الإعدام لزوجة البغدادي "أسماء فوزي الكبيسي" بعد التحقيق والاعترافات الخطيرة.. ماذا عن زوجاته البقية؟
انفوبلس/ تقرير
أصدرت محكمة عراقية، اليوم الأربعاء 10 تموز/ يوليو 2024، حكما بإعدام زوجة زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي الأسبق أبو بكر البغدادي، وذلك بعد محاكمة تمت عقب نجاح السلطات العراقية في استعادتها في فبراير/ شباط الماضي بعد توقيفها في تركيا، فمن هي "أسماء فوزي محمد الكبيسي"، وماذا عن زوجاته الأُخريات؟
في فبراير/ شباط الماضي 2024، كانت السلطات القضائية العراقية، قد أعلنت استجواب عائلة البغدادي ومن بينهم أرملته، وذلك "ضمن خطتها لاستعادة المتهمين بقضايا الإرهاب الهاربين خارج العراق".
*تفاصيل حكم الإعدام
أصدرت محكمة جنايات الكرخ، اليوم الأربعاء 10 تموز/ 2024، حكما بالإعدام بحق زوجة المجرم الإرهابي أبو بكر البغدادي عن جريمة العمل مع عصابات داعش الإرهابية واحتجاز النساء الإيزيديات في منزلها.
المركز الإعلامي لمجلس القضاء الأعلى ذكر في بيان ورد لشبكة "انفوبلس"، أن "الارهابية أقدمت على احتجاز النساء الايزيديات في دارها، ومن ثم خطفهن من قبل عصابات داعش الارهابية في قضاء سنجار غرب محافظة نينوى"، مشيرا الى أن "الحكم بحقها صدر وفقا لأحكام المادة الرابعة/ 1 وبدلالة المادة الثانية/ 1 و3 من قانون مكافحة الارهاب رقم 13 لسنة 2005 واستدلالا بأحكام المادة 7/ أولا من قانون الناجيات الايزيديات رقم 8 لسنة 2021".
ولم يحدّد البيان الذي نُشر على الموقع الإلكتروني لمجلس القضاء الأعلى العراقي، من هي زوجة البغدادي التي طالها حكم الإعدام، لكن في اتصال هاتفي مع مسؤول في مجلس القضاء الأعلى كشف لـ"أنفوبلس"، أن الحكم صدر بحق أسماء فوزي محمد الكبيسي الزوجة الأولى لزعيم تنظيم "داعش" الإرهابي الأسبق.
من هي أسماء فوزي محمد الكبيسي؟
أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عام 2019، أن بلاده ألقت القبض على زوجة زعيم تنظيم "داعش" الارهابي أبو بكر البغدادي، فيما وكالة رويترز نقلاً عن مسؤولي أمن أتراك صورة قالت إنها تعود لأسماء فوزي محمد الكبيسي، التي يعتقد أنها الزوجة الأولى لزعيم تنظيم "داعش".
وجاء إعلان أردوغان أثناء إلقاء خطاب في العاصمة أنقرة، لكنه لم يذكر تفاصيل أخرى. ولم يقُل متى أو كيف تم القبض على المرأة أو يحدد هويتها. كما قالت الوكالة إن المرأة عرّفت نفسها باسم "رانيا محمود" للسلطات التركية.
لكن مسؤولا تركيا قال حينها، إن أرملة زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي كشفت عن "الكثير من المعلومات" عن عمل التنظيم بعد القبض عليها عام 2018. وذكر المسؤول أن الأرملة قالت إن اسمها رانية محمود، ولكن اسمها الحقيقي هو أسماء فوزي محمد القبيسي.
وتردد أن المعتقلة هي الزوجة الأولى لزعيم تنظيم "داعش" الإرهابي الأسبق أبو بكر البغدادي الذي قُتل في عملية نفذتها القوات الأميركية الخاصة في سوريا.
واعتُقلت هذه المرأة في الثاني من يونيو/ حزيران 2018 في محافظة هاتاي قرب الحدود السورية، إضافة إلى عشرة أشخاص آخرين، بينهم ابنته التي قيل إن اسمها ليلى جبير. وذكر المسؤول أن علاقة المرأتين بالبغدادي تأكدت باستخدام عينات الحمض النووي (دي أن أي) للبغدادي قدمتها السلطات العراقية.
وأضاف، "لقد اكتشفنا هوية زوجته الحقيقية بسرعة كبيرة، وتبرعت بالكثير من المعلومات عن البغدادي وطريقة عمل تنظيم داعش" الإرهابي.
كما تلقب أسماء فوزي محمد الكبيسي، بـ"أم حذيفة" وعاشت البالغة من العمر 48 عاما مع البغدادي في ريف إدلب في سوريا عام 2012 ثم في مدينة الرقة السورية سنة 2014. كما كانت تعيش في تركيا باستخدام هوية مزورة واسم مستعار.
وواجهت تركيا اتهامات بالتواطؤ في التستر على مكان البغدادي، الذي كان يحتمي في محافظة إدلب بمنطقة خاضعة للسيطرة التركية والفصائل السورية الموالية لأنقرة.
