ألف محل احترق والدفاع المدني جاء متأخرا.. النار تلتهم سوق البالة في أربيل و"تلسع" سلطة بارزاني ومراقبون يؤكدون: حكومة الإقليم غير قادرة على التعويض
نفوبلس..
منذ أعوام، يمر شمالي العراق وشعبه بظروف مأساوية وقاسية متفاقمة ومتراكمة بسبب كونه قابعاً تحت سلطة ديكتاتورية ومتخبطة متمثلة بحكم آل بارزاني لإقليم كردستان منذ عقود، الأمر الذي أفقر الشعب الكردي وأوصله إلى مرحلة الغليان ضد حكومة إقليمه التي باتت عاجزةً تماماً عن تقديم أي حلول أو تنفيذ ما يطمح له الكرد وينتظرونه من حكومتهم.
سلطة بارزاني في الآونة الأخيرة صارت تتلقى نكبات متتالية، فبين الخلافات بداخل العائلة الواحدة، والخلافات مع شركاء القومية، والغليان الشعبي، والأزمات الاقتصادية والسياسية والأمنية، أُضيفت لها اليوم حتى الأقدار السلبية، حيث اندلع حريق كبير في أربيل لم يستطع الدفاع المدني التعامل معه بالشكل المطلوب فالْتَهمَ أكثر من 1000 محل، ما عقّد الأمور على حكومة الإقليم أكثر وأكثر.
مصدر محلي في أربيل أفاد، مساء أمس الثلاثاء، باندلاع حريق كبير في سوق "البالة" وسط المدينة.
وقال المصدر، إن "الحريق اندلع في الساعة السابعة مساءً تقريباً والتهمَ عدداً من المحال التجارية"، موضحا أن "فرق الدفاع المدني عملت جاهدة للسيطرة عليه".
وبحسب شهود أكدوا، أن "سبب الحريق هو تماس كهربائي، وتم إبلاغ الدفاع المدني لكن الفرق التي وصلت في بادئ الأمر لم تتمكن من السيطرة عليه وامتدت النيران لتطال ما يقرب من 40% من محال السوق".
من جانبه، قال المتحدث باسم مديرية الدفاع المدني في أربيل، المقدم كاروان علي، خلال مؤتمر صحفي إنه "تم الإبلاغ عن الحريق في الساعة السابعة و22 دقيقة، وتم إرسال أكثر من 20 فرقة إطفاء وبمشاركة أكثر من 100 رجل إطفاء، واستمر الحريق لأكثر من ساعتين قبل أن يتم إخماده".
وبين أن "الحريق من الحرائق المرتفعة الخطورة لوجود مواد كيميائية وملابس فيه"، مشيراً إلى تسجيل حالات اختناق فقط من دون أي إصابات.
وأكد علي "ليس لدينا لغاية الآن أي معلومة عن سبب اندلاع الحريق".
وقبل إخماده بالكامل، أكّد محافظ أربيل أوميد خوشناو، أن فرق الدفاع المدني سيطرت على 95% من الحريق الذي اندلع في سوق "لنگە".
وقال خوشناو في مؤتمرٍ صحفي، إن خطر تجدد النيران لا يزال قائماً.
ومضى بالقول: "ليست هناك أرقام دقيقة، لكن بحسب المعلومات الأولية فإن عدداً كبيراً من المحلات التجارية احترقت دون تبين عددها بشكل دقيق"، مشيراً إلى أن "العدد الكبير من المتجمعين تسبب بعرقلة عمل فرق الإطفاء".
وذكر أنه تم "نقل 20 شخصاً إلى المستشفى ومنهم عدد من رجال الدفاع المدني بسبب حالات الاختناق وحالتهم الصحية جيدة".
وتابع أن "فرقنا قريبة من إخماد الحريق وندعو المواطنين إلى الابتعاد عن مكان الحريق"، مبيناً: "قررنا تشكيل فريق مشترك من الأسايش والشرطة والزيرفاني للانتشار في مكان الحادث".
واختتم قائلاً: "سنعلن عن سبب الحريق وحجم الخسائر فيما بعد وفي حال وجود مقصرين فستتم محاسبتهم"، موضحاً أن فرق البلدية والدفاع المدني ستبدأ بإزالة المخلفات بعد السيطرة على الحريق.
من جانبه، أوضح المتحدث باسم الدفاع المدني، المقدم كروان ميراودلي، أن هناك 18 فريقاً تعمل لإخماد الحريق الذي بدأ بحدود الساعة 19:23 بتوقيت أربيل.
وفي الوقت الذي شكر المتطوعين الذين ساعدوا فرق الدفاع المدني، تأسّف المقدم ميراودلي بسبب الفوضى التي خلقها المواطنون وأصحاب المحلات التجارية.
وأشار إلى أن طبيعة المنتجات الموجودة في السوق والسريعة الاشتعال كانت سبباً في اتساع رقعة النيران.
مؤكّداً أن ما بين 10 إلى 15 بالمئة من السوق احترق.
وتعرض سوق "لنگە" عدة مرات لنشوب حرائق خلال السنوات الماضية، وتم تجديد السوق بطريقة حديثة، إلا أن الحريق اندلع مرة أخرى ليلة أمس.
ويقع السوق بين شارعي 40 متر و100 متر في أربيل، ويحتضن المئات من المحلات التجارية التي تعرض مختلف أنواع البضائع.
إلى ذلك، أفاد مصدر محلي في اربيل، بإصابة خمسين شخصا على الأقل بحالات اختناق جراء الحريق الذي التهم سوق "البالة" في المدينة.
وأخبر المصدر، بأن فرق الإسعاف الأولي بمكان الحريق الذي نشب في سوق البالة، استقبلت أكثر من 50 شخصا مصابا بضيق التنفس، مبينا أن 30 منهم تم علاجهم في داخل عجلات الاسعاف بالتنفس الاصطناعي، و20 شخصا ارسلوا الى طوارئ شرق اربيل.
وبشأن فرق الإطفاء، لفت المصدر، إلى أن دفاع مدني اربيل استخدمت لأول مرة سيارات إطفاء صغيرة متخصصة للطرق الفرعية الصغيرة.
ومن واشنطن، وجّه رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، محافظ أربيل أوميد خوشناو، بفتح تحقيقٍ في حادثة حريق سوق "لنگە".
وعبر اتصالٍ هاتفي، دعا رئيس الوزراء مسرور بارزاني محافظ أربيل والجهات المعنية بالتحقيق الفوري في حريق سوق "لنگە".
كما وجّه الشكر والتقدير لفرق الإطفاء والشرطة والأمن والمرور والصحة والبلدية على جهودهم في السيطرة على الحريق وإنقاذ الضحايا.
وأعرب مسرور بارزاني عن استعداد الحكومة لمساعدة الضحايا، ووجه الجهات الحكومية للقيام بكل ما يلزم في هذا الصدد، وهو الأمر الذي عدّه مراقبون بأنه لا يتجاوز التصريحات الإعلامية بسبب عدم قدرة حكومة الإقليم على دفع رواتب موظفيها، ومن المؤكد إنها لن تكون قادرة على تعويض المتضررين.