العراق ينجح بزراعة النخيل النسيجي.. تعرّف على أعداد المُنجَز منه ومراحل الخطوات الشاقة
انفوبلس/ تقارير
يسعى العراق إلى إعادة إحياء زراعة أشجار النخيل، وإكثار وتعويض الأصناف التي تضررت جراء الحروب والإهمال، من خلال إنتاج فسائل بالطريقة التقنية الحديثة “طريقة الإكثار النسيجي”.
وأكدت وزارة الزراعة في وقت سابق، أن التأسيس للزراعة النسيجية يأتي ضمن البحث العلمي والإرشاد الزراعي وتقديم الخدمات، بجهود عراقية وخبرة دولية بمساعدة منظمة الفاو والمنظمة العربية للتنمية الزراعية، فيما أشارت لجنة الزراعة والمياه في مجلس النواب إلى أن نجاح صناعة التمور وزراعة النخيل تقترن بقدرة الحكومة على حماية المنتج المحلي.
*مراحل زراعة النخيل النسيجي
أدخلت وزارة الزراعة، الزراعة النسيجية للعراق، وأسّست لها بجهود عراقية وخبرة دولية بمساعدة منظمة (الفاو) والمنظمة العربية للتنمية الزراعية لتبادل الخبرات، ضمن سياسة البحث العلمي والإرشاد الزراعي وتقديم الخدمات. وأكدت وزارة الزراعة أن مختبر الزراعة النسيجية في البصرة مُموّل من قبلها واختيرت البصرة لطبيعة البيئة الملائمة للنخيل.
مختبر الزراعة النسيجية في البصرة من المختبرات التي تعوّل عليها الوزارة لرفد القطاع بالمستجدات، حيث يركز المختبر على الأصناف النادرة من التمور، ويحاول تثبيت التقنية ليستفيد منها المزارع، من خلال الشتلات التي ينتجها، ويكون الباب مفتوحا للقطاع الخاص للاستفادة من تلك الخبرة التي ستعمّمها كطريقة إرشادية.
*نجاح العراق بعمليات زراعة النخيل النسيجي
أعلن وزير الزراعة عباس جبر العلياوي، أمس الثلاثاء، عن تصدير عدد من المحاصيل الزراعية لعدة دول بينها دول الخليج، فيما أكد أن العراق نجح بعمليات زراعة النخيل النسيجي ومن المتوقع أن يتضاعف إنتاج التمور.
وقال العلياوي في تصريح للوكالة الرسمية، إن الموسم الزراعي كان جيداً إذ أدى تساقط الأمطار وزيادة كميات المياه إلى زيادة إنتاج محاصيل وتحقيق فائض ساهم بإمكانية تصديرها كالطماطم والرقّي والأعلاف والتمر إلى دول عدة ومنها دول الخلي. لافتا إلى، أن "الوزارة شكلت لجانا تخصصية لدعم مسوّقي التمور وهذه اللجان تقوم بخطوات تسهيلية لجميع منتجيها".
*استيراد الآلاف من النخيل النسيجي
وأضاف، إن" العراق يمتلك المقومات التي تساعده على زراعة النخيل وزيادة الإنتاج، وخلال السنتين أو السنوات الثلاثة المقبلة سيعود ليكون من بين الدول المتصدّرة للإنتاج حول العالم". مبينا، إن "الوزارة توقّع أسبوعيا على طلبات لاستيراد الآلاف من النخيل النسيجي".
وبيّن وزير الزراعة، إن" هذا الفصيل من النخيل تبدأ ثماره بالظهور والإنتاج من 2 إلى 3 سنوات، ومستويات الإنتاج جيدة في الكثير من محافظات الجنوب والوسط، وهذا يمثل نقلة نوعية من شأنها مضاعفة الإنتاج". مؤكدا، إن" الوزارة تقدّم التسهيلات الكثيرة في عملية التصدير وبدأت تشجع المزارعين على الإنتاج".
*75 ألف نخلة في البصرة فقط
الأسبوع الماضي، أعلنت مديرية زراعة محافظة البصرة أن عدد أشجار النخيل النسيجي بلغت أكثر من ٧٥ ألف نخلة بمختلف الأصناف بمساحة تبلغ ٢٠٠٠ دونم على ضفاف شط العرب .
