيع الخام المصدر إلى الأردن بلغ 67.18 دولاراً للبرميل، خلال شهر تشرين الثاني الماضي.
وبهذا يكون العراق قد باع البرميل الواحد من النفط الخام إلى الأردن في الشهر الماضي بسعر أقل من سعر البيع الرسمي المعلن من قبل وزارة النفط والبالغ من 82.66 دولاراً، بمعدل من 15.48 دولاراً، بحسب الإحصائية الصادرة عن "سومو".
يشار إلى أن ورادات الأردن من النفط العراقي الخام، تشكل نحو 10% من الحاجة اليومية للمملكة، وذلك بعد أن ارتفع معدل التوريد من نحو 10 آلاف برميل يوميا سابقاً كانت تشكل 7% من الحاجة اليومية.
وبناءً على هذه الأرقام، فإن مجموع ما استورده الأردن من العراق منذ بداية العام 2023، قد ارتفع إلى نحو 2.79 مليون برميل، مقابل 1.45 مليون برميل خلال الفترة ذاتها من العام الماضي، علماً بأن التوريد خلال الفترتين كان متوقفاً لمدد مختلفة تتعلق بتجديد الاتفاق السنوي بين البلدين في هذا الشأن.
4 مصارف أردنية
ذكر محافظ البنك المركزي الأردني عادل الشركس، أن هناك حالياً أربعة فروع لبنوك أردنية حصلت على ترخيص لممارسة عملها في العراق برأسمال يبلغ 50 مليون دولار لكل فرع، منها فرعان باشرا عملهما بالفعل في العراق.
الشركس لفت إلى أن هناك مصلحة مشتركة ورغبة قوية لدى البنوك الأردنية في التواجد في السوق العراقية، فهناك حاليا أربعة فروع لبنوك أردنية حصلت على ترخيص لممارسة عملها في العراق برأسمال يبلغ 50 مليون دولار لكل فرع، منها فرعان باشرا عملهما بالفعل في العراق.
كما أكد الشركس استعداد البنك المركزي الأردني الكامل على التعاون مع البنك المركزي العراقي في الشؤون ذات الصلة بالتطورات المستجدة في المجالات المالية والمصرفية والرقابية.
من جانبه، قال محافظ البنك المركزي العراقي علي العلاق، إن المركزي العراقي يسعى لتعزيز وإقامة علاقات مصرفية وطيدة مع البنك المركزي الاردني، مُشيراً إلى أن توقيع اتفاق التعاون اليوم يؤكد حرص الجانبين على دفع هذه العلاقة المتميزة نحو الأمام.