الحوثيون ينجحون بمحاصرة إسرائيل.. إيلات يخرج عن الخدمة والبحر المتوسط ليس ببعيد
ماذا عن تدفق الواردات أو تكدس الصادرات؟
الحوثيون ينجحون بمحاصرة إسرائيل.. إيلات يخرج عن الخدمة والبحر المتوسط ليس ببعيد
انفوبلس/..
يعيش ميناء "إيلات" داخل الكيان الإسرائيلي المحتل، أياماً اقتصادية صعبة، فهو بات الآن خارج الخدمة تقريباً، وذلك بعد أن نجحت حركة أنصار الله اليمانية بتطبيق حصار نوعي على هذا الميناء ليوقف الحركة بشكل شبه تام، كما أن السفن ذات الجنسيات المختلفة عزفت عن الاتجاه إلى الموانئ الإسرائيلية بعد الضربات الصاروخية الآتية من اليمن.
*إقرار إسرائيلي
وأقرت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن ميناء إيلات المحتل، مقفل منذ نحو 6 أشهر وهو بات خارج الخدمة تقريبا.
وأعلنت صحيفة the marker الإسرائيلية أنَّ ميناء أم الرشراش المحتل مقفل منذ ستة أشهر.
وأفادت الصحيفة، بأنَّ الواقع في الميناء قاتم حيث رست سفينة واحدة فقط فيه، خلال يونيو/ حزيران الماضي.
وأكدت الصحيفة العبرية، أنه "لا يبدو هناك حلول في الأفق القريب".
من جهته، موقع آكسيوس الأمريكي قال، إن وصول السفن التجارية إلى ميناء إيلات توقف بشكل شبه كامل نتيجة هذه الهجمات، كما ذكرت صحيفة "إسرائيل هيوم" أن الحصار البحري اليمني له أضرار جسيمة وقد يصل إلى حد إغلاق ميناء إيلات.
وبعد أن أصبح يُنظر لما يحدث في البحر الأحمر وباب المندب بأنه "حصار بحري لإسرائيل"، تؤكد إدارة ميناء إيلات انهيار نحو 80% من إيرادات الميناء خلال شهر واحد من بدء الضربات اليمنية، في حين أدت الضربات بالفعل إلى توقف عدة شركات شحن عن زيارة الموانئ الإسرائيلية كان آخرها شركة "ميرسك" الدنماركية وشركة "هاباغ لويد" الألمانية.
ووفقاً لاعترافات مسؤولين إسرائيليين، فإن الهجمات أدت إلى تعطيل دخول وخروج 95% من البضائع.
ذلك يُضاف إلى شركات أخرى قررت التوقف عن زيارة إيلات وموانئ أخرى، مثل شركة الشحن التايوانية العملاقة "يانغ مينغ" التي أعلنت وقف زيارة ميناء "أسدود" الإسرائيلي، فيما قام بعض أصحاب السفن بحذف ميناء أسدود من مسارهم.
وحسب التقرير لموقع آكسيوس، فإن وصول السفن التجارية إلى ميناء إيلات توقف بشكل شبه كامل نتيجة الهجمات، وجاء في التقرير أن مسؤولين أمريكيين قالا إن إدارة بايدن بعثت رسائل إلى صنعاء عبر عدة قنوات مؤخراً لتحذيرها من استمرار الهجمات ضد إسرائيل.
هذا ويؤكد مدير ميناء إيلات، جدعون غولبر، أن الانخفاض الحاد في النشاط أدى لانهيار أكثر من 80% من الإيرادات خلال شهر واحد، ويقول وفق موقع كالكاليست الإسرائيلي، إن السفن تخشى المرور في مضيق باب المندب في طريقها إلى إيلات ما أجبرها على تغيير مسارها عبر طريق يلتف حول قارة أفريقيا بأكملها، مما يزيد من مدة الرحلة البحرية بحوالي عشرين يوماً ويكلف السفن تكاليف باهظة.
*تسريح العمالة
وقبل نحو 3 أشهر، قال مسؤولون، إن نصف العمال في ميناء إيلات بإسرائيل مهددون بفقد وظائفهم بعد أن تعرض الميناء لأزمة مالية كبيرة، نتيجة اضطراب ممرات الشحن في البحر الأحمر.
وأعلنت إدارة الميناء، عزمها تسريح نصف الموظفين البالغ عددهم 120 موظفا. وردا على ذلك، نظم عمال الرصيف وقفة احتجاجية.
ويتعامل ميناء إيلات، أساسيا مع واردات السيارات وصادرات البوتاس القادمة من البحر الميت، ويُعد أصغر حجما مقارنة مع مينائي حيفا وأسدود على البحر المتوسط اللذين يتعاملان مع تجارة البلاد كلها تقريبا.
لكن ميناء إيلات، الذي يقع بجوار الميناء الساحلي الوحيد للأردن في العقبة، يوفر لإسرائيل بوابة إلى الشرق دون الحاجة إلى الملاحة في قناة السويس.
وقال الرئيس التنفيذي لميناء إيلات، جدعون جولبر، إن هذه الخطوة هي الخيار الأخير بعد الخسائر وتباطؤ النشاط لأشهر.
