"الكبتاغون والصفر واحد" يغرقان الانبار.. 4 معابر رئيسية وأكثر من 200 متعاط في المركز الواحد
انفوبلس/ تقارير
تحوّلت محافظة الأنبار إلى سوق واسعة رئيسية لمتاجرة واستهلاك مختلف أنواع المخدرات والمؤثرات العقلية، فـ"الكبتاغون" و"الصفر واحد" استفحلا مؤخرا بشكل كبير حتى إن العمليات الأمنية للضبط باتت لا تلحق واكتظت مراكز التأهيل بالمتعاطين. فما هي أسباب ذلك التفشي؟ وما أبرز المعابر الحدودية التي تدخل عبرها هذه المواد؟
*4 معابر للمخدرات
يُحدّد تقرير أمني لوحدة مكافحة المخدرات في الأنبار، حصلت عليه شبكة انفوبلس، أربعة معابر لدخول المواد المُخدّرة إلى العراق عبر الحدود الصحراوية.
منطقة القائم فيها معبران، هما الطريق النيسمي عبر بلدة القائم الحدودية مع محافظة البوكمال السورية، فيما الطريق الآخر عبر صحراء منطقة الوليد وصولاً إلى الأراضي السورية.
منطقة الرطبة، وهي بمعبرين أيضاً، طريق نيسمي يصل بين طرفي الصحراء العراقية – الأردنية المُشتركة عبر وادي (الاثنا) ذي التضاريس المتموجة والهضاب والوديان. أما الآخر عبر وادي حوران الذي يمر بصحراء الرُطبة وصولاً الى الأراضي الأردنية.
غير أن الوقائع الميدانية تؤكد تنامي نشاط تهريب المواد المُخدّرة في الأنبار طيلة السنوات الثلاث الفائتة.
*عمليات الحشد الشعبي
كانت آخر عمليات الحشد الشعبي لملاحقة تجار المخدرات في الانبار هي اليوم. حيث أعلنت هيئة الحشد الشعبي، الإطاحة بأحد أكبر مروّجي المخدرات في محافظة الأنبار.
وذكرت الهيئة في بيان، أن "قيادة عمليات الحشد الشعبي في الأنبار، تمكنت من الإطاحة بأحد أكبر مروجي المخدرات بالمحافظة"، مبينة أن "قسم الأمن التابع بقيادة العمليات نجح بعد متابعة مستمرة من إلقاء القبض على أحد أكبر مروجي المخدرات في محافظة الانبار المدعو (عارف مؤيد جاسم) وبحوزته كمية كبيرة من الحبوب المخدرة لم تكشف جميعها لدواع أمنية".
وأضافت، أن "الشخص المذكور كان يروم ترويج كميات المخدرات داخل المحافظة"، مبينة أنه "جرى اتخاذ الإجراءات القانونية بحقه وتسليمه الى الجهات المختصة".
وقبلها بيومين، أطاحت استخبارات اللواء ٥٥ التابع لقيادة الحشد الشعبي في الأنبار بتاجر مخدرات في المحافظة بعملية أمنية دقيقة.
حيث سُلِّم المعتقل إلى مديرية مكافحة المخدرات في الانبار تمهيداً لعرضه على السلطات القضائية لينال جزاءه وفق القانون.
وقبل ذلك أيضا، شنَّ الحشد الشعبي عمليات أمنية قادت إلى العديد من تجار المخدرات وضبط الآلاف من الحبوب المخدرات في الانبار، مع التأكيد بأن كل تلك العمليات تمت في غضون أقل من أسبوع.
*أكثر من 200 متعاطٍ
وعن عدد المتعاطين في الانبار، أعلن مسؤول المتابعة في مركز التأهيل النفسي بمركز الانبار للتأهيل النفسي والاجتماعي محمد خالد الدليمي، عن إحصاء عدد الذين تم استقبالهم من المتعاطين للمخدرات لغرض تأهيلهم داخل مركز للتأهيل النفسي والاجتماعي في الرمادي.
وقال الدليمي في تصريح له تابعته شبكة انفوبلس، إن "مركز الانبار للتأهيل النفسي والاجتماعي الذي خُصص لاستقبال حالات التعاطي والإدمان على المخدرات استقطب خلال الفترة الحالية أكثر من 200 نزيل من مدن الانبار بينهم حالات طوعية تدخل الى المركز لتلقي العلاج وفق برنامج علاجي يستمر لمدة 30 يوما، بعدها يُعرض على اللجنة الطبية في المركز لبيان تماثله للشفاء من عدمه".
