انتصار يعقبه آخر للمقاومة اليمنية.. أنصار الله تنتج صاروخ فرط صوتي جديد وواشنطن تسحب "آيزنهاور" من البحر الأحمر
انفوبلس..
تطور مذهل وبلا توقف تشهده القدرات المسلحة اليمنية المتمثلة بالمقاومة الإسلامية حركة أنصار الله تمخض عنه قيام واشنطن بسحب أهم حاملات طائراتها "آيزنهاور" من البحر الأحمر بسبب الخشية من استهدافها، وفي المقابل أدخلت المقاومة اليمنية صاروخ فرط صوتي جديد إلى الخدمة أسمته "حاطم 2" لتستمر برسم مشهد دعم غزة ومقاومة الكيان الإسرائيلي المحتل على أكمل وجه.
عملية مشتركة
يوم أمس الأربعاء، نفذت القوات المسلحة اليمنية، بالاشتراك مع المقاومة الإسلامية في العراق، عملية عسكرية مشتركة، استهدفت سفينة إسرائيلية في ميناء حيفا، داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأكد المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، أنه تم استهداف سفينة "MSC Manzanillo"، الإسرائيلية في ميناء حيفا، بعدد من الطائرات المسيرة، وحققت العملية المشتركة أهدافها بنجاح.
وشدد سريع على أنّ القوات المسلحة اليمنية، ستواصل تنفيذ عملياتها العسكرية المشتركة مع المقاومة الإسلامية العراقية، إسنادا وانتصارا للشعب الفلسطيني، حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة.
من جانبها، أكدت المقاومة الإسلامية في العراق، تنفيذ عملية عسكرية مشتركة بالاشتراك مع القوات المسلحة اليمنية، ضد السفينة ذاتها.
وقالت المقاومة، إن عملياتها في دكّ معاقل الأعداء ستستمر بوتيرة متصاعدة.
وأمس، أكد سريع، تنفيذ عملية عسكرية نوعية، استهدفت سفينة "MSC SARAH V" الإسرائيلية، في بحر العرب.
وكشف أنّ العملية نُفذت بواسطة صاروخ بالستي جديد، دخل الخدمة بعد الانتهاء بنجاح من العمليات التجريبية، وهو صاروخ فرط صوتي محلي الصنع يمتلك تكنولوجيا متقدمة ودقيق الإصابة ويصل إلى مديات بعيدة.
وشدّد المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية على الاستمرار في "تطوير القدرات العسكرية"، موضحا أنّ ذلك يأتي "في إطار تعزيز دورنا الجهادي لإسناد المقاومة الفلسطينية عسكريا، وللدفاع عن اليمن في مواجهة العدوان الأميركي -البريطاني".
الصاروخ الجديد
وكشفت جماعة أنصار الله عن إمكانيات وقدرات الصاروخ الباليستي الفرط صوتي الجديد "حاطم 2" الذي يعمل بالوقود الصلب، كما نشرت لقطات لاستخدامه لأول مرة ضد سفينة إسرائيلية.
وأظهرت لقطات بثها الإعلام الحربي اليمني التابع للجماعة، مشاهد إطلاق "حاطم 2" على سفينة (MSC SARAH V) الإسرائيلية في البحر العربي.
وأشار الفيديو إلى أن الصاروخ الباليستي يتمتع بنظام تحكم ذكي وقدرة على المناورة، ويمتلك عدة أجيال بمديات مختلفة، كما أنه تم صنعه في هيئة التصنيع العسكري اليمنية.
وكانت "أنصار الله" اليمنية قد أعلنت قبل يومين تنفيذ عملية عسكرية نوعية استهدفت سفينة "MSC SARAH V" الإسرائيلية في بحر العرب، وأن الإصابة كانت دقيقة ومباشرة.
ويُعد هذا الكشف عن الصاروخ الباليستي الجديد “حاطم 2” مؤشرا على التطور العسكري الكبير لقوات صنعاء وقدراتها المتنامية في مجال التصنيع العسكري.
ويرى مراقبون أن صنعاء وجهت رسالة تحذيرية قوية إلى “إسرائيل” من خلال إطلاق صاروخها الفرط صوتي الجديد “حاطم 2” على سفينة إسرائيلية في البحر العربي.
