مستشفى الشرق الأوسط بين الانتقاد والرقابة.. وفاة "رويدة" تكشف ثغرات القطاع الخاص
انفوبلس/ تقارير
أثارت وفاة الشابة رويدة، 32 عاماً، داخل مستشفى الشرق الأوسط الخاص في بغداد، حالة من الصدمة والاستياء بين المواطنين، بعد اتهامات وجهتها عائلتها بوقوع خطأ طبي أدى إلى وفاتها. الحادثة سلطت الضوء مجدداً على مستوى الخدمات الطبية في المستشفيات الأهلية في العراق، وطالبت الجهات الرسمية بفتح تحقيق شامل لكشف ملابسات الواقعة وضمان عدم تكرارها.
خطأ طبي محتمل أثناء إجراء عملية بسيطة
في تفاصيل ما حدث، قالت عائلة رويدة، إن الشابة دخلت المستشفى وهي في حالة صحية مستقرة، دون أي مضاعفات خطيرة، لإجراء عملية طبية بسيطة لتفتيت حصوة.
ووفق إفادتهم، بدأت العملية عند الساعة 9:07 صباحاً واستمرت حتى الساعة الثانية إلا ثلث بعد الظهر. إلا أن الحادثة تحولت إلى مأساة عندما خرج نحو 15 طبيباً لإبلاغ الأسرة بأن رويدة تعرضت للاختناق ودخول السوائل إلى الصدر، ما استدعى نقلها إلى العناية المشددة داخل المستشفى نفسه.
وأكدت العائلة أن المستشفى طلب منهم توقيع أوراق جديدة وفتح “طبلة” أخرى رغم تدهور حالة الشابة الصحية، مشيرة إلى أن كلفة العملية الأولى بلغت مليوناً و135 ألف دينار، إضافة إلى أكثر من 200 ألف دينار كأجور علاج.
كما تم تسليمهم وصفات طبية بعد الوفاة، مما زاد من استغرابهم واستيائهم من تصرفات إدارة المستشفى.
جثة رويدة داخل مخزن!
حمّلت عائلة الشابة الكادر الطبي مسؤولية ما جرى، مؤكدة أن وفاة رويدة كانت نتيجة إهمال طبي.
وطالبت الجهات المختصة ووزارة الصحة بفتح تحقيق رسمي لكشف ملابسات الحادثة ومحاسبة المسؤولين عنها.
وأضافت الأسرة أنهم عثروا على الجثة في “مخزن” داخل المستشفى، ما أثار الغضب واستنكار الرأي العام، وأثار تساؤلات واسعة حول الإجراءات المتبعة في المستشفيات الخاصة.
وأشار ذوو رويدة إلى أن إدارة مستشفى الشرق الأوسط أخفت خبر وفاتها لأكثر من أربع ساعات، وهو ما اعتبرته العائلة محاولة لتجاهل حقوق المرضى وذويهم، فضلاً عن غياب أي تواصل رسمي أو توضيح من قبل إدارة المستشفى حول أسباب الوفاة وظروفها.
وزارة الصحة تتدخل وتوضح الإجراءات القانونية
وفي رد رسمي لها، أوضحت وزارة الصحة العراقية أن مستشفى الشرق الأوسط تابع للقطاع الخاص وليس ضمن المستشفيات الحكومية، مؤكدة أنها تتابع عمل جميع المستشفيات الأهلية من خلال دائرة التفتيش وأقسام المسؤولية الطبية.
وأعلنت الوزارة أنها شكلت فريقاً من دائرة التفتيش، المسؤولية الطبية، ودائرة الطب العدلي، بالتعاون مع الجهات المعنية الأخرى لمتابعة القضية والتحقق من أسباب الوفاة بدقة، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في حال ثبوت وجود أي خطأ أو إهمال طبي.
وأكدت الوزارة حرصها على متابعة جميع القضايا التي تمس سلامة المواطنين، وضمان حقوق المرضى وذويهم، ومعاقبة أي جهة تثبت مسؤوليتها عن التقصير أو الإهمال، سواء كانت خاصة أو حكومية. وأشارت الوزارة إلى أن التحقيقات تتضمن فحص سجلات المستشفى، ومراجعة الإجراءات الطبية المتبعة، والتأكد من التزام الكادر الطبي بالقوانين الصحية المعمول بها في العراق.
غياب المسؤولية الإدارية يزيد الغضب الشعبي
في الوقت الذي ينتظر فيه ذوو رويدة توضيحاً رسمياً لما حدث، واصل مستشفى الشرق الأوسط الامتناع عن مواجهة العائلة أو تقديم أي توضيح رسمي حول ملابسات الوفاة.
وقد لوحظ غياب مدير إدارة المستشفى منذ بداية الحادثة، وهو ما زاد من استياء الأوساط الشعبية ووسائل الإعلام، وأثار قلق المواطنين بشأن مستوى الالتزام بالمعايير الصحية والأخلاقية في بعض المستشفيات الخاصة بالعاصمة.
وأشار مراقبون إلى أن هذه الحادثة تعكس قصوراً في آليات الرقابة والمتابعة على المستشفيات الخاصة، وتؤكد الحاجة الملحة لتطبيق معايير صارمة للسلامة الطبية، وفتح تحقيقات شفافة وسريعة في حالات الوفاة المريبة، بما يضمن عدم تكرار مثل هذه المآسي.
تسليط الضوء على رداءة بعض الخدمات الصحية
تعد وفاة رويدة حالة جديدة تؤكد رداءة الخدمات الطبية في بعض المستشفيات الأهلية في العراق، حيث يشكو المواطنون من عدم وجود آليات واضحة للمساءلة، وغياب الشفافية في التعامل مع حالات الوفاة أو الأخطاء الطبية.
وقال بعض المشاركين في الحادثة إن الأعياد والمناسبات تأتي أحياناً لتسليط الضوء على الحاجة لتحسين جودة الخدمات الصحية، وضمان حقوق المرضى وذويهم، خصوصاً في المستشفيات الخاصة التي تشهد إقبالاً متزايداً من المواطنين.
وعلى الرغم من الظروف الغامضة للحادثة، أكد ذوي رويدة أنهم ينتظرون تحقيقاً عاجلاً وشفافاً يوضح حقيقة ما جرى، ويضع حدًا لأي إهمال طبي محتمل، فضلاً عن اتخاذ إجراءات رادعة بحق أي جهة تثبت مسؤوليتها عن وفاة الشابة.
