مسيرة يافا اليمانية تُهين إسرائيل.. أصداء كبيرة للعملية الصاعقة في تل أبيب
تعرف عليها
مسيرة يافا اليمانية تُهين إسرائيل.. أصداء كبيرة للعملية الصاعقة في تل أبيب
انفوبلس/..
منذ انطلاق معركة طوفان الأقصى ولم يهدأ بال حركة أنصار الله، فقدمت هذه الحركة دعماً لا متناهياً من أجل فلسطين ونصرةً لغزة وشعبها، فبدأت بمحاصرة البحر الأحمر وأضرَّت كثيراً الاقتصاد الإسرائيلي، ثم انتقلت إلى مرحلة جديدة تتمثل باستهداف مدن الكيان الصهيوني بالطائرات المسيرة وصولاً إلى الضربة النوعية الأخيرة التي نُفذت عبر طائرة "يافا" المسيرة واستهداف تل أبيب، في عملية قلَّت نظيراتها وبعثرت أوراق كيان الاحتلال.
*إعلان رسمي
أعلنت حركة أنصار الله، أنها استهدفت تل أبيب بطائرة مسيرة لا ترصدها الرادارات فجر يوم أمس الجمعة، في حين توعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الذي أسفر عن قتيل وجرحى، وقالت إنها لا تستبعد ضرب أهداف في اليمن.
وفي بيان ألقاه بصنعاء وبثه التلفزيون، قال المتحدث العسكري باسم أنصار الله، يحيى سريع إن سلاح الجو المسير استهدف تل أبيب بمسيرة جديدة من طراز "يافا".
وأضاف سريع، أن الطائرة المسيرة الجديدة قادرة على تجاوز المنظومات الاعتراضية، ولا تستطيع الرادارات اكتشافها.
وتابع المتحدث العسكري أن منطقة تل أبيب تقع في مدى أسلحة المقاومة اليمنية، وستكون هدفا رئيسيا لها، قائلا إن "القوات المسلحة اليمنية تعلن منطقة يافا المحتلة منطقة غير آمنة، وستكون هدفا أساسيا في مرمى أسلحتنا، وإننا سنقوم بالتركيز على استهداف جبهة العدو الصهيوني الداخلية والوصول إلى العمق".
كما قال سريع، إن الحركة تملك "بنكا" للأهداف في فلسطين المحتلة، وستمضي في ضربها ردا على مجازر العدو، في إشارة إلى المجازر التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.
*المرة الأولى
وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، هذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها الحوثيون استهداف تل أبيب منذ بدء عملياتهم أواخر العام الماضي دعما لغزة.
وجاء البيان العسكري الحوثي بعد ساعات من وقوع انفجار في مبنى بتل أبيب غير بعيد عن السفارة الأميركية، واتضح لاحقا أنه ناجم عن طائرة مسيرة انقضاضية.
وهذه المرة الأولى التي تقر فيها إسرائيل بتعرض تل أبيب لضربة جوية بمسيرة منطلقة من اليمن منذ بدء الحوثيين عملياتهم ضد أهداف داخل إسرائيل، وسفن مرتبطة بها في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن.
ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، يشن الحوثيون عمليات على السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر دعما لقطاع غزة.
*وعيد إسرائيلي
في المقابل، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن إسرائيل ستحاسب كل من يمس بها أو يقوم بالإرهاب ضدها، مضيفا أنه أكد خلال تقييم أجراه مع رئيس أركان الجيش ورئيس أركان القوات الجوية على تعزيز كافة أنظمة الدفاع الجوي.
وبالتزامن، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن المسيّرة التي انفجرت في تل أبيب إيرانية الصنع، ويُعتَقد أنه تم إطلاقها من اليمن.
وأضاف أن الجيش سيجري تقييمه لتحديد طبيعة الرد، قائلا إنه لا يستبعد مهاجمة مواقع في اليمن.
وكان الجيش الإسرائيلي قال قبل ذلك إن سلاح الجو التابع له تعرّف على المسيرة وكشفها، لكن لم يتم اعتراضها بسبب ما ادعى أنه "خطأ بشري".
وفي وقت سابق من يوم أمس الجمعة، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه فتح تحقيقا لمعرفة سبب عدم تفعيل صفارات الإنذار والدفاعات الجوية لاعتراض المسيرة الانقضاضية.
من جهتها، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إنه تم رصد المسيرة التي استهدفت تل أبيب ولم يتم اعتراضها لعدم تصنيفها هدفا معاديا.
وفي الإطار، قال مسؤول عسكري إسرائيلي إن "مسيّرة كبيرة جدا" استُخدمت في الهجوم، مضيفا أن الجيش لا يستبعد أي احتمال فيما يتعلق بمصدرها.
