المؤبد لـ"أم اللول" بتهمة تجارة المخدرات.. منخرطة بشبكة دولية واسم ثالث يظهر للعلن
انفوبلس/ تقرير
ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي والشارع العراقي، بصدور قرار قضائي يقضي بالحكم على إحدى مشاهير التواصل الاجتماعي المدعوة "هديل خالد عبد رشيد" والملقبة بـ"أم اللول" بعد إدانتها بتجارة المخدرات، وسيتطرق تقرير شبكة "انفوبلس"، على التفاصيل الكاملة للقصة وسيرتها الذاتية.
تُعد "أم اللول" من مشاهير الـ"تيك توك" في العراق، إذ تمتلك عددا كبيرا من المتابعين، كما تشتهر بنشر مقاطع فيديو تتضمن الرقص والغناء، بالإضافة إلى تعليقات اعتبرها البعض "مثيرة للجدل" وغير مناسبة.
*قرار قضائي جديد
بحسب مصادر قضائية في جنايات الرصافة، فإن مجلس القضاء الأعلى أصدر حكما بالسجن المؤبد على إحدى مشاهير التواصل الاجتماعي المدعوة "هديل خالد عبد رشيد" الملقبة بـ"أم اللول" بعد ادانتها بتجارة المخدرات.
المصادر ذكرت لشبكة "انفوبلس"، إن "محكمة جنايات الرصافة حكمت اليوم الأربعاء الموافق 29 مايو/أيار 2024، بالسجن مدى الحياة بحق المدعوة أم اللول"، لافتة الى أن "القرار جاء بعد ثبوت تورط أم اللول بتجارة المخدرات الدولية".
وجاء الحكم القضائي بحق العراقية "هديل خالد عبد رشيد"، والمعروفة باسم "أم اللول"، وفقا للمادة 28 من قانون المخدرات والمؤثرات العقلية رقم 50 لسنة 2007، وفق المصادر القضائية.
وبعد ذلك، كشفت المديرية العامة لشؤون المخدرات التابعة لوزارة الداخلية، اليوم الأربعاء، عن تفاصيل جديدة بشأن اتهام "أم اللول" بتجارة المخدرات. وقال المتحدث الرسمي باسم المديرية العامة لشؤون المخدرات حسين يوسف التميمي في بيان ورد لشبكة "انفوبلس"، إنه "بقرار قضائي، نفذت المديرية العامة لشؤون المخدرات عملية أمنية نوعية أسفرت عن تفكيك شبكة خاصة بالمتاجرة بالمواد المخدرة".
وأضاف، أنه "من خلال التعمق بالتحقيق وبذل جهد استخباري دقيق، تم رصد قيام المدعوة (هـ. خ. ع) الملقبة (أم اللول) بنقل المواد المخدرة بقصد المتاجرة بها"، مشيرا الى أنه "تم تشكيل فريق عمل مختص واعتقالها وفق الأصول وإحالتها إلى المحكمة المختصة التي أصدرت بحقها حكماً بالسجن المؤبد بتهمة المتاجرة بالمواد المخدرة وفق أحكام المادة (28) من قانون المخدرات والمؤثرات العقلية رقم (50) لسنة 2017".
وفي وقت سابق، صدر أمر قضائي باستدعاء "أم اللول" بتهمة المخدرات وكانت شبكة "انفوبلس" أول من كتبت وتقصت حول هذا الموضوع، قبل أن يصدر القرار هذا اليوم، ليثير حالة من الجدل بمنصات التواصل الاجتماعي والشارع العراقي.
وبعد ضجة منحها الجواز الدبلوماسي، والسجن لمدة 4 أشهر بتهمة المحتوى الهابط، أظهرت وثيقة "مسربة" نهاية الشهر المنصرم (نيسان) مرسلة إلى قاضي محكمة التحقيق المركزية من قبل لجنة الإنجاز بدائرة تحقيقات الرصافة بتاريخ 28/4/2024، أثناء سجن "أم اللول"، تثبت تورطها بتجارة المخدرات مع فتاة أخرى.
وجاء في الوثيقة الموقعة من قبل الملازم عقيل حميد: نقدم لسيادتكم الأوراق التحقيقية الخاصة بالمتهمات الهاربات (هديل خالد عبد وعبير محمد ماهر) وفق أحكام المادة 28 / مخدرات.
وأشار الملازم بالوثيقة: نود إعلام سيادتكم بانتشار خبر الحكم على المتهمة الملقبة بـ"أم اللول" بالحبس لمدة 4 أشهر من محكمة جنح الكرخ عن جريمة (المحتوى الهابط) ومن خلال تدقيق الأوراق التحقيقية الخاصة بالمتهمين الهاربين والمودعة لدينا تبين وجود أمر قبض صادر من هذه المحكمة وفق أحكام المادة 28 / مخدرات بحق المتهمة أعلاه وباسمها الصريح (هديل خالد عبد رشيد السامرائي)، أمركم حول مفاتحة دائرة الإصلاح العراقية/ سجن النساء لغرض تأمين إحضار المتهمة المذكورة أعلاه وتقرير مصيرها عن هذه القضية.
"أم اللول" والمحتوى الهابط
وفي 23 نيسان/ أبريل المنصرم 2024، أصدر القضاء العراقي، حكما بالحبس 4 أشهر على هديل خالد عبد رشيد، والمعروفة بـ "أم اللول"، بتهمة المحتوى الهابط، والذي جاء استنادا لأحكام المادة 402 من قانون العقوبات العراقي، عن جريمة صناعة صور وفيديوهات، تتضمن أقوال فاحشة ومُخلّة بالحياء والآداب العامة.
