انفوبلس تشرح مخرجات جولة المفاوضات الثانية بين إيران وأميركا.. هكذا تقدمت الجمهورية وخضعت واشنطن

انفوبلس/ تقارير
بعد اختتامها يوم أمس والاتفاق على جولة ثالثة الأربعاء المقبل، سلّطت انفوبلس الضوء على مخرجات جولة المفاوضات الثانية بين الجمهورية الإسلامية وأميركا، وفصّلت ما تم التوصل له خلالها وما دار في اجتماع الـ4 ساعات وكيف أجبرت إيران، الولايات المتحدة على الخضوع لها والاستماع لمطالبها بتفاوض غير مباشر.
اختتام الجولة الثانية
يوم أمس، اختُتمت في العاصمة الإيطالية روما، الجولة الثانية من المفاوضات رفيعة المستوى بين الوفدين الأمريكي والإيراني حول البرنامج النووي الإيراني، وسط تفاؤل حذر بشأن التوصل إلى حل دبلوماسي.
وجاءت المفاوضات تلك بعد أسبوع من انعقاد جولة أولى في العاصمة العمانية مسقط.
ورغم انعقاد المفاوضات في إيطاليا، إلا أن سلطنة عُمان عادت لتلعب دور الوسيط بين الفريق الأمريكي، بقيادة المبعوث الخاص ستيف ويتكوف، والفريق الإيراني، بقيادة وزير الخارجية عباس عراقجي.
إدارة ترامب "متفائلة"
عقب انتهاء الجولة الثانية من المفاوضات، أعربت إدارة ترامب عن تفاؤلها بجولة روما، مشيرةً إلى "تقدم جيد جدًا" وإلى "اتفاقهما على الاجتماع مرة أخرى" الأسبوع المقبل.
وصرح مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية لشبكة CNN: " "في روما، وعلى مدار 4 ساعات في جولتنا الثانية من المفاوضات، أحرزنا تقدمًا جيدًا جدًا بمناقشاتنا المباشرة وغير المباشرة".
إحراز تقدم
جاءت مفاوضات السبت بعد أسبوع من انعقاد جولة أولى في العاصمة العمانية مسقط، ورغم انعقاد المحادثات في إيطاليا، إلا أن سلطنة عُمان عادت لتلعب دور الوسيط بين الفريق الأمريكي، بقيادة المبعوث الخاص ستيف ويتكوف، والفريق الإيراني، بقيادة وزير الخارجية عباس عراقجي.
وقال عراقجي إن المحادثات كانت إيجابية، مُصرحًا للصحفيين بأنها استمرت حوالي أربع ساعات.
وأضاف: "أستطيع القول إن هناك تقدمًا مُحرزًا. لقد توصلنا إلى تفاهم واتفاق أفضل حول بعض المبادئ والأهداف في مفاوضات روما هذه".
وأشار عراقجي أيضًا إلى أن المفاوضات كانت "إيجابية".
وقال: "يمكنني القول إن هناك تقدمًا، لقد توصلنا إلى تفاهم واتفاق أفضل بشأن بعض المبادئ والأهداف في مفاوضات روما هذه".
توافق للانتقال إلى مرحلة جديدة
في سياق متصل، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية العُمانية إن الجولة الثانية "أسفرت عن توافق الأطراف للانتقال إلى المرحلة التالية من المباحثات الهادفة إلى التوصل إلى اتفاق منصف دائم وملزم يضمن خلو إيران الكامل من الأسلحة النووية ورفع العقوبات بالكامل عنها، مع الحفاظ على حقها في تطوير الطاقة النووية للأغراض السلمية".
ماذا تريد أميركا من إيران؟ وماذا حدث في الجولة الثانية؟
كانت الولايات المتحدة وإيران على خلاف مُستمر منذ عقود، وكانا في خلاف طويل حول القدرات النووية الإيرانية..