*مقابلة مع الكبيسي
زوجة زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي أبو بكر البغدادي، المدعوة "أسماء محمد"، كشفت تفاصيل "مثيرة" تظهر لأول مرة عن زوجها وذلك خلال مقابلة متلفزة على قناة "العربية/ الحدث"، في شهر شباط/ فبراير الماضي، حيث أكدت أن البغدادي كان لديه أكثر من 10 من السبايا الإيزيديات.
وروت "أسماء محمد"، في المقابلة على قناة "العربية/ الحدث"، أسراراً شخصية عن البغدادي، حيث قالت إن الزعيم الداعشي وقيادات في تنظيمه أصبحوا مهووسين بالنساء، وحولوا "دولة الخلافة" إلى دولة نساء. وذكرت أسماء إن "البغدادي وتنظيمه انساقوا وراء شهواتهم بشكل يتعدى حدود الإنسانية"، مضيفة أن زوجها الذي كان مصابا بالسكري "انغمس في شهواته بعد إعلان دولة الخلافة".
وفي ما يتعلق بتأكيد زوجة البغدادي خلال مقابلتها مع العربية أنها لم تكن راضية على موضوع السبايا وتصرفات داعش، أبدت الناجية الإيزيدية سيبان خليل استغرابها، قائلة "إن الطريقة التي كانت تتحدث فيها وكأنها بريئة من ذلك غير صحيحة إطلاقاً، لأنها كانت ظالمة".
وأضافت سيبان قائلة: "لم تكن مجبرة على هذا الشيء بل كانت راضية على كل ما قامت به، فهي كانت تتعاون بشكل تام مع زوجها في أعمال التنظيم". كما أكدت انخراط أسماء في أعمال التنظيم، لافتة إلى أنها كانت تتقاسم الأرباح التي توزع بعد كل عملية إرهابية، وتشتري السبايا وتتاجر بهن وتأتي بهن أيضا إلى زوجها.
إلى ذلك، أكدت أن بيع السبايا كان أمراً دارجاً في التنظيم، وكان يتم من خلال النساء أكثر من الرجال، لكي يقمن بخدمتهن. وأضافت أنه كان يتم شراؤهن بأسعار زهيدة، ثم يقمن ببيعهن بمبلغ طائل. كما كشفت أنه كان يتم جلب سبايا جدد بشكل أسبوعي وعلى دفعات إلى البغدادي. كذلك شددت على أن العديد من السبايا انتحرن بعد تعرضهن للاستغلال الجنسي.
وفي وقتٍ سابق، أكّدت النائبة في مجلس النواب العراقي فيان دخيل، أن زوجة البغدادي، التي تدعى أسماء محمد، متورطة مثل زوجها في خطف النساء الإيزيديات. وقالت في مؤتمرٍ صحفي يوم الـ 21 فبراير شباط 2024، إن "زوجة أبو بكر البغدادي، ارتكبت أفعال شنيعة تتعلق بتجارة الإنسان والاعتداء الجنسي على الفتيات الإيزيديات".
وأشارت دخيل إلى أن "زوجة البغدادي كانت تتولى تجنيد وتسليم الفتيات الصغيرات اللواتي تتراوح أعمارهن بين السادسة والسابعة إلى زوجها البغدادي ليعتدي عليهن جنسياً، ثم بيعهن لأمراء ومقاتلي التنظيم"، داعية الحكومة الاتحادية إلى إيقاع أقسى العقوبات الممكنة وفق القانون بحق زوجة وابنة أبو بكر البغدادي لمشاركتهما في جرائم التنظيم.
*زوجات البغدادي
وللإرهابي أبو بكر البغدادي، زوجات عديدة سنسلط الضوء عليهن في تقرير شبكة "انفوبلس":
*سجى الدليمي
امرأة عراقية تزوجت أبو بكر البغدادي ثم طلقها. عاشت في سوريا وسُجنت فيها قبل أن يفرج عنها النظام السوري. اعتُقلت على الحدود اللبنانية نهاية 2014، وأُطلق سراحها في صفقة تبادل أسرى بين جبهة النصرة والنظام اللبناني في 1 ديسمبر/ كانون الأول 2015.
اشتهرت سجى الدليمي بكونها زوجة سابقة لأبو بكر البغدادي وهي أم ابنته هاجر. وقد تضاربت الأنباء حول ذلك الزواج بين من قال إنه استمر شهراً فقط ومن قال إنه استمر ثلاثة أشهر.
ورجحت تقارير إعلامية عام 2015 أن سجى تزوجت البغدادي قبل أكثر من تسع سنوات، وعاشا بدمشق في حي السيدة زينب حتى 2006، حيث طلقها البغدادي ثم عاد إلى العراق. ونقلت صحف لبنانية عن مصدر أمني لبناني قوله إن اختبار الحمض النووي لهاجر يثبت أنها فعلاً ابنة البغدادي.
