ما السر خلف ثراء الإعلاميات والفاشينستات؟.. "جي كلاس" سحر عباس تثير الجدل وتفتح ملف الثراء المريب.. تعرف على أبرز الآراء وعلى علاقة جمال الكربولي بالقضية
انفوبلس..
أثارت الإعلامية العراقية ومقدمة البرامج سحر عباس جميل الجدل بسبب منشور نشرته على صفحتها يتضمن صورة سيارة وكتبت إنها اشترت أول سيارة "جي كلاس" موديل 2024 تدخل بغداد، وكان سبب الضجة التي تمت إثارتها على مواقع التواصل الاجتماعي هو السعر التقريبي لهذه السيارة الذي يبلغ 200 ألف دولار (نحو 300 مليون دينار بسعر الصرف الموازي و260 مليون دينار بسعر الصرف الرسمي)، وتساءل المعلقون: من أين لكِ هذا؟.
مقدمة برنامج "القرار لكم" وبرنامج "جمهورية المملكة" على قناة دجلة الفضائية التابعة للسياسي المثير للجدل جمال الكربولي، نشرت منشورا آخر يتضمن مقطع فيديو لسيارتها الجديدة أثناء إنزالها أمام شقتها في المجمع السكني "بوابة بغداد"، الأمر الذي أثار موجة تساؤلات أخرى حول ملف الثراء المريب للإعلاميات، خصوصاً وأن سحر عباس تمتلك شقتين في المجمع يبلغ سعرهما نحو مليون دولار، وفقاً لمصادر إعلامية ومحلية.
مدونون على مواقع التواصل الاجتماعي تساءلوا عن مصدر أموال سحر عباس، مرجحين أن مصدرها هو المال السياسي الفاسد، وكتب أحدهم متهكماً: سحر عباس عُرفت في عام 2020 ولكي تجمع أموال شققها وسيارتها خلال تلك الفترة تحتاج أن يكون راتبها الشهري 25.000 دولار ("شدتين ونصف" أي نحو 38 مليون دينار) وهو راتب لا يحصل عليه حتى الوزير.
وكتب آخر: خلال فترة اعتقال جمال الكربولي اعترف صراحة إن قناة دجلة تم استخدامها في كثير من الأحيان لابتزاز سياسيين ورجال أعمال وبمبالغ خيالية، ويذكر أنه في إحدى المرات تواصل مع شقيق محافظ نينوى الأسبق نوفل العاكوب بعد اعتقال شقيقه من قبل لجنة مكافحة الفساد، وطلب منه عرض حلقة تلفزيونية لتسقيط اللجنة التي اعتقلت نوفل العاكوب، وهو ما جرى فعلا بحسب اعتراف الكربولي.
وأضاف، إن الكربولي اعترف بأنه تواصل مع سحر عباس جميل لتصوير حلقة بهذا الخصوص فضلا عن عدد من المحللين السياسيين الذين تم استئجارهم لتحقيق غاية شقيق المحافظ المعتقل، لافتاً إلى سعر سيارة "جي كلاس" وسعر الشقق في بوابة بغداد تعتبر مبالغ تافهة مقارنة بالمبالغ التي يتم تحصيلها من خلال برامج الابتزاز كالذي تقدمه سحر عباس جميل.
وفي عام 2021، نشرت منظمة "إنهاء الإفلات من العقاب في العراق"، وثائق تضمنت اعترافات للسياسي العراقي المعتقل بتهم فساد جمال الكربولي زعيم كتلة الحل، أبرزها أنه قام بتأسيس قناة دجلة الفضائية عام 2013، وقام “بالتركيز على قضايا الابتزاز لفساد السياسيين والتجار لغرض المكسب المالي والضغط عليهم إعلامياً والاستفادة منهم مادياً، عن طريق الوثائق التي كان يجلبها لهم أعضاء في مجلس النواب العراقي”.
