زيارة مرتقبة للسوداني إلى تركيا وسط تطورات إقليمية... تعرّف على أبرز الملفات

انفوبلس/..
يتجه رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، خلال الأيام القريبة المقبلة إلى تركيا، على رأس وفد حكومي رفيع المستوى، في زيارة رسمية من المنتظر أن تشمل مناقشة عدد من الملفات الداخلية والإقليمية ذات الأهمية، في خطوة تُعد محورية في ظل التحديات الأمنية والسياسية التي تمر بها المنطقة والعراق على وجه الخصوص.
وتأتي هذه الزيارة في توقيت حساس تشهده الساحة الإقليمية، حيث تتصاعد حدة التوترات، في ظل استمرار التدخلات التركية في الشأن العراقي، وعلى وجه الخصوص من خلال الوجود العسكري التركي داخل الأراضي العراقية، والتوغلات المتكررة في إقليم كردستان بحجة ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني.
وأعلنت السفارة العراقية في أنقرة، الأربعاء الماضي، أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، سيزور تركيا خلال الأيام المقبلة، مشيرة إلى أن الزيارة تمثل خطوة مهمة نحو تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات.
وقال السفير العراقي في تركيا ماجد اللجماوي، "نترقب زيارة مهمة لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني، إلى تركيا خلال الأيام المقبلة"، مشيرًا إلى، أن "الزيارة ستسهم في دفع التعاون الاقتصادي والاستثماري إلى مستويات جديدة".
وأضاف اللجماوي، أن "المباحثات المرتقبة بين الجانبين ستركز على عدد من الملفات الاستراتيجية، أبرزها مشروع "طريق التنمية"، الذي يعزز الترابط الاقتصادي ويؤسس لشراكة متينة بين العراق وتركيا، إضافة إلى ملفات الطاقة، النقل، والتبادل التجاري".
وأشار السفير إلى، أن "الزيارة تأتي في ظل تطورات إقليمية ودولية مهمة، ما يجعلها فرصة لتعزيز التعاون الأمني والاقتصادي"، مؤكدًا، "حرص العراق على بناء علاقات متوازنة قائمة على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل".
وأضاف، أن "السفارة العراقية في أنقرة تبذل جهودًا حثيثة لتوطيد العلاقات الثنائية، بما يخدم استقرار وازدهار البلدين".
وبحسب مصادر مطلعة، فأن رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني يعتزم القيام بزيارة رسمية إلى العاصمة التركية أنقرة خلال الأيام القليلة المقبلة، لبحث جملة من الملفات المشتركة، وفي مقدمتها ملف التواجد العسكري التركي في العراق، والانتهاكات المتكررة التي تطال السيادة العراقية.
العلاقات الخارجية تصفها بالـ "المهمة"
السوداني سيجري زيارة مهمة لتركيا خلال الأيام القليلة المقبلة، وقد تكون منتصف الأسبوع المقبل، وستُبحَث خلالها جملة من الملفات ذات المصلحة المشتركة في الجوانب الأمنية والاقتصادية والتجارية
ووصف عضو بلجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، النائب مختار الموسوي، زيارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الى تركيا بـ "المهمة"، كاشفاً عن ان موعد الزيارة قد يكون الأسبوع المقبل.
وقال الموسوي، إن "السوداني سيجري زيارة مهمة لتركيا خلال الأيام القليلة المقبلة، وقد تكون منتصف الأسبوع المقبل، وستُبحَث خلالها جملة من الملفات ذات المصلحة المشتركة في الجوانب الأمنية والاقتصادية والتجارية".
وأضاف، أن "مباحثات السوداني في تركيا ستركز على الملف الأمني بسبب ما تمر به المنطقة من تغيرات خاصة في الساحة السورية وتصاعد العدوان الإسرائيلي، وانعكاسات ذلك على كل دول المنطقة، وكذلك زيادة التنسيق الأمني لضبط الحدود المشتركة ما بين البلدين"، لافتاً إلى أن "ملف حزب العمال الكوردستاني PKK ووجوده داخل العراق سيتصدر الملفات الأمنية".
واوضح أن "حوارات السوداني في تركيا ستركز أيضًا على الملفات ذات البعد الاقتصادي والتجاري، خصوصًا في ما يتعلق بطريق التنمية، وكذلك التبادل التجاري بين البلدين وغيرها من ملفات الاستثمار، إذ تعتبر أنقرة الأسواق العراقية مهمة لها بشكل كبير جدًا، وهي تعتمد عليها كثيرًا بالجانب الاقتصادي والمالي".
وتابع أن "السوداني سيعمل خلال زيارته على حصول العراق على حصته العادلة من المياه مع قرب فصل الصيف وزيادة نسبة الجفاف بشكل كبير وخطير، فهذا الملف مهم جدًا ويشكل تهديدًا حقيقيًا للعراق والعراقيين خلال المرحلة المقبلة"، مردفاً أن "العراق يدرك أهمية تركيا ودورها في المنطقة، ولهذا هو مع تقوية العلاقات بما يصبّ في مصلحة العراق العليا".
وهذه الزيارة ستكون الثالثة لرئيس الوزراء العراقي لتركيا منذ ترؤسه الحكومة العراقية، حيث زارها سابقاً في مارس/ آذار 2024 وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بينما أجرى أردوغان زيارة رسمية للعراق في إبريل/ نيسان 2024 هي الأولى له منذ 13 عاماً، وشهدت توقيع اتفاق استراتيجي بين بغداد وأنقرة.
