حيدر زكي وجدلية الاعتقال.. تضامن مُدبَّر ونوايا معروفة.. هل يستحق التعاطف بعد سجنه؟
انفوبلس/ تقارير
انقسام في الآراء وجدل، بين مؤيِّد لقرار سجن الإعلامي حيدر زكي، ومعارض يرى في ذلك "تكميم للأفواه" وما بين الرأيين معلومات كُثر وأسئلة تحتاج إلى إجابات، لعل في مقدمتها هل يستحق زكي حملات التعاطف تلك؟ وما قصة المعلومات التي تحدثت عن حملات ابتزاز تمارس ضد الاتحاد للإفراج عنه؟ انفوبلس سلّطت الضوء على تلك الجدلية، واستطلعت مختلف الآراء، فما الذي أجمعت عليه الجماهير؟
*سبب السجن
يعود سبب سجن الإعلامي حيدر زكي 4 أشهر، إلى دعوى قضائية بتهمة التشهير رفعها ضده رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم عدنان درجال.
وأقام درجال دعوى قضائية ضد زكي مقدم برنامج "ستوديو الجماهير" الذي يُذاع عبر قناة دجلة، اتهمه فيها بالإساءة لسمعته بعد أن شبَّهه الإعلامي المذكور بعدي، ابن المقبور صدام حسين.
بعد ذلك، جاء قرار القضاء، بثبوت التهمة وإدانة حيدر زكي والحكم بسجنه مدة 4 أشهر، وهو الأمر الذي أثار الجدل داخل الأوساط الإعلامية والرياضية بين مَن يرى أن زكي يستحق ذلك، وبين مَن تعاطف معه ورفض شكوى درجال.
*أصل الواقعة التي قادت إلى الخلاف
وتعود الواقعة التي تسببت في خلاف بين حيدر زكي وعدنان درجال إلى أن الأول أراد أن يتحدث عن احتكار درجال الإدارة والتفرد داخل اتحاد كرة القدم باتخاذ القرارات الهامة فقام بتشبيه "درجال" بعدي صدام حسين، في فترة ما قبل تغيير النظام داخل العراق في عام 2003، حيث كان عدي هو المشرف على اللجنة الأولمبية والرياضة العراقية.
جدير بالذكر أن هذه الواقعة ليست المرة الأولى التي يثير فيها الإعلامي حيدر زكي الجدل، فهو كثيرًا ما يدخل في صدامات مع المسؤولين الرياضيين في العراق بسبب الاتهامات التي يطلقها جزافا.
*حملة تعاطف مع زكي
بعد قرار سجنه، انقسم الرأي العام بين مؤيِّد ومعارض، وفي الوقت الذي أشاد فيه البعض بقرار درجال وضع حدا لما يحدث في البرامج الرياضية، تعاطف آخرون مع حيدر زكي وكان في مقدمتهم إعلاميون على رأسهم مقدمة البرامج على قناة دجلة "سحر عباس" وآخرون ممن كان يستضيفهم زكي في برنامجه فضلا عن مقدمي برامج عراقيين وعرب.
وبهذا الصدد، قال الإعلامي حسام الدراجي، إن سجن مقدم البرامج الرياضية حيدر زكي بسبب شكوى من قبل رئيس اتحاد كرة القدم عدنان درجال تُعد سابقة خطيرة.
وبيّن الدراجي، إن "سجن حيدر زكي هزيمة لعدنان درجال وليس خسارة"، مشيراً إلى أن "زمن القمع قد انتهى ونحن اليوم بلد ديمقراطي".
وأشار إلى، أن "زكي لم يُقدم على مسّ درجال شخصيا حتى تصل المرحلة الى حد السجن".
وهكذا، استمرت حملات التعاطف مع درجال لكنها لم تعادل تلك الحملات التي أيدت درجال وأثنت على قراره باللجوء إلى القضاء، وأدناه ستستعرض انفوبلس أبرز ردود الفعل إزاء القرار.
*هل يستحق التعاطف؟
لم يجمع الرأي العام، على أن حيدر زكي يستحق التعاطف، لدرجة أن البعض من الرياضيين والمدونين وغالبية الجماهير، طالبوا بزيادة عقوبته كونه لم يتسبب بالأزمات للمرة الأولى، وكان له تاريخ حافل بإثارة "الفتن" كما يصفونه.
وبهذا الشأن يقول أحد الرياضيين عن حملات التعاطف مع زكي، "إعلاميو الصدفة يتعاطفون مع حيدر زكي بعد صدور الحكم عليه.. مؤيدون بذلك طرحه الهدام المبني على خلق الفتن وإحداث الأزمات والطعن والتشهير والانتقاص وحتى السب والشتم.. ناهيك عن إهانة الجمهور ووصفهم بأبشع الأوصاف".
وأضاف في حديث لشبكة انفوبلس، "كلمتنا لهم: اعلموا أنكم بهذا الموقف المضاد لموقف الجمهور الرياضي العراقي الحريص على سمعة ومصلحة بلده وتأييدكم لكل ما من شأنه طمس سمعة العراق وتدنيسها إنما تخلقون فجوة كبيرة بينكم وبينه".
وتابع، "ولو قارنا بينكم مقارنة بسيطة بين القوي والضعيف ووضعناكم بكفتي ميزان فمن المؤكد أن كفة الجمهور هي الراجحة، لأنه لا ناقة له بما يدور ويحصل ولا جمل ولا مصالح بل كل همّه سمعة بلده والارتقاء به للأفضل بين باقي البلدان".
وقال مخاطبا المتعاطفين، إن "موقفكم هذا وكلامكم تزويق وتزوير للمعنى الحقيقي لحرية الإعلام والصحافة والرأي.. ما هكذا تُورَد الإبل يا إعلاميي الصدفة".
وختم، "الجمهور واعي ومثقف بل أكثر منكم وعياً وثقافة وفهماً بما يدور في الساحة وهو مؤيد ومناصر وداعم لكل ما يقوم به عدنان درجال، فهم يرون فيه الامل بإصلاح ما افسدتم طوال سنين، لكم بالمرصاد ولكل من يريد بهذا البلد سوءاً".
*حملة ابتزاز للدفاع عن زكي
إلى ذلك، أجمعت الجماهير، بأن هناك حملة ابتزاز منظمة من إعلاميين للدفاع عن حيدر زكي
واعتبروا أن سجنه ظاهرة خطيرة لأنه "إعلامي".
وقال أحد الجماهير لانفوبلس، "يعني عادي جدا تخرج على الشاشة وتكذب وتبتز وتشتم وتغير حقائق ولازم متتحاسب لأنك إعلامي ولازم تكون فوق القانون".
وأضاف، إن "سبب تعاطف هؤلاء الإعلاميين هو شعورهم بالخوف لأنهم يعملون بنفس الطريقة، حيث أصبح الابتزاز الإعلامي مهنة مربحة تمكنك من الحصول على الاموال والهدايا والايفادات وحتى الاستثمار".
وختموا بالقول، "مثلما يوجد محتوى هابط هنالك برامج هابطة وبالتحديد البرامج الرياضية ".
*تعاطف بُغضا بدرجال
من جانبه، علّق أحد المدونين على القضية بالقول، "ما تطرقت لموضوع سجن حيدر زكي بس ثقوا واعتقدوا كل اللي صار وياه وسانده مو حباً بي ابد وانما بغضا بعدنان درجال".
وتابع، "اصبروا لأيام بعد محد يتذكره أصلا".
وأشار إلى، أن "موضوع قناة دجلة وكم محلل معه ضايجين خير دليل يوضح انو الحق وي شكوى عدنان".
*خلاصة
لا زال الرأي العام منقسم بين مؤيِّد ومعارض لقرار حيدر زكي، ورغم حملات التعاطف الذي حدثت مع الأخير، ما زال الكثير من الجماهير يرون أن ذلك غير مبرر ومستحق، كون زكي تجاوز صلاحيات مهنته وبدأ يكيل التهم على كل من لم يخضع لمطالبه وليس درجال فقط، ولهذا فإن التضامن مع شخصية حاولت النيل من الكرة العراقية خطأ فادح يقتضي عدم الوقوع به وترك الأمر للقضاء كونه أعرف من الجميع، ولا يظلم أحدا.