العراق يفتح أبوابه لمواطنيه.. تسهيلات قانونية لاسترجاع الجنسية العراقية للمتضررين من قرارات الكويت

انفوبلس/..
في خطوة أثارت جدلاً واسعاً، أعلنت السلطات الكويتية مؤخراً عن سحب الجنسية من عدد كبير من حامليها، بلغ عددهم 9464 شخصاً، بينهم 9418 امرأة، في أكبر عملية من نوعها في تاريخ البلاد، وهذا القرار شمل العديد من النساء العراقيات المتزوجات من كويتيين، مما أدى إلى فقدانهن للجنسية الكويتية.
واستجابةً لهذه التطورات، أكد السفير العراقي في الكويت، المنهل الصافي، استعداد العراق لاستعادة الجنسية العراقية للمواطنين الذين فقدوها سابقاً، مشيراً الى أن "السفارة العراقية تلقت إخطارات رسمية من وزارة الخارجية الكويتية بشأن سحب جنسيات عدد من زوجات الكويتيين العراقيات".
وأوضح، أن "استعادة الجنسية العراقية ممكنة وفقاً للإجراءات القانونية المنصوص عليها في القانون العراقي، وذلك عبر تقديم طلب موجه إلى وزير الداخلية العراقي من خلال القسم القنصلي في السفارة".
طريقة استعادة الجنسية
وأعلن السفير العراقي لدى الكويت، منهل الصافي، أمس الأربعاء، عن حصول موافقات رسمية لإعادة الجنسية العراقية لمن جرّدتهم الكويت منها، بعد سلسلة القرارات الأخيرة للسلطات الكويتية إثر عمليات تدقيق ومراجعة نفّذتها بالفترة الأخيرة، فيما أكد مجلس النواب العراقي متابعة الملف مع وزارة الخارجية العراقية.
وأصدرت السلطات الكويتية، خلال الأيام القليلة الماضية، قرارات بسحب وإسقاط الجنسية الكويتية عن أعداد كبيرة، بينهم من أصول عراقية، وقال السفير العراقي بالكويت منهل الصافي في تصريحات صحفية، إنه "تم تبليغ السفارة العراقية بعدد من الحالات من خلال مذكرات عبر وزارة الخارجية الكويتية، والتي أبلغتنا فيها بسحب جنسيات عدد من زوجات الكويتيين، وقد راجعنا بالفعل عدداً منهن للوقوف على الإجراءات القانونية الواجب اتباعها لاستعادة الجنسية العراقية".
وأكد أنه "بالإمكان استعادة الجنسية العراقية لمن تنازل عنها مسبقا، وذلك بعد تقديم طلب موجه إلى وزير الداخلية العراقي، عبر القسم القنصلي في السفارة، ليتم اتخاذ الإجراءات اللازمة المنصوص عليها في القانون، ونحن جاهزون بالتعامل مع أي طلب يقدم إلى السفارة، وأيضا قمنا بمراجعة عدد من الحالات للوقوف على الإجراءات القانونية المتاحة لاستعادة الجنسية العراقية".
وحول آلية الحصول على السِّمات، أوضح الصافي أنه تم اعتماد ذات الآلية التي اعتمدتها السلطات الكويتية لدخول السياح العراقيين بتأشيرة سياحية، مضيفا: "يمكن الحصول عليها من خلال الدخول على موقع وزارة الداخلية الكويتية.. وستكون مدة صلاحية الدخول بالتأشيرة السياحية شهراً واحداً برا أو جوا".
العراق لن يتخلى عن مواطنيه
الخارجية العراقية تتابع حقوق من تم سحب الجنسية منهم، إذ لا بد من أن يكون هناك موقف يضمن حقوق هؤلاء المواطنين العراقيين بالأصل
عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي عامر الفايز، ذكر في تصريح صحفي، أن "اللجنة تتابع الملف، على اعتبار أن قسماً ممن تم إسقاط الجنسية عنهم، هو من أصول عراقية، ونتابع ذلك مع وزارة الخارجية العراقية وكذلك سفارتنا لدى الكويت".
وبين، أن "هناك شروطا وضعها قانون الجنسية العراقية، من أجل إعادة الجنسية للعراقيين، الذين تخلوا عنها سابقا، لكن يمكن يتم تسريع الإجراءات بإعادة الجنسية لهم، لحل مشكلة من يثبت أنه عراقي منهم لإعادة الجنسية له، ولا يُمكن للعراق أن يتخلى عن مواطنيه".
وأوضح أن "الخارجية العراقية تتابع أيضا حقوق من تم سحب الجنسية منهم، إذ لا بد من أن يكون هناك موقف يضمن حقوق هؤلاء المواطنين العراقيين بالأصل".
ويضمن القانون العراقي استرداد الجنسية العراقية لمن تخلى عنها مسبقا، شريطة عودته للعراق، بطريقة مشروعة ويقيم بالبلاد مدة لا تقل عن سنة واحدة، ولوزير الداخلية أن يعتبر بعد انقضائها مكتسباً للجنسية العراقية من تاريخ عودته. كما نص على إعادة الجنسية العراقية، لكل من يثبت أن أبويه أو أجداده عراقيان، كما تعاد من سحبت عنه سابقا، لأي سبب كان.
استعادة الجنسية العراقية
يحق للعراقي الذي تخلى عن جنسيته سابقًا استردادها بشرط العودة إلى العراق بطرق قانونية والإقامة فيه لمدة لا تقل عن سنة واحدة
وكانت الجهات الرسمية العراقية، قد أعلنت عن إمكانية استعادة الجنسية وفقًا لقانون الجنسية رقم (26) لسنة 2006، ويأتي هذا الإعلان في ظل تقارير عن سحب الجنسية الكويتية من عدد من النساء العراقيات المتزوجات من كويتيين، مما أثار تساؤلات حول أوضاعهن القانونية.
وبحسب المادة (10) ثالثًا من القانون المذكور، يحق للعراقي الذي تخلى عن جنسيته سابقًا استردادها بشرط العودة إلى العراق بطرق قانونية والإقامة فيه لمدة لا تقل عن سنة واحدة. كما يمكن لوزير الداخلية اعتبار الشخص مكتسبًا للجنسية من تاريخ عودته، إذا قدم طلبًا رسميًا قبل انتهاء المدة المحددة، يُذكر أن هذا الحق يُمنح مرة واحدة فقط.
ممثلات عراقيات شملهن القرار
في سياق متصل، أثار قرار سحب الجنسية الكويتية من بعض الشخصيات الفنية جدلاً واسعاً. من بين هؤلاء، الفنانة العراقية هدى حسين، حيث أشارت مصادر رسمية كويتية، إلى سحب الجنسية منها بموجب المرسوم رقم 20 لسنة 2025.
من جانبها، لم تعلّق هدى حسين على هذه الأنباء، واستمرت في الترويج لأعمالها الفنية عبر حساباتها الرسمية.
في سياق آخر، أعربت الممثلة العراقية شهد سلمان عن تأثرها البالغ بقرار سحب الجنسية الكويتية منها، ووصفت القرار بأنه "دمرها نفسياً"، مؤكدة أنها ما زالت تعيش تبعاته حتى الآن.
هذه التطورات تسلط الضوء على التداعيات الإنسانية والاجتماعية لقرارات سحب الجنسية، وتأثيرها على الأفراد المعنيين.