المقاومة أهانت الاحتلال.. الكيان يخرق اتفاق تبادل الأسرى.. تأخير الإفراج عن الدفعة السابعة يهدد الهدنة الهشّة

انفوبلس/..
في تصعيد جديد يعكس حالة التوتر القائم في ملف تبادل الأسرى، تواصل "إسرائيل" المماطلة في تنفيذ التزاماتها بالإفراج عن الدفعة السابعة من الأسرى الفلسطينيين، رغم التزام المقاومة الفلسطينية بإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين وفق ما نص عليه الاتفاق. هذا التلكؤ الإسرائيلي يُنذر بتفجير الاتفاق الهش الذي تم التوصل إليه بوساطة إقليمية ودولية، ويعيد المخاوف من انهيار التهدئة وعودة التصعيد العسكري.
ورغم أن المقاومة الفلسطينية أوفت بجميع تعهداتها وأفرجت عن الأسرى الإسرائيليين وفق الجدول المتفق عليه، إلا أن سلطات الاحتلال الإسرائيلية لم تقم بالمثل، في انتهاك صارخ للاتفاق الذي يهدف إلى تخفيف التوترات الإنسانية والسياسية في المنطقة. ويثير هذا التعنت الإسرائيلي تساؤلات حول مدى التزامها بالاتفاقات الدولية، لا سيما في ظل الضغوط المتزايدة من قبل الوسطاء الدوليين لضمان استمرار عملية التبادل وفق الآلية المتفق عليها.
ويأتي هذا التطور في ظل أجواء مشحونة سياسيًا وأمنيًا، حيث تعاني السجون الإسرائيلية من اكتظاظ شديد بسبب حملات الاعتقال المكثفة التي طالت مئات الفلسطينيين منذ بدء العدوان الإسرائيلي الأخير. كما تتزايد المخاوف من أن تؤدي هذه الانتهاكات إلى تصعيد جديد على الأرض، خاصة مع تهديدات الفصائل الفلسطينية باتخاذ إجراءات صارمة في حال استمرت إسرائيل في التنصل من التزاماتها.
*حماس تعلق
أكد الناطق باسم حركة "حماس" عبد اللطيف القانوع أن "عدم التزام الجانب الإسرائيلي بالإفراج عن أسرى الدفعة السابعة من عملية التبادل في الموعد المتفق عليه، يمثل خرقا فاضحا للاتفاق".
وأضاف القانوع: "في الوقت الذي تجاوبت فيه حماس مع جهود الوسطاء لإنجاح عملية التبادل، يواصل مجرم الحرب (بنيامين) نتنياهو سلوك التسويف والمماطلة".
وتابع الناطق باسم "حماس": "ندعو الوسطاء وضامني الاتفاق لممارسة الضغط على الاحتلال لاحترام الاتفاق وتنفيذ بنوده دون تسويف ومماطلة".
وبحسب مكتب "إعلام الأسرى"، فإن الدفعة السابعة تشمل 50 أسيرا فلسطينيا من أصحاب المؤبدات، و60 أسيرا من الأحكام العالية، و47 أسيرا من أسرى "وفاء الأحرار"، المعاد اعتقالهم، و445 أسيرا من أسرى قطاع غزة الذين جرى اعتقالهم بعد الـ7 من أكتوبر 2023.
*إعلام إسرائيلي يكشف السبب
في السياق، كشفت وسائل إعلام عبرية عن سبب تأخير تسليم الأسرى الفلسطينيين السبت، ضمن الدفعة السابعة من المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في قطاع غزة، على الرغم من تسليم حركة حماس للأسرى الإسرائيليين في المواعيد المحددة، ظهر السبت.
وكشفت هيئة البث الإسرائيلية، عن سبب تأخير تسليم الأسرى الفلسطينيين حتى الآن، قائلة إن سلطات الاحتلال قررت أن هذا سيكون الرد على قيام حركة حماس بتسليم جثة امرأة فلسطينية مكان الأسيرة القتيلة شيري بيباس.
وكانت قناة كان العبرية، قد قالت في وقت سابق، إن سلطات الاحتلال قررت تأخير إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين إلى ما بعد انتهاء اجتماع مجلس الوزراء المصغر.
يذكر أن حماس كانت قد سلمت امس، 6 محتجزين إسرائيليين، إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ضمن الدفعة السابعة والأخيرة من المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
*مراسيم تثير الدهشة
وشهدت مراسيم تسليم الدفعة السابعة من صفقة تبادل الأسرى، صباح السبت في مدينة غزة ورفح، لحظات وُصفت بأنها محرجة للاحتلال الإسرائيلي ووصفتها وسائل الإعلام العبرية بأنها إهانة، حيث قدمت حماس مجموعة من الرسائل أثارت تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع مع الصور والرموز التي عرضتها أثارت الجدل والدهشة.
وتناولت مقاطع الفيديو التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، توثيق لحظات استعراض مقاتلي كتائب القسام للأسلحة التي غنموها من جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال هجوم السابع من أكتوبر.
في الفيديو، ظهر مقاتلو القسام وهم يحملون أسلحة ثقيلة خلال عملية تسليم الأسرى، في رسالة واضحة إلى الاحتلال حول الخسائر التي تكبَّدها في المعارك.
وقالت القناة الـ 12 العبرية، إن مقاتلي حماس رفعوا يافطة تحمل مقولة مشهورة لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو: وهي أن "فقط الضغط العسكري وحده هو الذي سيُعيد الأسرى".
لكن اللافتة أُضيف إليها تعليق ساخر: "اهدأ يا نتنياهو ولا تنضغط"، في إشارة إلى أن التبادل تم عبر التفاوض وليس القوة العسكرية.
كما شهد موقع تسليم الأسرى الإسرائيليين في رفح رفع عدة لافتات تحمل رسائل قوية من حركة حماس، منها: "اخلع حذاءك، فكل شبر من هذه الأرض رُوي بدماء الشهداء"، وهي لافتة حملت علم فلسطين وقبضة يد.
وتعتبر قضية الأسرى الفلسطينيين واحدة من أكثر القضايا حساسية وتعقيدًا في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، إذ تمثل ورقة ضغط رئيسية في أي مفاوضات أو تفاهمات بين الطرفين.
ومع تكرار الانتهاكات الإسرائيلية، تتزايد المخاوف من أن يؤدي هذا التعنت إلى عرقلة أي جهود مستقبلية للوصول إلى تسويات دائمة، في ظل مطالبات فلسطينية ودولية بضرورة احترام إسرائيل لتعهداتها والالتزام بالاتفاق.