صدام هاشم يكشف الأخطاء عبر "عيادة".. كوارث في لجنة دعم الدراما.. السوداني غاضب وشكاوى الممثلين تزداد

انفوبلس/ تقارير
بعد المشروع الكبير الذي أطلقه السوداني لدعم الثقافة والفن، وتخصيص أكثر من 13 مليار دينار لتنفيذه، لم تنجح لجنة دعم الدراما بكسب ود الجماهير بإنتاجات مميزة، بل لم تنجح باحتواء الممثلين وإعطائهم حقهم، وهو ما فجر غضبهم وغضب رئيس الوزراء الذي كشف عنه الإعلامي والناقد الفني صدام هاشم عبر مصدره #عيادة.. فماذا قال هاشم؟ وكيف كان لـ#عيادة دور بارز في كشف أخطاء اللجنة؟
مشروع "كبير" لدعم الثقافة والفن
قبل فهم الأخطاء التي شابت لجنة دعم الدراما، والأزمة المستمرة، لابد من الرجوع إلى القرارات السابقة التي انبثقت عنها هذه اللجنة، وأهداف تشكيلها، والإخفاقات التي تسببت بتلك الأخطاء.
ففي تاريخ (4 كانون الأول 2023)، أطلق رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، مشروعاً ثقافياً وفنياً كبيراً في العراق، لدعم السينما والدراما والمسرح والفن التشكيلي والأدب والكتاب وأدب الطفولة، فيما أعلن عن تخصيص مبلغ 13.5 مليار دينار لتنفيذ المشروع.
وذكر المكتب الإعلامي للسوداني آنذاك في بيان تلقته "انفوبلس"، أن "ذلك جرى خلال استقباله جمعاً كبيراً من نجوم الفن العراقي وممثلين عن اتحاد الأدباء وعدد من الكتّاب والمثقفين".
وأكد السوداني بحسب البيان "إكمال الإجراءات الخاصة بالتخصيصات المالية المطلوبة للنشاطات الفنية والأدبية، التي عانت من الركود بسبب غياب الدعم والمبادرات، وأكد ضرورة دخول القطاع الخاص في الإنتاج الفني وعدم الاعتماد فقط على الدعم الحكومي"، مشيراً إلى أنه "ليس مطلوباً من الفنانين والأعمال الفنية مراعاة مزاج الحكومة أو أية جهة، بل شرطنا الوحيد هو أن تكون بجودة كبيرة ومستوى فني عال".
وأشار السوداني إلى، أن "المجالات الثقافية والفنية تكتسب أهمية بالغة لدى الحكومة؛ نظراً لتأثير نتاجاتها ومهرجاناتها الفنية والأدبية في خلق انطباع إيجابي عن استقرار البلد، وإمكانية استثمار الفن والثقافة لمحاربة مختلف الظواهر الخطيرة كالعنف والتطرف والمخدرات"، مؤكداً أنّ "واجب الحكومة رعاية الفنانين والمبدعين، وسبق أن خصصت 5 مليارات دينار سابقاً لنقابة الفنانين تخص صندوق تقاعد الفنانين، وكذلك 3 مليارات لصندوق التكافل الاجتماعي الخاص باتحاد الأدباء".
5 مليارات لدعم الدراما ومثلها لدعم السينما
خصص المشروع الذي أطلقه السوداني أعلاه مبلغ 5 مليارات دينار لدعم الدراما العراقية، ومبلغ 5 مليارات دينار لدعم السينما العراقية، فيما خصص مليار دينار عراقي لطباعة النتاجات الأدبية والفكرية للكتّاب والأدباء العراقيين.
وفي ضوء المشروع أيضاً تم تخصيص 200 مليون دينار، لدعم الفنانين التشكيليين في إقامة المعارض الخاصة، وتخصيص 300 مليون دينار لدعم الفنون الموسيقية المختلفة، وكذلك تخصيص مليار ونصف دينار لاتحاد الأدباء والكتّاب في العراق، لإقامة الموتمرات والمهرجانات الرسمية، فضلاً عن تخصيص 500 مليون دينار لدعم أدب الطفل، بحسب البيان.
لا إنتاج لهذه اللجنة سوى 3 مسلسلات!
بالحديث عما حققته هذه اللجنة من إنتاجات، يقول المخرج السينامئي عزام صالح، إن "المشروع كان يستهدف رفد الدراما العراقية بالإنتاج المميز والتسويق والانفتاح على شركات القطاع الخاص وعلى الانفتاح ومشاركة الفنانين العرب وتطوير الكوادر الفنية من خلال زجهم في الأعمال المنتجة، وتحسين وضع الفنانين والتقليل من كاهل الدولة في الإنتاج الدرامي".
