المجتمع الدولي يرفض عدوان واشنطن على إيران ويصفه بالتصعيد الخطير

إدانات تنسف مزاعم ترامب
انفوبلس/..
رغم ترديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لعبارة أن "العالم سيكون أكثر أمانًا بوقف البرنامج النووي الإيراني"، فإن الرواية الأميركية قوبلت بتشكيك واسع ورفض دولي شديد، خاصة بعد الهجوم الذي شنته القوات الأميركية فجر الأحد على المنشآت النووية الإيرانية.
فقد اعتبرت دول ومنظمات أممية أن هذا الاعتداء يشكّل تصعيدًا خطيرًا، وانتهاكًا للقانون الدولي، ويهدد الأمن الإقليمي والدولي.
وأجمعت عدة عواصم – من موسكو إلى بكين، ومن أنقرة إلى إسلام آباد – على إدانة العدوان، داعية إلى التهدئة واعتماد الحوار، ما يضع واشنطن في مواجهة عزلة دولية متنامية بسبب خياراتها العسكرية تجاه طهران.
الأمين العام للأمم المتحدة
وفي هذا السياق، صرّح أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، ردًا على اعتداء الأميركية علی المراكز النووية الإيرانية: "هنالك خطر متزايد بأن ينزلق هذا الصراع سريعًا خارج السيطرة، مما قد تكون له عواقب وخيمة على المدنيين، وعلى المنطقة والعالم.
وأضاف غوتيريش، إن استخدام الولايات المتحدة للقوة ضد إيران، يُعد تصعيدًا خطيرًا يُقرب المنطقة من حافة الهاوية. لا يوجد حل عسكري؛ الطريق الوحيد الممكن هو الدبلوماسية."
الصين وباكستان وتركيا
كما أشار أحد المتحدثين باسم وزارة الخارجية الصينية إلى أن "الصين تدين بشدة الاعتداء الأمريكي على إيران، وقصف المنشآت النووية الخاضعة لضوابط الوكالة الدولية للطاقة الذرية."
کما دانت وزارة الخارجية الروسية الاعتداء الأمريكي، قائلةً: "ندين بشدة الهجوم الأمريكي على إيران، ونعتبر أن هذا القرار كان غير مسؤول". كما أعربت وزارة الخارجية الروسية عن "ضرورة أن يقوم مجلس الأمن الدولي بالرد على اعتداءات الولايات المتحدة ضد إيران، مُشيرةً إلى أنه من الضروري أن يقدّم غروسي تقريراً محايداً خلال الاجتماع الاستثنائي للوكالة الدولية للطاقة الذرية."
کذلك، أصدرت الحكومة الباكستانية إدانةً قويةً للاعتداء غير القانوني من قبل الولايات المتحدة على المنشآت النووية الإيرانية، واصفةً إياه بأنه انتهاك لكل معايير القانون الدولي، مؤكدًة على حق الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الدفاع عن نفسها.
ومن جانبها، أعربت وزارة الخارجية التركية عن "قلقها العميق حيال النتائج المحتملة للاعتداء الأمريكي على المنشآت النووية الإيرانية، داعيةً جميع الأطراف إلى التصرف بمسؤولية، ووقف فوري للهجمات المتبادلة، واتخاذ خطوات للحدّ من الخراب وفقدان الأرواح."
ردود فعل الدول العربية
واتخذت الدول العربية، التي تستضيف القوات الأمريكية منذ عقود، مواقف انفعالية وغير متسقة حيال الجرائم الأمريكية ضد المنشآت النووية الإيرانية. ففي هذا السياق، كانت المملكة العربية السعودية الوحيدة التي أدانت الهجوم الأمريكي بشكل رسمي.
فقد أصدرت وزارة الخارجية السعودية بيانًا جاء فيه: "نراقب بقلق بالغ التطورات التي أعقبت استهداف الولايات المتحدة للمرافق النووية الإيرانية.
وأضاف البيان، "نحن نحثّ المجتمع الدولي على مضاعفة جهوده في هذه الظروف الحساسة، من أجل الوصول إلى حل سياسي يضمن إنهاء الأزمة. نحن ندين ونستنكر انتهاك السيادة الإيرانية، وندعو إلى ضبط النفس والهدوء وتجنب التصعيد."
