السفيرة الأمريكية الجديدة تثير الجدل وعراقيون يردون: صفعاتنا ستكون على الأُنوف
بتصريحات من الولايات المتحدة..
السفيرة الأمريكية الجديدة تثير الجدل وعراقيون يردون: صفعاتنا ستكون على الأُنوف
انفوبلس/..
تعيش السفيرة الأمريكية الينا رومانسكي أيامها الأخيرة في العراق، خاصة بعد أن قدَّمت "تريسي جاكوبسون"، مرشحة الرئيس الأمريكي جو بايدن لمنصب سفيرة الولايات المتحدة في العراق، كلمتها الافتتاحية أمام لجنة مجلس الشيوخ للعلاقات الخارجية مؤخراً، لتلاقي تلك الكلمة أصداءً واسعة وغضباً أوسع داخل الأوساط العراقية التي رأت حديث السفيرة الجديدة بأنه بمثابة جعل العراق تحت الوصاية الأمريكية.
*نص الكلمة
أعربت جاكوبسون في كلمتها، عن امتنانها لـ بايدن ووزير الخارجية على ثقتهما بترشيحها لهذا المنصب الحيوي. وقالت إنها ستعمل بشكل وثيق مع اللجنة (العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ) لتعزيز المصالح الأمريكية في العراق.
وأضافت: "إذا تم تأكيد تعييني، ستكون أولوياتي القصوى حماية المواطنين الأمريكيين وتعزيز شراكتنا الثنائية لدعم استراتيجياتنا ومصالحنا المشتركة".
وأشارت إلى، خبرتها السابقة كسفيرة للولايات المتحدة في تركمانستان وطاجيكستان وكوسوفو، وكذلك كقائمة بالأعمال في سفارة الولايات المتحدة في إثيوبيا، مؤكدةً أن هذه التجارب جعلتها أكثر تأهيلاً لتعزيز المصالح الأمريكية في العراق.
وفيما يتعلق بالأمن، تطرقت جاكوبسون الى أهمية تعزيز استقرار وأمن وسيادة العراق، لافتة إلى أن تنظيم داعش لا يزال يشكل تهديدًا في المنطقة.
وأضافت: "يقدم جيشنا دعماً حيوياً لقوات الأمن العراقية والبيشمركة في إقليم كردستان. وبعد عشر سنوات من عودة قواتنا إلى العراق لمحاربة داعش، حان الوقت لجيشنا أن ينتقل إلى دور جديد. سأضمن أن يكون أي انتقال من عملية العزم الصلب إلى ترتيب أمني ثنائي موجهاً نحو هزيمة داعش وضمان أمن العراق".
كما قالت جاكوبسون، "من المهم تعزيز العراق لعلاقاته مع جيرانه، مشيرة إلى الخطوات الإيجابية التي اتخذها رئيس الوزراء محمد السوداني في هذا الاتجاه".
ولفتت إلى أن وجود التنمية الاقتصادية، وحكومة قادرة على تقديم الخدمات لشعبها، يقلل من جذب الإرهاب ويقلل أيضاً من نفوذ الميليشيات المتحالفة مع إيران والتي تشكل خطراً كبيراً على مستقبل البلاد، وفق قولها.
وقالت، إن "إيران ممثل خبيث في العراق ومزعزع لاستقرار المنطقة وندرك أن التهديد الرئيسي للعراق هو الميليشيات المتحالفة مع إيران".
كما قالت جاكوبسون، إنها ستستمر بدعم اجراءات الخزانة لتحديث النظام المصرفي العراقي"، وشددت على أنها لن "تسمح لإيران باستخدام "الغاز" المورد لتشغيل المحطات كسلاح ضد العراق.
من جهة أخرى، حذرت من "نوايا إيران الشريرة ودورها المستمر في تعكير الأوضاع الأمنية في المنطقة"، معتبرة أن "الميليشيات المدعومة من إيران تشكل خطرًا كبيرًا على استقرار العراق، وأنها ستعمل بكل الوسائل السياسية المتاحة للتصدي لهذا التهديد وتحجيم النفوذ الإيراني".
وفي سياق دعم العراق، أعلنت جاكوبسون عن التزامها بتعزيز القطاعات الحيوية مثل الطاقة والمصارف، بهدف تحقيق استقلالية العراق وحمايته من التدخلات الخارجية، وربطه بالنظام العالمي لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الاستقرار الاقتصادي.
وختمت جاكوبسون كلمتها بالتأكيد على التزامها بحماية المصالح الأمريكية والعمل على استقرار وأمن العراق في حال تأكيد تعيينها.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الكلمة الافتتاحية تأتي قبيل التصويت على تعيين جاكوبسون كسفيرة للولايات المتحدة في العراق.
وفي 26 كانون الثاني 2024، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن نيته ترشيح تريسي آن جاكوبسون، لمنصب سفيرة فوق العادة ومفوضة للولايات المتحدة الأمريكية لدى جمهورية العراق، بدلاً عن الينا رومانسكي.
*ردود
ورداً على ذلك الحديث، علّق رئيس المجلس السياسي لحركة النجباء، علي الأسدي، أمس الجمعة في منشور له على منصة "إكس" على تصريحات السفيرة الأمريكية الجديدة في العراق، تريسي جاكوبسون، التي أدلت بها خلال جلسة الكونغرس.
