edition
إنفوبلاس
  • الرئيسي
  • كل الأخبار
    • سياسة
    • أمن
    • اقتصاد
    • رياضة
    • صحة
    • محليات
    • دوليات
    • منوعات
  • اقرأ
  • شاهد
  • انظر
  • انفوغراف
  • كاريكاتور
  • بودكاست
  • بلغتنا
  • من نحن
  1. الرئيسية
  2. الأخبار
  3. محليات
  4. التهميش والعزلة من أُسرهم.. لماذا تحولت دار المسنين في العراق إلى الملاذ الأخير لكبار السن؟

التهميش والعزلة من أُسرهم.. لماذا تحولت دار المسنين في العراق إلى الملاذ الأخير لكبار السن؟

  • 3 حزيران
التهميش والعزلة من أُسرهم.. لماذا تحولت دار المسنين في العراق إلى الملاذ الأخير لكبار السن؟

انفوبلس/ تقرير

لطالما كانت الأسرة العراقية ولزمن طويل تمثل الملاذ الأول والآمن لكبار السن، لكن هذا الدَور بدأ يتراجع شيئاً فشيئاً، إذ تحول الاهتمام بكبار السن إلى مجرد زيارات متباعدة أو مكالمات سريعة لا ترقى إلى مستوى العلاقة الحقيقية التي يحتاجها المُسِن، بل أصبحت دار المسنين في العراق هي الملاذ الأخير لهم، فما هي الأسباب؟ وما هو واقع هذه الدُّور؟

شهد العراق خلال الفترة الأخيرة، ومن خلال ما يتم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قصصاً حزينة عن تخلي الأبناء عن آبائهم وأمهاتهم، حتى أصبحت دور المسنين لا تتسع لهم، من بينهم أشخاص أصحاء يمتلكون بعضهم رواتب تقاعدية، إلا أنهم فوجئوا بعدم تقبلهم بين أبنائهم، أو تعنيفهم، أو الاستيلاء على أموالهم، فلجأ بعضهم إلى الشارع بحثًا عن ملاذ آمن يؤويهم، في حين فضّل آخرون الذهاب إلى دار المسنين لينضموا إلى من أجبرهم أبناؤهم على العيش في تلك الدور.

قصص واقعية 

من خلال قصص بعض النزلاء في هذه الدور، نلاحظ أن لجوءهم إلى دور المسنين لم يكن خياراً عابراً بل نتيجة ظروف اجتماعية أو صحية قاهرة، وفي حديثها أشادت الموظفة المتقاعدة وإحدى النزيلات في دار المسنين ببغداد، بالعناية والدعم اللذَّين يتلقاهما النزلاء من إدارة الدار والكوادر الطبية، وقالت "لا ينقصنا شيء من الطعام أو العناية، لكننا نواجه مشكلة في الحصول على بعض الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة والتي عادةً ما تكون باهظة الثمن، وفي كثير من الأحيان يصعب تأمين هذه الأدوية بسبب عدم امتلاك معظم النزلاء رواتب تعينهم، إذ يعتمدون على دعم الدار، كما ترفض الدار الأموال التي يقدمها لنا بعض المتبرعين".

وتروي السيدة قصة لجوئها إلى دار المسنين بعد وفاة زوجها الثري، فبعد أن ورث الأبناء جميع ممتلكات والدهم قرروا تزويجها من رجل بسيط لا تعرفه للتخلص من مسؤوليتها، وتضيف "دفعني الضغط من قبل الأبناء وزوجاتهم إلى الهرب من المنزل واللجوء إلى دار المسنين التي كانت الخيار الأفضل بالنسبة إليّ".

من جانبه يروي أحد النزلاء، وهو مهندس مدني متقاعد، سبب لجوئه إلى الدار قائلاً "عندما وصلت إلى سن التقاعد أصبح ابني الوحيد، الذي تزوج حديثاً، غير قادر على تحمل كُلف علاجي الباهظة، وكان يواجه صعوبة في شراء الحليب لابنه الرضيع، مما جعله في موقف محرج أمام زوجته، ووجد نفسه أمام تحدي الاختيار ما بين عبوة حليب لابنه أو علبة دواء لوالده، ولذلك آثرت الخروج من المنزل من دون إخبارهما عن وجهتي وهي دار المسنين، ومن يومها أتواصل معهم على أني في مدينة أخرى وأزعم أنني أسكن مع أقاربي".

