القواعد الأميركية في مرمى النيران الإيرانية إذا توسعت الحرب

مخاوف أميركية من المواجهة
انفوبلس..
وسط تصاعد العدوان الإسرائيلي وتواطؤ واشنطن المكشوف، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أن إيران وضعت قواتها في حالة جهوزية تامة للرد على أي تدخل أميركي في حال انضمامها رسميًا إلى الحرب إلى جانب الكيان الصهيوني.
وتؤكد المعلومات أن طهران لن تتردد في استهداف القواعد الأميركية المنتشرة في المنطقة، باعتبارها رأس الحربة في دعم الاعتداءات على الشعب الإيراني وحلفائه. ويأتي ذلك في وقت تمارس فيه إسرائيل ضغوطًا على الإدارة الأميركية لتوسيع رقعة الحرب، مستندة إلى الدعم العسكري واللوجستي غير المحدود.
وبينما تمتلك أميركا ترسانة ضخمة وقواعد في أكثر من 15 دولة عربية، فإن إيران، من موقعها السيادي، توجّه تحذيرًا واضحًا: أي اعتداء أميركي لن يمر دون رد، وأن المقاومة في المنطقة ستكون جاهزة لتفجير الجبهات وفرض معادلات جديدة تتجاوز كل الحسابات الأميركية.
إيران في جهوزية كاملة
وفي سياق التهديدات المتصاعدة، كشفت صحيفة نيويورك تايمز، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن إيران وضعت صواريخها الاستراتيجية ومعداتها العسكرية في جهوزية كاملة، تمهيداً لتوجيه ضربات دقيقة إلى القواعد الأميركية المنتشرة في الشرق الأوسط، في حال أقدمت واشنطن على الانخراط المباشر في العدوان الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية.
ويأتي هذا التحرك الإيراني الحاسم في ظل تقارير استخباراتية حذرت من أن إيران قد تستخدم تكتيكات استراتيجية تشمل زرع ألغام في مضيق هرمز لشل حركة الأسطول الأميركي، إضافة إلى استهداف قواعد أميركية تقع في دول خليجية متواطئة في العدوان، كالبحرين وقطر والإمارات. ووفق الصحيفة، فإن إيران لا تحتاج إلى وقت طويل أو استعدادات إضافية لتنفيذ هذه الهجمات، نظرًا لانتشار منصات الصواريخ داخل أراضيها، والمجهزة للوصول بدقة إلى هذه الأهداف الحيوية.
المسؤولون الأميركيون، بحسب التقرير، يعيشون حالة من القلق المتزايد، وسط ضغوط صهيونية تمارس على البيت الأبيض لدفعه نحو المواجهة العسكرية، لكن طهران وجهت رسالة صريحة مفادها أن دخول واشنطن على خط النار سيحوّل المعركة إلى ساحة مواجهة إقليمية شاملة. وأكد مسؤولان إيرانيان أن أي مشاركة أميركية مباشرة ستُقابل بردّ صاعق على جميع القواعد الأميركية في المنطقة.
وفي موقف حازم، شدد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، على أن "أعداء إيران لن يستطيعوا فرض إرادتهم من خلال القوة"، محملاً الكيان الصهيوني وحلفاءه – وعلى رأسهم الولايات المتحدة – المسؤولية الكاملة عن أي اتساع للصراع. وأكد أن محور المقاومة جاهز لفتح الجبهات، وأن أي مغامرة أميركية ستكلف واشنطن والمنطقة بأكملها ثمناً باهظاً، تتجاوز حساباته غرف عمليات البنتاغون.
الأميركيون يعيشون حالة من القلق
ووفق الصحيفة، فإن إيران لا تحتاج إلى وقت طويل أو استعدادات إضافية لتنفيذ هذه الهجمات، نظرًا لانتشار منصات الصواريخ داخل أراضيها، والمجهزة للوصول بدقة إلى هذه الأهداف الحيوية.