ويتابع، "تشكلت لجنة صندوق الدعم بموافقة أمناء شبكة الإعلام العراقي ومجلس النواب ممثلة بلجنة الثقافة ورئيس هيئة الإعلام والاتصالات، وكذلك وزارة الثقافة، والداعمين للمشروع، وكذلك أسماء فاعلة في الوسط الفني".
ويكمل، "وفي أثناء مسيرة صندوق دعم الدراما، بعد أن دعمت شركات الاتصالات والبنوك الموجودة في العراق هذا المشروع كانت هناك لجنة غير منتخبة من الفنانين، أشرفت على الإنتاج واختيار النصوص والاعلام الترويجي للأعمال. لم تنتج هذه اللجنة سوى ثلاث مسلسلات بواقع ٣٠ حلقة و١٤ حلقة وعشر حلقات تلفزيونية، تقاضت اللجنة عن الإشراف على العملين الأوليين (يسكن قلبي) و(عائلة خارج التغطية)، ٢٠ مليون دينار عراقي لكل واحد منهم بصفة مشرف".
ويمضي صالح بالقول: "لا نعرف كم تقاضى من بقي يعمل في اللجنة على عمل (الماروت). برغم أن عدد من تبقى من الأعضاء أقل من نصفهم، والتي كانت بواقع أحد عشر فناناً، وهذا لا يجوز بحسب النظام الداخلي للمشروع معه الاستمرار بدون إضافة أسماء أخرى من الفنانين".
أزمات وتنازعات داخلية
يواصل المخرج صالح انتقاده لهذه اللجنة والمشروع، ويقول مكملاً حديثه أعلاه: "يقودنا هذا التساؤل الى ما قدمه المشروع؟ إذ إن ما قدمته اللجنة من أعمال لم تكن تستوفي ما يستهدفه المشروع، الذي كان من الممكن أن يستمر ويتطور، بل ويزيد من رأس المال، لكن الاختيارات والتنازع الداخلي في بعض الأحيان من داخل اللجنة حالت دون أن يصل المشروع الى غايته: التسويق، زجّ الفنانين بأعمال متميزة، وزيادة خبرتهم وتحسين معيشتهم والانفتاح على شركات القطاع الخاص، وكذلك الانفتاح على الفنانين العرب، من أجل اكتساب الخبرة والتسويق".
ويضيف، "هذه المعرقلات والتلكؤات تعني أن أعضاء اللجنة كان لديهم سوء اختيار النصوص بالذات، والتخطيط الصحيح للمشروع، وعدم الخبرة في التسويق واختيار من يقود هذه الأعمال، وكذلك التدخل في شان المخرج من حيث اختيار الكادر الفني والممثلين. بل ما كان معمولا به هو: الأقربون أولى بالمعروف، وبالتالي لم تبِع أو تسوق هذه اللجنة أي عمل، بل وحتى لم تلقَ أعمالها مساحة مناسبة للمشاهدة، لأنها لم ترقَ الى النموذج المتميز المطروح في نظامها الداخلي، ولم تحقق أي شيء. إنما جرى تسويق الأعمال بصيغة الإهداء الى شبكة الإعلام العراقي. ولم يبقَ سوى ثلاثة أعضاء من اللجنة، ورئيسها بعد أن استقال البعض، ولم تستطع أن تسترجع الأموال التي صُرفت على الأعمال، وهذا بخلاف النظام الداخلي أيضا".
ويتابع، "كان الأحرى أن تكون هذه الأموال داعمة لشركة بابل بدلا من تصفيتها، وتوزيع حصصها على المؤسسات والمساهمين ووضع إدارة لائقة، ولها خبرة في التسويق واختيار الأفضل، من أجل النهوض بالدراما العراقية، كما فعلت شركة بابل في التسويق والإنتاج المتميز أمثال (الأيام العصيبة) و(ذئاب الليل) و(المدن الثلاث) وغيرها من الأعمال التي لا تزال تشاهد عراقيا وعربيا."
ويختم المخرج السينمائي عزام صالح، "هنا لا بد للدراما العراقية من النهوض، وذلك بدعم من الدولة وإنشاء قطاع مختلط، ليرفد البلد بأعمال متميزة، بعيدا عن الأدلجة التي تقودها الفضائيات الممولة من خارج الحدود، وطرح الموروث التاريخي والتراثي للبلد بما يناسب العمق الحضاري، بدلا من أن نلقى تشويها للشخصية العراقية، وتحريفا للواقع ونشر الغسيل الوسخ، وجعل القدرات العراقية غير فاعلة في صنع دراما عراقية تأليفاً وإخراجاً وفنيين، من خلال أعمال معادة وهجينة".