ويعد هذا أول ظهور ميداني للصاروخ، ويؤكد قدرة صنعاء على امتلاك وتطوير أسلحة متطورة تغير موازين القوى في المنطقة.
انسحاب آيزنهاور
ويوم الأحد الماضي، قال الجيش الأميركي إنه سحب حاملة الطائرات "يو إس إس دوايت دي أيزنهاور" من البحر الأحمر في أعقاب نشرها قبل عدة أشهر.
وقالت القيادة الأقليمية في الشرق الأوسط (سينتكوم)، إن الحاملة ومجموعتها الضاربة في طريق عودتها إلى الولايات المتحدة.
إلى ذلك، قال مسؤول دفاعي في المكتب الإعلامي بعمليات سلاح البحرية في البنتاغون، إن حاملة الطائرات "يو إس إس دوايت دي أيزنهاور" ستغادر البحر الأحمر وتتوجه إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، في مهمة تقضي بدعم أي عمليات عسكرية قد تفرضها التطورات بين لبنان والكيان الإسرائيلي".
ويأتي هذا القرار ضمن التحركات الاستراتيجية للقوات الأميركية في المنطقة، حيث يرتقب أن تحل محلها الحاملة "روزفلت"، وفقا لموقع معهد البحرية الأميركية.
ووفقا لمسؤول أميركي، ستنتقل الحاملة "أيزنهاور" والطرادات المرافقة لها إلى البحر الأبيض المتوسط، بينما ستظل المدمرات المرافقة في الأسطول الخامس الأميركي.
وقد تتبع مراقبو الطيران انفصال طائرة C-2A Greyhound من قاعدة الأسطول الخامس الأميركي في البحرين إلى البحر الأبيض المتوسط.
واختار وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن عدم تمديد فترة نشر "أيزنهاور" للمرة الثالثة، بعد أن تم نشر الحاملة لأكثر من 8 أشهر.
وحتى يوم الجمعة، كانت "أيزنهاور" تعد أقدم حاملة طائرات في البحرية الأميركية بعد أن تم نشرها لمدة أطول من أي حاملة أميريكة أخرى في السنوات الخمس الماضية.
ويوم الأحد، وأكد جماعة أنصار الله في بيانا أن انسحاب حاملة الطائرات الأمريكية "آيزنهاور" من البحر الأحمر جاء بفضل الله ونتيجة عملياتها العسكرية، وجددت تحذيرها للشركات المستمرة في التعامل مع العدو الإسرائيلي بأن سفنها سوف تتعرض للاستهداف وبغض النظر عن وجهتها.
واشادت الجماعة بالشركات التي أوقفت عمليات الشحن البحري إلى موانئ فلسطين المحتلة وتعاملت بإيجابية مع ما جاء في بياناتها السابقة.
ومن خلال تقييم معطيات ومسار معركة البحر الأحمر وما صلت إليه من نتائج ميدانية؛ فقد أصبح من الممكن للجميع ملاحظة حجم الفشل والإحباط الذي يضرب أساطيل أمريكا وحلفائها ومستوى الانهيار التقني والعملياتي التي وصلت إليه في مواجهة عمليات القوات المسلحة.
حيث أظهرت مختلف السفن والمدمّـرات وبالمقدمة حاملة الطائرات الأمريكية “آيزنهاور” واقع الإخفاق والانهيار طيلة ثمانية أشهر من المواجهة، بل إنها تحولت إلى هدف أساسي للقوات المسلحة اليمنية التي استهدفتها للمرة الرابعة، بعدد من الصواريخ المجنحة والباليستية؛ ما دفع الإدارة الأمريكية لسحب أسطورة هيمنتها البحرية التي ظلت جاثمة على المنطقة طيلة عقود طويلة.
هزيمة استراتيجية
وفي السياق يقول الخبير العسكري زين العابدين عثمان: إن “قرار العدوّ الأمريكي في هذا التوقيت بسحب مدمّـراته وحاملة الطائرات آيزنهاور من البحر الأحمر إلى الأبيض المتوسط، هو قرار يؤكّـد انكساره الاستراتيجي الكامل بالمعركة ولجوئه إلى الهرب خارجدائرة الجحيم اليمني الذي تفرضه قواتنا المسلحة في البحرين الأحمر والعربي؛ فهويحاول تلافي خسارة أسطوله وحاملة طائراته التي باتت معرضة بشكل مباشرللاستهداف والتدمير”.