المسؤولون الأميركيون، بحسب التقرير، يعيشون حالة من القلق المتزايد، وسط ضغوط صهيونية تمارس على البيت الأبيض لدفعه نحو المواجهة العسكرية، لكن طهران وجهت رسالة صريحة مفادها أن دخول واشنطن على خط النار سيحوّل المعركة إلى ساحة مواجهة إقليمية شاملة. وأكد مسؤولان إيرانيان أن أي مشاركة أميركية مباشرة ستُقابل بردّ صاعق على جميع القواعد الأميركية في المنطقة.
وفي موقف حازم، شدد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، على أن "أعداء إيران لن يستطيعوا فرض إرادتهم من خلال القوة"، محملاً الكيان الصهيوني وحلفاءه – وعلى رأسهم الولايات المتحدة – المسؤولية الكاملة عن أي اتساع للصراع. وأكد أن محور المقاومة جاهز لفتح الجبهات، وأن أي مغامرة أميركية ستكلف واشنطن والمنطقة بأكملها ثمناً باهظاً، تتجاوز حساباته غرف عمليات البنتاغون.
حجم الوجود الأميركي
شهدت التحركات العسكرية الأميركية في منطقة الشرق الأوسط تذبذباً ملحوظاً على مدار السنوات الماضية، تبعاً لتطور الأزمات ومحاولات واشنطن فرض سيطرتها على الإقليم.
ورغم تقليص عدد الجنود الأميركيين في بعض المراحل، فإن واشنطن لم تتخلّ يوماً عن تمركزها العسكري قرب منابع النفط وخطوط الملاحة، بما يخدم مصالحها الاقتصادية وتحالفها الاستراتيجي مع الكيان الصهيوني.
فبعد أن بلغ عدد القوات الأميركية في أفغانستان أكثر من 100 ألف جندي خلال الاحتلال الذي استمر حتى 2021، عادت الولايات المتحدة إلى إعادة نشر قواتها في الخليج العربي مع تصاعد التوتر مع إيران بعد عام 2019.
وبالرغم من توجه إدارة أوباما لتقليص الوجود العسكري، فإن واشنطن عادت لاحقاً لتعزيز تموضعها البحري والجوي في المنطقة.
ومع انشغالها بالحرب في أوكرانيا، أعادت الولايات المتحدة توجيه جزء من قواتها نحو أوروبا وآسيا، إلا أنها حافظت على وجود ناري كافٍ قرب إيران، تأهباً لأي مواجهة مفترضة، لكن، وبرغم هذه الحشود، فإن طهران أوضحت أنها مستعدة للرد بقوة على أي عدوان، وجعل أي قاعدة أميركية هدفاً مباشراً لصواريخها.
الانحياز المطلق للكيان
في سياق انحيازها المطلق والدائم للكيان الصهيوني، دفعت الولايات المتحدة آلاف الجنود الإضافيين إلى المنطقة عقب عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، في محاولة لإنقاذ حليفها الاستراتيجي من السقوط أمام ضربات المقاومة الفلسطينية.
فوفقاً للبنتاغون، بلغ عدد القوات الأميركية في الشرق الأوسط في صيف 2023 نحو 30 ألف جندي، لكن هذا العدد تصاعد بسرعة بعد العملية الفلسطينية النوعية، حيث سارعت واشنطن إلى إرسال حاملة الطائرات الهجومية "يو إس إس جيرالد فورد"، ترافقها قوة بحرية ضاربة تضم حوالي 5 آلاف من مشاة البحرية، إضافة إلى مقاتلات متطورة ومدمرات وطرادات.
ولم تكتفِ الإدارة الأميركية بذلك، بل عززت وجودها بحاملة الطائرات النووية "آيزنهاور"، وهي من أكثر القطع العسكرية فتكاً، وتضم نحو 9 أسراب من الطائرات، إلى جانب آلاف الجنود.