وأضاف جولبر، "كنت آمل أن تحل دول التحالف المشكلة في غضون أشهر قليلة"، في إشارة إلى مبادرة أمنية متعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة لحماية الممر الملاحي الحيوي في البحر الأحمر من عمليات الحوثيين. وتابع قائلا "لكنهم لا يحلون المشكلة".
وأوضح، إن السفن لا تزال تتجنب الرسو في إيلات. وإذا لم تتدخل الحكومة للمساعدة في دفع الرواتب، فإن تسريح العمال أمر لا مفر منه. وقال إن القوى العاملة المتبقية يمكنها الحفاظ على الحد الأدنى من العمليات.
ويعارض القرار اتحاد نقابات العمال (هستدروت)، وهو منظمة تجمع تحت مظلتها مئات الآلاف من العاملين في القطاع العام.
وأطلقت أنصار الله أيضا، طائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل دعما للفلسطينيين الذين يواجهون حرباً شرسة على قطاع غزة.
ويقول مسؤولون إسرائيليون، إن الطريق البديل عن البحر الأحمر يتطلب الالتفاف حول الطرف الجنوبي لقارة إفريقيا مما يطيل الرحلات إلى البحر المتوسط لمدة تتراوح بين أسبوعين وثلاثة أسابيع وتزيد بالتالي التكلفة.
*ما أهمية البحر الأحمر بالنسبة للكيان الاسرائيلي والولايات المتحدة؟
أنصار الله في اليمن باتوا يتحكمون بجزء كبير من الشحن العالمي بما يهدد اقتصاد الكيان “الإسرائيلي”، وهو ما دفع الخبراء إلى التحذير من أن يؤدي ذلك إلى خسائر أكبر، إذا استمرت الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد الشعب اليمني.
معظم التجارة البحرية الإسرائيلية تمر عبر حيفا وموانئ أخرى على البحر الأبيض المتوسط، وتُعد إيلات نقطة دخول رئيسية لبعض الواردات من شرق آسيا والتي تسلك طريق قناة باب المندب. بما في ذلك السيارات الكهربائية المستوردة من الصين، والتي تشكل معظم السيارات المباعة في “إسرائيل”. وفي هذا السياق، أشارت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” إلى أن “انخفاض قدرة البائعين على تجديد المخزون، مع وصول عدد أقل من السيارات، يمكن أن يساهم في ارتفاع الأسعار”.
علاوة على ذلك، يشكل البحر الأحمر نقطة اختناق على أحد الطرق البحرية الرئيسية في العالم، فما يقرب من خمس البضائع المتجهة إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة، تمر عادة عبر البحر الأحمر، في طريقها إلى قناة السويس، وفقًا لوكالة موديز، وتبعًا لذلك، بدأت شركات الشحن العالمية العملاقة في إرسال السفن لمسافات طويلة حول أفريقيا وتحديدًا عبر ممر رأس الرجاء الصالح.
*هل يمتد الحصار إلى البحر المتوسط؟
في أيار الماضي، أعلنت حركة انصار الله اليمنية، التي أكدت مسؤوليتها عن مهاجمة ما يقرب من 120 سفينة خلال الأشهر الستة الماضية، عن أول عملية لها في البحر الأبيض المتوسط، مما قد يفتح جبهة أخرى ضد إسرائيل في منطقة تتمركز فيها القوات الامريكية.
وذكرت مجلة نيوزويك أن أخبار العملية كُشف عنها خلال تصريحات أدلى بها عبد الملك الحوثي، زعيم الجماعة.
ولم يقدم تفاصيل محددة بشأن العملية، واكتفى بقوله إن "إحدى عملياتنا العسكرية خلال هذا الأسبوع باتجاه البحر الأبيض المتوسط"، بالإضافة إلى 8 عمليات أخرى، نُفذت باستخدام 15 صاروخا ومسيرة في البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن والمحيط الهندي.
وأشارت المجلة الامريكية إلى أن هذا التطور يأتي في أعقاب إعلان جماعة الحوثيين في وقت سابق من أيار عن "المرحلة الرابعة من التصعيد" في حملتها البحرية المستمرة لدعم غزة والتي ستمتد إلى البحر الأبيض المتوسط، الذي يقع على بعد حوالي 1770 كيلومترا من أقرب منطقة في اليمن.
ومع استمرار تصاعد الصراع بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، قال نائب وزير الإعلام في جماعة الحوثيين نصر الدين عامر لمجلة نيوزويك، إن الحملة لن تستثني أي سفينة أو شركة تعتبر متحدية للحصار الفعلي الذي تفرضه الجماعة على إسرائيل بسبب الصراع.
وقال عامر: "حتى الآن الأهداف هي السفن التي تدخل الموانئ الإسرائيلية وتكسر قرار اليمن بفرض حصار على كيان العدو الصهيوني، وأيضا الشركات المشغلة لهذه السفن بغض النظر عن جنسيتها أو وجهتها سيتم استهدافها بالكامل".
ولفتت المجلة إلى ما قاله مسؤول دفاعي أمريكي كبير تحدث إلى الصحفيين، من أنَّ "الحوثيين لديهم مجموعة متقدمة من الأسلحة" القادرة على الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط.