edition
إنفوبلاس
  • الرئيسي
  • كل الأخبار
    • سياسة
    • أمن
    • اقتصاد
    • رياضة
    • صحة
    • محليات
    • دوليات
    • منوعات
  • اقرأ
  • شاهد
  • انظر
  • انفوغراف
  • كاريكاتور
  • بودكاست
  • بلغتنا
  • من نحن
  1. الرئيسية
  2. الأخبار
  3. محليات
  4. بين النفي الرسمي وصيحات الناشطين.. هل تحولت أهوار العراق إلى "أفخاخ موت" للطيور المهاجرة؟

بين النفي الرسمي وصيحات الناشطين.. هل تحولت أهوار العراق إلى "أفخاخ موت" للطيور المهاجرة؟

  • اليوم
بين النفي الرسمي وصيحات الناشطين.. هل تحولت أهوار العراق إلى "أفخاخ موت" للطيور المهاجرة؟

انفوبلس/ تقرير

بينما يلفُّ العالمَ ضجيجُ التكنولوجيا وصراعاتُ الحداثة، ثمة معجزة بيئية تتكرر كل عام بصمت مهيب؛ آلاف الأجنحة الوردية تقطع الفيافي والبحار لتستقر في أحضان أهوار العراق. طائر الفلامنكو (النحام)، ذلك المهاجر الأنيق، يجد نفسه اليوم في قلب جدل محتدم بين تقارير الناشطين التي تحذر من "إبادة" بيئية، وبين التصريحات الرسمية التي تحاول طمأنة الرأي العام.

في هذا التقرير، نسلط الضوء على رحلة الفلامنكو، وواقع الصيد الجائر، والمخاطر التي تهدد بقاء العراق ضمن لائحة التراث العالمي، وصولاً إلى استعراض شامل للتنوع الإحيائي الذي يجعل من أرض الرافدين محطة عالمية كبرى للطيور.

رحلة البحث عن "اللون" والدفء

لا يهاجر الفلامنكو لمجرد التنزه، بل هي رحلة بقاء معقدة يقطع فيها آلاف الكيلومترات في مسارين موسمين. تنطلق الرحلة شتاءً من براري شمال أوروبا وآسيا المتجمدة نحو دفء الشرق الأوسط وأفريقيا، لتعود صيفاً نحو الشمال.

ما يميز هذا الطائر ليس فقط شكله، بل كيمياء جسده؛ فلون ريشه الوردي الفريد ليس وراثياً، بل هو نتاج حمية غذائية غنية بالكاروتينات المستمدة من الروبيان واللافقريات والطحالب التي يجدها في المسطحات المائية. 

وتعد قدرته على الوقوف على ساق واحدة لغزاً علمياً يجمع بين الحفاظ على طاقة الجسم وتوازن درجة الحرارة، فضلاً عن ذكائه الاجتماعي الفائق الذي يجعله يهاجر في أسراب ضخمة ومنظمة، ما يحوّل سماء الأهوار إلى لوحة فنية متحركة.

كما أثبتت دراسات أنّ الفلامينغو لديه القدرة على تكوين علاقات اجتماعية مع أقرانه من طيور الفلامينغو، وهذا يفسّر تجمّع تلك الطيور بأسراب كبيرة، وهجرتها بشكل جماعي يجعلها فريدة في أطلس الهجرات الموسمية للطيور.    

الأهوار: الملاذ الآمن أم الفخ القاتل؟

تحط هذه الأسراب في أهوار جنوب العراق بحثاً عن الغذاء الطازج والمياه الدافئة. لكن، وعلى الجانب الآخر من المشهد الجمالي، تحط "أسراب الصيادين" أيضاً. يُباع الطائر الواحد في الأسواق المحلية بسعر يتراوح بين 15 إلى 25 دولاراً أمريكياً، وهو ثمن بخس مقابل تدمير ركيزة بيئية.

تكتظ أرصفة المدن في مواسم الهجرة بأعداد كبيرة من هذه الطيور المعروضة للبيع، مما خلق انطباعاً عالمياً بأن البيئة العراقية باتت "طاردة" للحياة البرية بسبب الصيد الجائر، والتغير المناخي، والجفاف الذي تسبب في هجرات "بلا عودة" لبعض الأنواع.

الرواية الرسمية: نفي وتفتيش ميداني

في تطور لافت، نفى مدير دائرة البيئة في مدينة الناصرية، موفق حامد، اليوم الأربعاء (24 كانون الأول 2025)، ما يتم تداوله عبر منصات التواصل الاجتماعي حول وجود صيد جائر وواسع للفلامنكو.

وأكد حامد أن فرقاً رقابية أجرت جولات ميدانية شملت مراكز المدن والأقضية والأسواق المختصة ببيع الطيور، ولم تعثر على أي دلائل مادية تشير إلى تداول الفلامنكو في الأسواق حالياً. وشدد على أن الوزارة تطبق إجراءات صارمة بحق المخالفين، معتمداً على القانون رقم 27 لسنة 2009 الذي يمنع الإضرار بالتنوع الإحيائي.

وجهة نظر الناشطين: الفلامنكو ليس وحده في خطر

من جانبه، يقدم الناشط البيئي رعد الأسدي قراءة أكثر عمقاً للمشهد. فهو يرى أن التركيز الإعلامي على الفلامنكو يعود لجماله الشكلي الذي يكسب تعاطف الناس، موضحاً أن الفلامنكو "غير مهدد بالانقراض دولياً" ولم يُدرج بعد في القائمة الحمراء.

لكن الأسدي يدق ناقوس الخطر حيال أنواع أخرى مهددة فعلياً وتتعرض للصيد الجائر بصمت. ويشير إلى أن غياب القوانين التي تحدد "كميات وطرق الصيد المسموح بها" جعل من العراق ساحة لصيد مفرط لا يراعي التوازن البيئي. وأعطى مثالاً صادماً؛ حيث أن الصيد الجائر للطيور أدى بشكل غير مباشر إلى عودة ظهور "سوسة النخيل"، لأن الطيور التي كانت تتغذى عليها أصبحت هدفاً للصيادين، مما يثبت أن العبث بالبيئة يرتد اقتصادياً وزراعياً على الإنسان. 

التهديد الدولي: لائحة التراث العالمي في خطر

حذّر الباحث القانوني علي التميمي من أن استمرار هذه الظاهرة قد يؤدي إلى خروج الأهوار العراقية من لائحة التراث العالمي لليونسكو. فالبقاء ضمن هذه اللائحة ليس تشريفاً دائماً، بل هو التزام دولي بحماية البيئة والتنوع الإحيائي.

وأوضح التميمي أن القوانين العراقية، رغم وجودها، تحتاج إلى تفعيل حقيقي؛ فقانون تنظيم صيد الأحياء المائية يفرض عقوبات تصل إلى السجن 7 سنوات في حالات استخدام المتفجرات أو السموم، بينما تمنع المادة 11 من قانون حماية البيئة صيد أو نقل الطيور المهاجرة التي تتخذ من العراق محطة للراحة.

بدوره، أكد مدير دائرة البيئة موفق حامد أن القوانين الخاصة بحماية البيئة موجودة ومطبقة، مشيراً إلى قانون حماية وتحسين البيئة رقم 27 لسنة 2009، ولا سيما الفصل الخامس الخاص بحماية التنوع الإحيائي. 

وأوضح أن المادة 11 من القانون تنص على منع الإضرار بالمجموعات الإحيائية في موائلها، ومنع صيد أو الاتجار بالطيور والحيوانات المهددة أو شبه المهددة بالانقراض، كما تنظم صيد أو قتل أو حيازة أو نقل الطيور والحيوانات البرية والمائية، بما فيها الطيور المهاجرة التي تتخذ من الأراضي العراقية محطة للراحة أو التكاثر، إضافة إلى منع الإضرار بالنباتات النادرة والبرية، مع السماح باستخدامها للأغراض العلمية والطبية والصناعية وفق ضوابط محددة.

وبالعودة الى الناشط البيئي رعد الاسدي فقد أكد أن الاعتراض ليس على الصيد المستدام، كونه جزءاً من التوازن البيئي والأمن الغذائي، وإنما على الصيد الجائر والمفرط الذي يتم بكميات كبيرة ويهدد بعض الأنواع بالانقراض، ما يؤدي إلى فقدان ركيزة مهمة من ركائز التنوع البيولوجي.

وشدد على ضرورة تفعيل القوانين البيئية، وتعزيز دور التوعية، وإشراك منظمات المجتمع المدني والشرطة البيئية للحد من هذه الظاهرة. وأشار إلى أن تسليط الضوء الإعلامي على طائر الفلامنكو يعود إلى شكله الجذاب الذي يكسب تعاطف الناس، ما يثير ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي، داعياً إلى استثمار هذا الاهتمام الإعلامي لحماية جميع أنواع الطيور والتنوع البيولوجي في العراق، باعتبارها فرصة مهمة للضغط باتجاه تفعيل القوانين البيئية واتخاذ إجراءات أكثر جدية، أسوة بما هو معمول به في دول المنطقة.

أطلس الطيور المهاجرة في العراق: 270 نوعاً من الجمال

كشف فاضل الغراوي، رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان، أن العراق ليس مجرد محطة عابرة، بل هو ممر استراتيجي لـ 270 نوعاً من الطيور القادمة من روسيا، سيبيريا، كندا، والصين. وتتوزع هذه الأنواع كالتالي:

1.⁠ ⁠طيور الماء والمسطحات المائية:

•البط البري (Mallard): يُشاهد في الأهوار والأنهار.

•الإوز البري (Wild Goose): يصل خلال فصل الشتاء.

•البلشون الأبيض (Great Egret): يهاجر إلى المناطق الرطبة.

•الفلامنكو (Flamingo): يتواجد في أهوار جنوب العراق.

•الخضيري الحذاف (Teal): يعيش في المسطحات المائية خلال فصل الشتاء.