وبعد الإعلان عن تعرض تل أبيب لضربة بطائرة مسيرة، أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأن الجيش الأميركي أبلغ إسرائيل أنه اعترض فجر اليوم 4 مسيرات كانت في طريقها لإسرائيل.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن مرارا في الأشهر السابقة أنه أسقط صواريخ ومسيرات منطلقة من الشرق كانت تستهدف أساسا مدينة إيلات.
*انفجار كبير
وبعد الهجوم مباشرة، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن سماع دوي انفجار ضخم في شارع بن يهودا بتل أبيب.
من جانبها، أعلنت الشرطة الإسرائيلية العثور على جثة شخص عليها آثار شظايا جراء الانفجار، كما أصيب نحو 8 أشخاص، بحسب المصادر الإسرائيلية.
وقالت متحدثة باسم الشرطة إن قوات كبيرة من شرطة منطقة تل أبيب وصلت إلى المكان وقامت بالتعامل مع الحادث.
وأعلنت الشرطة إغلاق منطقة الانفجار، وأكدت أن قواتها تعمل على البحث والتفتيش عن بقايا الشظايا لمعرفة سبب الانفجار.
وأظهرت صور مبنى تعرّض لبعض الأضرار جراء الانفجار الذي تسبب في تناثر الشظايا وتحطيم زجاج النوافذ.
وقد أُعلن عن تضرر مكاتب تابعة للقنصلية الأميركية في "تل أبيب" من جراء انفجار الطائرة المسيرة.
*قطعت 2000 كيلومتر وضللت أنظمة الرصد
أشارت تقديرات إسرائيلية إلى أن الطائرة المسيرة التي أطلقت من اليمن وانفجرت في تل أبيب، فجر الجمعة، قطعت نحو 2000 كيلومتر، وسلكت مسارات جديدة لتضليل أنظمة الرصد التابعة للجيش.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إنّ تقديرات إسرائيلية تفيد بأنّ المُسيرة سلكت في بعض الأحيان مسارات جديدة مقارنة بالمرات السابقة، لتضليل أنظمة الكشف والرصد التابعة للجيش الإسرائيلي.
وبحسب التقديرات الإسرائيلية فقد تم تصميم رأس الطائرة الحربي الذي يزن بضعة كيلوغرامات بما يتلاءم مع رحلة طويلة متوقعة.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ الجيش الإسرائيلي يواصل التحقيق في مسار الرحلة بالكامل. ولكن وفقًا للتقديرات الأولية، فقد مرت المُسيرة عبر سيناء، وعبرت البحر الأبيض المتوسط أمام الساحل الجنوبي لإسرائيل.
ومن ثم حلقت على ارتفاع منخفض، وعند وصولها إلى شواطئ تل أبيب، هبطت إلى ارتفاع عدة عشرات من الأمتار فوق خط المياه، حتى لا يتم اكتشافها، وفق الصحيفة.
بدورها، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي -عبر منصة إكس- أنّ وزن المُسيرة قُدر بنحو 10 كيلوغرامات، وقد سارت 10 ساعات تقريبا أثناء رحلتها من اليمن إلى تل أبيب.
وقال موقع Ynet إنه بعد التفتيش الأولي الذي أجراه الجيش الإسرائيلي لهجوم المسيرة، اعترف الجيش بأن "هذا حادث سيئ لا ينبغي أن يحدث، ويتحمل سلاح الجو المسؤولية الكاملة عن الحادث باعتباره المدافع عن سماء البلاد".
*كانت تستهدف السفارة الامريكية
كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، أن الطائرة المسيرة التي أطلقها الحوثيون وتسببت في انفجار بتل أبيب كانت تستهدف السفارة الأميركية.
وأوضحت أن الطائرة وصلت من جهة البحر وحلقت على ارتفاع منخفض وانفجرت بعد اصطدامها في مبنى.
وأضافت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أجرى مشاورات أمنية عبر الهاتف بعد الحادث، فيما لا تستبعد جهات إسرائيلية أن يكون الرد على أرض اليمن بحسب الصحيفة.
*رواية
روَت الممثلة الإسرائيلية الشهيرة نوا تشيبي تفاصيل مشاهداتها لحادثة انفجار طائرة بدون طيار استهدفت تل أبيب.
وكانت نوا تشيبي تقضي ليلتها في أحد فنادق تل أبيب، ولم تكن تتوقع أن ينتهي الأمر بهذا الشكل، حيث تسبب انفجار طائرة مسيرة في وسط المدينة، بالقرب من سفارة الولايات المتحدة، في إيقاظها من نومها، وسط حالة من الفزع.
وفي مقابلة مع قناة i24NEWS العبرية، تحدثت الممثلة العالمية عن "لحظات الرعب التي عاشتها" فجر اليوم، قائلة: "كنت في أحد الفنادق بالمنطقة، وطلبوا منا البقاء في الغرف وإغلاق الأبواب، لكنني بالطبع خرجت على الفور لأرى ما يحدث".