تريد واشنطن من إيران وقف إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب، الذي تعتقد أنه يهدف إلى صنع قنبلة ذرية، ألا أن إيران أكدت هذا الأسبوع حقها في تخصيب اليورانيوم، لكنها أشارت إلى استعدادها للتفاوض على بعض التنازلات مقابل تخفيف العقوبات لتخفيف الضغط على اقتصادها المتضرر بشدة.
وفقًا للمتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، عُقدت الجولة الثانية من المحادثات بنفس طريقة الجولة الأولى، حيث لم يتواصل الجانبان مباشرةً.
بدلاً من ذلك، جلس المندوبون في غرفتين منفصلتين، حيث توسط وزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي بينهما.
لم يلتقِ ويتكوف وعراقجي إلا لفترة وجيزة خلال الجولة الأولى - وهو أول لقاء مباشر كامل بين الولايات المتحدة وإيران منذ رئاسة أوباما.
مرحلة حاسمة
في مقابلة نشرتها صحيفة لوموند الفرنسية الأسبوع الماضي، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي إن إيران “ليست بعيدة” عن امتلاك قنبلة نووية.
وخلال فترة ولاية ترامب الأولى، انسحبت واشنطن من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين طهران والقوى الكبرى والذي نص على تخفيف العقوبات الدولية على إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.
والتزمت طهران الاتفاق لمدة عام بعد انسحاب ترامب، قبل أن تتراجع عن التزاماتها تدريجا.
وكان عراقجي مفاوضا في اتفاق عام 2015. أما نظيره في روما ويتكوف، فهو قطب عقارات كلفه ترامب أيضا بإجراء محادثات بشأن أوكرانيا.
وتخصب إيران حاليا اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60 في المئة، وهو أعلى بكثير من حد 3,67 في المئة المنصوص عليه في الاتفاق، لكنه لا يزال أقل من عتبة 90 في المئة المطلوبة للاستخدام العسكري.
من جهته، قال غروسي الذي أجرى محادثات مع مسؤولين إيرانيين خلال زيارة لطهران هذا الأسبوع، إن الولايات المتحدة وإيران “في مرحلة حاسمة” في المحادثات و”لانملك إلا مهلة قصيرة” للتوصل إلى اتفاق.
غير قابل للتفاوض
أصر المسؤولون الإيرانيون على أن تركز المحادثات فقط على البرنامج النووي ورفع العقوبات.
وقال عراقجي إن التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة “مرجح” إذا امتنعت واشنطن عن “طرح مطالب غير معقولة وغير واقعية”، دون الخوض في التفاصيل.
ويرى محللون أن الولايات المتحدة ستسعى إلى إدراج مناقشات حول برنامج الصواريخ البالستية الإيراني بالإضافة إلى دعم طهران لفصائل مسلحة في الشرق الأوسط.
وأكد عراقجي أن حق إيران في تخصيب اليورانيوم “غير قابل للتفاوض”، وذلك بعد أن دعا ويتكوف إلى وقف التخصيب الكامل.
وكان ويتكوف قد اكتفى في تصريح سابق بمطالبة إيران بالعودة إلى سقف التخصيب المحدد في اتفاق عام 2015.
بدوره، قال الحرس الثوري الإسلامي الإيراني إن القدرات العسكرية للبلاد تقع خارج نطاق المناقشات.
وذكرت وكالة “إرنا” الرسمية للأنباء أن نفوذ إيران الإقليمي وقدراتها الصاروخية من بين “خطوطها الحمر” في المحادثات.
"اتفاق نووي معقول"
كما قال عراقجي، في اجتماع مع نظيره الإيطالي قبيل المحادثات، إن إيران التزمت دوماً بالدبلوماسية، ودعا "جميع الأطراف المشاركة في المحادثات إلى اغتنام الفرصة للتوصل إلى اتفاق نووي معقول ومنطقي".
ونقلت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية عن عراقجي قوله: "ينبغي أن يحترم هذا الاتفاق حقوق إيران المشروعة وأن يؤدي إلى رفع العقوبات الجائرة المفروضة عليها مع معالجة أي شكوك حول أنشطتها النووية".
