مجزرة الخيام في رفح تضع إسرائيل على طريق العقوبات وتُحرج واشنطن.. العالم يغلي
جحيم على الأرض!
مجزرة الخيام في رفح تضع إسرائيل على طريق العقوبات وتُحرج واشنطن.. العالم يغلي
انفوبلس/..
جثث متناثرة، وأجواء لونها بلون الدم مختنقة بدخان الخيام المحترقة، صرخات وعويل وهروب من واقع مأساوي وبطش صهيوني مدعوم أمريكياً. في رفح، يرتكب الكيان الإسرائيلي مجزرة جعلت العالم يقف مذهولاً مصدوماً من وحشية بني صهيون، بعدما قصفت طائرات الجيش الإسرائيلي خيام النازحين في منطقة رفح جنوب قطاع غزة.
كانت هذه المجزرة مأساوية وأسفرت عن استشهاد نحو 50 فلسطينيًا، بينهم العديد من الأطفال وإصابة العشرات خلال إطلاق 8 صواريخ لقصف تجمّع لخيام النازحين شمال غرب رفح، في منطقة تل السلطان المكتظة بآلاف النازحين. وكانت نسبة غير ضئيلة من الوفيات قد نجمت عن الاستشهاد حرقاً بعد اشتعال النيران في الخيام وتعذّر إطفاء الحرائق بسبب عدم توفر المعدات وانعدام المياه. الهجوم ألحق أضرارًا جسيمة بالمنطقة وأثّر على حياة النازحين الذين كانوا يبحثون عن مأوى آمن.
وكان جيش الاحتلال قد أعلن في وقت سابق أن هذه المنطقة آمنة وحثّ السكان على الانتقال إليها، وبالتالي فإن قصفها على هذا النحو يثبت مجدداً أن الجيش الإسرائيلي لم يعد يكترث بأيّ قانون دولي معتمد في حالات الحرب، ويضرب عرض الحائط بكل شرعة إنسانية تشدد على توفير أرواح المدنيين الأبرياء، خاصة حين تكون الخيام هي ملجأهم الوحيد، ويكون التجمع هو المكان الموصى به من جانب الاحتلال ذاته.
*تل ابيب تؤكد وقوفها خلف الهجوم
وأكد جيش الاحتلال الإسرائيلي وقوفه خلف هذا القصف، زاعماً أن "طائرة عسكرية قصفت مجمعاً لحماس"، ووصف هذه الضربة بأنها "مشروعة بموجب القانون الدولي".
وقال في بيان إنه "على علم بأنباء اندلاع حريق جراء القصف وإصابة عدد من المدنيين، ويجري التحقيق في الواقعة".
*مجزرة فاقت كل الحدود
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي لخيام النازحين في رفح بشكل متعمد، هي "مجزرة فاقت كل الحدود"، وتتطلب "تدخلاً عاجلاً لوقف هذه الجرائم التي تستهدف الشعب الفلسطيني".
وأضاف أبو ردينة أن "ارتكاب قوات الاحتلال الإسرائيلي لهذه المجزرة البشعة هو تحد لجميع قرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمتها قرار محكمة العدل الدولية الواضح والصريح بضرورة وقف استهداف مدينة رفح، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني".
واعتبر أن "المواقف الأميركية الداعمة للاحتلال مالياً وسياسياً، هي السبب الرئيس فيما نشاهده اليوم من مجازر بشعة انتهكت خلالها سلطات الاحتلال الإسرائيلي جميع المحرمات، والإدارة الأميركية تتحمل مسؤولية هذه الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية".
ودعا العالم إلى "التحرك فوراً لوقف هذا العدوان الشامل الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، وإلزام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بوقف جرائمها التي أشعلت المنطقة، وتهدد الاستقرار الدولي".
وطالب الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية الإدارة الأميركية بـ"إلزام إسرائيل وقف هذا الجنون، وهذه الإبادة الجماعية التي تقوم بها، سواء في رفح التي حذرنا مراراً من اجتياحها، أو في مدن قطاع غزة وإغلاق معابرها من أجل التسبب بمجاعة إنسانية في ظل نقص حاد بالأغذية والأدوية".
*موقف امريكي منحاز
علقت الإدارة الأمريكية على قصف الجيش الإسرائيلي لخيام النازحين في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، إذ قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، في تصريح صحفي يوم الاثنين، إن "الصور المحبطة للغارة التي شنها جيش الدفاع الإسرائيلي على رفح الليلة الماضية، والتي أسفرت عن مقتل العشرات من الفلسطينيين الأبرياء، تمزق القلب".
وأضاف أن السلطات الإسرائيلية ملزمة باتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة لضمان سلامة السكان المدنيين في قطاع غزة.
وأوضح المتحدث أن "لإسرائيل الحق في ملاحقة حماس، ونحن نتفهم أن هذه الضربة قتلت اثنين من قادة حماس".