ويؤكّـد عثمان في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة”، أن “انسحاب حاملة الطائرات آيزنهاور من البحر الأحمر، يضع دفة المعركة البحرية بأبعادها في قبضة قواتنا المسلحة التي بات يمكنها التحكم بزمام المبادرة وفرض الخيارات على نطاق أكبر وأوسع، أما العدوّ الأمريكي لم يعد قادرا على الاستمرار أكثر فقد تحول وضعه من الهجوم والردع إلى وضع دفاعي متآكل ومنهزم استراتيجيا؛ فأمريكا اليوم في أسوأ فشل وهزيمة منذالحرب العالمية الثانية”.
ولتوضيح الصورة أكثر، يبين عثمان أن “حاملات الطائرات ليست فقط قطعا هجوميةتستخدمها أمريكا للاعتداء على الدول، بل إنها تمثل قوة أمريكا وهيبتها ومحور ارتكازهيمنتها على المنطقة والعالم؛ فلم تجرؤ أية دولة على أن تقف في وجه هذه القطع البحريةمنذ حرب أمريكا واليابان في الحرب العالمية الثانية؛ لذا مسألة استهدافها اليوم من قبلاليمن وقواته المسلحة وبهذا السلوك العسكري يعتبر تحطيما لهذه القوة والهيمنة وكسرالقواعد القوة التي طالما حافظت عليها أمريكا لتبقى هي القطب المتحكم والمهيمن علىالعالم“.
وبحسب الخبير العسكري عثمان، فإنّ “قواتنا المسلحة وهي تخوض غمار هذه المعركةالكبرى ضد الشيطان الأكبر أمريكا، لن تتوقف عند أي سقف بل ستواصل التصعيدوتوسيع الضربات حتى يتم إسقاط أمريكا في قعر الهزيمة وحتى يتم إيقاف العدوانوالحصار الأمريكي الإسرائيلي الظالم على قطاع غزة؛ فالمسألة مرتبطة بهذا المسار،ومما لا شك فيه أن العمليات القادمة لقواتنا المسلحة ستكون ذات تأثير وقوة أكبروبمستوى تصعيد عملياتي لم يكن في حسبان العدوّ الأمريكي والإسرائيلي، فاستهداف حاملة الطائرات وإغراق السفن في قعر البحر ليست سوى بروفات أولية لعمليات الوزنالثقيل التي ستكون بجرأة أكبر وبقوة مدمّـرة تفوق أي حساب عسكري”.
عجز وفشل
وعن انسحاب حاملة الطائرات الأمريكية “آيزنهاور” من البحر الأحمر يقول الخبيرالعسكري مجيب شمسان: إن “انسحاب حاملة الطائرات الأمريكية، مؤشر واضح علىأن العمليات اليمنية آتت أكلها في إطار عملية الإسناد المتواصلة لفصائل المقاومةالفلسطينية في قطاع غزة، وأن المعطيات المتداولة كشفت ضعف العدوّ رغم كـلّ الإمْكانيات المتطورة التي يمتلكها”.
ويؤكّـد شمسان أن “انسحاب أية مدمّـرة، أو قدوم أخرى، لا يشكل فارقا؛ فوجودهاوعدمه سواء، ولن تستطيع أن تحقّق شيئا؛ فالعدوّ قد وصل إلى مرحلة العجز عن حمايةأية سفن كانت على امتداد مسرح العمليات”، موضحا أن “إصرار الأمريكي رغم الفشل المتواصل في البحر الأحمر، أمام القوات المسلحة، هو مطلب صهيوني؛ كونهم منيحكمون الولايات المتحدة ومؤسّساتها، وأن إصرارهم هذا سيزيدهم فشلا وهزيمة فيحرب لا يعرفونها منذ الحرب العالمية الثانية.
ولهذا فــإنّ الانسحاب الأمريكي، هو نهاية لغطرسة وسقوط هيبة أمريكا التي تعيش حالةمن الصراع والاختلاف في مؤسّساتها التشريعية والعسكرية”، مؤكّـدا أن “انسحاب“آيزنهاور” إشارة واضحة على ظهور قوة جديدة في المنطقة، ممثلة باليمن التي أصبحلها وزنها العسكري، وثقلها أمام القوى الأخرى في المنطقة والإقليم“، وفق الخبيرالعسكري شمسان.