وقال الأسدي: "لم نلحظ جديدًا في لغة السفيرة الأمريكية الجديدة، فهي تمارس منهج الوصاية على بلدنا. ولكن الجديد هو ما نريد تكراره للسياسيين العراقيين، وهو أنكم تتخبطون في حالة انجرار لا لبس فيها وراء المطامع والانتهاكات الأمريكية، التي جعلتكم بين حالين لا ثالث لهما: إما أنكم تتغافلون عن أحقيتنا في الاستقلال وحماية السيادة، أو أنكم لا تواجهون حقيقة عدم قدرتكم على ردع الانتهاكات المستمرة للاحتلال المجرم".
وأكد الأسدي أن رؤية حركة النجباء لم ولن تتغير، مضيفًا: "إن أمريكا دولة احتلال ولا تحترم إلا لغة القوة".
واختتم برسالة موجهة إلى السفيرة الأمريكية: "عليك أن تعي وتعلمي أن الأيام بيننا، ولن تكون صفعاتنا القادمة إلا على الأُنوف، وسترين لمن الكلمة الفصل".
*رفض
من جهته، كتب رئيس مركز همم الاجتماعي التاريخي للكتابة والتأليف، عبد المنعم الحيدري، ما نصه: "كل هاي العربدة مال السفيرة الجديدة وإعلانها الحرب على جزء كبير من الشعب العراقي المؤيد لمحور المقاومة وذلك قبل أن تستلم مهامها في بغداد حلها بسيط جداً وهو من حق العراق دبلوماسياً ان يرفض هكذا سفيرة تعلن الحرب على الشعب ويبلغهم بعدم الترحيب بها ويطالب بتغييرها". وأتم: "لكن هل هناك مَن يجرأ؟".
*معلومات
وُلِدت تريسي آن جاكوبسون عام 1965 وحصلت على درجة البكالوريوس من جامعة جونز هوبكنز ودرجة الماجستير من كلية العلوم الدولية المتقدمة بنفس الجامعة.
جاكوبسون شغلت مؤخراً منصب القائم بالأعمال المؤقت في سفارة الولايات المتحدة في أديس أبابا ، إثيوبيا، وعلى مدار مسيرتها المهنية، كانت سفيرة الولايات المتحدة في ثلاث مناسبات – في طاجيكستان وتركمانستان وكوسوفو، ونائب رئيس البعثة في سفارة الولايات المتحدة في ريجا، لاتفيا.
شغلت جاكوبسون ايضا منصب النائب الرئيسي لمساعد وزير الخارجية في مكتب شؤون المنظمات الدولية بوزارة الخارجية وعميد مركز تدريب الشؤون الخارجية الوطنيFSI لكلية الدراسات المهنية ودراسات المناطق، وفي مجلس الأمن القومي، كانت جاكوبسون نائب الأمين التنفيذي والمدير الأول للإدارة.
تقاعدت ثم عادت إلى الخدمة الفعلية في عام 2021 كمديرة لفرقة العمل المعنية بأفغانستان بوزارة الخارجية، ثم كقائمة بالأعمال مؤقتة في السفارة الامريكية في أديس أبابا، إثيوبيا. وفي يناير/ كانون الثاني الحالي 2024، رشحها الرئيس جو بايدن للعمل سفيرة للولايات المتحدة في العراق.
جاكوبسون تشغل حاليًا منصب المساعدة الأمريكية لشؤون التنظيم الدوليIO وسبق لها أن شغلت منصب المساعدة الأمريكية الأولى للأمانة فيIO كعضو في الخدمة الدبلوماسية العليا، شغلت منصب سفيرة للولايات المتحدة في جمهورية كوسوفو (2012-2015)، وفي طاجيكستان (2006-2009)، وفي تركمانستان (2003-2006). كما شغلت السفيرة جاكوبسون منصب عميد كلية الدراسات المهنية والإقليمية، وبعد ذلك نائبة مدير معهد الخدمة الدبلوماسية (2010-2012)، وكانت نائبة رئيس البعثة في سفارة الولايات المتحدة في ريغا (2000-2003).
قبل تلك المهام، شغلت السفيرة جاكوبسون منصب نائب الأمين التنفيذي في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض. وتشمل مهامها في الخارج خدمتها في سيول، كوريا الجنوبية؛ ناسو، الباهاما؛ وموسكو، روسيا.
*سفيرة فوق العادة في العراق
موقع البيت الأبيض، أشار الى أن الرئيس بايدن أعلن عن نيّته ترشيح تريسي آن جاكوبسون، لمنصب سفيرة فوق العادة ومفوضة للولايات المتحدة الأمريكية لدى جمهورية العراق.
*ماذا يعني مصطلح سفير فوق العادة؟
مرتبة دبلوماسية هي الأعلى في مراتب السفراء، تُـمنح عادةً لشخص مكلف بمهام خاصة لبلده لدى بلدان أخرى أو منظمات دولية، وتمكّنه غالباً من إمكانيات استثنائية لأداء مهمته.