تركيا تتكتم على مصير ثلاثة من ضباط استخباراتها المفقودين قرب سد تشرين

غموض حول مصير ضباط أتراك
انفوبلس/..
شهدت منطقة سد تشرين في ريف حلب الشرقي، تصاعدًا ملحوظًا في الأعمال العسكرية خلال الأسابيع الأخيرة، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا.
تُعد هذه المواجهات جزءًا من التوترات المستمرة في شمال سوريا، والتي تترافق مع قصف مدفعي تركي يستهدف مواقع قسد في مناطق مختلفة، بما في ذلك ريف الرقة الشمالي.
تأتي هذه التطورات في ظل محاولات مستمرة من قبل الجيش الوطني السوري للسيطرة على مناطق استراتيجية، مثل سد تشرين، الذي يُعتبر من أهم مصادر توليد الكهرباء في شمال سوريا.
وقد أثارت هذه العمليات مخاوف من وقوع كارثة إنسانية محتملة نتيجة الأضرار التي قد تلحق بالسد والبنية التحتية المحيطة به. في الوقت نفسه، تتواصل الجهود الدولية لتمديد الهدنة بين الأطراف المتصارعة، إلا أن الاشتباكات الأخيرة تشير إلى تصاعد التوترات وصعوبة الوصول إلى حل سلمي في المستقبل القريب.
اشتباكات بين "قسد" و"الجيش الوطني"
وأعلنت ميليشيا "قسد"، الأحد 26 كانون الثاني 2025، مقتل 20 عنصرًا من قوات ما يسمى "الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا، وإصابة 9 آخرين، بالإضافة إلى إسقاط طائرتين مسيرتين انتحاريتين، خلال معارك عنيفة اندلعت خلال الساعات الماضية في محيط سد تشرين، وجسر قرقوزاق، وريف منبج شمال سوريا.
وأوضحت "قسد"، أنها تمكنت قواتها من إحباط هجوم تركي على نقطة تابعة لها في قرية خربة الزمالة جنوب شرق منبج، ما أسفر عن مقتل 4 عناصر من القوات المهاجمة وإصابة 5 آخرين بجروح. مشيرة إلى أن القوات التركية والمجموعات المسلحة التابعة لها شنّت قصفًا مكثفًا على سد تشرين، مستخدمةً الطيران الحربي، والمدفعية الثقيلة، والأسلحة الثقيلة، ما تسبب في مقتل أحد الموظفين المدنيين العاملين في السد، وإصابة 12 آخرين.
وأكدت "قسد" المدعومة من أميركا، أن طائرات حربية ومسيّرة تركية شنّت هجمات على مواقعها في بلدة دير حافر، ما أدى إلى مقتل أحد مقاتليها وجرح 3 آخرين، مشيرًا إلى أنها استهدفت مواقع القوات المدعومة من تركيا في مناطق متفرقة، بما في ذلك عين العرب، ما أسفر عن مقتل عنصرين وإصابة 4 آخرين.
ولفتت إلى أنها نفذت عملية نوعية في بلدة أبو قلقل أدت إلى مقتل 14 عنصرًا من القوات الموالية لتركيا، بينهم قيادي بارز.
فقدان ضباط مخابرات أتراك
تكتّم من قبل أنقرة على مصير هؤلاء الضباط، الذين يمثلون ضباط الارتباط الميداني، من خلالهم يتم تحديد الخطط وتلقي المعلومات، خاصة من المسيرات الاستطلاعية الجوية
وكشفت مصادر مطلعة، اليوم الثلاثاء، عن تكتم تركي على مصير ثلاثة من ضباط الاستخبارات الذين فقدوا أثرهم في محيط سد تشرين على نهر الفرات في سوريا.
وقالت المصادر في حديث صحفي تابعته INFOPLUS، إن "قوة مما يسمى بالجيش السوري الوطني، الذي يخضع لإدارة وإشراف المخابرات التركية، قامت فجر اليوم بعملية توغل في الجزء الغربي من سد تشرين في محاولة للسيطرة على بعض المواقع".
وأوضحت المصادر، إن "القوة وقعَت في كمين أدى إلى مقتل وإصابة العشرات وفق المعلومات الأولية، لافتة إلى أن من بين الذين فُقد أثرهم ثلاثة ضباط أتراك، أحدهم برتبة نقيب".
وأضافت المصادر، إن "هناك تكتّماً من قبل أنقرة على مصير هؤلاء الضباط، الذين يمثلون ضباط الارتباط الميداني، من خلالهم يتم تحديد الخطط وتلقي المعلومات، خاصة من المسيرات الاستطلاعية الجوية".
وأشارت إلى أن "مقتل هؤلاء الضباط أو أَسْرِهم سيكون محرجًا للغاية بالنسبة لتركيا، خاصة وأنها خسرت العديد من الضباط، بعضهم برتب عالية، في معارك سد تشرين، المستمرة منذ نحو شهر دون تحقيق أي تقدم".
وأكدت، إن "هذا الأمر يشكل معضلة كبيرة للقوات التركية وحلفائها، الذين لم يتمكنوا من تحقيق أي تقدم، رغم أن خسائرهم حتى الآن تجاوزت 500 قتيل، بالإضافة إلى ضعف هذا العدد من الجرحى".
يُذكر أن "سد تشرين يُعد من أكبر السدود السورية على نهر الفرات، وتحاول أنقرة، من خلال بعض حلفائها، السيطرة عليه لتكون ورقة ضغط أخرى على دمشق".