وذكر إعلام المديرية في بيان، أن قاطع شعبة زراعة النشوة يمتاز بكثرة أشجار النخيل بمختلف الأصناف مثل "البرحي والبريم والساير والحلّاوي والخضراوي وغيرها من الأصناف الاخرى " .
*5 مزارع في البصرة للنخيل النسيجي
وأضاف، "انتشرت في الآونة الأخيرة الزراعة النسيجية للنخيل من صنف البرحي حيث تم إنشاء خمس مزارع للنخيل النسيجي ضمن قاطع عمل شعبة زراعة النشوة. وبلغ عدد النخيل في تلك المزارع أكثر من ١٠٠٠ فسيلة استُخدِمت فيها طرق الرّي الحديثة (بالتنقيط)".
*السماح للشركات بالاستيراد
من جانبه، كشف رئيس لجنة الزراعة والمياه والأهوار البرلمانية فالح الخزعلي، عن موافقة وزارة الزراعة بالسماح للشركات التي ترغب بالاستيراد. مبينا، أن اللجنة داعمة لقطاع النخيل من خلال إكثاره ومنع استيراد التمور وتشجيع تصديرها.
وقال الخزعلي، إنه بناءً على المقترحات التي تم تقديمها لتعديل تعليمات الحجر الصحي وتعليمات استيراد النخيل النسيجي "التوربيدوا" وللأصناف النادرة من النخيل فضلا عن مبادرة البنك المركزي لدعم الزراعة، بمنح قروض المبادرة الزراعية وفق تعليمات محددة وبنسب فائدة لا تتجاوز 3% والتسديد القروض لمدة 10 سنوات.
فيما اعتبر مبادرة زراعة المليون نخلة في السماوة تمثل تقدّماً مهماً في قطاع زراعة النخيل.
*الطرق المُتّبعة عالمياَ
وفي وقت سابق، نظّمت مديرية زراعة البصرة بالتعاون مع منظمة (ايكاردا) البحثية الدولية ورشة عمل ناقشت أحدث الطرق المتّبعة عالميا في زراعة النخيل وتكثير الفسائل، واتّباع مشاريع حديثة لإنقاذ ما تبقى من بساتين النخيل عبر تكثير الفسائل مختبريا عن طريق "الزراعة النسيجية".
ويسعى العراق إلى خلق أجواء مناسبة للعمل في مختبرات زراعة الأنسجة تتضمن إدخال التقنيات الجديدة الخاصة بعملية الإكثار للحفاظ على الصنف وإنتاج فسائل خالية من الأمراض.
ويقول باحثون إن الطرق التقليدية لزراعة فسائل النخيل مُكلفة للغاية مقارنة بالطريقة التقنية الحديثة، وأنهم حصلوا على "بروتوكول جديد" أو طريقة جديدة لإكثار الأصناف وطوّروها وحصلوا على استجابة "وممكن على فسائل في المستقبل".
*خبراء دوليون
وبدأ العمل بتدريب طاقم العاملين العراقيين في المختبر على يد خبراء من المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة، وهو معهد للبحوث الزراعية والتطوير غير هادف للربح ويسعى لتحسين سُبُل العيش في المناطق الجافة في العالم التي تفتقر إلى الموارد.
ويقول مدير المختبر عبد العظيم كاظم: وفقا لـ"رويترز" إن "العديد من الظروف التي مرّت على العراق وخصوصا في محافظة البصرة أدت إلى تجريف كمية كبيرة من بساتين النخيل وانقراض عدد كبير من الأصناف التي كانت أصنافا جيدة جدا وتجارية انقرضت وقسم منها يوشك على الانقراض. لا توجد فيه فسائل لغرض الإكثار". مبينا، إنه "نتيجة لهذه الأسباب تم اقتراح هذا المختبر، فهذا النقص الكبير في الأعداد لا يمكن تعويضه بالطرق التقليدية وإنما يمكن إكثاره وتعويضه من خلال انتاج فسائل بالطريقة التقنية الحديثة التي هي طريقة الإكثار النسيجي”.
ويرى كاظم، إن "هذه الطريقة تمكّن البلاد من الحصول مئات الآلاف من الفسائل للأصناف التجارية التي تكون عادة باهظة الثمن".