2.⁠ ⁠الطيور الجارحة:

•الشاهين (Peregrine Falcon): من الطيور الجارحة التي تمر عبر العراق أثناء هجرتها.

•النسور بأنواعها (مثل النسر الأوراسي): تمر عبر المناطق الجبلية والسهول.

•الصقر الحر (Saker Falcon): يُعد من الأنواع التي تصل من آسيا الوسطى.

3.⁠ ⁠طيور السهول والبراري:

•طائر الحبارى (Houbara Bustard): مهدد بالانقراض ويُعتبر هدفًا للصيد.

•طائر القطا (Sandgrouse): يُشاهد في المناطق الصحراوية.

•السمان (Quail): يصل خلال فصلي الخريف والربيع.

4.⁠ ⁠الطيور الصغيرة والمغردة:

•البلبل أبيض الخدين (White-cheeked Bulbul): من الطيور المغردة التي تهاجر داخل العراق.

•الهدهد (Hoopoe): ينتشر في المناطق الزراعية.

•العصافير الملونة مثل عصفور الدوري والرفراف (Kingfisher).

5.⁠ ⁠الطيور النادرة والمهددة بالانقراض:

•الرخم المصري (Egyptian Vulture): مهدد بالانقراض عالميًا ويهاجر إلى العراق.

•أبو زلة (Marbled Duck): من الأنواع النادرة التي تستوطن الأهوار.

وأردف أن مناطق تواجد الطيور المهاجرة في العراق تتركز في الأهوار الجنوبية (ميسان، ذي قار، البصرة): تستقطب غالبية الطيور المائية. وكذلك هور الحويزة وهور الدلمج اللذان يستقبلان أعدادًا كبيرة من الأنواع المهاجرة. والمناطق الجبلية الشمالية (إقليم كردستان): ملجأ للطيور الجارحة والنسور.

ولفت إلى أن أوقات هجرة الطيور إلى العراق تنشط في اوقات فصل الخريف التي تبدأ من سبتمبر إلى نوفمبر. وفي فصل الربيع التي تمتد من مارس إلى مايو.

تستقبل أهوار العراق سنوياً ما يقدر بـ 100 ألف طائر، لكن الغراوي يؤكد أن هذا الرقم في انخفاض مستمر في السنوات الأخيرة بسبب التغيرات المناخية، الجفاف، وانحسار المسطحات إضافة إلى الصيد الجائر.

وطالب الغراوي، الحكومة بإعلان العراق محمية طبيعية للطيور المهاجرة للحفاظ عليها من الانقراض وتطبيق قوانين صارمة لمنع الصيد الجائر، وتحسين إدارة الموارد المائية لضمان استمرار البيئة المناسبة للطيور المهاجرة.

نحو "محمية وطنية"

إن الجدل حول صيد الفلامنكو في عام 2025 يجب أن يكون نقطة انطلاق لإصلاح بيئي شامل. لا يكفي النفي الرسمي أو الاعتماد على تعاطف الناس مع "شكل" الطائر الجميل، بل يتطلب الأمر خطوات إستراتيجية طالب بها الخبراء، وأهمها: إعلان العراق محمية طبيعية للطيور المهاجرة لضمان التزام دولي ومحلي صارم، وتفعيل الشرطة البيئية وتزويدها بالصلاحيات والموارد لمراقبة الأهوار والأسواق بشكل يومي، وتحسين إدارة الموارد المائية لضمان بقاء الأهوار بيئة صالحة للحياة، والتوعية المجتمعية لتحويل الصيادين من "مستهلكين" للبيئة إلى "حماة" لها، عبر تشجيع السياحة البيئية بدلاً من الصيد.

سيبقى طائر الفلامنكو يرفرف بجناحيه فوق مياه العراق، فهل سنسمح لهذه الأجنحة أن تستمر في الطيران، أم ستظل أسيرة "صفيح" الأسواق وبنادق الجهل البيئي؟ الإجابة تكمن في تفعيل القانون قبل فوات الأوان.

أخبار مشابهة

جميع
استفتاء انفوبلس.. رأي الجمهور يحسم سباق شركات الإنترنت و"الوطني" يكتسح الجميع

استفتاء انفوبلس.. رأي الجمهور يحسم سباق شركات الإنترنت و"الوطني" يكتسح الجميع

  • اليوم
بين النفي الرسمي وصيحات الناشطين.. هل تحولت أهوار العراق إلى "أفخاخ موت" للطيور المهاجرة؟

بين النفي الرسمي وصيحات الناشطين.. هل تحولت أهوار العراق إلى "أفخاخ موت" للطيور المهاجرة؟

  • اليوم
مبالغ الاتصالات ترتفع 20%.. قرار حكومي يُعيد الجدل الاقتصادي إلى الشارع العراقي

مبالغ الاتصالات ترتفع 20%.. قرار حكومي يُعيد الجدل الاقتصادي إلى الشارع العراقي

  • اليوم

شبكة عراقية اعلامية

  • الرئيسية
  • مقالات
  • فيديو
  • كاريكاتور
  • إنفوغراف
  • سياسة الخصوصية

جميع الحقوق محفوطة