كما دفعت واشنطن بـ900 عنصر من قوات التدخل السريع، ورفعت حالة التأهب لأكثر من ألفي جندي، في مؤشر واضح على استعدادها لخوض حرب بالوكالة عن إسرائيل، ما يجعل من التورط الأميركي المحتمل في أي مواجهة مع محور المقاومة خياراً مكلفاً ومفتوح العواقب.
أماكن انتشار القوات الأميركية
تُبقي الولايات المتحدة على وجود عسكري فاعل في أكثر من 15 دولة بمنطقة الشرق الأوسط، استنادًا إلى اتفاقات دفاعية ومعاهدات تعاون ثنائية، أو بطلب رسمي من الدول المستضيفة.
ويتفاوت هذا الوجود من حيث الحجم والمهام، إذ تكتفي واشنطن بأعداد رمزية من القوات في بعض الدول، بينما تسجل حضورًا عسكريًا كثيفًا في دول أخرى، يتجاوز في بعضها 10 آلاف جندي، لا سيما في منطقة الخليج العربي ذات الأهمية الجيوسياسية والأمنية الكبرى.
وفيما يلي أبرز الدول التي تشهد تمركزًا عسكريًا أميركيًا دائمًا أو شبه دائم، ضمن إستراتيجية انتشار متقدمة تهدف إلى ضمان الهيمنة العسكرية، وحماية المصالح الأميركية، ومراقبة التحركات الإقليمية، خصوصًا المتعلقة بإيران والقوى المناوئة لواشنطن.
قطر
تحتفظ الولايات المتحدة بوجود عسكري ضخم في قطر منذ توقيع اتفاق تعاون أمني عام 1992، جعل منها أحد أبرز حلفاء واشنطن في المنطقة. وتستضيف الدوحة ما يزيد عن 13 ألف جندي أميركي في قاعدة "العديد"، أكبر منشأة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط، ومقر القيادة المركزية للقوات الأميركية.
إلى جانب "العديد"، ضمت قطر سابقًا قواعد مثل "السيلية" و"فالكون"، التي كانت مراكز لوجستية رئيسية قبل أن تُنقل مهماتها إلى الأردن، في إطار إعادة تموضع تكتيكي لمواجهة المستجدات الإقليمية، خصوصًا التوتر مع إيران.
الكويت
منذ توقيع الاتفاق الدفاعي عام 1991، أصبحت الكويت قاعدة لوجستية مركزية في الإستراتيجية العسكرية الأميركية. وتستضيف البلاد أكثر من 13 ألف جندي أميركي موزعين على قواعد متعددة مثل "عريفجان" و"علي السالم" و"معسكر الدوحة"، إضافة إلى "بيورينغ".
الكويت مثلت نقطة انطلاق رئيسية خلال الغزو الأميركي للعراق، ولا تزال تلعب دورًا بارزًا في عمليات التحالف الدولي في سوريا والعراق، ما يجعلها نقطة ارتكاز محورية لأي تحرك عسكري أميركي ضد إيران أو حلفائها في الإقليم.
السعودية
رغم تقليص واشنطن قواتها في السعودية بعد 2003، إلا أن تصاعد التوتر مع إيران، لا سيما بعد عام 2019، دفعها لإعادة نشر بعض قواتها. حالياً، يبلغ عدد الجنود الأميركيين في المملكة حوالي 2700، وتقتصر مهماتهم رسميًا على التدريب وتقديم الاستشارات.
الوجود العسكري يتمركز خصوصًا في "قاعدة الإسكان الجوية" و"قاعدة الأمير سلطان الجوية"، التي أُعيد تنشيطها عام 2020، ما يعكس استعدادًا أميركيًا لردع أي تهديد إيراني متصاعد في الخليج.
الإمارات
تعد الإمارات شريكًا استراتيجيًا للولايات المتحدة، وتستضيف نحو 5 آلاف جندي أميركي موزعين على ثلاث قواعد أساسية: "الظفرة الجوية"، "جبل علي"، و"الفجيرة البحرية". وتؤدي هذه المنشآت دورًا حاسمًا في دعم المهام الجوية والبحرية الأميركية.
