آزادوهي صاموئيل.. العراقية التي دخلت الفن بالصدفة وقدمت مسرحية لشكسبير.. تعرف عليها

انفو بلس/ تقارير
لُقبت بقديسة المسرح وتُعد واحدة من رواده وصاحبة الدخول الشجاع له كونها أول خريجة لمعهد الفنون الجميلة، لها العديد من الأعمال في المسرح والسينما والتلفزيون لعل أبرزها "عالم الست وهيبة"، فمن هي آزادوهي صاموئيل التي تسيّدت المسرح العراقي وترجّلت عن صهوته أمس الجمعة.
*حياتها
آزادوهي صاموئيل، ممثلة عراقية تنتمي إلى أُسرة أرمنية مسيحية في بغداد، عملت ممثلة في مسارح بغداد، وتعتبر من رواد المسرح العراقي منذ عام 1954م، وهي من أكثر الممثلات العراقيات نشاطا وغزارة ومشاركة في تاريخ المسرح العراقي.
*مشوارها المهني
دخلت صاموئيل الفن عام 1955 عن طريق الصدفة، حيث طلبت الانتماء لفرقة المسرح الفني الحديث من قبل أخت الفنان سامي عبد الحميد، وهي طالبة، وبعد ذلك وبموافقة عائلتها أُسند إليها دور مسرحي بفصل واحد في مسرحية (ست دراهم) من تأليف الفنان يوسف العاني.
*صاموئيل ومعهد الفنون
تعتبر صاموئيل أول فتاة تدخل إلى معهد الفنون الجميلة قسم الفنون المسرحية، وقدمت العديد من الأعمال المسرحية المهمة، منها مسرحية (المثري النبيل) لموليير ومن إخراج جعفر علي، ومسرحية (عُطَيْل) لشكسبير إخراج جاسم العبودي، و(أوديب ملكاً) لسوفوكليس إخراج جعفر السعدي، و(فيما وراء الأفق) لأونيل من إخراج بهنام ميخائيل.
عملت صاموئيل مع أبرز المخرجين في العراق مثل إبراهيم جلال ثم سامي عبد الحميد وعبد الواحد طه وبهنام ميخائيل وجعفر السعدي وجعفر علي وبدري حسون فريد وسعدون العبيدي ومحسن العزاوي وقاسم محمد وآخرين، وحملت اسما فنيا في الإعلانات (زاهدة سامي) استمر معها إلى ما بعد انقلاب 14 تموز 1958 حيث مثلت تحت هذا الاسم أيضا في مسرحيتي (آني أمك يا شاكر) و(أهلاً بالحياة).
تخرجت صاموئيل من المعهد عام 1962، وعُيّنت معلمة في مدارس بغداد، ثم سرعان ما اعتُقلت وطُردت من التعليم بعد انقلاب شباط 1963، واضطرت خلال الفترة من عام 1963 حتى عام 1965 للعمل بحرفة الحلاقة في صالون نسائي، وقد اشتُهرت في أدوارها الفنية بتجسيد شخصية الأم من خلال شكلها وصوتها.
*تمثيلها
مثّلت صاموئيل في الفترة ما بين 1954 - 1958 مسرحية (إيراد ومصرف) على قاعة الكلية الطبية وفي أماكن أخرى و(حرمل وحبّة سودة) و(ست دراهم) لنفس المؤلف يوسف العاني ولنفس المخرج إبراهيم جلال.
*مواهبها الفنية
بعد أن أنهت الدراسة المتوسطة عام 1958، وهي ما تزال تعمل في فرقة المسرح الحديث، كانت مواهبها الفنية وثقافتها المسرحية قد تبلورت إلى حد كبير بالتمارين والمراس على يد إبراهيم جلال ورعاية باقي أعضاء الفرقة لها، فدخلت معهد الفنون الجميلة في قسم المسرح ــ والذي كان منذ تأسيسه في عام 1945 ولحد ذلك التاريخ 1959 معهدا يدرس فيه الذكور فقط ــ ولم تجرؤ أو حتى تفكر أي فتاة على الإقدام بالدراسة فيه قبل صاموئيل.
*دخول شجاع
فتحت صاموئيل للأخريات من بعدها، بدخولها الشجاع كأول فتاة إلى معهد الفنون الجميلة قسم الفنون المسرحية، الآفاق الواسعة أمام من انخرط بعدها لاحقا لدراسة هذا الفن، فتدفقن ببطء على المعهد في السنة الثانية من دراستها، كانت هناء عبدالقادر ثم جاءت من بعدها سمية داوود، وبعد سنتين كان من طلاب المعهد فوزية الشندي، رؤيا رؤوف، وساهرة أحمد، وشوبو محمد، ومنيرة عباس، بلقيس الكرخي، وهكذا تقدم إلى المعهد في السنين التالية وبدون حرج كبير، شيماء وغزوة الخالدي، وسعاد عبدالله، وأحلام عرب، ونضال عبد الكريم.. الخ .
الأسماء كثيرة الآن في الوسط المسرحي من الفنانات خريجات المعهد أو الأكاديمية يمارسن النشاط المسرحي في مختلف المجالات، قسم منهنّ يحمل الدكتوراه في تخصصات مسرحية مختلفة، ومدرسين في المعهد وكلية الفنون، وقسم كبير آخر منهن أيضا ضعن واختفين في المحافظات، حيث عملن كمعلمات بعيدا عن المسرح ونشاطاته أو تركن الفن المسرحي بعد الزواج .
