بقيمة 1.5 مليار دولار.. 20 موقعاً.. تعرف على الإنشاءات العسكرية الأمريكية الجديدة داخل الكيان لدعم "جيش الاحتلال"

انفوبلس/ تقرير
تُظهر وثائق حديثة صادرة عن سلاح المهندسين في الجيش الأمريكي أن الولايات المتحدة تعمل على إنشاء 20 موقعًا عسكريًا جديدًا في "الكيان الصهيوني"، بتمويل من المساعدات الأمنية الأمريكية. هذه الإنشاءات تأتي في سياق الدعم العسكري الأمريكي المتواصل لـ"الاحتلال"، وتُثير تساؤلات حول أهدافها وأبعادها الاستراتيجية.
وإنشاء مشاريع عسكرية جديدة في "الاحتلال" تشمل بنية تحتية لاستيعاب طائرات التزود بالوقود والمروحيات الجديدة التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، بالإضافة إلى مقر جديد لوحدة الكوماندوز البحرية التابعة لجيش الاحتلال، والعديد من المشاريع الأخرى.
وكشفت صحيفة هآرتس، الثلاثاء 8 يوليو/تموز 2025، عن وثائق أمريكية تشير إلى أن الولايات المتحدة تُنفق مئات ملايين الدولارات كمساعدات عسكرية لإسرائيل التي تواصل حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة.
ويتلقى "الاحتلال" 3.8 مليارات دولار سنوياً كمساعدات أمريكية بموجب مذكرة تفاهم موقعة مع إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، تغطي الفترة من 2019 إلى 2028، وفق الصحيفة.
ويتناقض الدعم العسكري الهائل الذي تقدمه الولايات المتحدة لـ"الاحتلال"، مع دور الوساطة الذي تلعبه في المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس وإسرائيل، كما يتضارب مع ادعاءات مسؤولين أمريكيين بشأن حرص بلادهم على إنهاء الإبادة في غزة، وفق تقرير لوكالة الأناضول.
وبدأت المساعدات العسكرية الأميركية لـ"الاحتلال" عام 1949، وبلغت ملايين الدولارات، ولكن التعاون العسكري بينهما بدأ فعليا في 1952 بتوقيعهما اتفاقا للدعم اللوجستي الثنائي، تلاه اتفاق حول تعاونهما السياسي والأمني.
طبيعة الإنشاءات وأهدافها
وفق وثائق رسمية صادرة عن سلاح المهندسين بالجيش الأمريكي، "تُنشئ الولايات المتحدة بنية تحتية لاستيعاب طائرات التزود بالوقود والمروحيات الجديدة التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، بالإضافة إلى مقر جديد لوحدة الكوماندوز البحرية التابعة للجيش الإسرائيلي، والعديد من المشاريع الأخرى".
كما أشارت هآرتس إلى أن "برنامج المساعدات العسكرية الأمريكية يشمل مشاريع جارية تُقدَّر قيمتها بأكثر من 250 مليون دولار، ومن المتوقع أن تتجاوز قيمة المشاريع المستقبلية مليار دولار".
وتابعت: "يغطي البرنامج بناء منشآت جديدة في قواعد عسكرية مختلفة، كما تشمل المبادرة أيضاً تحسين البنية التحتية القائمة، وتجديد مدارج الطائرات، ومنشآت طلاء الطائرات". وذكرت الصحيفة أنه "وفقاً للوثائق، تبني الولايات المتحدة 20 موقعاً عسكرياً في إسرائيل بتكلفة إجمالية قدرها 1.5 مليار دولار".
وبحسب الصحيفة، فإن "هناك مناقصة واحدة، تُقدَّر قيمتها بحوالي 900 مليون دولار، قيد التطوير حالياً، ومن المتوقع طرحها في يوليو/تموز الجاري، وفقاً لوثيقة صادرة عن سلاح المهندسين بالجيش الأمريكي".
وتشمل المشاريع مناقصات تخطيط وهندسة بقيمة عشرات الملايين من الدولارات، بالإضافة إلى مناقصات بناء وتجديد وتطوير منشآت عسكرية قائمة، تُقدَّر قيمة بعضها بمئات الملايين من الدولارات"، وفق المصدر نفسه.
واستدركت: "ومع ذلك، فإن وثائق المناقصة هذه طويلة، إذ تمتد أحياناً إلى مئات أو حتى آلاف الصفحات، وتتضمن لوائح ورسومات ومواصفات مفصلة".
ووفقاً للوثائق، ترتبط بعض أكبر المشاريع بسلاح الجو الإسرائيلي. وهناك عقدان لإعادة تأهيل وتجديد القواعد، بما في ذلك مدارج الطائرات وممرات الطائرات، في مرحلة التنفيذ بالفعل.
وتشمل مشاريع أخرى ما يُسمى بجهود التجهيز، والتي تتضمن إنشاء بنية تحتية لاستيعاب طائرات التزويد بالوقود المستقبلية لسلاح الجو، وهي بوينغ KC-46 بيغاسوس، ومروحيات النقل الثقيل CH-53K.
وتشمل المشاريع أيضاً بناء مقر جديد لوحدة الكوماندوز التابعة للبحرية الإسرائيلية "شييتيت 13" في عتليت في شمال إسرائيل، بالإضافة إلى مشروع يُشار إليه في بعض الوثائق باسم "تاما 38" وفي وثائق أخرى باسم "تاما 58″، والذي يتضمن تطوير مراكز صيانة جيش الاحتلال الإسرائيلي للمركبات المدرعة.