وكذلك تروي نزيلة أخرى، تسكن الدار منذ أكثر من 15 عاماً، علاقتها بعائلتها وأنها مقطوعة ولم يزرها أحد من أولادها الخمسة من يوم دخولها الدار، وتتحدث عن تجربتها في الدار وحاجاتها الملحّة كونها من أقدم الساكنين، فقد أعربت عن ضرورة تحسين بعض الخدمات مثل زيادة عدد الحمامات المتوافرة، مؤكدة أن وجود حمام واحد فقط لـ 15 نزيلة يشكل صعوبة كبيرة، وقالت إن "الانتظار الطويل لاستخدام الحمام يؤثر في راحتنا ونحتاج إلى مزيد من المرافق لتلبية حاجاتنا"، مضيفة أنها تتمنى أن تتوافر غرف خاصة يمكن أن تقيم فيها اثنتان أو ثلاث نزيلات معاً، لتوفير مساحة من الراحة والهدوء بعيداً من المشكلات والضوضاء.

الأسباب 

بحسب رئيس هيئة الحماية الاجتماعية في العراق أحمد خلف الموسوي، فإن "العزلة والإهمال يؤثران بصورة كبيرة في الصحة النفسية للمسنين في العراق، بخاصة في ظل التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي غيرت كثيراً من أنماط الحياة، فبينما كان يُنظر إلى كبار السن تقليدياً باعتبارهم ركناً مهماً في العائلة، تراجع هذا الدور تدريجياً مع تغير الأولويات والضغوط التي تواجه الأجيال الشابة"، فالتطور التكنولوجي المتسارع خلال العقدين الماضيين خلق فجوة معرفية واضحة بين الأجيال وأدى إلى ضعف التواصل بين كبار السن وبقية أفراد الأسرة، وهذا الانفصال العاطفي لا يعني فقط قلة الحديث أو اللقاء بل يُترجم عزلة حقيقية تُثقل كاهل كبار السن وتزيد معاناتهم النفسية، تتمثل في القلق والاكتئاب.

ويقول الموسوي، إن "هيئات الحماية الاجتماعية تلعب دوراً مهماً، ولا سيما من خلال الدعم المالي الذي يُقدَّم للمسنين، فالإعانة المالية، على رغم بساطتها أحياناً، تمنح شعوراً بالاستقلال وتخفف الإحساس بالعجز أو العوز مما ينعكس إيجاباً على حالهم النفسية، إلا أن غياب البنية التحتية المتكاملة للرعاية الاجتماعية، وبخاصة في المناطق النائية، يزيد تعقيد المشكلة، ويشار إلى أن كثيراً من كبار السن يعانون أيضاً الفقر العاطفي إلى جانب الفقر المادي نتيجة انقطاع التواصل الإنساني الحقيقي مع ذويهم، كما تؤكد التجارب الميدانية لبرامج الحماية الاجتماعية".

ويؤكد الموسوي، إن "الأسرة العراقية، ولزمن طويل، كانت تمثل الملاذ الأول والآمن لكبار السن، ولا سيما في غياب أو ضعف مؤسسات الرعاية الحكومية، لكن هذا الدور بدأ يتراجع شيئاً فشيئاً بفعل عوامل عدة أبرزها الضغوط الاقتصادية المتزايدة وانشغال الأبناء بتأمين سبل العيش، إضافة إلى تغير القيم الاجتماعية والانتقال من نمط العائلة الممتدة إلى العائلة النواة، كما أن ضعف التواصل داخل الأسرة أصبح ملموساً، إذ تحول الاهتمام بكبار السن إلى مجرد زيارات متباعدة أو مكالمات سريعة لا ترقى إلى مستوى العلاقة الحقيقية التي يحتاجها المسن، وهذا التراجع في التواصل لا يؤثر فقط في الجانب العاطفي بل يجعل كبار السن يشعرون بالتهميش والعزلة داخل محيطهم الأسري، وبالتالي فإن غياب الدعم الأسري اليوم لا يقتصر على الجانب المادي بل يتعداه إلى انقطاع الرابط الإنساني الذي كان يمثل حجر الأساس في حياة المسن".

في المقابل، تشدد مستشارة الاتحاد الأفريقي - الآسيوي للمرأة، منى الربيعي، على أهمية الدور الحيوي الذي تلعبه الأسرة في رعاية كبار السن، مؤكدة أن الأسرة هي المصدر الرئيس الذي يقدم لهم الدعم المعنوي والنفسي، قائلة إن "الأسرة ليست فقط مكاناً لتلبية حاجات كبار السن الصحية والمعيشية، بل هي المكان الذي يضمن لهم الإحساس بالانتماء والأمان ويعزز مكانتهم داخل الأسرة، إذ يجب أن يكون لهم صوت مسموع في اتخاذ القرارات المتعلقة بهم".