التفاوض من موقع قوة
وتستعد أنقرة لاستقبال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في زيارة رسمية تشهد مناقشة ملفات شائكة، أبرزها الانسحاب العسكري التركي وأزمة المياه المتفاقمة، وسط دعوات لمطالبة بغداد بموقف حازم لاستعادة السيادة وتحقيق مصالحها الحيوية.
وتأتي هذه الزيارة في ظل توقعات بمناقشة ملفات شائكة، أبرزها انسحاب قوات الاحتلال التركي من الأراضي العراقية، وأزمة المياه التي تهدد بموجة جفاف قاسية خلال الصيف المقبل، بالإضافة إلى التعاون الاقتصادي والأمني بين البلدين.
ويطالب مراقبون السوداني بأن يتفاوض "من موقع قوة"، مستغلًا العلاقات الاقتصادية بين البلدين كورقة ضغط لإنهاء الوجود الاحتلالي التركي في العراق، وضمان حصة عادلة من المياه في ظل شح الأمطار خلال الشتاء الماضي.
سحب القوات العسكرية
وأكد محللون سياسيون، أن الوجود العسكري التركي في العراق لم يعد له مبرر، خاصة بعد إعلان القائد عبد الله أوجلان في شباط الماضي مبادرة سلام تتضمن التحول إلى النضال السياسي.
ومع ذلك، واصلت تركيا قصفها للمناطق الحدودية، مما يزيد الضغوط على بغداد للمطالبة بانسحاب القوات المحتلة.
تركيا ضاعفت وجودها العسكري شمالي العراق بمقدار ثلاث مرات خلال الأعوام الخمسة الأخير، وجميع التسويغات التي تطلقها أنقرة بشأن وجودها العسكري لا تمنحها الحق بالتوغل لمسافة تصل إلى أكثر من 140 كيلومترًا داخل الأراضي العراقية
دعت أوساط ومحافل وشخصيات سياسية عراقية الى استثمار زيارة السوداني المرتقبة لتركيا، لتأكيد مواقف العراق الحازمة حيال مختلف القضايا، لاسيما الوجود العسكري التركي في شمال العراق، ووجوب إنهاء ذلك الوجود في أسرع وقت ممكن، واحترام سيادة واستقلال البلاد، وكذلك إلزام تركيا بإطلاق الحصص المائية المقررة للعراق من مياه نهري دجلة والفرات، في ضوء الاتفاقيات المبرمة بين الطرفين والمعاهدات الدولية المتعلقة بآليات وضوابط الدول المتشاطئة عليها في الإفادة من الأنهار الدولية.
في الآونة الأخيرة، أكدت مصادر مختلفة، أن القوات التركية ضاعفت وجودها العسكري في مناطق شمال العراق بمقدار ثلاث مرات خلال الأعوام الخمسة الأخير، مشيرة إلى أن جميع التسويغات التي تطلقها أنقرة بشأن وجودها العسكري لا تمنحها الحق بالتوغل لمسافة تصل إلى أكثر من 140 كيلومترًا داخل الأراضي العراقية، فضلاً عن سعيها لإنشاء المزيد من القواعد العسكرية.
أزمة المياه
المتوقع أن تشهد المباحثات التركية – العراقية مناقشة مشروع طريق التنمية، الذي يهدف إلى تعزيز الربط التجاري والاستثماري بين البلدين.
ومن الملفات الساخنة التي ستُطرح خلال الزيارة أزمة نقص المياه، حيث حذر خبراء من أن موسم الصيف المقبل سيكون قاسيًا بسبب قلة الأمطار خلال الشتاء، مما يهدد القطاع الزراعي والأمن المائي العراقي.
وطالب المحللون الحكومة العراقية بربط المطالب المائية بالتعاون الاقتصادي مع تركيا، خاصة أن أنقرة تعتمد بشكل كبير على التبادل التجاري مع بغداد، والذي تصل قيمته إلى مليارات الدولارات سنويًا.
كما من المتوقع أن تشهد المباحثات التركية – العراقية مناقشة مشروع طريق التنمية، الذي يهدف إلى تعزيز الربط التجاري والاستثماري بين البلدين.
وكان السفير العراقي في أنقرة ماجد اللجماوي قد أشار إلى أن الزيارة ستتناول "تعزيز الشراكة في مجالات الطاقة والنقل والتبادل التجاري"، خاصة في ظل التطورات الإقليمية والدولية الراهنة.
الملف السوري
إلى جانب الملفين العسكري والمائي، من المرجح أن تطرق المباحثات إلى التطورات في سوريا، خاصة فيما يتعلق بدور تركيا في دعم بعض المجموعات المرتزقة وعلاقتها بسلطة دمشق، وأشارت مصادر إلى أن “الملف السوري قد يكون جزءًا من النقاش، خاصة مع التغيرات السياسية الأخيرة في المنطقة".
الى ذلك؛ تأتي زيارة السوداني إلى أنقرة في وقت يشهد تصاعدًا في الانتهاكات التركية، سواء عبر القصف العسكري أو احتجاز المياه.
ويواجه رئيس الوزراء العراقي تحديًا كبيرًا في تحويل الخطابات الرسمية إلى إجراءات عملية، خاصة فيما يتعلق بإنهاء الوجود الاحتلالي التركي وضمان حقوق العراق المائية.