ماذا تعرف عن محاولة اغتيال السيد الخامنئي ومَن يقف وراءها؟.. إليك الدور الكامل لنظام صدام ومجاهدي خلق فيها
انفوبلس/ تقارير
كانت محاولة الاغتيال الثانية بعد المحاولة الأولى الشهيرة عام 1981، تسببت باستشهاد 14 شخصا وإصابة 88 آخرين ونُفذت بواسطة عبوة وُضعت في مكان إقامة صلاة الجمعة في طهران. فماذا تعرف عن محاولة اغتيال السيد علي خامنئي في الذكرى التاسعة والثلاثين لها؟ مَن يقف وراء تلك الجريمة؟ وهل تورط نظام صدام بها؟ إليك الدور الكامل لمنظمة مجاهدي خلق فيها وأبرز ما قاله السيد الخامنئي عقبها.
*الحدث
انفجار صلاة الجمعة في طهران، هو انفجار حدث في يوم 24 مارس 1985 أثناء خطبة صلاة الجمعة من قبل السيد علي خامنئي، استُشهد فيه 14 شخصا وجُرح 88 ونُسب إلى منظمة مجاهدي خلق.
لقد كان الانفجار ناجما عن عبوة وُضعت في مكان إقامة صلاة الجمعة في طهران مستهدفةً السيد علي خامنئي الذي كان يلقي الخطبة على آلاف من المصلين.
*مَن يقف وراء الجريمة؟
بالعودة قليلا إلى الوراء، نجد أن السيد الخامنئي قد تعرض لمحاولة اغتيال أيضا عام 1981، وبعد وقوع هذه المحاولة، أدان هذه الجريمة کلٌّ من رئيس المحكمة العليا في إيران محمد بهشتي، محمد علي رجائي رئيس الوزراء، ومجلس الشورى الإسلامي وسائر المؤسسات الثورية وحسين علي المنتظري، ضمن إرسال خطابات منفصلة وأشاروا بشکل ضمني إلى مسؤولية حركة مجاهدي خلق بمحاولة اغتيال السيد الخامنئي.
وبناءً على ما تقدم، فإن محاولة عام 1981 تقف خلفها منظمة مجاهدي خلق، الأمر الذي جعل جريمة عام 1985 تُنسب لهذه المنظمة أيضا مع وجود إمكانية صريحة لذلك وهي أن مساعد المدعي العام لمحكمة الثورة كتب في ذكرياته بأنّ "جواد قديري هو مَن خطط لتفجير مسجد أبوذر – محاولة الاغتيال عام 1981 -. ليؤكد بعدها أن قديري من قدامى الأعضاء في منظمة مجاهدي خلق ومن مخترقي اللجنة الثورية المستقرة في الدائرة الثانية في الجيش بعد أن قام بمحاولة الاغتيال الفاشلة بحق آية الله علي الخامنئي هرب إلى خارج البلاد. في عام 1985 أُعلن اسم جواد قديري ضمن قائمة أعضاء المجلس المركزي للمنظمة كـ"عضو مركزي". في ذلك الوقت نشرت الجرائد في أخبارها ردود الأفعال الشعبية لمختلف الأطياف والجماعات السياسية التي كانت قد ألقت بمسؤولية تفجير مسجد أبوذر على منظمة مجاهدي خلق.
لقد جاء تكليف قديري كـ"عضو مركزي" لمنظمة مجاهدي خلق في نفس عام محاولة اغتيال السيد الخامنئي، برهانا كبيرا ودليلا عُدّ دامغاً على أن قديري هو مَن يقف وراء تلك المحاولة بعد أن فشل في الأولى عام 1981.
لكن حديث السيد الخامنئي عقب الانفجار بلحظات وهو على المنبر، قطع الشك باليقين وبرهن بأن المنظمة هي مَن تقف وراء هذه الجريمة عندما قال، "أيها الإخوة، صوت الانفجار الذي وقع الآن كان خلفه حركة منافقة خبيثة حيث إنه في خضم الحرب التي يخوضها هذا الشعب يزرع عملاء الاستكبار العالمي الخونة وأدواته هذه العبوة اليدوية في صلاة الجمعة".
*مجاهدو خلق
لقد تورطت منظمة مجاهدي خلق بالعديد من الأعمال الإجرامية، ونفذت العديد من عمليات الاغتيالات الغادرة لعل أبرزها اغتيال الرئيس الإيراني محمد علي رجائي ورئيس الوزراء محمد جواد باهنر، كما فشلت في العديد من تلك العمليات أبرزها الفشل الذريع في اغتيال السيد الخامنئي.
وتُعد منظمة مجاهدي خلق، أكبر وأنشط حركة معارضة إيرانية تأسست عام 1965، وأدت دورا كبيرا في انتصار الثورة الإيرانية ولكن ظهرت خلافات بينها وبين نظام الحكم الإيراني الجديد، وصلت بعد عامين ونصف من الثورة إلى حد التقاتل بين الجانبين في صراع محتدم استمر حتى الآن.
ومن 20 يونيو 1981 أعلنت منظمة مجاهدي خلق عن نضال مسلح ضد جمهورية إيران الإسلامية. وقال مسعود رجوي في تقرير إنه في المرحلة الأولى، من 1981 إلى 1982، قُتل 12,000 شخص. وأعلنت مصادر أنه قُتل أكثر من 16,000 شخص في هجمات عنيفة نفذها مجاهدو خلق منذ عام 1979.
*هل تورط المقبور صدام في العملية؟
لقد وقعت محاولة الاغتيال للسيد علي خامنئي في عام 1985 وفي ذلك الوقت كانت الحرب العراقية الإيرانية في أوجها ما وجّه الأنظار صوب نظام المقبور صدام بالتورط في الجريمة أو المساعدة فيها، وهذا ما أشار له السيد الخامنئي عقب حديثه بعد الجريمة ومن على المنبر.
وقال السيد الخامنئي في إشارة إلى منظمة مجاهدي خلق والمقبور صدام، "سيواصل رئيس جمهورية إيران كلمته ولا تستطيع أي قوة دفع شعبنا نحو الاستسلام".
وعن تورط المقبور صدام بالجريمة قال، "ليكونوا على يقين أنه مهما كَبُرَ حجم التضحيات فإن الناس سيصبحون أشد أعداءً للاستكبار العالمي ولصدام حسين وللمنافقين ولأيادي الاستكبار العميلة في الداخل وسوف تشتد حدة العداء ورفض الاستسلام".
وأضاف في إشارة إلى فشل جيش المقبور في الحرب، "عدونا عدو خبيث وعديم مروءة فهو عندما يعجز عن الصمود في ميدان الحرب ويتلقى الصفعات هناك لا يختلف الأمر لديه بين المدينة والقرية والمشفى ومكان إقامة صلاة الجمعة واحتشاد الناس من المدنيين".
وتابع السيد الخامنئي، "يضرب أينما استطاع وأقولها لكم الآن إننا سنواجه بالمثل وبمنتهى الحزم والقوة المتسبيين بهذه الخطوة الوحشية – يقصد التفجير ومحاولة الاغتيال وإرعاب المصلين".