وتبين الربيعي أن هذا التراجع أصبح ظاهرة واضحة في المجتمع بسبب الضغوط التي تعيشها بعض الأسر نتيجة الأزمات السياسية والاقتصادية، مثل النزوح والهجرة نتيجة الفقر والحروب، مضيفة أن بعض الأسر تفتقر إلى الوعي اللازم حول أهمية الدعم النفسي لكبار السن، ومشيرة إلى أن "كثيراً منهم يعانون سوء المعاملة أو الإهمال بسبب غياب الرحمة والوعي بأهمية بر الوالدين".

كذلك تدعو الربيعي إلى تكثيف الجهود التوعوية في مختلف المجالات الثقافية والتعليمية والإعلامية، مشددة على ضرورة نشر الوعي عبر وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة، وتقول إن "من المهم أن نتوجه إلى المجتمع برسائل واضحة تبرز أهمية التعامل مع كبار السن بلطف واحترام"، مقترحة سن قوانين لحماية حقوق كبار السن وتعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني في تقديم الرعاية لهم، مع تأكيد دعم الأسر التي تهتم برعاية كبار السن لضمان بيئة آمنة ومحفزة لهم.

وعن كيفية تأثير العزلة والإهمال في الصحة النفسية لكبار السن في العراق، توضح الربيعي أن "كثيرين منهم يعانون الاكتئاب والقلق النفسي نتيجة الإهمال الاجتماعي من قبل أسرهم، مما ينعكس سلباً على صحتهم النفسية والجسدية"، وتؤكد إن "أعداداً كبيرة من كبار السن يعانون التهميش والعزلة مما يؤدي إلى تفاقم حالاتهم الصحية، بخاصة إذا كانون يعانون أمراضاً مزمنة مثل السكري وأمراض القلب والضغط". وتضيف أن الضغوط الاجتماعية التي تواجه بعض الأسر، بخاصة في المناطق المتأثرة بالحروب أو الأوبئة، تجعل كبار السن يشعرون بأنهم عبء على أسرهم مما يزيد معاناتهم.

13 داراً في بغداد والمحافظات

أما معاون المدير العام لدائرة الإعلام والعلاقات العربية والدولية في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، نجم العقابي وفي سياق الجهود الحكومية لتحسين أوضاع كبار السن في العراق، فقد يؤكد أن الوزارة أطلقت مبادرة لتطوير دور الرعاية الخاصة بكبار السن تنفيذاً للأمر الديواني رقم (250027) الصادر من مكتب رئيس الوزراء عدد (3023/2500980) في يناير (كانون الثاني) 2025، وفي مسعى إلى تنفيذ البرنامج الحكومي شُكلت لجنة تضم وزارات الصحة والإعمار وهيئة الاستثمار الوطنية، بهدف درس واقع دور الرعاية في بغداد والمحافظات، وتقديم خطة شاملة لتحسين الخدمات الإيوائية.

ويقول العقابي، إن اللجنة باشرت إجراءاتها بالعمل على تأهيل وترميم دور الرعاية الحالية وتطوير الخدمات الاجتماعية المقدمة فيها، فضلاً عن إنشاء دور جديدة في المحافظات التي تفتقر إلى هذه الخدمات لضمان تقديم أفضل رعاية ممكنة لكبار السن.

وفي السياق ذاته، يؤكد المدير العام لحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، مظفر نوري الحلفي، أن "الوزارة تعمل على تنفيذ مجموعة من البرامج المتكاملة التي تشمل الجوانب الدينية والترفيهية والصحية لكبار السن، ومن أبرزها البرامج الدينية مثل تنظيم رحلات عمرة وحج سنوياً، إضافة إلى إقامة مأدبة إفطار في شهر رمضان، وإقامة البرامج الترفيهية وتنظيم سفرات ترفيهية لكبار السن إلى الحدائق العامة والمتنزهات والمطاعم طوال العام، أما البرامج الصحية فهناك تنسيق مع وزارة الصحة لتوفير كادر طبي متخصص وتوفير سيارات إسعاف لنقل المرضى إلى المستشفيات في الحالات الطارئة"، وعن البرامج الاجتماعية قال "نعمل على تخصيص موظفين للرعاية الشخصية للمسنين الذين لا معيل لهم، وتنظيم برامج خاصة لدمج كبار السن مع أسرهم عبر الباحث الاجتماعي". 