*موجة انتقاد
وفجّرت تلك المجزرة الإسرائيلية موجة واسعة من الإدانات العربية والأوروبية.
وأعربت وزارة الخارجية العراقية، عن "إدانة واستنكار العراق الشّديد لاستمرار اعتداءات سلطة الاحتلال الإسرائيلي، واستهدافها الأخير لمخيّم النّازحين الفلسطينيّين الأبرياء في رفح جنوبي قطاع غزة".
وأكّدت في بيان، أنّ "هذه الأفعال الإجراميّة الّتي تستمرّ سلطة الاحتلال بارتكابها، تَستوجب تدخُّلًا دوليًّا رادعًا"، داعيةً المجتمع الدولي إلى "فرض عقوبات على الكيان الإسرائيلي، لما تمثّله مجازرُه وممارساته العدوانيّة من خرق واضح للقانون والقرارات الدّوليّة".
*قطر
وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان، إن المجزرة من شأنها تعقيد جهود الوساطة الجارية، و"تدين قطر بأشد العبارات القصف الإسرائيلي الذي استهدف مخيما للنازحين في رفح بقطاع غزة، وأوقع عشرات الشهداء والجرحى".
*الاردن
وأدان الأردن الجريمة، وقال في بيان لوزارة الخارجية، إن "حكومة نتنياهو متطرفة وردود فعلها استمرار في تحدي العالم وتقويض القانون الدولي".
*السعودية
وزارة الخارجية السعودية أصدرت بيانا لإدانة المجزرة، وأكدت "رفضها القاطع لاستمرار الانتهاكات السافرة لقوات الاحتلال الإسرائيلي لكافة القرارات والقوانين والأعراف الدولية والإنسانية".
وأهابت المملكة بـ"المجتمع الدولي ضرورة التدخل الفوري لوقف المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي للحد من تفاقم الكارثة الإنسانية غير المسبوقة التي يمر بها الشعب الفلسطيني"، بحسب المصدر ذاته.
*مصر
وأدانت مصر عبر بيان لوزارة خارجيتها، المذبحة، واعتبرت "هذا الحدث المأساوي إمعانًا في مواصلة استهداف المدنيين العُزّل، والسياسة المُمنهجة الرامية لتوسيع رقعة القتل والدمار في قطاع غزة لجعله غير قابل للحياة".
*الأزهر
أدان الأزهر الشرف المجزرة المروعة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق النازحين الفلسطينيين في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
واستنكر الأزهر في بيان عبر حسابه على منصة "فيسبوك"، "العدوان الصهيوني الإرهابي على مخيم اللاجئين بمدينة رفح، الذي استهدف النازحين الأبرياء في خيامهم وفي المناطق التي خدع أهل غزة وزعم لهم أنها مناطق آمنة، وارتكب جريمته الشنعاء على مرأى ومسمع من العالم أجمع، والتي راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى من الرجال والنساء والأطفال".
كما وجه إلى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة لـ"البسالة في الدفاع عن الأرض والتشبث بها"، و
*سلطنة عمان
وقالت الخارجية العمانية في بيان: "ندين بشدة استمرار العدوان الإسرائيلي بغزة واستهداف خيام النازحين برفح وندعو إلى تدخل دولي رادع".
*الإمارات
ونددت الإمارات "بشدة الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة وآخرها استهداف خيام للنازحين".
وشددت وزارة الخارجية الإماراتية، في بيان، على "أهمية الالتزام بتنفيذ" قرار محكمة العدل الدولية، مطالبة "بتضافر الجهود الدولية لوقف التصعيد في كافة أرجاء الأرض الفلسطينية المحتلة".
*الكويت
واستنكرت وزارة الخارجية الكويتية العدوان الإسرائيلي الجديد على خيام النازحين في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وشدد في بيان، على أن ذلك يكشف ارتكاب إسرائيل "بشكل جلي... وأمام العالم أجمع إبادة جماعية غير مسبوقة وجرائم حرب صارخة تستدعي تدخلا فوريا وحازما من المجتمع الدولي لإلزام تلك القوات بالانصياع لكافة قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة وفي مقدّمتها قرار محكمة العدل الدولية".
*جامعة الدول العربية
بدوره، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في تدوينة عبر "إكس": "للأسف يستمر مسلسل جرائم الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني بقصف مخيم النازحين التابع للأونروا في منطقة رفح مساء أمس".
وأضاف: "نقدم هذه الجريمة الجديدة للمحاكم الدولية حتى يتعزز لدى هيئاتها ملف الأدلة التي تستوجب أن يكون المسؤولون عن هذه الجرائم مطلوبين فعليًا للعدالة الدولية".
*إسبانيا
على الصعيد الدولي، قال وزير خارجية إسبانيا خوسيه مانويل ألباريس، الذي تستعد بلاده للاعتراف بفلسطين رسميا غدا الثلاثاء، إن "علينا رفع صوتنا لدعم القانون الدولي فإسرائيل قصفت رفح بعد قرار ’العدل الدولية’ وسأطالب بقية الوزراء الأوروبيين بدعم عمل المحكمة".
