نحو 200 عائلة من "أُسر داعش" تستعد لدخول نينوى.. هل تستخدمهم أمريكا كورقة لخلخلة الوضع الأمني؟
انفوبلس/ تقرير
تستعد محافظة نينوى، لاستقبال وجبة جديدة من عائلات "داعش"، تبلغ 170 عائلة قادمة من مخيم الهول شمال شرقي سوريا، الذي يأوي أعدادا كبيرة من ذوي التنظيم الإرهابي "داعش" ما يثير المخاوف في العراق، ويسلط تقرير شبكة "انفوبلس"، الضوء على آخر مستجدات هذا الملف.
وجاءت هذه الخطوة بعد تأكيد الحكومة العراقية مضيّها في مهمة تفكيك مخيم الهول السوري الواقع على بعد 13 كيلومتراً عن حدودها الدولية من جهة محافظة نينوى، واصفة المخيم بأنه "قنبلة موقوتة"، وأنه يساعد على التطرف. كما دعت الدول الأخرى إلى العمل على تسلم رعاياها بأسرع وقت ممكن.
يكشف عضو مجلس النواب عن نينوى شيروان الدوبرداني، عن وصول وجبة جديدة تبلغ 170 عائلة من عائلات "داعش" الارهابي في مخيم الهول بسوريا إلى محافظة نينوى. ويقول الدوبرداني إن "وجبة جديدة تبلغ 170 عائلة من عائلات داعش سيجري نقلها خلال الأيام القادمة من مخيم الهول السوري الى مخيم الجدعة (جنوب الموصل).
ويضيف أن "الرحلة تحمل الرقم 16 كوجبات جرى نقلها من مخيم الهول السوري الى مخيم الجدعة حيث مركز إعادة تأهيل عائلات داعش"، مبينا أن "إجراءات أمنية واستخبارية سترافق عملية الاستلام والتسليم وخصوصاً في ما يتعلق بأسماء العائلات وعزل المطلوبين منهم".
وبحسب وسائل اعلام سورية، فإن 170 عائلةً تضم نحو 560 فرداً، غادرت مخيم الهول شرقي الحسكة، باتجاه الأراضي العراقية اليوم الثلاثاء، بعد وصول حافلات عراقية من أجل نقلهم، بعد عملية تنسيق بين "الإدارة الذاتية" العاملة في مناطق "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) واللجان العراقية المعنية، مشيرة الى إن المخيم يؤوي حالياً 42781 شخصاً، بينهم 19530 عراقياً و16779 سورياً، بالإضافة إلى 6461 أجنبياً، و11 شخصاً مجهولي النسب.
وتتخوف الاوساط السياسية والامنية في العراق، من استخدام الدواعش في مخيم الهول من قبل امريكا كورقة لخلخلة الوضع الامني من جديد.
ونجح العراق، في 13 مايو/ أيار الماضي 2024، بإقناع 20 دولة من أصل 60 بسحب رعاياها من مخيم الهول السوري، كما أن روسيا سحبت مؤخرا 32 طفلا (12 طفلة و20 طفلا) تتراوح أعمارهم بين 5 و17 سنة.
*خلافات عشائرية
كشفت تقارير محلية، أطلعت عليها شبكة "انفوبلس" انه في 21 آذار مارس الماضي، اندلعت خلافات عشائرية بين أسر الشهداء وأسر تنظيم "داعش" الارهابي العائدة من مخيم الهول السوري.
وتذكر التقارير انه في 11 آذار/مارس الماضي 2024، اشتدت حدة الخلافات بين اسر قادة وعناصر "داعش" في مخيم الهول، وسط معلومات تفيد أن عدد كبير من هذه الاسر ترغب بالبقاء في سوريا كون جميعهم مطلوبين للقوات الامنية والعشائر على خلفية ارتكابهم عمليات قتل وتفجير وتهجير ضد سكان المحافظة إبان غزوهم لمدن الانبار.
يشار إلى أن القيادي في الإطار التنسيقي عدي عبد الهادي أكد مؤخراً، بأن أمريكا تريد إعادة فتح ممر سري للهول السوري باتجاه العراق من خلال قصف غربي الانبار، حيث ان وجود الحشد الشعبي في هذه المنطقة بمثابة خطر على المخططات الامريكية، التي تريد نقل الارهابيين بشتى السبل وخلق ممرات سرية لتدفقهم.
