edition
إنفوبلاس
  • الرئيسي
  • كل الأخبار
    • سياسة
    • أمن
    • اقتصاد
    • رياضة
    • صحة
    • محليات
    • دوليات
    • منوعات
  • اقرأ
  • شاهد
  • انظر
  • انفوغراف
  • كاريكاتور
  • بودكاست
  • بلغتنا
  • من نحن
  1. الرئيسية
  2. الأخبار
  3. محليات
  4. الردّات الحسينية من صدور المواكب إلى عمق الوعي الجمعي.. كيف تحوّلت من طقس شعائري إلى أداة...

الردّات الحسينية من صدور المواكب إلى عمق الوعي الجمعي.. كيف تحوّلت من طقس شعائري إلى أداة للتعبير الاجتماعي والسياسي؟

  • 2 تموز
الردّات الحسينية من صدور المواكب إلى عمق الوعي الجمعي.. كيف تحوّلت من طقس شعائري إلى أداة للتعبير الاجتماعي والسياسي؟

انفوبلس/..

ليست الردّات الحسينية مجرّد أناشيد أو هتافات تُتلى في مجالس العزاء، بل هي خطاب حيّ ينبض بالإرادة الجمعية والذاكرة الشعبية، وميدان واسع تُعبّر فيه الجماهير عن حزنها وولائها ورفضها للظلم، وتتجدّد من خلاله العلاقة مع القيم التي جسّدها الإمام الحسين (عليه السلام). وعلى امتداد الزمن الشيعي، تحوّلت الردّات من وسيلة للبكاء والرثاء، إلى أداة تعبئة وتأثير ثقافي واجتماعي وسياسي، تدخل في حياة الناس اليومية وتُعيد صياغة وعيهم بالانتماء والعدالة والكرامة.

*ما هي الردّات الحسينية؟

الردّات هي نصوص شعرية تُلقى بنبرة إيقاعية ثابتة في مواكب العزاء، وغالبًا ما تتبعها ممارسة الطقوس البدنية مثل اللطم أو الضرب على الصدور، وتُؤدّى جماعيًا بإيقاع منسّق يُعبّر عن وحدة المشاعر والموقف. وهي تختلف عن القصائد الخطبية أو الشعر الرثائي التقليدي، من حيث البنية والبساطة والارتباط المباشر بالجماهير.

وتتنوع الردات بين الحزينة والبكائية، وتلك التي تعبّر عن الحماسة والثورة، أو تُعيد تمجيد رموز أهل البيت والدفاع عنهم، وأحيانًا تتضمن إشارات واضحة إلى الواقع السياسي والاجتماعي الراهن.

*الجذور التاريخية للردات

تاريخيًا، تعود جذور الردّات إلى العصور الأولى من التشيّع، حيث بدأت المجالس الحسينية تأخذ طابعًا جماهيريًا في القرون الهجرية الأولى، وكان الشعر الشعبي يلعب دورًا أساسيًا في إيصال رسالة كربلاء إلى الجمهور الأوسع. وقد تطورت الردّات على يد الرواديد الشعبيين، لا سيما في العراق وإيران والبحرين ولبنان، حتى أصبحت جزءًا لا يتجزأ من موسم عاشوراء ومجالس الفاطمية وغيرها من المناسبات الدينية الشيعية.

وقد لعبت “الحسينية”، بوصفها مركزًا جماهيريًا، دورًا مهمًا في احتضان هذا اللون من التعبير، وتعزيز حضوره في المجتمع، خاصة في ظل غياب وسائل التعبير الحرة في فترات القمع السياسي.

*الردات كمرآة للمجتمع

الردّات ليست مجرد إنشاد ديني، بل هي انعكاس لوجدان المجتمع وتحولاته؛ فعبر عقود طويلة، عبّرت هذه الردّات عن هموم الناس اليومية، سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية. ففي ردّة واحدة قد نجد تأملًا في الجوع، أو انتقادًا للظلم، أو دعوة للوحدة، أو تذكيرًا بفساد الحاكم، وكلها بلغة رمزية مستمدة من ملحمة كربلاء.

وغالبًا ما يُستعاض عن النقد السياسي المباشر بإسقاطات رمزية، مثل الحديث عن “يزيد العصر”، أو الدعاء لـ”الفرج” من الاستبداد، أو المقارنة بين “أنصار الحسين” و”أنصار الباطل”. وهكذا تصبح الردّة منصة ثقافية تحمل مضمونًا يتجاوز حدود العزاء.

*التأثير في البنية الاجتماعية

تمتلك الردّات الحسينية طاقة اجتماعية هائلة. فهي تخلق مشاعر جمعية قوية تنسج بين الناس رابطة وجدانية قلّما تجد لها مثيلاً في بقية الأشكال الثقافية. ومن خلال هذه المشاعر تتشكل قيم مثل التضامن، والعطاء، والصبر، والولاء للحق، مما ينعكس مباشرة على سلوك الأفراد داخل المجتمع.

