الحمى القلاعية تفتك بمواشي واقتصاد العراق.. خسائر بأكثر من نصف تريليون.. وثلاث محافظات تَئِنُّ تحت وطأتها
انفوبلس/ تقارير
تتم مراقبة مرض الحمى القلاعية في العراق عن كَثَب منذ عقود بسبب انتقاله السريع وتأثيره الاقتصادي المدمّر، لكن هذا العام يتميز بشدة الإصابات غير المسبوقة منذ سنوات، والذي نجم عنه خسائر كبيرة تجاوزت النصف تريليون دينار، فيما تشكو وزارة الزراعة قلة اللقاحات برغم أنها المسؤولة عن توفيرها. فمَن يتحمل مسؤولية انتشار المرض؟ وكم وصلت عدد الإصابات فيه بالبلاد؟.
*ما الحمى القلاعية؟
الحمى القلاعية مرض فيروسي، غير قاتل غالبًا، لكنه مُعدٍ جدا. يصيب الأبقار والخنازير، وأيضًا الماعز والأغنام وحيوانات أخرى كالفيلة والفئران. لا تُصَابُ الخُيْوُلُ بهذا المرض، ونادرًا ما يُصيب الإنسان.
*أعراض المرض
تتراوح فترة حضانة المرض بين 2-7 أيام كما ترتفع درجة حرارة الحيوان ويتكاثر الفيروس بسرعة كبيرة في الدم وبعد ذلك تظهر حويصلات مليئة بسائل شفاف داخل الفم وبخاصة الغشاء الطلائي للسان وفي شق الأظلاف وعلى حلمات الضرع، ثم يزداد إفراز اللعاب وسيولته وعندما تنفجر الحويصلات تترك منطقة قابلة للعدوى بالبكتيريا حيث تلتهب وتتعفن وهذه الأنسجة الملتهبة في الفم تمنع الحيوان من الأكل وعند وجودها في القدم تمنعه من الحركة كما يقل إنتاج اللبن.
*6 آلاف إصابة في العراق
وفي حين لا يشكل مرض الحمى القلاعية "تهديدًا مباشرًا لصحة الإنسان"، فإنه شديد العدوى للماشية من جواميس وأغنام وماعز وغيرها.
ويوم أمس، أعلنت وزارة الزراعة، تسجيل نحو 6 آلاف إصابة بالحمى القلاعية جرّاء عدم توفير اللقاحات اللازمة، وسط تحذيرات من تصاعد الإصابات.
وقال مدير قسم الوبائيات في الدائرة التابعة لوزارة الزراعة ثائر صبري حسين، في تصريح صحفي تابعته شبكة انفوبلس، إن "إجمالي أعداد الماشية المصابة بالمرض، منذ ظهوره في العام الماضي، وصل إلى 5 آلاف و982، وقد نفقت منها 515 رأساً خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي، بسبب شدّة الإصابات" وذلك في بغداد ونينوى.
*خسائر مادية بـ 415 مليون دولار
كما قال حسين، إنّ "قيمة الخسائر المادية التي لحقت بمربّي الماشية واقتصاد البلاد بسبب المرض، منذ ظهوره في العام الماضي وحتى الآن، 540 مليار دينار عراقي (نحو 415 مليون دولار أميركي)، من جرّاء عدم توفير لقاحاته".
*لا استجابة من الزراعة لتوفير اللقاحات
وأوضح حسين، إنّه "كان من المفترض بوزارة الزراعة توفير اللقاحات على خلفية المطالبات الكثيرة، قبل أن يستفحل المرض أكثر من ذلك"، موضحاً أنّه لا استجابة حتى الآن من الوزارة وهو الأمر الذي قد "يؤدّي إلى تصاعد أعداد الإصابات خلال الشهرَين المقبلَين".
*لا لقاحات في نينوى
بدوره، قال مدير المستشفى البيطري في نينوى عدي العبادي إنهم لم يحصلوا السنة الماضية على أي لقاحات ضد الحمى القلاعية ولذلك كانت الإصابات شديدة ونفق أكثر من مائة رأس.
من جانبه، يقول أحد المزارعين، إن الحمى القلاعية دمّرت الجواميس حيث أن خمسة من أصل خمسة عشر من جواميسه أُصيبت بالحمى ونفقت.
ويكمل، أن "الحكومة المحلية ووزارة الزراعة لم تقدم أي دعم أو لقاحات".
*تأثير اقتصادي مدمر
فيما شرح حسين أنّ "الحمى القلاعية من الأمراض المتوطّنة في العراق، وهي تنتقل بسرعة بين الجواميس والأبقار والأغنام والماعز، وتأثيرها الاقتصادي مدمّر، بسبب نسب النفوق العالية للحيوانات حديثة الولادة".
*المحافظات الأكثر تسجيلا للإصابات
وكانت محافظة ذي قار قد سجّلت، في بداية العام الجاري، أكثر من ثلاثة آلاف إصابة بالحمى القلاعية والحمى الثلاثية في مراعي الجاموس، كما سجّلت محافظة ديالى أكثر من 1900 إصابة، وسط مطالبات بإجراءات حكومية لمنع تنقّل المواشي من أجل الحدّ من انتشار المرض ودعوات لتوفير العلاجات واللقاحات.
*تحذير من استمرار نقل المواشي
في هذا الإطار، حذّر عضو نقابة الأطباء البيطريين نجم العزاوي من استمرار عملية نقل المواشي واستيرادها من دول الجوار من دون إخضاعها لفحوصات.
وقال العزاوي، إنّ "نسبة الإصابات والنفوق بالحمى القلاعية كبيرة، وتتطلب إجراءات حكومية من خلال عمليات تعفير المراعي، ومنع نقل واستيراد المواشي، والرقابة".
وشدّد العزاوي على "ضرورة الالتزام بالشروط الصحية، وتشكيل فرق صحية تعمد إلى فحوصات في الحقول وعمليات تعفير مستمرة".
*هل يكون الإنسان عاملا في نقل المرض؟
من جانبه، يوضح نقيب الأطباء البيطريين عبد الفتاح الزبيدي أن هذا المرض من الأمراض المستوطنة في العراق وفي العادة يصيب أغلب أنواع المواشي مثل الأبقار والجواميس والماعز.
ويؤكد الزبيدي، أن تشخيص هذا المرض تاريخيًا تم عام 1897 وعُزل بعد أن تم تشخيصه بكونه مرضًا فيروسيًا يصيب الحيوانات بتقرحات في الفم والأقدام وينتقل بصورة سريعة بينها الحيوانات بطريقة مباشرة.
ويوضح أن هناك عوامل جوية تلعب دورًا في نقل المرض. ويشير إلى أن الإنسان يمكن أن يكون عاملًا في نقل الحمى عبر تعامله مع الحيوانات ونقل هذا الفيروس من حيوان إلى آخر، لأنه مرض لا يصيب الإنسان الذي قد ينقله عبر ملامسة تلك الحيوانات أثناء العناية بها.