جولة المفاوضات الأولى تنتهي.. إيران تفرض نفسها وأمريكا تتراجع عن التهديدات

انفوبلس/ تقارير
جولة استمرت لساعتين ونصف، أجواء وُصفت بالإيجابية، إيران فرضت نفسها ولم تتفاوض بشكل مباشر، أميركا تراجعت عن التهديدات وأبدت استعداداها لتقديم تنازلات، جولة جديدة الأسبوع المقبل، انفوبلس توثق ما جاء في جلسة المفاوضات الأولى بين إيران وأمريكا.. تقرير جديد عن الختام والمخرجات.
انتهاء الجولة الأولى
قبل قليل، أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي انتهاء الجولة الأولى من المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة، والتي عُقدت اليوم السبت في سلطنة عمان، وتناولت الملف النووي ورفع العقوبات.
وأضاف عراقجي -في منشور على تليغرام- أن الجانبين سيواصلان محادثاتهما الأسبوع المقبل.
أجواء إيجابية
كما قالت الخارجية الإيرانية، إن رئيسي الوفدين الإيراني والأميركي "تحدثا لدقائق بحضور وزير الخارجية العماني قبل مغادرة مقر المحادثات".
وأوضحت الوزارة، إن الطرفين "تبادلا مواقف حكومتيهما بشأن برنامج إيران النووي السلمي ورفع العقوبات غير القانونية".
وأشارت إلى أن المحادثات استمرت ساعتين ونصف الساعة "في أجواء بنّاءة قائمة على الاحترام المتبادل"، وأكدت أن الجانبين اتفقا على مواصلة المفاوضات الأسبوع المقبل.
ماذا يريد الطرفان؟
يعود عراقجي للحديث عن مخرجات الجولة ويقول: "تم تبادل الرسائل بين الوفدين الإيراني والأميركي 4 مرات بجهود الوسيط العماني".
ويضيف، إن "المحادثات جرت في ظروف هادئة ولم يتم استخدام لهجة غير مناسبة".
ويؤكد، إن "الوفدين أبديا رغبتهما في المضي قدماً نحو اتفاق يرضي الطرفين".
وختم، إن "الطرفين أكدا أنهما يريدان اتفاقاً على المدى القصير وهذا ليس سهلاً" مردفا بالقول: "لا طهران ولا واشنطن تريدان مفاوضات غير مثمرة استنزافية تستمر إلى ما لا نهاية".
كل وفد له قاعة منفصلة
وعن الآلية التي سارت بها المفاوضات، أكدت الخارجية الإيرانية أن كل وفد له قاعة منفصلة، وأنهما تبادلا الرسائل عبر وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي.
ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية عن عضو بوفد البلاد قوله، إن "الجو العام للمحادثات غير المباشرة إيجابي".
وترأس عراقجي الوفد الإيراني، بينما يتولى ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط إدارة هذه المحادثات من الجانب الأميركي.
أهداف المحادثات
وعن أهداف ما جرى في مسقط، قال مصدر عُماني لوكالة رويترز، إن المحادثات ركزت على "تهدئة التوتر في المنطقة وتبادل السجناء والتوصل إلى اتفاقات محدودة لتخفيف العقوبات على إيران مقابل كبح البرنامج النووي الإيراني".
وقبيل انطلاق المحادثات -وهي الأولى بين طهران وواشنطن تحت قيادة الإدارة الأميركية الجديدة- اجتمع عراقجي مع نظيره العماني، في مسقط.
وقالت وسائل إعلام رسمية إيرانية، إنه "في إطار المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، قدم عراقجي لنظيره العماني النقاط والمواقف الرئيسية لطهران لنقلها إلى الجانب الأميركي".
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول إيراني أن مرشد الثورة علي خامنئي منح وزير الخارجية "الصلاحيات الكاملة" في المحادثات.
تنازلات أميركية محتملة
إلى ذلك، نقل موقع أكسيوس الإخباري عن مسؤول أميركي قوله إن ترامب مستعد لتقديم تنازلات من أجل التوصل إلى اتفاق مع إيران.
من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني في تصريحات للتلفزيون الرسمي إن "هناك فرصة للتوصل إلى تفاهم أولي بشأن المزيد من المفاوضات إذا خاض الطرف الآخر المحادثات على أساس التكافؤ".