كما أعربت وزارة الخارجية القطرية عن أسفها الشديد لما آلت إليه الأوضاع بعد قصف المنشآت النووية الإيرانية، قائلةً: "نتابع التطورات بقلق بالغ، فالتوترات الخطيرة الحالية في المنطقة، ستؤدي إلى عواقب وخيمة على الصعيدين الإقليمي والدولي."
وفي العراق، قال المتحدث باسم الحكومة إن استهداف المنشآت النووية داخل إيران، يشكّل تهديدًا جديًا للأمن والسلام في منطقة الشرق الأوسط.
أما وزارة الخارجية الإماراتية، فقد عبرت عن قلقها العميق من تفاقم التوترات العسكرية في المنطقة، وخاصةً هجوم الولايات المتحدة على المنشآت النووية الإيرانية، مشددةً على ضرورة وقف فوري للقتال والعودة إلى الحوار الدبلوماسي.
كذلك، أكدت وزارة الخارجية الكويتية أنها تتابع التطورات الإقليمية بعد الهجوم الأمريكي على المنشآت النووية الإيرانية بقلق. وطالبت الكويت بالتوقف التام عن جميع أشكال التصعيد والتدخلات العسكرية وتعزيز الحوار.
ومن جهة أخرى، أعربت وزارة الخارجية المصرية عن قلقها العميق من التطورات الأخيرة في إيران، مُدينةً التوترات المتصاعدة وما قد يترتب عليها من آثار خطيرة على الأمن والسلام الإقليمي والدولي.
كما طالبت سلطنة عمان بتقليل التوترات بصورة فورية، مشيرةً إلى أن القصف الأمريكي على إيران، يُعدّ تهديدًا لتوسع الحرب وانتهاكًا جديًا للقوانين الدولية.
بدوره أعرب جوزف عون، رئيس الجمهورية اللبنانية، عن قلقه من تفاقم التوترات الناتجة عن قصف المنشآت النووية الإيرانية، قائلاً: "هذا الوضع يمثّل تهديدًا للأمن في أكثر من منطقة ودولة. نحن ندعو إلى ضبط النفس وبدء مفاوضات بناءة وجادة لاستعادة الاستقرار في دول المنطقة، وللحدّ من المزيد من المآسي والدمار."
موقف دول أمريكا اللاتينية
على الرغم من المواقف الهادئة التي تبنتها الدول العربية حيال الهجمات الأمريكية على الأراضي الإيرانية، فإن دول أمريكا اللاتينية اتخذت مواقف صارمة ضد استحداث الفتن من قبل واشنطن.
فقد وصفت حكومة فنزويلا الإجراءات الأمريكية بأنها عدوانية وغير قانونية وغير مبررة، محذرةً من خطرها الداهم على المنشآت النووية الإيرانية، ومؤكدةً إدانتها الشديدة لهذا العدوان.
وقالت وزارة الخارجية الفنزويلية: "إن قصف إيران من قبل الولايات المتحدة يُعد تصعيدًا غير مسؤول، يمكن أن تترتب عليه عواقب وخيمة على استقرار العالم."
كما أعلن ميغيل دياز كانيل، رئيس جمهورية كوبا، أن بلاده تُدين بشدة قصف المنشآت النووية الإيرانية من قبل الولايات المتحدة، وعدَّ هذا التصرف تصعيدًا خطيرًا في النزاع في منطقة الشرق الأوسط. وصرح برونو رودريغيز، وزير الخارجية الكوبي، بأن هذا العمل يُعتبر جريمةً وغير مسؤول، وينتهك القوانين الدولية، مما يُنذر بعواقب وخيمة.
أما لويس آرس، رئيس بوليفيا، فقد أكد بقوة على إدانته للهجوم غير المبرر الذي قامت به الولايات المتحدة ضد المرافق النووية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مشيرًا إلى أن هذا الاعتداء لا يهدّد السلام الإقليمي والعالمي فحسب، بل يتعارض أيضًا مع المبادئ الأساسية للقانون الدولي.