سجى الدليمي هي أم لأربعة أطفال، التوأم أسامة وعمر من زوجها الأول فلاح إسماعيل الجاسم، القائد السابق لجيش الراشدين في محافظة الأنبار الذي قُتل عام 2010، وهاجرت زوجة البغدادي، والطفل الرضيع الذي ظهر معها أثناء صفقة الإفراج عنها، وهو من زوجها الفلسطيني كمال محمد خلف.
ونقلت جريدة السفير اللبنانية في يوليو/ تموز 2015 عن سجى قولها أمام القضاء اللبناني إنها لم تتزوج "الخليفة" البغدادي، بل تزوجت رجلا عراقيا ذكرت أن اسمه هشام محمد وذلك لشهر واحد فقط قبل أن يطلقها، غير أنها لم تنكر أن الرجل الذي ظهر على التلفزيون باسم الخليفة البغدادي هو نفسه الرجل الذي تزوجته قبل سنوات، موضحة أنه لم يكن يحمل وقتئذ اسم أبو بكر لأن الأوضاع قبل سنوات في العراق وسوريا لم تكن مثلما هي عليه في 2015.
*نور إبراهيم الزوبعي
"نور إبراهيم الزوبعي" الزوجة الثالثة لزعيم تنظيم "داعش" الإرهابي الأسبق "أبو بكر البغدادي" وهي ابنة القيادي في داعش أبو عبد الله الزوبعي، والتي كشفت ايضاً في مقابلة متلفزة مع العربية، إن البغدادي تزوجها وهي في عمر الـ 14، مشيرة إلى أن "النظرة الشرعية" كانت قبل خطابه الشهير في نينوى.
وأضافت أن زعيم داعش تزوجها في نفس يوم خطابه الشهير في نينوى، لافتة إلى أنها عاشت مع زوجاته وسباياه التسع في نفس المنزل. وتابعت أن عددا من السبايا تمكنّ من الهروب، وأن والدها كان يتخذ له سبايا إضافة إلى زوجاته.
"أميمة" ابنة الإرهابي أبو بكر البغدادي
أما بالنسبة أميمة ابنة الإرهابي أبو بكر البغدادي، المعتقلة في أحد السجون العراقية، فقد كشفت هي الأخرى في مقابلة مع العربية/الحدث، إنها عاشت مع عائلتها في منطقة الطارمية في العراق قبل انتقالها إلى سوريا. كما كشفت أنها لم تكن تعرف منصب والدها في ما يسمى "دولة الخلافة" قبل إلقائه خطبته الشهيرة في جامع الدوري الكبير في الموصل. وقالت إن والدها أجبرها على الزواج في سن الـ12 من مرافقه المدعو منصور.
*الإرهابي الأخطر!
أما الارهابي البغدادي، فهو ابراهيم بن عواد بن إبراهيم بن علي، وشهرته أبو بكر البغدادي، وُلِد في 28 يونيو 1971، وكان أمير تنظيم ما كان يُعرف بـ"دولة العراق الإسلامية" خلفاً لأبي عمر البغدادي، إلى أن قام بإعلان الوحدة بين تلك الجماعات، وهي دولة العراق الإسلامية المسلحة ومنظمة "جبهة نصرة أهل الشام في سوريا" تحت اسم "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام"، "داعش"، وجميعها تنظيمات إرهابية.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية، قد أعلنت في 4 أكتوبر 2011، أبا بكر البغدادي إرهابيا عالميا، راصدةً مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يُدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه أو قتله. وفي 16 ديسمبر 2016، زادت الولايات المتحدة المكافأة إلى 25 مليون دولار.
إلى أن أعلن التنظيم الإرهابي في 29 يونيو/حزيران 2014، قيام ما أسماها "الخلافة الإسلامية"، وتم تنصيب أبي بكر البغدادي خليفةً، وسيطر على مدن كثيرة في العراق وسوريا وهي الموصل والرقة وتكريت ونينوى والرمادي وكوباني ودير الزور ومناطق من ريف حمص وحماة والحسكة وتل أبيض.
وبعدها قامت جماعات إرهابية أخرى في بلدان أخرى بالانضمام لـ"داعش" الارهابي، إلا أن الولايات المتحدة أعلنت في 26 أكتوبر 2019، مقتل البغدادي بعد غارة شنتها في عملية خاصة بمحافظة إدلب شمال غرب سوريا.
تجدر الإشارة إلى أن تنظيم "داعش" الإرهابي اجتاح عددًا من المدن العراقية، وفي العاشر من شهر حزيران/ يونيو 2014 وصل إلى تخوم العاصمة والمدن الدينية المقدسة، بيد أن فتوى الجهاد الكفائي للمرجع السيستاني التي صدرت بعد ثلاثة أيام من ذلك الاجتياح غيّرت موازين القوى، لتتوالى انتصارات العراقيين إلى أن تمّ إعلان الانتصار النهائي على ذلك التنظيم الإرهابي بعد حوالي ثلاثة أعوام ونصف العام، بينما روّجت الأوساط السياسية والإعلامية الغربية، وتحديدًا الأميركية، بأن القضاء على "داعش" يتطلب ثلاثين عامًا.