صدام هاشم يكشف المستور عبر "عيادة"
توالى الغضب على لجنة دعم الدراما، والانتقادات الهادفة لتشخيص الاخطاء، ولعلّ أبرز من تعمّق بهذه هو الإعلامي والناقد الفني صدام هاشم عبر سلسلة من المنشورات التي غلب عليها طابع الفكاهة والنقد مستخدماً مصدر خاص به يطلق عليه اسم #عيادة.
لقد كشف هاشم عبر #عيادة سلسلة من الأخطاء في لجنة دعم الدراما، حتى أعلن في التاسع من كانون الثاني الجاري، أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني غاضب جدا من هذه اللجنة.
ونقل صدام عن #عيادة، وهو مصدره المحبب في نقل المعلومات، أن السوداني وجّه باستدعاء لجنة دعم الدراما، بعد أن أبدى انزعاجا شديدا من آلية عملها.
بعد أيام من تحققت نبوءة #عيادة، وبتاريخ 13 كانون الثاني الجاري اجتمع السوداني فعلاً بلجنة دعم الدراما وكشف "هاشم وعيادة" مخرجات الاجتماع.. فماذا جاء به؟
اجتماع غاضب للسوداني و"عيادة" تكشف مخرجاته
بعد تحقق نبوءة "عيادة" أعلاه، واجتماع السوداني بلجنة دعم الدراما، كشف الإعلامي والناقد الفني صدام هاشم مخرجات ما جاء في الاجتماع.
وقال هاشم في مقطع مصور تابعته شبكة انفوبلس، "أخبرني عيادة، وكما تعرفون هو صديق مقرب مني، بأن السوداني اجتمع بلجنة دعم الدراما وبحضور مستشاره الثقافي عارف الحمامي ورئيس اللجنة وديع نادر، ورئيس شبكة الإعلام العراقي كريم حمادي، ولكون رئيس مجلس الأمناء كان على سفر، فقد حضر أحد الأعضاء وهو كردي إلى الاجتماع".
وأضاف، أن "السوداني فاجأ جميع الحضور بصور و"سكرينات" للانتقادات و"الخربطة" في عملهم وسألهم عن الذي يدور".
وتابع، أن "السوداني استعرض فيديوهات الممثلين الذين انتقدوا الأجور وانتقدوا الآلية التي تسير عليها لجنة دعم الدراما، واستفهم منهم عن سبب تصوير الممثلة أنعام الربيعي فيديو ينتقدهم فيها، وسبب فعل مهند الطيب الشيء ذاته".
وأكمل هاشم، أن "السوداني أعطى اللجنة مهلة 72 ساعة لإعطائه تفاصيل شركات الإنتاج وتاريخها ومنجزاتها وأعمالها".
بعد ذلك وجه هاشم رسالة إلى السوداني، يؤكد له فيها ، أن شركات الإنتاج التي طالب بتاريخها هي الشركات ذاتها التي استلمت ملف الدراما العام الماضي والذي كان عبارة عن "مهزلة وكوارث" كما وصفه.
كما استعرض هاشم أجور الممثلين، وكيف خالفت لجنة دعم الدراما ذلك، واستشهد بممثلين بارزين عانوا من هذه المشكلة، مثل آلاء حسين وسلوى الخياط وحتى الممثل الكبير مقداد عبد الرضا.
منحة الـ15 مليار واستبعاد مقداد عبد الرضا
يمتلك الإعلامي والناقد الفني صدام هاشم، سلسلة طويلة من المنشورات التي تكشف أخطاء لجنة الدراما، وينقل له "عيادة" معلومات دقيقة كمصدر خاص به، إذ ينقل الأخير للأول بشأن المنح ويقول، "منحة 15 مليار من رئيس الوزراء لدعم الفن والدراما العراقية والفنانين، ذلك الموسم صُرفت 9 مليارات على أعمال بائسة جدا، هذا الموسم 5 مليارات وكسر، كذلك نفس شركات الإنتاج بذلك الموسم أنتجت الأعمال هذا الموسم.. يستغرب هاشم وعيادة معاّ".
وتابع، "الموسم الثاني على التوالي الفنان القدير مقداد عبد الرضا خارج السباق الرمضاني، فنان قدير بحجم تاريخه وعطائه كان من الاولى أن يتم التعامل معه كاستثناء، تعال أستاذ مقداد هذه ميزانية اختار سيناريو ومخرج وشركة ونفذ لنا عمل بطولتك مثل ما يعمل المصريون مع الفنانين الكبار .. حقة من يگول (ماعدت أحب التمثيل)" يقول هاشم هذا بحسرة.