مفاوضات "بلا ضجيج"
وقالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، إن "المفاوضات التي تُعد مقبولة من جانبنا دقيقة وبلا ضجيج".
وأضافت، "اخترنا إطار المحادثات بأنفسنا وهذا دليل على وجود عقلانية دبلوماسية لدينا".
بدورها، قالت الخارجية الإيرانية إنه لا هدف لطهران في محادثات مسقط غير تأمين المصالح الوطنية، مؤكدة أنها تعطي فرصة حقيقية للدبلوماسية لتسوية الملف النووي ورفع العقوبات عن البلاد.
وأوضحت الوزارة، إن "اليوم مهم" وإن هذه هي البداية "وفيها أعلن الطرفان المواقف المبدئية".
وشددت الخارجية الإيرانية على أن طهران أثبتت خلال العقود الماضية أنها ملتزمة بمبدأ الدبلوماسية.
سبب المحادثات
جاءت هذه المحادثات والتطورات، في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط توترا متصاعدا منذ عام 2023، مع الحرب الدائرة في غزة، وتبادل الضربات بين الاحتلال وإيران، وهجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، إلى جانب المواجهة الإسرائيلية مع حزب الله في لبنان، وسقوط نظام الأسد في سوريا.
وحذرت طهران الدول المجاورة التي تستضيف قواعد أمريكية من أنها ستواجه "عواقب وخيمة" إذا شاركت في أي هجوم عسكري أمريكي على أراضيها.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول إيراني، قوله إن الإمام خامنئي منح عراقجي "الصلاحيات الكاملة" لقيادة المحادثات.
وأضاف المسؤول، طالبا عدم الكشف عن هويته، أن "مدة المحادثات، التي ستقتصر على القضية النووية، ستعتمد على جدية الجانب الأمريكي وحسن نيته".
وأكدت إيران مجددا رفضها التفاوض بشأن قدراتها الدفاعية، خصوصا برنامجها الصاروخي، مشددة على أن برنامجها النووي "مخصص لأغراض مدنية بحتة"، فيما تتهمها دول غربية بالسعي لصنع سلاح نووي، مستشهدة بارتفاع مستويات تخصيب اليورانيوم إلى مستويات تقترب من تلك المطلوبة للرؤوس الحربية.
لا تفاوض مباشر
وفي خلفية هذه المحادثات، نفت طهران تقارير إعلامية أشارت إلى موافقة الإمام الخامنئي على التفاوض المباشر مع واشنطن.
ووصف مهدي فضائلي، عضو مكتب خامنئي، تقرير صحيفة نيويورك تايمز الذي تحدث عن اجتماع سري للإمام الخامنئي مع رؤساء السلطات الإيرانية الثلاث، بأنه عملية نفسية كاذبة".
وتشهد هذه الجولة من المحادثات ترقبًا دوليًا واسعًا، وسط تساؤلات حول ما إذا كانت ستفضي إلى مسار دبلوماسي جديد بين الجانبين بعد سنوات من التوترات والتصعيد.
ترامب يهدد والإمام الخامنئي يلجمه
في النهاية، قال ويتكوف يوم أمس "أي قبيل بدء المفاوضات" لصحيفة "وول ستريت جورنال": "هدفنا الأساسي هو إنهاء برنامجهم النووي، هذا هو موقفنا".
وأضاف: "هذا لا يعني أننا لن نكون قادرين على إيجاد طرق أخرى لتحقيق حل وسط بين البلدين".
وفي 7 مارس الماضي، أرسل ترامب رسالة إلى الإمام الخامنئي يقترح فيها مفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني، لكن طهران رفضت الحوار المباشر واقترحت وساطة طرف ثالث.
كما هدد ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية على إيران خلال أسبوعين إذا لم تنجح المفاوضات، كما هدد بقصف "غير مسبوق" للجمهورية الإسلامية إذا انسحبت كلياً من الاتفاق النووي.
ورد الإمام الخامنئي بأنه لا يعتقد أن واشنطن ستتدخل عسكريا، لكنه حذر من أن أي محاولة أمريكية لزعزعة الاستقرار في إيران ستواجه "رداً حازما".