فقدان ضابط برتبة عقيد
وكانت مصادر مطلعة، قد أكدت السبت الماضي، أن تركيا فقدت ضابطاً جديداً برتبة عقيد خلال معارك عنيفة في محيط سد تشرين على نهر الفرات شمال سوريا.
وقالت المصادر، إن "قوة تابعة لما يسمى بالجيش الوطني السوري، الخاضع لإدارة المخابرات التركية، شنّت هجوماً على الجزء الغربي من سد تشرين في محاولة للسيطرة على بعض النقاط، لكنها اصطدمت بمعركة شرسة أدت إلى سقوط قتلى وجرحى، بينهم ضابط تركي برتبة عقيد".
وأضافت المصادر، إن "العقيد الذي قُتل كان يعمل كضابط ارتباط ضمن ما يُعرف بالخليّة المشتركة المشرفة على العمليات العسكرية في محيط سد تشرين منذ أكثر من ستة أشهر"، مشيرةً إلى أن " هذا الضابط يُعد الخسارة التاسعة الذي تفقده تركيا في هذه المعارك المستمرة منذ أكثر من خمسة أسابيع".
الخسائر تترك تركيا في إحراج
مصادر: المعارك هدأت في الوقت الحالي، لكن حجم القتلى والجرحى في صفوف حلفاء تركيا كبير، وما زالت عمليات الإحصاء جارية
وأوضحت المصادر، إن "خسائر تركيا في هذه المنطقة تشكّل إحراجاً كبيراً لها، خاصة أنها لم تتمكن من بسط نفوذها رغم استعانتها بأكثر من سبعة ألوية من الجيش الوطني السوري وعصابات الجولاني"، مبينةً أن "المنطقة أصبحت عقُدة لتركيا، حيث فقدت على مقرباتها العديد من ضباط النخبة والمخابرات".
وأشارت المصادر إلى، أن "المعارك هدأت في الوقت الحالي، لكن حجم القتلى والجرحى في صفوف حلفاء تركيا كبير، وما زالت عمليات الإحصاء جارية".
يُذكر أن معارك سد تشرين مستمرة منذ أكثر من خمسة أسابيع، وأسفرت عن مقتل وإصابة المئات، بينهم ضباط من المخابرات التركية.
قصف تركي على قسد
ويواصل الطيران الحربي التركي قصف مواقع ميليشيا "قسد" جنوبي كوباني، وفي محيط سد تشرين شرقي حلب، شمالي سوريا.
وقالت مصادر محلية من المنطقة، إن "الطيران الحربي التركي قصف مواقع ‹قسد› في ناحية صرين، وفي محيط جسر قره قوزاق جنوبي كوباني".
وأوضحت، إن القصف طال قرى (التينة، غسق، سبت، بير حسو) ومحيط صوامع القمح في ناحية صرين.
وأضافت، إن الطيران الحربي التركي قصف أيضاً مواقع ‹قسد› في محيط سد تشرين من دون معرفة حجم الخسائر.
تظاهرات فوق السد
تتواصل الجهود الدولية لتمديد الهدنة بين الأطراف المتصارعة، إلا أن الاشتباكات الأخيرة تشير إلى تصاعد التوترات وصعوبة الوصول إلى حل سلمي في المستقبل القريب
ومنذ 8 كانون الثاني 2025، يحتشد الآلاف من أهالي شمال وشرق سوريا فوق سد تشرين، احتجاجًا على الهجمات التركية المتواصلة على المنطقة، ويتناوب المحتجون على التواجد في السد، مؤكدين على أهمية حماية السد من أي اعتداءات قد تهدد سلامته وسلامة البنية التحتية المحيطة به.
تأتي هذه التطورات في ظل محاولات مستمرة من قبل ما يسمى "الجيش الوطني السوري" للسيطرة على مناطق استراتيجية، مثل سد تشرين، الذي يُعتبر من أهم مصادر توليد الكهرباء في شمال سوريا. وقد أثارت هذه العمليات، المخاوف من وقوع كارثة إنسانية محتملة نتيجة الأضرار التي قد تلحق بالسد والبنية التحتية المحيطة به.
في الوقت نفسه، تتواصل الجهود الدولية لتمديد الهدنة بين الأطراف المتصارعة، إلا أن الاشتباكات الأخيرة تشير إلى تصاعد التوترات وصعوبة الوصول إلى حل سلمي في المستقبل القريب.
محاولات هيمنة تركيّة
وفي منتصف كانون الأول الماضي، أعلنت غرفة عمليات ما يسمّى "فجر الحرية"، التابعة لمسلحي "الجيش الوطني"، التابع لتركيا، بدء عملية عسكرية ضد قوات "قسد" في عين العرب في ريفي حلب الشرقي والرقة الشمالي، شمالي سوريا.
ولفت مصدر سوري، إلى أهمية منطقة عين العرب، قائلاً إن "عين العرب مهمة لتركيا، لأنها تُعَدّ الخط الفاصل بين مسلحي نبع السلام في ريف الرقة الشمالي ومسلحي الجيش الوطني".
وأشار المصدر، إلى أن "تركيا تريد حزاماً أمنياً، عرضه 30 كيلومتراً، عند الحدود مع سوريا"، مؤكداً أنها "تقترب من تحقيق هدفها".
وأعلنت قوات مجلس منبج العسكري (قسد)، إفشال جميع هجمات "مرتزقة الاحتلال التركي" على سدّ تشرين وجسر قرقوزاق، شمالي شرقي حلب.