وتابع الدليمي، أن "إنشاء المركز سيُسهم في معالجة المتعاطين وتأهيلهم بشكل يضمن عدم عودتهم الى تعاطي المخدرات، مؤكدا أن "ظاهرة تعاطي المخدرات انتشرت في الآونة الأخيرة بشكل لافت".
*شبكات تحت الأرض.. و"الكبتاغون" الأكثر انتشارا
كان لمحافظة الانبار النصيب الأكبر من سيطرة الارهاب الداعشي على أغلب مدن المحافظة، وأصبحت صحراؤها مرتعاً للإرهاب الداعشي، ومن خلال هذه العصابات التي تفنّنت كثيراً في القتل بالإضافة الى تنوعها في دعم عمليات تهريب المخدرات والتي أصبحت تتدفق الى الانبار عبر ممرات سرية وتحديداً في الرمادي حيث يسهّل الوصول إليها بسبب وجود شبكات تحت الارض كان يستخدمها الارهابيون وتربط التجار والمتعاطين حيث يقوم البائعون ببيع بضائعهم في الشوارع سراً، وفق مراقبين من داخل الانبار.
ويؤكد هؤلاء، أن "تجار المخدرات في المحافظة استخدموا طرقاً وحيلاً متنوعة من أجل ترويجها وبيعها عبر التحايل على الإجراءات الأمنية بما في ذلك استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للترويج واستخدام نقاط بعيدة من اجل عمليات البيع لتجنب اكتشافها، أو من خلال تنوع وسائل النقل في عمليات البيع، خصوصاً مادة "الكبتاغون" والتي تُعد الاوسع انتشاراً والتي لا يتجاوز أسعارها خمسة الآف دينار، وأن غالبية المتعاطين يقعون ضمن الفئة العمرية ما بين(15-30) عاما".
*مصادر "الكبتاغون"
وبحسب آراء المختصين، فإنه من المرجح ارتفاع معدلات الإدمان بين الشباب الى50%،حيث تُعد الانبار كأحد أكبر وأهم الأسواق والتي تضم كبار التجار والمستهلكين للمواد المخدرة منذ عام 2003 . تجار السلاح والمهربين والتي تسيطر على الشبكات الاجرامية العابرة للحدود على تهريب المخدرات والاتجار بها الى العراق، وأمست محافظة الانبار مركزاً مهماً لتهريب المخدرات وتمتد عبر حدود سوريا ولبنان، حيث يشير الاختصاصيون أن منشأ "الكبتاغون" هو سوريا ولبنان ومن ثم يأتي الى العراق.
وتؤكد التقارير، أن المصادر الرئيسية لهذه المادة والتي تدخل الى الانبار هي المصانع والمنشآت الموجودة في سوريا ولبنان وأن منطقة القائم تنشط بشكل خاص في تهريب كميات كبيرة.
*العشائر تتبرأ
واليوم الاثنين، نظم شيوخ ووجهاء محافظة الانبار، مؤتمرا عشائريا لبحث التداعيات الخطيرة لظاهرة تعاطي المخدرات داخل المجتمع الانباري معلنين مساندتهم للقوات الامنية في حربها ضد المخدرات.
وقال الشيخ أحمد العيساوي، إن "شيوخ ووجهاء قضاء عامرية الصمود جنوبي مدينة الفلوجة، نظموا مؤتمرا عشائريا لمحاربة انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات بين الشباب وحث الجميع على مساندة القوات الامنية في حربها ضد تجار المخدرات ومروجيها لخلق بيئة نظيفة خالية من هذه الآفة".
وأضاف، إن "الحضور أعلنوا براءتهم من تجار المخدرات والمروجين، وحثوا الجميع للاخبار عنهم وتسليمهم الى القوات الامنية والمراكز الصحية المختصة باستقبال المدمنين والمتعاطين لمعالجتهم وتأهليهم طبيا".
وتابع، إن "الحضور حذروا من استشراء ظاهرة بيع وشراء بالصكوك المزورة وكارتات الموبايل وما خلّفته من وقوع عمليات نصب واحتيال ومشاكل عشائرية".