وفي الأشهر الماضية، عقد مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، سلسلة لقاءات مع سفراء دول أجنبية وعربية في بغداد، حثهم فيها على ضرورة استعادة رعاياهم من داخل المخيم الذي وصفه بأنه بات "خطراً على المنطقة"، كما وصف الأعرجي المخيم بأنه "قنبلة موقوتة، نعمل على تفكيكها"، مشيراً إلى أن من بين الموجودين في المخيم "أكثر من 20 ألف شخص دون سن 18 عاماً".
ويضم مخيم الهول الذي يخضع لحراسة مشددة وتشرف عليه قوات سوريا الديمقراطية، حوالي 48 ألف شخص بعد أن كانوا 73 ألف شخص، حيث ان غالبية نزلاء المخيم من نساء وأطفال "داعش"، مما يعزز المخاوف من ولادة جيل إرهابي جديد.
وكان الآلاف من عناصر "داعش" الارهابي نقلوا إلى مخيم الهول، بعد أن هُزم في سوريا في آذار/مارس 2019، وإنهاء سيطرته على مساحات كبيرة من الأراضي العراقية والسورية.
وأثارت عودة هذه العوائل حفيظة الكثير من الجهات، حيث اعتبرتهم منتمين لتنظيم "داعش" الارهابي، وأن إعادتهم تشكل خطرا كبيرا على العراق، حيث يقول النائب محمد كريم إن "هذه القرارات التي تتخذ هي بتأثيرات خارجية لإعادة تدوير هذه القنابل القاتلة إلى داخل البلد، وهم يعلمون أن هؤلاء رضعوا الإجرام مع أمهاتهم وآبائهم الدواعش".
وتنطلق التحذيرات الأمنية من استغلال الولايات المتحدة الامريكية للثغرات، كما فعلت عام 2014 فأنها تحاول إعادة سيناريو داعش الإرهابي واستغلال مناطق تجمع الإرهاب وتواجده خصوصا بمخيم الهول، حيث تستخدمه لتهديد العراق وبعض الدول بالتزامن مع القرارات والخطوات لا تتماشى مع توجهاتها.
ويبين النائب عن محافظة نينوى محما خليل، ان "العوائل القاطنة في المخيم عبارة عن قنابل موقوتة يمكن ان تنفجر في أي لحظة، مبينا، أن "كل المعلومات تشير الى ارتباط الجزء الاكبر من عوائل مخيم الهول بقادة وعناصر عصابات داعش الإرهابية".
بينما يؤكد عضو لجنة الامن النيابية النائب ياسر إسكندر ان "العراق اولى البلدان التي نوهت وبشكل مبكر الى خطورة مخيم الهول السوري في الشرق الاوسط واعتبره قنبلة بشرية موقوتة قد تثير الفوضى في عواصم دول عدة خاصة مع وجود الاف الارهابيين الذين ينتمون الى قرابة 30 جنسية اجنبية".
الى ذلك، يؤكد تقرير لمجلة نيويوركر الامريكية، ان مخيم الهول الذي يحتوي على حوالي أكثر من 50 ألف نزيل من الدواعش وداعمي التنظيم الإرهابي بحماية امريكية يدار في الحقيقة من قبل التنظيم الإرهابي في حين يشرف على حراسته العديد من الحرس الفاسدين والمرتشين.
يشار الى ان المجتمع الأيزيدي في العراق أعرب عن مخاوفه بشأن عودة عائلات التنظيم الارهابي إلى العراق خوفًا من تكرار مذبحة عام 2014 التي ارتكبها عناصر من التنظيم بحقّهم، حين قتلوا آلاف الرجال الأيزيدين وسبوا العديد من النساء والفتيات المراهقات.
ويعود تاريخ إنشاء مخيم الهول، إلى تسعينيات القرن الماضي، حيث أُسس من قبل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، على مشارف بلدة الهول بالتنسيق مع الحكومة السورية، ونزح إليه ما يزيد عن 15 ألف لاجئ عراقي وفلسطيني، هاجر الكثيرون منهم إلى مختلف أرجاء العالم بمساعدة الأمم المتحدة، خاصة بعد أحداث عام 1991 عندما استباح النظام العراقي البائد دولة الكويت، وقادت ضده الولايات المتحدة حربا عبر تحالف دولي.
ويُعد مخيم الهول في سوريا، الذي يضم عوائل قيادات وافراد تنظيم "داعش" الارهابي، مركزا للفكر المتطرف التكفيري في العالم، ويعد من أخطر الاماكن في العالم على الاطلاق، بعد انتشار الافكار التكفيرية بين اطفال ونساء "الدواعش" الذين يعتبرون ثقافة القتل حالة طبيعية، لكل من لا يعتقد بأفكارهم.