وأُلقي القبض على "أم اللول" بمنزلها في العاصمة العراقية بغداد في 18 أبريل/نيسان الماضي، وحسب مصادر قضائية، فإن الحكم استند لقانون العقوبات العراقي، والذي يعاقب على "كل من فعل علنًا فعلاً فاضحًا مخلاً بالحياء والآداب".
تثير "أم اللول" الجدل في وسائل التواصل الاجتماعي بالعراق بين مدة وأخرى، منها عندما بُثّت شائعات قبل أكثر من شهرين، عن منحها جوازا دبلوماسيا، قبل أن تنفي وزارة الداخلية الأمر في وقت لاحق.
وقال الناطق باسم وزارة الداخلية وخلية الإعلام الأمني، العميد مقداد ميري مؤخراً، إن "مديرية الأحوال المدنية والجوازات والإقامة لم تمنح أي جواز دبلوماسي أو خاص أو خدمة للمدعوة (أم اللول)، ولم يصل من وزارة الخارجية العراقية أي كتاب بهذا الشأن".
وينص القانون العراقي على منح الجواز الدبلوماسي لرؤساء الجمهورية والحكومة وأعضاء البرلمان، إضافة إلى رئيس مجلس القضاء الأعلى ورؤساء إقليم كردستان ومجلس وزراء الإقليم، وأصحاب الدرجات الخاصة العاملين في الدولة، مع وجود استثناءات يقرّها حصرًا وزير الخارجية أو رئيس الوزراء.
وفي شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أصدرت محكمة تحقيق الكرخ، المُختصة بقضايا النشر والإعلام، أمرا بالقبض على هديل خالد، بعد إعلان لجنة المحتوى الهابط في وزارة الداخلية عن اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقها، لتعود من بعدها معتذرة من الجميع بعد إطلاق سراحها في برنامج تلفزيوني بسبب معاناتها من مشاكل نفسية.
من هي "أم اللول" العراقية؟
و"أم اللول" ادعت أن اسمها الحقيقي "روهان علي"، لكن الوثيقة التي نشرتها شبكة "انفوبلس" وأكدت التحقيقات، تثبت ان الاسم الاصولي هو "هديل خالد عبد رشيد السامرائي"، كما أنها ولدت في العاصمة العراقية بغداد عام 1998.
و"أم اللول" راقصة عراقية "شهيرة" على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر في إحدى الكوفيهات والنوادي الليلية ويتابعها الآلاف من نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي، بدأت حياتها كعارضة أزياء، ثم انتقلت إلى الرقص الشرقي.
وأصبحت من أشهر الراقصات في العراق، وحققت شهرة واسعة بسبب مقاطع الرقص والتعري "الهابطة" التي تنشرها بهدف جذب الجمهور، قبل ان تصبح مشهورة كـ"تيكتوكرز" على تطبيق التيك توك الذي يتمتع بشعبية كبيرة في العراق.
والجدير بالذكر أن أم اللول لا تزال محط جدل في العديد من المواقع بسبب نشرها المحتوى المخل بالآداب العامة عبر فيديوهات الرقص بملابس "مثيرة" من خلال حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
كما أن حضور الراقصة "أم اللول" في ملعب البصرة الدولي بمارس/ آذار الماضي 2024، لمتابعة مباراة المنتخب الوطني مع نظيره الفلبيني والتي انتهت بفوز العراق بهدف دون رد، أثار جدلاً واسعاً في مواقع التواصل الاجتماعي بعد التفاف أعداد كبيرة من الجماهير العراقية حولها لالتقاط الصور.
وتعليقاً على تلك الحادثة، كتب عدد من الصحفيين والإعلاميين تدوينات عن المشهد وأسبابه وتداعياته، إذ قال الصحفي علي وجيه: "والله هذا المشهد مرعب أكثر من أي مشهد آخر. لاحظوا عدد الرؤوس المتحلقة حولها، وتخيّلوا أن هؤلاء سيتزوجون، أو بعضهم متزوج، وسيُنجبون أطفالاً، ويربّونهم استناداً على ما هو موجود برؤوسهم! آلان دونو ما خلى شي ما گاله، أعني في (نظام التفاهة)".
بدوره، ذكر مقدم البرامج عامر إبراهيم: "كان غيرها في الملعب مئات الفتيات وربما آلاف، لم يتكدس حولهن الشباب لماذا؟ لأن المعنية هنا راقصة ملاهي وشهيرة بمحتواها الهابط، لذلك أمر طبيعي أن يتهافت عليها شباب مراهق يدرك أنها لن تمانع في التقاط الصور معها. الفكرة أن احترام الانسان لنفسه، يكسبه احترام الآخرين أو يفرضه عليهم".
إلى ذلك، كتب الصحفي عمر الجنابي: "ملخص هذا المشهد.. أن راقصة نوادي ليلية اصبحت نجمة في الرأي العام، ونموذجاً يفتخر به بعض الشباب، لدرجة الاصطفاف بهذا الشكل لالتقاط صورة تذكارية. أرى أن هذا المشهد مجرد نتيجة، والأفضل الحديث عن الأسباب، وهذه بعض التساؤلات: من سطح عقلية الشباب؟ من أوصل هذه الراقصة لتكون مؤثرة لشباب لم يرتادوا الملاهي؟ ما هي معايير النشر والتسويق في الرأي العام؟ ما دور الإعلام والإعلام الحديث في تسويق هكذا شخصيات؟".