وأضافت: "شاهدت انفجار واجهات زجاجية هناك وأشخاصا أصيبوا، هو على ما يبدو تسلل جسم ما".
*تفاصيل الطائرة الجديدة
كشف مصدر يمني خاص، أن الطائرة المسيرة "يافا" التي استخدمتها القوات المسلحة اليمنية في استهداف "تل أبيب"، هي "محلية الصنع وطُوّرت بعد اعتراض دول عربية للأسلحة اليمنية التي كانت تستهدف أم الرشراش (إيلات)، أي بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023".
وأضاف المصدر أنّ المخزون من هذا النوع من المسيرات "كبير جداً"، وأنّه "ليس السلاح الأخير"، مبيّناً أنّ "الحديث الأميركي عن اعتراض طائرات غير دقيق"، وأنّ "العملية تعدّ نجاحاً عسكرياً متقدماً".
وأفاد بأنّ المسيرة "تقطع مسافة تتجاوز الـ 2000 كلم، ومزودة بأنظمة حديثة للتشويش والتسلل".
وفي السياق، لفت المصدر إلى أنّ العمليات العسكرية على يافا المحتلة "تتزامن مع عمليات بحرية، وفقاً للأهداف التي أعلنها الجيش اليمني"، مؤكّداً أنّ "كل العمليات لن تتوقف".
كما أشار المصدر إلى أنّ "بنك الأهداف في يافا متنوع ومتعدد ودقيق، إذ إنّها لن تكون آمنة بعد اليوم مطلقاً"، مضيفاً أنّ العمليات العسكرية القادمة "ستستهدف بشكل مباشر الأهداف العسكرية والأمنية في المدينة".
وبيّن أنّ "الجيش اليمني يعني، بإعلانه منطقة يافا المحتلة منطقة غير آمنة، أنّ الاستهداف سيكون بزخم عالي خلال الأيام المقبلة".
كما أوضح المصدر أنّ البيان العسكري اليمني "كشف الاستعداد التام لأي متغيرات"، مشدداً على أنّ العملية تأتي ضمن "خطوات تصعيدية لن يتم التراجع عنها".
وأكّد المصدر أنّ اليمن "ليس في وارد التأثر في عمليات مضادة"، وأنّه "مستمر في استهداف بنك الأهداف".
*حماس تشيد
وفي هذا الصدد، أشادت حركة حماس، بالعملية التي نفذتها حركة أنصار الله اليمنية، ووصفتها بأنها "عملية نوعية".
وقالت حماس في بيان: "نثمن ونبارك العملية العسكرية النوعية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية والإخوة أنصار الله، والتي استهدفت من خلالها قلب مدينة تل أبيب، باستخدام الطائرة المسيرة يافا، وإعلانها المدينة منطقة غير آمنة، وتدشينها مرحلة تستهدف فيها عمق الكيان الصهيوني الفاشي وجبهته الداخلية".
وشددت على أن "ما يقوم به الإخوة في أنصار الله في اليمن، وجبهات المقاومة في لبنان والعراق، ومواصلتهم استهداف المصالح والعمق الصهيوني، هو حق أصيل لمقاومة أمتنا وشعوبها، لمواجهة التغول الصهيوني الفاشي وعربدته في المنطقة، وهو تأكيد على وحدة الأمة والمصير المشترك الذي يجمعها، والذي يشكل عنوان خلاصها من الهيمنة الصهيونية الاستعمارية".
وأشادت "بمواقف أنصار الله في اليمن، وحزب الله والجماعة الإسلامية في لبنان، والمقاومة الإسلامية في العراق"، داعية "كافة قوى وعناوين الأمة من جيوش وحركات وأحزاب إلى الوحدة، والالتحاق بمعركة الشرف والكرامة، وضرب المحتل الفاشي، انتصارا لدماء الأبرياء في غزة، فشعبنا ليس وحيدا اليوم وطوفان الأقصى عنوان معركة وجبهة عريضة من الأحرار في هذا العالم".
من جهتها، أشادت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، باستهداف انصار الله عمق الاحتلال الإسرائيلي بطائرة مسيرة.
ونشرت "القسام" صورة مصممة عبر قناتها على منصة "تلغرام" تظهر فيها طائرة مسيرة وهي تحلق فوق مدينة "تل أبيب"، مكتوب على جناحها كلمة "يافا"، وعلى الجناح الآخر العلم اليمني.
وحمل التصميم اقتباسا من خطاب سابق للمتحدث باسم القسام "أبو عبيدة"، قال فيه "التحية لإخواننا في اليمن يمن العروبة والإسلام الذين حركتهم صرخات أهلنا ونداءات مقاومتنا، فنهضوا بنخوتهم العربية المعهودة، وكسروا قيود الجغرافيا ونصروا وينصرون غزة بكل عنفوان وإصرار".