تعلمت صاموئيل الكثير في المعهد، بما يساعدها في أن تتخلص من الخجل والتوجّس وتمتلك شخصية متحدّية، وجرأة اجتماعية، من هذه التمارين الطريفة وغير المألوفة في العادات العراقية آنذاك، و التي كان يطلبها منها أستاذها بهنام ميخائيل أن تتوقف مثلا عند ماسح أحذية في الشارع وتطلب منه أن يمسح لها الغبار عن حذائها الذي تحتذيه .
*حياتها بعد المعهد
بعد أن تخرّجت من المعهد عام 1962، عُيّنت صاموئيل معلمة في بغداد، ثم سرعان ما اعتقلت وطردت من التعليم بعد انقلاب 1963 ، وهذا الذي اضطرها خلال الفترة من 1963 وحتى 1965 للعمل كحلاقة في صالون نسائي لسد الرمق، كما ذُكر أعلاه.
بعد أن أُعيدت لفرقة المسرح الفني الحديث أجازتها في عام 1965، وجرى لمّ شمل الأعضاء القدامى إليها، اشتركت بنشاط في كل الأعمال المسرحية التي قدمتها في تلك الفترة (فوانيس) و(صورة جديدة) و(مسألة شرف) و(المفتاح) و(النخلة والجيران) و(الخرابة).
*عودتها للخدمة
أُعيدت صاموئيل إلى الخدمة في عام 1968 عندما شملها قرار بإعادة كل المفصولين لأسباب سياسية إلى وظائفهم، وعُيّنت معلمة، ولكن في هذه المرّة في مدينة بعيدة هي الرمادي مركز محافظة الأنبار، ولأن الرمادي تبعد عن بغداد غربا بـ 200 كيلومتر، فكانت تضطر صاموئيل أن تستيقظ في وقت مبكر وتذهب لتقطع يوميا مسافة ساعتين في الباص ذهابا لتلحق بعملها في الوقت المناسب، ثم تقطع نفس المسافة بعد انتهاء الدوام الرسمي في طريق العودة الى بغداد، لتذهب بعدها مسرعة إلى مقر المسرح الفني الحديث تتدرب على مسرحيات إعداداً للعرض، ثم تصل في نهاية مطافها اليومي إلى البيت وهي منهكة فيما يقارب منتصف الليل .
بقيت على هذا الحال أكثر من ثلاث سنوات، أتعبها التنقل اليومي بين مدينتين، فاضطرت السكن والاستقرار في الرمادي والتفرّغ لعملها الوظيفي فقط، يأسا من أي حل قريب لمشكلتها.
لكنها لم تقف ساكنة في انقطاعها عن العاصمة وأجوائها المسرحية، شكلت هناك للتنفيس عن طاقاتها الفنية فرقة مسرحية محلية من خريجي معهد الفنون الجميلة من أبناء المدينة، وبعد عشر سنوات من الشقاء في الرمادي والابتعاد عن بغداد والانقطاع عن مسارحها، انتهت عذاباتها في عام 1977 بنقل خدماتها الى الفرقة القومية الحكومية، وعادت الى النشاط المسرحي في أعمال هامة للفرقة القومية، وواصلت دون انقطاع.
*عملها مع المخرجين البارزين
عملت صاموئيل منذ أن صعدت على خشبة المسرح مع أبرز المخرجين في العراق بدءاً بإبراهيم جلال ثم سامي عبد الحميد وعبد الواحد طه وبهنام ميخائيل وجعفر السعدي وجعفر علي وبدري حسون فريد وسعدون العبيدي ومحسن العزاوي وقاسم محمد وآخرين .
*أعمالها في المسرح
امتلكت صاموئيل العشرات من الأعمال المسرحية نذكر منها:
- مسرحية (إيراد ومصرف)
- مسرحية (حرمل وحبّة سودة)
- مسرحية (ست دراهم)
- مسرحية (فوانيس)
- مسرحية (صورة جديدة)
- مسرحية (مسألة شرف)
- مسرحية (النخلة والجيران)
- مسرحية (الخرابة)
- مسرحية (آني أمك ياشاكر)
- مسرحية (أهلاً بالحياة)
- مسرحية (المفتاح)
- مسرحية (تموز يقرع الناقوس)
- مسرحية (النخلة والجيران)
- مثّلت في الفرقة القومية
- مسرحية (جزيرة إفروديت)
- مسرحية (ابن ماجد)
- مسرحية (لغة الأمهات)
- مسرحية (الروح الطيبة)
- مسرحية (ثورة الموتى)
- مسرحية (محطات السنيين)
- مسرحية (المزيّفون)
- مسرحية (العاصفة)
- مسرحية نساء في العاصفة (2006)
*أعمالها في السينما
- الجزاء
- وجهان في الصورة
- كرنتينا (2009)
*أعمالها في التلفزيون
- القضية 283 (2001)
- عالم الست وهيبة (1998)
- الحنان له أشرعة (1981)
*وفاتها
توفيت آزادوهي صاموئيل، يوم الجمعة المصادف 24 فبراير 2023 عن عمر ناهز الحادية والثمانين، بعد صراع طويل مع المرض.