*إيرلندا
فيما قال نظيره الإيرلندي مايكل مارتن، في مؤتمر صحفي مشترك: "مواصلة إسرائيل الحرب في غزة تنتهك قرار "العدل الدولية" أعلى محكمة في العالم التي علينا الدفاع عن عملها واستقلاليتها هي و’الجنائية الدولية’".
*بلجيكا
وقالت نائبة رئيس الوزراء البلجيكي بيترا دي سوتر، إنه "علينا إيقاف جرائم الحرب هذه تماما" على خلفية القصف الإسرائيلي لمخيم النازحين الفلسطينيين في رفح جنوب قطاع غزة.
وأوضحت دي توتر في منشور على منصة "إكس"، الاثنين، أنها "أصيبت بالرعب" بقصف إسرائيل لمخيم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في رفح.
*الاتحاد الأوروبي
شدد مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، على أن "الأنباء الواردة من رفح بشأن الضربات الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل العشرات من النازحين بينهم أطفال صغار، مروعة"، مضيفا "أدين هذا الأمر بأشد العبارات".
*فرنسا
طالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في إطار تعليقه على المجزر المروعة في رفح، بـ"وقف مثل هذه العمليات".
وقال في تدوينة عبر منصة "إكس"، إنه "لا توجد مناطق آمنة في رفح للمدنيين الفلسطينيين.. أدعو إلى الاحترام الكامل للقانون الدولي وإلى وقف إطلاق النار فورا".
*تركيا
أدان الرئيس التركي رجب طيب المجزرة الإسرائيلية في تدوينة عبر حسابه في منصة "إكس"، مشيرا إلى أن "هذه المجزرة التي وقعت بعد دعوة محكمة العدل الدولية إلى وقف الهجمات، أظهرت مرة أخرى الوجه الدموي والغادر لدولة الإرهاب".
وشدد أردوغان، على أنه "كلما فشل (رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو وشبكة الإجرام التابعة له في كسر المقاومة البطولية للشعب الفلسطيني، يزداد الضغط عليهم في بلدهم ويحاولون إطالة حياتهم السياسية من خلال إراقة المزيد من الدماء".
*الاتحاد الإفريقي
قال رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد، إنه "بهذه الضربات الجوية الليلية المروّعة التي كان الجزء الأكبر من قتلاها من النساء الفلسطينيات والأطفال، تواصل دولة إسرائيل انتهاك القانون الدولي مع الإفلات التام من العقاب وفي ازدراء لحكم محكمة العدل الدولية الصادر قبل يومين والذي أمر بوضع حد لعملياتها العسكرية في رفح".
وأضاف "يجب تطبيق أمر محكمة العدل الدولية بشكل عاجل ليسود النظام العالمي".
*الأمم المتحدة
حث مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط تور وينسلاند، على إجراء تحقيق "شامل وشفاف في هذا الحادث، ومحاسبة المسؤولين عن أي مخالفات، واتخاذ خطوات فورية لحماية المدنيين بشكل أفضل".
*ألمانيا
من ناحيتها، تجاهلت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، الإدانة الصريحة لإسرائيل بعد مجزرة الخيام برفح، مؤثرة التحول إلى موضوع المساعدات حيث قالت إن بلادها "تدعم فكرة نشر بعثة للاتحاد الأوروبي عند معبر رفح الحدودي بقطاع غزة".
وتابعت "نحن الأوروبيين سنسهم في إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة في حال تم تسهيل دخولها إلى القطاع"، موضحة أنهم يعتزمون دراسة الأمر مع "الأطراف الإقليمية ومع العالم العربي".
*"أونروا"
وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، قالت إن "الصور المروعة من المجزرة الإسرائيلية في رفح جنوب قطاع غزة، هي دليل على أن غزة جحيم على الأرض".
وقالت "أونروا" في منشور عبر منصة "إكس" إن "المعلومات الواردة من رفح عن مزيد من الهجمات على العائلات التي تبحث عن مأوى مروعة".
فيما أكدت مقررة الأمم المتحدة المعنية بفلسطين فرانشيسكا ألبانيز، الاثنين، أن قصف الاحتلال لمخيم نازحين في مدينة رفح يمثل "تحديا صارخا للقانون والنظام الدوليين"، ودعت إلى فرض عقوبات على "تل أبيب" لإنهاء "الإبادة الجماعية".
وقالت ألبانيز في منشور عبر منصة "إكس": "مزيد من الرعب في غزة. قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفت مخيما للنازحين الفلسطينيين في رفح؛ ما أدى إلى اشتعال النيران في الخيام البلاستيكية وحرق الناس أحياء بشكل مأساوي".
وشددت على أن "هذه القسوة، إلى جانب التحدي الصارخ للقانون والنظام الدوليين، هي أمر غير مقبول".