وفي بيان خاص، أدانت وزارة الخارجية التشيلية الهجمات التي استهدفت مواقع فردو ونطنز وأصفهان النووية في إيران، معتبرةً أن هذه الأفعال تشكّل تهديدًا جديًا للأمن الإقليمي والدولي. فقد أكد غابرييل بوريت، رئيس جمهورية تشيلي، أن تشيلي تدين الهجوم الأمريكي، إذ إن الاعتداء على المحطات النووية محظور بموجب القوانين الدولية.
أما لورا سارابيا، وزيرة الخارجية الكولومبية، فقد أكدت أنه لا يمكن تحقيق السلام من خلال الصواريخ. وفي سياق متصل، قال غوستافو بترو، رئيس كولومبيا، إن الهجوم الأمريكي على المنشآت النووية الإيرانية، قد يشعل نيران الحرب في الشرق الأوسط.
وذكرت وزارة الخارجية المكسيكية في بيان لها أنها تدعو إلى الحوار الدبلوماسي من أجل تحقيق السلام، وتقليل التوترات في منطقة الشرق الأوسط.
محور المقاومة إلى جانب إيران
قامت مجموعات وفصائل المقاومة في المنطقة بالإدانة الشديدة للجرائم التي ترتكبها الولايات المتحدة وکيان الاحتلال الصهيوني ضد إيران، مؤكدةً أن حق الرد مكفول للجمهورية الإسلامية.
ودان حزب الله اللبناني بشدة الهجوم الأميركي على المنشآت النووية السلمية في إيران، واصفًا إياه بالعدوان الغادر الذي ينتهك القانون الدولي ويهدد الأمن الإقليمي والدولي.
وأكد الحزب أن العدوان يكشف الشراكة الكاملة بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني في الحروب والجرائم بالمنطقة، ويُعد محاولة لتعويض فشل إسرائيل في مواجهة إيران.
واعتبر أن طهران تملك كامل الحق في الرد والدفاع عن سيادتها. وجدد حزب الله تضامنه الكامل مع الجمهورية الإسلامية، داعيًا الدول والشعوب الحرة لدعمها، وتحميل الأمم المتحدة مسؤولية وقف العدوان.
وأصدر المکتب السياسي لأنصار الله في اليمن بيانًا جاء فيه: "ندين ونستنكر الاعتداء الأمريكي على مرافق إيران النووية، إذ يُعد هذا العدوان انتهاكًا صارخًا لكل القوانين والاتفاقيات الدولية".
أكد محمد البخيتي، عضو المكتب السياسي لأنصار الله، أن "الرد على الولايات المتحدة مسألة وقت، وسنرد على أي عدوان يستهدفنا أو يستهدف أي دولة إسلامية. يجب على الشعوب العربية والإسلامية التحرك، لأن الولايات المتحدة تسعى لتغيير كل خريطة الشرق الأوسط".
وأضاف: "إيران لم تطلب منا التدخل لمصلحتها، ولن ننتظر طلبها، فالاتفاق معنا ومع الولايات المتحدة كان قبل الحرب ضد إيران."
أما حركة حماس، فقد أصدرت بيانًا صرحت فيه: "ندين بأشدّ العبارات الاعتداء السافر من قبل الولايات المتحدة على أراضي وحُكم إيران وسيادتها.
وأضاف البيان، إن "هذا العدوان يُشكّل تصعيدًا خطيرًا للتوتر، وطاعةً عمياءً للأجندة الاستعمارية، وانتهاكًا واضحًا للقوانين الدولية، ونؤكد تضامننا الكامل مع إيران وقيادتها وشعبها، وثقتنا الكبيرة في قدرتها على الدفاع عن سيادتها."
في ذات السياق، أصدرت حركة الجهاد الإسلامي بيانًا أدانت فيه الاعتداء الأمريكي على إيران، مُعتبرةً أن اعتداء حكومة ترامب على المواقع النووية الإيرانية، هو إعلان حرب سافر ضد الشعب الإيراني.
وشددت الجهاد الإسلامي على أن الولايات المتحدة هي العدو الأكبر لشعوب المنطقة وداعم للإرهاب الاحتلالي الصهيوني، معبرةً عن ثقتها في قدرة إيران على الرد والدفاع عن حقوقها المشروعة، وداعيةً إلى دعم كامل لإيران ولكل الشعوب التي تواجه الاحتلال والعدوان، محذرةً من مخططات الولايات المتحدة للهيمنة على المنطقة.