كما تساهم الردات في صناعة رموز اجتماعية محلية، كالرواديد المعروفين، ومواكب الخدمة، والزعامات المجتمعية التي تبني مكانتها من خلال دورها في التنظيم أو التأثير. وهذا ما يفسّر تحول بعض الرواديد إلى شخصيات اجتماعية مؤثرة، تُدعى للمناسبات، وتُستشار في شؤون عامة.

ومن زاوية أخرى، تلعب الردّات دورًا في تشكيل وعي الهوية الجمعية، خصوصًا عند الأجيال الجديدة، التي تتعرّف على سردية كربلاء من خلال هذه النصوص الشفهية الإيقاعية، وليس فقط عبر الكتب أو المنابر.

*الردّات والسياسة.. حين ينطق الحسين بلُغة العصر

في السياقات السياسية، تحوّلت الردات إلى أدوات تعبير سياسي وشعبي، خاصة في المجتمعات التي يشكل فيها التشيّع تيارًا واسعًا أو معارضًا. ففي زمن النظام البعثي مثلًا، كانت الردات تحوي رسائل احتجاج واضحة.

وحتى بعد عام 2003، أصبحت الردّات وسيلة دعم اكبر أو انتقاد مباشر، حيث لجأت بعض الردّات إلى تمجيد فصائل المقاومة التي حاربت الاحتلال بشتى الوسائل، أو الهجوم على الاحتلال، أو الدعوة للإصلاح ومحاربة الفساد.

*الردّات في الشتات والمهاجر

لا تقتصر الردّات الحسينية على الفضاءات العربية، بل امتدت إلى جاليات الشيعة في أوروبا وأميركا وأستراليا. وقد لعبت دورًا أساسيًا في الحفاظ على الهوية الثقافية للمغتربين، وبناء جسور عاطفية بينهم وبين الجذور.

وفي هذه البيئات، تتكيّف الردات مع الواقع اللغوي والاجتماعي، فنجد ردّاتبالإنكليزية أو الفارسية أو الأردية، تتناول مواضيع الهوية، والعنصرية، والاندماج، من خلال عدسة كربلاء.

*آفاق الردّات.. من الإنشاد إلى صناعة الوعي

إن الردّات، بما تملكه من قدرة على التأثير الجمعي، فهي تعد أحد أهم أدوات بناء الوعي العام في المجتمعات الشيعية، فمن خلالها يمكن غرس قيم العدالة، والنزاهة، والتضحية، والانتماء، بطريقة مشحونة بالعاطفة ومقبولة شعبيًا.

وقد بدأ بعض المثقفين الدينيين بدعوة الرواديد إلى قراءة التاريخ والسياسة قبل كتابة ردّاتهم، بل وطرحوا فكرة “معاهد إعداد الرواديد”، لتقديم محتوى غني عقائديًا وسلوكيًا، يُسهم في بناء جيل لا يكتفي بالبكاء على الحسين، بل يسير على نهجه.

الردّات الحسينية ليست مجرّد نشيد يُتلى ثم يُنسى، بل هي وثيقة شعبية حيّة، تعبّر عن نبض الناس، وتمتزج بمصائرهم الفردية والجماعية، وتعيد إحياء الثورة الحسينية في الوجدان اليومي. ومن خلال تطورها المستمر، تبيّن أنها أكثر من مجرد طقس، بل لغة من لغات التغيير والتمسك بالقيم، تتغلغل في المجتمع والسياسة، وتُعلن دائمًا أن “كل يوم عاشوراء، وكل أرض كربلاء”.

أخبار مشابهة

جميع
الحشد الشعبي يعلن عن توزيع "بطاقات المهندس" بدءًا من الجمعة

الحشد الشعبي يعلن عن توزيع "بطاقات المهندس" بدءًا من الجمعة

  • اليوم
في كركوك.. انتحار منتسب في البيشمركة بسبب ضائقة مالية

في كركوك.. انتحار منتسب في البيشمركة بسبب ضائقة مالية

  • اليوم
معاقبة 5 ضباط بسبب "دَوسهم" على العلم الأمريكي.. كركوك غاضبة جرّاء الانحياز لحساسيات الخارج

معاقبة 5 ضباط بسبب "دَوسهم" على العلم الأمريكي.. كركوك غاضبة جرّاء الانحياز لحساسيات...

  • 9 تموز

شبكة عراقية اعلامية

  • الرئيسية
  • مقالات
  • فيديو
  • كاريكاتور
  • إنفوغراف
  • سياسة الخصوصية

جميع الحقوق محفوطة