جبل علي يُستخدم بكثافة من قبل الأسطول الخامس الأميركي، فيما تمثل قاعدة الفجيرة بديلاً استراتيجياً في حال تصعيد إيراني يؤدي إلى إغلاق مضيق هرمز.
البحرين
البحرين هي الدولة المضيفة للأسطول الخامس الأميركي منذ عقود، وتضم أكثر من 9 آلاف جندي أميركي موزعين على قواعد مثل "الجفير البحرية"، و"الشيخ عيسى الجوية"، و"المحرق".
الوجود الأميركي في البحرين يمثّل القلب البحري للعمليات العسكرية في الخليج العربي، ويُعد قاعدة انطلاق لأي عملية ردع أو هجوم محتمل ضد إيران أو حلفائها.
العراق
غم خفض عدد الجنود الأميركيين إلى 2500، لا يزال للعراق أهمية إستراتيجية. وتنتشر القوات الأميركية في قواعد رئيسية مثل "عين الأسد"، "حرير"، و"بلد"، إضافة إلى "الحبانية" و"سبايكر".
هذه القواعد تعرضت مرارًا لهجمات من قوى المقاومة العراقية، وتُستخدم لضمان الإمداد العسكري عبر سوريا، وتعزيز وجود واشنطن في المناطق الكردية، ما يجعلها هدفًا مرشحًا لأي تصعيد قادم.
سوريا
تنتشر القوات الأميركية في أكثر من 20 موقعًا داخل سوريا، رغم إعلان واشنطن عن تقليص عدد جنودها إلى نحو 900. وتُعد "قاعدة التنف" أبرز هذه القواعد، إضافة إلى مواقع في الرميلان، كوباني، وتل أبيض.
الوجود العسكري الأميركي في سوريا يواجه ضغطًا متزايدًا من قبل المقاومة الشعبية والمجموعات الحليفة لإيران، خاصة مع تصاعد الهجمات ضد قوات الاحتلال الأميركي في شرق الفرات.
الأردن
يمثل الأردن حليفًا تقليديًا للولايات المتحدة في مجال التعاون الأمني والعسكري. وتتمركز القوات الأميركية (أكثر من 2800 جندي) في "قاعدة موفق السلطي الجوية" ومواقع أخرى، مثل "البرج 22".
رغم عدم الإعلان الرسمي عن قواعد دائمة، يستخدم الجيش الأميركي الأراضي الأردنية كنقطة إمداد ومساندة لعملياته في سوريا والعراق.
عُمان.. يبلغ عدد الجنود الأميركيين في عمان نحو 600 فقط، لكنهم يتمتعون بحق الوصول إلى 24 منشأة عسكرية، أبرزها "مصيرة"، و"ثمريت"، و"المسننة". وتستخدم هذه القواعد لمهام التجسس والتخزين والانتقال، ما يمنح واشنطن عمقًا إستراتيجيًا بعيدًا عن نقاط التوتر المباشرة.
الكيان الإسرائيلي
رغم إنكار وجود قواعد أميركية رسمية، إلا أن تقارير أكدت وجود منشأة عسكرية واحدة على الأقل في إسرائيل تُعرف باسم "الموقع 512"، وتُستخدم لرصد الصواريخ الباليستية. كما تُخزن فيها أسلحة وطوارئ عسكرية أميركية، ما يجعل من إسرائيل قاعدة انطلاق فعلية لأي مواجهة ضد إيران.
مصر وتركيا.. شراكة تكتيكية تحت السيطرة
في مصر، يقتصر الوجود الأميركي على قوات حفظ سلام ضمن قوة المراقبة الدولية، في حين تقدم القاهرة تسهيلات بحرية وجوية محدودة.
أما في تركيا، فتمثل "قاعدة إنجرليك" و"قاعدة إزمير" منصتين أساسيتين ضمن منظومة الناتو، لكنها بعيدة نسبيًا عن الخطوط الأمامية في أي صراع مباشر مع إيران.