وكان عراقجي حذر، الجمعة، من أن أي طلبات أميركية "غير واقعية" في المفاوضات ستؤدي إلى تقليص فرص التوصل لاتفاق، مؤكداً خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الروسي في موسكو أن إيران ستبرم اتفاقاً إذا كانت الولايات المتحدة جادة في سعيها للتوصل إلى اتفاق.
وقال عراقجي، في وقت سابق من يوم أمس السبت، إن إسرائيل هي العائق الوحيد أمام تحقيق شرق أوسط خال من الأسلحة النووية.
"صلاحيات كاملة"
إلى ذلك، قال الامين العام للامن القومي الايراني علي شمخاني، إن المفاوضين في روما "بكامل الصلاحيات" للتوصل لاتفاق شامل مع الولايات المتحدة.
وكتب شمخاني في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: "غادر مفاوضو إيران إلى روما بصلاحيات كاملة للتوصل إلى اتفاق متوازن".
ووفقا لوكالة إرنا، أضاف مستشار المرشد الإيراني أن الوفد الإيراني يسعى إلى اتفاق شامل يستند إلى مبادئ، من بينها الجدية، والضمان، والتوازن، ورفع العقوبات، وتجنب التهديدات، والسرعة، وتسهيل الاستثمار.
وشدد في المنشور نفسه على أن إيران ذهبت إلى روما "من أجل اتفاق متوازن، وليس الاستسلام".
ومع ذلك، تسعى طهران إلى تقليص التوقعات بإمكانية التوصل إلى اتفاق سريع بعد أن تكهن بعض المسؤولين الإيرانيين بإمكانية رفع العقوبات قريباً.
وقال الإمام الخامنئي الأسبوع الماضي، إنه "ليس متفائلاً ولا متشائماً بشكل مفرط".
اختبار جدية
في وقت سابق، ذكرت وكالة "تسنيم"، نقلا عن عضو بالوفد الإيراني المفاوض، أن طهران تدخل هذه الجولة من المحادثات بمواقف واضحة ومحددة، وتنتظر تقييم واختبار مدى جدية وإرادة الطرف الأميركي.
وقام وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي بدور الوساطة ونقل الرسائل بين الجانبين خلال هذه الجولة التي جرت في قاعتين منفصلتين، كما كان الأمر في محادثات مسقط التي جرت الأسبوع الماضي.
في السياق ذاته، قال علي شمخاني، المستشار السياسي للإمام الإيراني، إن طهران تسعى لاتفاق مبني على الضمانات، ورفع العقوبات، وتجنب التهديد، وكبح جماح إسرائيل.
وأضاف شمخاني أن بلاده تخوض المفاوضات من أجل اتفاق متوازن، وليس للاستسلام، وأوضح أن المفاوض الإيراني يشارك في مفاوضات روما بصلاحيات كاملة.
بدوره، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن إيران تلتزم بالدبلوماسية، وتجب الاستفادة من هذه الفرصة للتوصل الى تفاهم منطقي ومعقول.
وأضاف عراقجي، خلال لقائه نظيره الإيطالي قبيل المحادثات، أن التفاهم يجب أن يحترم حقوق إيران، ويؤدي إلى رفع العقوبات والشكوك بشأن برنامجها النووي، وشدد على أن "الكيان الصهيوني يعمل على شيطنة إيران، وزيادة انعدام الأمن بالمنطقة، إلى جانب ارتكابه الإبادة الجماعية والاعتداء على الدول".
الجولة الثانية
بالعودة إلى محادثات السبت، فهي ثاني اجتماع رفيع المستوى بين البلدين منذ أن انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي عام 2018، والذي نص على تخفيف العقوبات الدولية عن إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.
حينها، وصف ترامب، ، الاتفاق بأنه "سيئ" لأنه غير دائم ولا يتناول برنامج إيران للصواريخ الباليستية، إلى جانب قضايا أخرى، وكنتيجة لذلك، أعاد فرض العقوبات الأميركية ضمن حملة "الضغوط القصوى" بهدف إجبار إيران على التفاوض على اتفاق جديد وموسّع.