وقامت المنظمة بنشر وثيقة تحتوي اعترافات الكربولي، جاء فيها: في عام 2012/2013 قمتُ بافتتاح قناة دجلة الفضائية وأصبحت من بين القنوات المشهورة في العراق وقمت بطلب من مدير القناة المدعو محمد العبيدي التركيز على قضايا الابتزاز الفساد السياسيين والتجار لغرض المكسب المالي والضغط عليهم إعلاميا والاستفادة منهم ماديا عن طريق الوثائق التي كان يجلبها إلينا أعضاء في مجلس النواب حيث تم نشر تقرير عن وجود فساد في شركة القيوان لتجارة النفط وهي شركة كردية وبعد نشر التقرير ولمدة يومين على قناة دجلة اتصل بي صديقي المدعو إياد الحمداني واخبرني أنه يريد التفاوض معي بخصوص التقرير الإعلامي وقام بإعطائي مبلغا قدره مليون دولار وبعدها توقفت عن نشر أي موضوع يخص الشركة على قناتي. ثم نشرت تقريرا عن مصرف الاتحاد الإسلامي العائد الى عقيل مفتن الربيعي وكان عن حالات فساد وغسيل أموال وتهريب العملة خارج العراق وفساد متعلق بمزاد العملة يقوم به المصرف وحصلت مفاوضات مع صاحب المصرف لغرض عدم نشر التقرير وقام بإعطائي مبلغا قدره 150 ألف دولار حيث حضر إلى داري في منطقة المنصور وسلمني المبلغ باليد. أيضا نشرنا تقرير عن شركة كار ووجود فساد مالي، وتم التفاوض معي وقام صاحب الشركة المدعو محمود بإعطائي مبلغ 100 ألف دولار مقابل عدم نشر أي شيء عن الشركة. قام النائب مثنى عبد الصمد بدعم القناة بمبلغ 250 مليون دينار عراقي سلّمها لي في منزلي في منطقة المنصور، كذلك استملت مبلغ 100 ألف دولار لإيقاف تقرير عن وجود فساد في شركة اونا أويل العائدة لأحمد الجبوري بعد وساطة قام بها نبيل جاسم مقدم برنامج في قناة دجلة سابقا ورئيس شبكة الاعلام العراقي حاليا.
وأضافت الوثائق على لسان الكربولي: نشرنا كذلك تقريرا عن مجمع بسماية السكني والخاص بمحطة توليد الطاقة الكهربائية وتبين أنها عقد للمدعو أحمد إسماعيل وكانت حصتي من الأموال مبلغ 150 ألف دولار، في بداية عام 2021 اتصل بي شقيقي محمد الكربولي وأخبرني بأنه حضر إليه النائب ميزر حمادي سلطان العاكوب واتفق معه على استهداف لجنة الأمر الديواني 29 لسنة 2020 والهيئة القضائية الخاصة بالنظر بقضايا اللجنة من خلال قناة دجلة حيث قمنا باستضافة نواب في البرلمان ومحللين سياسيين يتم استئجارهم بمبالغ مالية من أجل التشهير والقذف والافتراء على عمل اللجنة الخاصة بمكافحة الفساد لكون اللجنة استهدفت شقيقه المتهم الموقوف نوفل العاكوب. تم الاتفاق مع مقدمة برنامج القرار لكم الإعلامية سحر عباس جميل وأيضا في نشرات الأخبار تم نشر معلومات غير صحيحة عن وجود تعذيب وانتهاك لحقوق الإنسان في موقف اللجنة وذلك من أجل الضغط على رئيس الوزراء لغرض حل اللجنة وقامت الإعلامية سحر عباس باستضافة محللين سياسيين مقابل مبالغ مالية دفعتها إليهم وأيضا استضافة نواب في البرلمان لهم موقف سياسي ضد لجنة مكافحة الفساد.
مراقبون ومحللون كتبوا حول الضجة التي سيطرت على مواقع التواصل الاجتماعي بعد شراء سحر عباس لسيارتها، وقالوا: تمثّل سيارتا جي كلاس مرسيدس ولكزس رمزية عميقة، فهذه الهياكل المعدنية، رمز الفخامة والقدرة على إجبار شخصيات السلطة والمال على الدفع.
هذا الصراع يُمثّل علامةً فارقةً في عالم الإعلام العراقي، فنحن أمام جيل من الإعلاميين لا يتسلح بالمعرفة والمهارات الثقافية والأدبية، بل بالمركبات الفارهة والمفاتن الأنثوية.
يعتري الكثيرون، العجب حول جذور ثراء الإعلاميات والفاشنستات في أرض العراق المتجلي في مركبات فارهة وشقق فاخرة.
ووراء ذلك لغزٌ منتظر سيكشف أن تلك الهدايا الفاخرة نابعة من رحابة صداقات تخادمية، بأبعاده السرية في صفقات وتخادم إعلامي سياسي مالي.
مصادر هذه الثروة تتجلى في رجال أعمال أسسوا لفضائيات، ليس لها هدفٌ سامٍ من نشر الحقيقة أو تقديم الخدمة العامة، بل نافذةً تطلُّ من خلالها على عالم السلطة والنفوذ، تعزّز فيه علاقاتها مع الشخصيات المتنفذة التي ترعى العقود والكوميشنات والصفقات.