تقرير أمريكي: الهجمات الصهيونية على إيران غير قانونية وتُنتهك ميثاق الأمم المتحدة

عدوان خارج الشرعية الدولية
انفوبلس..
في خضم التصعيد المتواصل بين طهران وتل أبيب، كشف تقرير أمريكي مستقل عن انتهاكات قانونية جسيمة يرتكبها الكيان الإسرائيلي بحق إيران، مؤكداً أن الهجمات الإسرائيلية منذ عام 2023 تُعد خرقاً واضحاً لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
التقرير، الصادر عن موقع "كونسرتيوم نيوز"، يسلّط الضوء على غياب أي مبرر قانوني لتلك الهجمات، ويشير إلى تجاهل متعمد للمؤسسات الدولية من قبل "إسرائيل". كما يفنّد المزاعم المتكررة بشأن سعي إيران لامتلاك سلاح نووي، مستنداً إلى تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية وفتاوى دينية إيرانية تحرّم إنتاجه.
تزامن ذلك مع سقوط مئات الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين جراء القصف الإسرائيلي، في مشهد يعكس احتدام المواجهة وتزايد التحذيرات من انزلاق المنطقة نحو صراع أوسع.
إيران تعمل بالمعايير الدولية
القيادة الدينية في إيران أصدرت فتوى تُحرّم إنتاج واستخدام الأسلحة النووية، وهو ما يعزز الموقف الإيراني الرافض لمزاعم الغرب. ورغم هذه المعطيات، يواصل الغرب، مدفوعاً بالموقف الإسرائيلي، الترويج لما وصفه التقرير بـ"الادعاء غير المنطقي" بأن إيران تهدد النظام الدولي
واستندت "كونسرتيوم" إلى تحقيقات أجرتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، خلصت إلى أن المزاعم الغربية والإسرائيلية بشأن سعي إيران لتطوير سلاح نووي "لا أساس لها من الصحة". وأشار التقرير إلى أن إيران تواصل برنامجها النووي في إطار المعايير المعترف بها دولياً، وتخضع منشآتها لرقابة الوكالة.
وأضاف التقرير، أن القيادة الدينية في إيران أصدرت فتوى تُحرّم إنتاج واستخدام الأسلحة النووية، وهو ما يعزز الموقف الإيراني الرافض لمزاعم الغرب. ورغم هذه المعطيات، يواصل الغرب، مدفوعاً بالموقف الإسرائيلي، الترويج لما وصفه التقرير بـ"الادعاء غير المنطقي" بأن إيران تهدد النظام الدولي.
ولفت التقرير إلى مفارقة لافتة في المشهد الإقليمي، حيث دعت إيران مراراً إلى إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، وهي مبادرة تتناقض مع الاتهامات الموجهة لها، بينما ترفض "إسرائيل" هذه الدعوة بشكل دائم.
الغرب يتجنب الضغط على إسرائيل
وأشار إلى أن إسرائيل، التي تُعد القوة النووية الوحيدة في المنطقة، لم تعترف رسمياً بامتلاكها ترسانة نووية، ولم توقّع على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية (NPT)، ما يجعل برنامجها في هذا المجال غير قانوني. ويرى التقرير أن الغرب يتجنب الضغط على إسرائيل بهذا الخصوص، تجنباً لإحراجها أو المطالبة بتفكيك ترسانتها.
وأكد التقرير أن الدول الأوروبية، رغم حديثها المستمر عن الالتزام بالقانون الدولي، لم تُبدِ أي موقف جدي لدفع إسرائيل نحو القبول بمنطقة منزوعة السلاح النووي. كما لم تبذل الأمم المتحدة أي جهود واضحة في هذا الاتجاه، نظراً إلى أن هذه الخطوة تتطلب من "إسرائيل"، وليس إيران، تقديم تنازلات استراتيجية.
وختم التقرير بأن الطموح الإسرائيلي لا يقتصر على الردع النووي، بل يتمثل في الحفاظ على وضعها كـ"القاعدة العسكرية الأمريكية الكبرى في المنطقة"، والتي تتخذ من الأراضي المحتلة قاعدة نفوذ. وفي المقابل، أوضح أن إيران لا تسعى لتكون قوة نووية، بل تطمح للعب دور إقليمي مستقل وداعم لقضية فلسطين.
عدوان عشوائي استهدف المدنيين
وفي تصعيد دامٍ للهجمات الصهيونية المستمرة على إيران، أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية، حسين كرمانبور، أن حصيلة العدوان منذ يوم الجمعة الماضي بلغت 224 قتيلاً و1481 جريحاً، مؤكداً أن أكثر من 90% من الضحايا مدنيون.
بدوره، اتهم المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، كيان "إسرائيل" بالكذب المتعمد في تبرير الهجمات، قائلاً إن "الكيان المعتدي يدّعي أن ضرباته دقيقة ولا تستهدف المدنيين، لكن الواقع يُثبت عكس ذلك"، مشيراً إلى أن ثلاث ضربات فقط أودت بحياة أكثر من 70 امرأة وطفلاً، فيما لا يزال عدد من الأطفال تحت الأنقاض في حي جمران بطهران.
ووفق مصادر رسمية، فإن الهجمات الإسرائيلية استهدفت مناطق متعددة، وُصفت بأنها الأوسع منذ الحرب الإيرانية-العراقية، وشملت مواقع عسكرية ونووية ومدنية في طهران وأصفهان وقم.
وتُعد منشآت نطنز وفوردو ومواقع بارجين ومطار مهرآباد من بين الأهداف التي تعرضت للقصف، ما أدى إلى مقتل عدد من العلماء النوويين والضباط الإيرانيين.
ايران ترد بـ "الوعد الصادق 3"
ورداً على التصعيد، نفّذت إيران عملية عسكرية مضادة أطلقت عليها اسم "الوعد الصادق 3"، استهدفت من خلالها عشرات المواقع داخل إسرائيل بموجات صاروخية متتالية، أدت إلى مقتل ثلاثة إسرائيليين وإصابة آخرين، إلى جانب أضرار واسعة في تل أبيب ومحيطها. كما أُطلقت صفارات الإنذار في عدد من المدن الإسرائيلية، ما دفع السكان للجوء إلى الملاجئ.
هذا التبادل الدموي يُضاف إلى تصاعد التوتر الإقليمي، وسط تحذيرات من انزلاق أوسع يهدد الاستقرار في المنطقة، بينما تستمر الدعوات الدولية لضبط النفس وتغليب المسار الدبلوماسي.