مؤامرة عربية ضد العراق بحجة صدام.. بن علوي يؤكد ما ذكره بن جاسم حول تعاون العرب مع الأمريكان
انفوبلس..
كشف وزير الخارجية العماني الأسبق يوسف بن علوي، في مقابلة خاصة عن كواليس غزو العراق والدور العربي والخليجي المؤيد والمساند لقوات الاحتلال الأمريكي، مؤكداً بذلك تصريحات أدلى بها حمد بن جاسم آل ثاني، رئيس وزراء قطر الأسبق.
وقال ابن علوي، وهو الدبلوماسي العماني المخضرم، الذي قاد السياسة الخارجية للسلطنة لما يقرب عن أربعة عقود، إنّ بلاده قد عملت بقوة في مجلس الأمن الدولي ومع الولايات المتحدة على إصدار القرار الأممي “النفط مقابل الغذاء”، ليتمكّنَ العراقيون بإدارة وزير التجارة آنذاك مهدي محمد صالح الفعالة، من عبور المجاعة التي سعت واشنطن وحليفاتها لمعاقبة الشعب العراقي من خلالها.
هذا وأصدر مجلس الأمن الدولي قراره الخاص ببرنامج النفط مقابل الغذاء في 14 أبريل/نيسان عام 1995، في خطوة اعتبرها مراقبون مناورة أميركية لإضعاف نظام صدام حسين وقدراته -قبل إسقاطه عسكرياً- وتجارة رابحة بأرواح المدنيين الذين كانوا يعانون من حصار قاسٍ في أعقاب غزو الكويت في أغسطس/آب عام 1990.
إلى ذلك، تابع وزير الخارجية الأسبق الذي قاد رفقة السلطان الراحل قابوس بن سعيد، ما يُعرف اليوم في السلطنة بـ”الدبلوماسية الهادئة البعيدة عن الأضواء”، حديثه بالقول، إن كل المبادرات لم تعد تجدي نفعاً بفعل موقف شبه موحد للأنظمة العربية بضرورة التخلص صدام حسين بعد غزو الكويت.
وأضاف يوسف بن علوي، في مقابلة مع برنامج “قصارى القول التوثيقية”، ضمن سلسلة برامج بمناسبة مرور 20 عاماً على غزو العراق، إن الغزو الأمريكي كان في الواقع مقارعة رؤساء البيت الأبيض المتعاقبين مع صدام حسين، والتي انتهت كما يعبّر ابن علوي: “باصطياده أخيراً”، على حد تعبيره.
سبق هذه التصريحات، مقابلة لرئيس وزراء قطر الأسبق حمد بن جاسم، عن غزو العراق مع قناة BBC، قال فيها: "الكل كان يتعاون مع الأمريكان في هذا الموضوع، الكل، والدليل على ذلك أن الطلقات سواء كانت كروز أو كانت طيارات أو كذا خرجت أغلبها من دولنا..".
وتابع قائلاً: "أنا ذهبت لصدام باقتراح آنذاك وصارت ضجّة وكان الاقتراح هو أن يعلن أنه خلال سنة انتخابات وينسحب هو من المشهد السياسي وطبعا كان ردّه بما معناه الرفض"، ولكن كان نقاش 3 ساعات معه شخصيا وكان نقاشا صريحا وأنا صرّحت وأنا في بغداد أن قطر ستتعاون مع الولايات المتحدة في العملية العسكرية".
وأضاف: "حتى هو (صدام حسين) سألني سؤال قال لي أنا أفهم أني غزيت الكويت وأفهم أن الكويت تبي تنتقم منا ولكن أنتم والسعودية ليش؟ فقلت له أولا الي انت عملته في الكويت لا يمس الكويت بل يمس كل دول مجلس التعاون وأنت بدأت عمل فأصبحت خطرا علينا كدول صغيرة في المنطقة ولذلك يجب أن تتعاون في عملية حل هذا الإشكال بانسحابك من المشهد حفاظا على العراق".
التصريحات المتلاحقة بهذا الشأن، وبالتزامن مع مرور 20 عاماً على سقوط العراق محتلاً بيد القوات الأمريكية، تشعل الشارع العراقي وتفتح جراح مواطنيه من جديد، وتُعيد إلى الذاكرة مشاهد الدمار التي لحقت بالعراق لعقدين من الزمن، وتُبعد في الوقت ذاته احتمالية صفاء نية البلدان العربية تجاه العراق حتى مع السياسات الجديدة المنتهجة من قبل الحكومات العربية.