ويضيف الحلفي أنه "على رغم هذه الجهود فإن هناك كثيراً من التحديات التي تواجهها دور الرعاية الخاصة بكبار السن في العراق ومنها نقص التمويل، مما يعوق تأهيل وترميم بعض الدور وتوفير المستلزمات الضرورية، إضافة إلى زيادة استقبال أعداد أخرى من كبار السن الراغبين في الإيواء بسبب المشكلات العائلية أو غياب المعيل، مما يضغط على الطاقة الاستيعابية لهذه الدور، فضلاً عن افتقار بعض المحافظات إلى دور رعاية، حيث لا توجد دور كافية في بعض المناطق العراقية، وتقتصر أعداد الدور الحكومية على 13 داراً في بغداد والمحافظات، وفي هذا الصدد يؤكد الحلفي أن الوزارة تواصل العمل على مواجهة هذه التحديات من خلال تعزيز التعاون مع الجهات الحكومية المختلفة وتوسيع شبكة دور الرعاية لتلبية حاجات كبار السن في جميع أنحاء العراق.

حماية كبار السن من العنف الأسري

الى ذلك، توضح الرائدة الحقوقي يسرى مزهر عيدان في حديثها حول حماية كبار السن من العنف الأسري، أنه في حال توجه أحد المسنين إلى قسم حماية الأسرة لتسجيل شكوى ضد من اعتدى عليه، فإن الإجراءات تبدأ بتقييم الحالة من قبل الباحث الاجتماعي الموجود في القسم، وفي هذه المرحلة يجري استدعاء المعتدي لإجراء جلسة بحث اجتماعي، ثم محاولة التوصل إلى تسوية ودية بين الطرفين مع أخذ تعهدات من المعتدي بعدم تكرار العنف في المستقبل.

وفي حال رفض المسن التسوية الودية أو ظهرت عليه آثار العنف، فبعد نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج، يجري تسجيل شكوى ضد المعتدي بناءً على رغبة المسن، وترسل بعد ذلك أوراق الدعوى مع التقرير الطبي إلى القاضي المختص لاتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة بحق المعتدي.

أما بالنسبة إلى المسن فيخير بين العودة لمنزله أو الانتقال إلى أحد أقاربه في حال الخوف من تكرار الاعتداء، كما يمكنه اختيار الذهاب إلى دار المسنين، بخاصة في ظل عدم وجود دار إيواء خاص بالعنف الأسري، وتكون هناك متابعة لحال المسن بصورة دورية وتوجيهات بالاتصال بالرقم (911) في حال تعرض المسن لأي عنف.

أما في الحالات التي يعجز فيها المسن عن الوصول إلى قسم حماية الأسرة فبإمكانه إخطار الجهات المعنية عبر الرقم (911) أو البريد الإلكتروني أو الصفحة الرسمية للمديرية، وإبلاغهم بتعرضه للعنف لتتخذ الإجراءات اللازمة بعد الحصول على الموافقات القضائية، ويجري تشكيل مفرزة من موظفي المديرية من الجنسين (ذكور وإناث) للانتقال إلى منزل المسن وتنفيذ الإجراءات المذكورة أعلاه نفسها.

وفي هذا السياق، يضيف المسؤول في إحدى دور المسنين في منطقة الصليخ ببغداد، أحمد قحطان، إنه "توجد في بغداد داران حكوميتان لرعاية كبار السن، هما دار العطاء في منطقة الصليخ ودار العطاء في منطقة الرشاد، كما توجد بعض الدور الأهلية التي تقدم خدمات مشابهة، وكلها توفر بيئة ملائمة للإقامة وتقدم خدمات مثل الوجبات الغذائية اليومية والكسوة والعلاج الطبي، إضافة إلى برامج ترفيهية وسفرات للمقيمين". 

وتأتي هذه الجهود في إطار تعزيز حماية كبار السن وضمان حقوقهم الأساس، بما في ذلك توفير بيئة آمنة تُليق بهم، وضمان عدم تعرضهم لأي نوع من العنف.

أخبار مشابهة

جميع
حقول الموت الصامتة في الجنوب.. الألغام تحاصر البصرة وتشلّ التنمية

حقول الموت الصامتة في الجنوب.. الألغام تحاصر البصرة وتشلّ التنمية

  • اليوم
المجمعات الطبية في بغداد تتحول لسوق استثمارية تبتلع المال تحت قناع “الرعاية الصحية”

المجمعات الطبية في بغداد تتحول لسوق استثمارية تبتلع المال تحت قناع “الرعاية الصحية”

  • اليوم
الحشد الشعبي يعلن عن توزيع "بطاقات المهندس" بدءًا من الجمعة

الحشد الشعبي يعلن عن توزيع "بطاقات المهندس" بدءًا من الجمعة

  • اليوم

شبكة عراقية اعلامية

  • الرئيسية
  • مقالات
  • فيديو
  • كاريكاتور
  • إنفوغراف
  • سياسة الخصوصية

جميع الحقوق محفوطة