والتزمت طهران بالاتفاق لمدة عام بعد انسحاب ترامب منه، قبل أن تتراجع عن التزاماتها تدريجيا.
وحسب تقارير غربية تخصب إيران حاليا اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60% وهو أعلى بكثير من حد 3.67% المنصوص عليه في الاتفاق، لكنه لا يزال أقل من عتبة 90% المطلوبة للاستخدام العسكري.
واستأنف ترامب سياسة "الضغوط القصوى" عبر فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية، وبعث في مارس/آذار الماضي رسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي يدعو فيها إلى عقد محادثات نووية تحت طائلة تنفيذ عمل عسكري ضد إيران إذا فشلت الدبلوماسية.
جولة ثالثة
من المُتوقع عقد جولة ثالثة من المحادثات في الأيام المُقبلة، وفقًا للمتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، الذي قال إن "الجانبين اتفقا على مواصلة المحادثات غير المباشرة خلال أيام على المستوى الفني، على أن تتبعها جولة أخرى على مستوى كل منهما يوم السبت المقبل"
وصرّح مسؤولون إيرانيون بأن المفاوضات بين الخبراء الفنيين ستبدأ في سلطنة عُمان يوم الأربعاء، قبل جولة ثالثة من المفاوضات.
وستُعقد الجولة الثالثة من المفاوضات السبت المقبل، وفقًا للمتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، وأكدت وزارة الخارجية العمانية أن الاجتماع سيُعقد في مسقط.
وأشار عراقجي إلى أن المفاوضات بين الخبراء الفنيين، التي عُقدت أيضًا في سلطنة عُمان، ستبدأ الأربعاء.
إلى ذلك، كشف مصدر مطلع، أن الجولة الثالثة من المفاوضات غير المباشرة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة الأمريكية ستُعقد في العاصمة العُمانية مسقط.
وقال المصدر الذي يرافق الوفد الإيراني، إن "التحضيرات الجارية حالياً تتركز على عقد الجولة الثالثة من المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن يوم السبت المقبل، وذلك في العاصمة العُمانية مسقط، بوساطة سلطنة عُمان كما في الجولتين السابقتين".
وأضاف أن "الجولة المقبلة من الحوار ستُعقد على نفس المستوى من المسؤولين، وعلى الأرجح ستُستكمل بعدها لقاءات فنية تمهيداً لأي تطورات لاحقة في المسار التفاوضي".
وأشار إلى أن "الهدف من هذه المباحثات هو استكشاف إمكانية التفاهم حول الملفات العالقة، لا سيما النووية والإنسانية، في ظل تصاعد التوتر الإقليمي"، مؤكدًا أن "الجانب العُماني يواصل لعب دور الوسيط النشط لتقريب وجهات النظر بين الطرفين".
متطلبات إيران
في النهاية، أكد عراقجي أن اللقاءات كانت "إيجابية"، موضحًا أنها أسفرت عن تفاهمات أوضح حول عدد من المبادئ والأهداف الرئيسية، ما يمثل، بحسب وصفه، خطوة إلى الأمام في مسار التفاوض.
وفيما أبدى عراقجي قدراً من التفاؤل، إلا أنه شدد في منشور عبر منصة "إكس" على أن الاتفاق النووي الموقّع عام 2015، والمعروف بـ"خطة العمل الشاملة المشتركة"، لم يعد يلبي متطلبات إيران في المرحلة الراهنة، مضيفًا أن "ما تبقى من الاتفاق بالنسبة للطرف الآخر لا يتجاوز حدود الدروس المستفادة".
وأوضح وزير الخارجية الإيراني أن الجولة المقبلة من المفاوضات بين الخبراء الفنيين ستنطلق يوم الأربعاء في سلطنة عُمان، تمهيدًا لجولة ثالثة رفيعة المستوى من المقرر عقدها السبت المقبل في مسقط.