مشاريع عسكرية أمريكية أخرى
وهذه ليست المرة الأولى التي يكشف فيها سلاح المهندسين بالجيش الأمريكي علناً عن مشاريع بناء في إسرائيل.
ففي عام 2012، أفادت صحيفة واشنطن بوست أنه أشرف على بناء منشأة تحت الأرض من خمسة طوابق، تُعرف باسم "الموقع 911"، لاستخدامها من قبل سلاح الجو الإسرائيلي، بتكلفة عشرات الملايين من الدولارات.
وتُظهر وثائق المشروع المتاحة للجمهور أن هذا المشروع كان مشروعاً واسع النطاق في قاعدة نيفاتيم الجوية.
وتُعد نيفاتيم واحدة من ثلاث قواعد أُنشئت بموجب اتفاقية السلام مع مصر، استعداداً لإخلاء القواعد الجوية في سيناء.
وهي قاعدة مشتركة الاستخدام مع الولايات المتحدة، ووفقاً لمناقصة حديثة من سلاح المهندسين بالجيش الأمريكي، هناك حاجة إلى تجديد أماكن إقامة القوات الأمريكية المتمركزة هناك.
وفي عام 2012 أيضاً، نشرت صحيفة هآرتس العبرية تقريراً عن مشروع لبناء منشأة سرية أخرى تحت الأرض، تُعرف باسم "الموقع 81″، بتكلفة تقديرية تبلغ 100 مليون دولار.
ووفقاً لوثيقة صادرة عن سلاح المهندسين بالجيش الأمريكي، أُثيرت مخاوف بشأن وجود دروع كهرومغناطيسية في الموقع. وتُظهر الصور المُضمنة في تقرير التفتيش أن المنشأة تحت الأرض تقع أسفل مبنى في وسط تل أبيب.
وفي سبتمبر/أيلول 2024، كشفت تقارير أن وزارة الدفاع الأمريكية تعكف على بناء منشآت جنوبي إسرائيل، لاستيعاب طائرات التزود بالوقود المصنوعة في الولايات المتحدة، وفقاً لوثائق تعاقدات عامة اطلع عليها موقع ذا إنترسبت الأمريكي.
ويتضمن المشروع بناءً جديداً وتطوير المباني القائمة، بما في ذلك منشأة واحدة أو أكثر ومستودعات ومرافق تخزين، في قاعدة عسكرية إسرائيلية في جنوب إسرائيل، بحسب وثائق سلاح المهندسين بالجيش الإسرائيلي.
ويأتي البناء في إطار عقد بقيمة مليار دولار تقريباً، مُنح لشركة بوينغ العملاقة للدفاع في عام 2022، لتزويد إسرائيل بأربع طائرات ناقلة من طراز KC-46A Pegasus، على أن يتم تسليمها بحلول نهاية عام 2026.
الإنفاق العسكري الأمريكي على "الاحتلال"
وبحسب دراسة نشرتها جامعة براون الأمريكية حول تكاليف الحرب في المنطقة، فإن الولايات المتحدة أنفقت رقماً قياسياً لا يقل عن 17.9 مليار دولار على المساعدات العسكرية لـ"الاحتلال" خلال عام فقط منذ هجوم طوفان الأقصى، أي من أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى أكتوبر/تشرين الأول 2024.
فيما قال الباحثون الذين أعدوا التقرير، إن 4.86 مليارات دولار إضافية ذهبت إلى تكاليف الحملة التي تقودها البحرية الأمريكية ضد الحوثيين لحماية "الاحتلال"، والتي أعلن ترامب عن توقفها بعد التوصل إلى اتفاق مع الحوثيين.
وقال الباحثون إن، على عكس المساعدات العسكرية الأمريكية الموثقة علناً لأوكرانيا، كان من المستحيل الحصول على التفاصيل الكاملة لما شحنته الولايات المتحدة لـ"الاحتلال" منذ طوفان الأقصى، وبالتالي فإن مبلغ 17.9 مليار دولار لهذا العام هو رقم جزئي.
وبحسب التقرير، تشمل المساعدات الأمريكية منذ بدء الحرب التمويل العسكري، ومبيعات الأسلحة، وما لا يقل عن 4.4 مليارات دولار في شكل سحب من المخزونات الأمريكية، وتسليم المعدات المستعملة.
وتتزايد الانتقادات الموجهة للمساعدات الأمنية الأمريكية لإسرائيل من اليمين واليسار الأمريكيين.
ورغم أن جيش "الاحتلال الإسرائيلي" يستخدم هذه المساعدات لشراء أسلحة من مصنعين أمريكيين، مما يدعم فرص العمل الأمريكية، إلا أن عدداً متزايداً من السياسيين يجادلون بأن الوقت قد حان إما لإنهاء هذه المساعدات أو لاستخدامها كورقة ضغط على "الاحتلال".
وفي أبريل/نيسان الماضي، أثناء استضافته رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، تناول الرئيس دونالد ترامب هذه القضية، قائلاً: "لا تنسوا أننا نساعد إسرائيل كثيراً. نمنح إسرائيل 4 مليارات دولار سنوياً. هذا كثير… لكننا نعتني بأصدقائنا".